7 خيارات صعبة لكنَّها ستجعلك أسعد

هذا هو الحال، تقبَّله وتعلَّم منه: لا يهم ما فعلته في الماضي، ما يهم هو ما ستفعله بدءاً من الآن. اعلم أنَّك لا تستطيع النهوض في البيئة نفسها التي خذلتك؛ أي اختر الظروف المناسبة والأشخاص المستعدين لمساعدتك على النهوض والنمو.



لن تكون دائماً أولوية بالنسبة إلى الآخرين؛ لذا يجب أن تكون أولوية بالنسبة إلى نفسك، تعلَّم أن تحترم نفسك، وتعتني بنفسك، وادعم نفسك، احتياجاتك هامَّة فابدأ بتلبيتها.

لا تنتظر من الآخرين ليختاروك، بل اختر نفسك بنفسك، واختر أن تعيش حياتك اليوم ليس بصفتك متفرجاً، أو سجيناً للبيئات والمعتقدات القديمة التي تقيدك أحياناً، بل أن تشارك بنشاط، وتتفاعل مع الاحتمالات الجديدة أمامك.

إليك 7 خيارات صعبة لكنَّها ستجعلك أسعد:

1. اتخاذ موقف يساعدك على التقدم:

قال الفيلسوف اليوناني "إبيكتيتوس" (Epictetus) منذ أكثر من 2000 عام: "لا ينزعج الناس بسبب الأشياء التي تحدث لهم، لكن بسبب المبادئ والآراء التي يشكِّلونها بشأن تلك الأشياء، وعندما نشعر بالانزعاج أو الحزن، دعونا لا نلوم الآخرين، بل أنفسنا ومبادئنا وآراءنا".

بمعنى آخر؛ الشخص المسالم والقوي ذهنياً ليس في موقف جيد دائماً، ولكنَّه شخص يتصرف بأسلوب جيد دائماً في كل موقف.

بصرف النظر عمَّا تمر به، فالأمر يتعلق بالاختيار، هل ستسمح لما حصل بإزعاجك؟ هل ستعده أمراً سيئاً أم جيداً؟ هل ستختار المواجهة أم الفرار؟ هل ستختار الصراخ أم الهمس؟ هل ستختار الرد فوراً أم التفكير ملياً قبل الرد؟

عندما تشعر بالإحباط حيال موقف في الحياة لا يمكنك التحكم فيه، يجب أن تتذكَّر الحقيقة القاسية، وهي أنَّه في بعض الأحيان يكون تغيير وضعك غير ممكن، أو ببساطة غير ممكن بالسرعة الكافية، على سبيل المثال، لا يمكنك الحصول على وظيفة جديدة في لحظة، ولا يمكنك تغيير شخص آخر رغماً عنه، كما لا يمكنك محو الماضي.

لكن، يمكنك دائماً اختيار موقف يساعدك على التقدم، ممَّا سيساعدك على تغيير ظروفك بدءاً من داخلك وانتقالاً إلى محيطك، ويسمح لك في النهاية بالتغلب على الصعوبات التي لا يمكنك التحكم فيها.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح بسيطة لحياة أكثر سعادة

2. التركيز على اليوم فقط:

يمكنك مواجهة تحديات يوم واحد بمهارة، لكن عندما تضيف إليه تحديات الأمس والغد تصبح الحياة صعبة ومعقدة جداً.

تقبَّل أنَّ تجربة اليوم ليست هي التي تعوقك وتحبطك، وإنَّما الندم والاستياء بشأن شيء حدث بالأمس، أو الخوف ممَّا قد يجلبه لك الغد، فيجب أن تعيش كل يوم بيومه.

تنطبق الاستراتيجية نفسها على أهدافك أيضاً، فلا داعي لأن تكون كبيرة ومعقدة لدرجة أن تخيفك، إذا كانت أهدافك تحمِّسك ومقسَّمة إلى أجزاء يمكن التحكُّم فيها، ستشجع على تحقيقها، وإذا كانت تتعلَّق بأشياء هامَّة في حياتك، وليس فقط ما تعتقد أنَّه "يجب" عليك فعله، فسوف يكون العمل عليها بانتظام أسهل.

3. اتخاذ الخطوة التالية:

لا يتطلَّب الأمر سوى تقدُّم صغير كل يوم لتحقيق تغيير هائل مع مرور الوقت، فلا ينهض الناس فجأة ويبدؤون في عيش حياتهم المثالية بين عشية وضحاها؛ إذ تؤدي عاداتهم اليومية الصغيرة دوراً كبيراً في تمكينهم من إنشاء الحياة التي يريدون أن يعيشوها بصدق.

يمكنك اختيار تطوير عادات تساعدك على إنشاء الحياة التي تحلم بها، أو تلك التي تبقيك ثابتاً على وضعك الحالي، فاتخذ القرار والتزم به، ثمَّ اتخذ الخطوة التالية الصغيرة للأمام في الاتجاه الذي تختاره.

هذا كل ما في الحياة خطوات صغيرة وإيجابية تتخذها لحظة تلو الأخرى، وبعد ذلك يوماً ما عندما تنظر إلى الوراء، تجدها تراكمت وصنعت شيئاً جديراً بالاهتمام، وغالباً ما يكون أفضل بكثير ومختلف عمَّا كنت تتخيَّله عندما بدأت رحلتك.

4. عدم أخذ الأمور على محمل شخصي:

لا فائدة من التمسُّك بالغضب أو الاستياء أو أي من المشاعر المشابهة، فلن تكون الإنسان الذي أنت عليه اليوم لولا كل تجربة مررت بها في حياتك، فالإخفاق وارتكاب الأخطاء وخذلان الناس أحياناً ليس سيئاً، فهذه العثرات جزء من طبيعة البشر، وعندما تُدرك هذه الحقيقة وتتقبَّلها، ستفهم أنَّ ما يفعله الناس من حولك نادراً ما يتعلق بك.

فكِّر في آخر مرة كنت فيها غير لطيف مع شخص ما، هل كان ذلك بسببه أم بسببك؟ على الأغلب أنَّ السبب كان أنَّك كنت تمر بيوم سيِّئ آنذاك، أو إذا آذاك شخص ما، فمن المحتمل أن يكون قد تعرَّض للأذى هو نفسه؛ لذا ابذل قصارى جهدك حتى لا تأخذ أي شيء على محمل شخصي، لا تدع الإهانات تؤثر فيك، فلا يستطيع معظم البشر أن يتعاملوا مع الآخرين إلا كما يعاملهم من حولهم؛ لذا يجب أن تنبع كل أفعالك ونواياك من الحب، لكن اعلم لن يبادلك الجميع الحب، ولا بأس في ذلك.

كما أوضح "ميغيل رويز" (Miguel Ruiz) في كتابه "الاتفاقيات الأربعة" (The Four Agreements)، عندما لا تأخذ أي شيء على محمل شخصي، فإنَّك تحرِّر نفسك، حينها يمكنك الانفتاح على العالم بحرية دون القلق بشأن رأي الآخرين.

5. إنشاء مساحة صحية لنفسك بعيداً عن مصادر السلبية:

لا يهم إذا كان والدك، أو أختك، أو ابن عمك، أو صديقك، أو زميلك في العمل هو مصدر السلبية، إذا كانوا يحبطونك يومياً يجب عليك قضاء وقت أقل معهم، لا يعني هذا أنَّه يجب عليك نفيهم من حياتك، بل يعني أنَّه يمكنك اختيار قضاء بعض الوقت بعيداً عنهم لاستعادة بعض الإيجابية.

يوجد فرق كبير بين قبول أنَّ مصدر تصرفات أو سلوكات شخص ما هو القلق أو انعدام الأمن، وبين تبرير سلوكهم ومن ثمَّ تمكينه من الاستمرار بالتأثير سلباً في حياتك.

يجب عليك ألا تتغاضى عن السلوك السلبي لشخص ما تجاهك، فمع أنَّك قد تتعاطف معه وتتفهم أسبابه، ففي مرحلة ما عليك أن تتحمَّل مسؤولية عافيتك، وإذا قرَّر شخص ما أن يضرك مراراً وتكراراً، فعليك مواجهته.

وضع في حسبانك أيضاً أنَّ الآراء المختلفة جزء من الحياة والعلاقات، لكن عندما نصادف أشخاصاً عازمين على توجيه انتقادات قاسية في بعض الأحيان علينا فقط أن نقول لأنفسنا إنَّنا ربما لا نفعل ما يعتقدون أنَّه يجب علينا فعله، ولكنَّنا على الأقل نتقدم ونبذل قصارى جهدنا.

إقرأ أيضاً: الطاقة السلبية: مصادرها وكيفية التغلب عليها

6. طلب الدعم من المصادر الصحيحة فقط:

فكِّر للحظة، إذا كنت تشتهي البيتزا، فهل ستذهب إلى مطعم سوشي ياباني؟ بالطبع لا؛ لأنَّك تعلم أنَّهم لا يقدمون البيتزا هناك، فلن يكون لديهم حتى المكونات الصحيحة لصنع البيتزا حتى لو كانوا على استعداد لتأمين طلبك، فإذا كنت تريد البيتزا، فستذهب ببساطة إلى مطعم إيطالي يقدمها.

فكِّر الآن في الأشخاص الذين تتَّجه إليهم عندما تتوق إلى الدعم أو الطمأنينة أو التوجيه أو التغذية الراجعة الصحية أو مجرد شخص محب ليصغي إليك، هل تذهب إلى الأشخاص القادرين باستمرار على تقديم ما تريده، أم إلى الأشخاص الذين ليس لديهم ما تحتاج إليه، ومن ثمَّ تجد نفسك محبطاً وخائب الأمل؟ فقد حان الوقت لتلبية حاجاتك من شخص قادر على ذلك.

إقرأ أيضاً: 6 خطوات سهلة للحصول على السعادة الأبدية

7. أن تكون على ما يرام حتى حين لا تكون كذلك تماماً:

مع أنَّ تحديات الحياة تجعلنا أقوى، وأنَّه سيكون كل شي على ما يرام في نهاية المطاف، فالوضع ليس دائماً على ما يرام في الوقت الحالي، وأحياناً هذا كل ما يمكننا أن نفكِّر فيه عندما نكون في خضم أوقات عصيبة جداً، ففي بعض الأحيان، ليس كوننا على ما يرام هو كل ما يمكننا استيعابه، وهذا الشعور طبيعي، وقبول ذلك يمكن أن يخفِّف من ثقل عبئنا.

إذ لن تكون على ما يرام عندما تخسر شخصاً تحبه، ولن تكون على ما يرام عندما تنهار حياتك، ولن تكون على ما يرام عندما توشك على الإفلاس وتبقى دون مصدر للدخل، ولن تكون على ما يرام عندما يخونك شخص تثق به، ولن تكون على ما يرام عندما تكون مرهقاً عاطفياً لدرجة أنَّك لا تستطيع النهوض من السرير في الصباح، ولن تكون على ما يرام عندما تواجه الفشل أو الخزي أو الحزن، أيَّاً كانت أوقاتك الصعبة، في بعض الأحيان لا يكون الأمر على ما يرام في الوقت الحالي، ولا بأس في هذا.

تقبَّل أنَّك لن تكون على ما يرام تماماً طوال الوقت، لأنَّ أولئك القادرون على النجاح على الأمد الطويل هم الذين يضعون أساساً ثابتاً للنمو قائماً على مصاعب الحياة، فلا تخف من ألا تكون على ما يرام لبعض الوقت، لأنَّه عندما يحدث ذلك، فإنَّ الموقف سيفتح لك فرصة للنمو وإعادة بناء نفسك لتصبح إنساناً أفضل.




مقالات مرتبطة