7 خطوات لتحديد هدفك بنجاح

سألني أحدهم مؤخراً: "إذا كنتِ بطلةً خارقةً، فماذا ستكون قوَّتكِ العظمى؟". وبقدر ما يبدو هذا السؤال مبسَّطاً وطفولياً، فقد كان مثيراً للتفكير؛ لا سيَّما أنَّني لم أفسر هذا السؤال على أنَّه ما هو الشيء الذي أريد لقوَّتي أن تكون عليه، بل ما موهبتي الفائقة التي تبرز فوق كل نقاط قوَّتي الأخرى.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة داون هالي (Dawn Halley)، والتي تُحدِّثنا فيه عن تجربتها في تحديد الأهداف بنجاح.

وفي حين أنَّ هذا لا يبدو مثيراً مثل القدرة الخارقة على قراءة الأفكار، يجب أن أعترف أنَّني في الواقع أشعر وكأنَّني بطلة خارقة عندما أسعى وراء أهدافي، وأتخيلها بتركيز كبير، وأبذل جهداً هائلاً لتحقيقها، ومن ثم أبدأ العمل عليها.

قد أفكر في أشياء تبدو غير قابل للتحقيق تماماً. ولسبب ما، أجد هذا النوع من الأهداف هو ما يحفزني، فضلاً عن بعض الأشياء القليلة المُرضية والداعمة في الحياة، مثل الأحلام الكبيرة وتحقيق هدف طموح.

إذاً، لماذا أنا أجيد هذا الأمر بشكلٍ خاص؟ وما هي عملية التفكير أو الموهبة أو الدافع أو مجموعة المهارات، التي تتيح لي أن أحلم بأحلام كبيرة وأن أحقق أهدافي؟ أو بعبارة أخرى، لماذا لا يجيد الآخرون ذلك؟ تكمن الإجابة عن هذا، في أنَّ دافعي إلى النجاح والتحدي المستمر لنفسي، يبدو غريزياً إلى حدٍّ ما، ولا أشعر به كقوة عظمى، ولا أشعر بأيِّ مهارة أو موهبة أكثر من أيِّ باحث آخر عن الهدف.

مهما كانت الصفات الشخصية التي أمتلكها في داخلي وتساعدني في متابعة أهدافي، فهي ليست بتلك الأهمية. وأعتقد أنَّه يمكن لأيِّ شخص متابعة أحلامه وتحقيق أهدافه باتباع خطوات بسيطة وعملية؛ حيث أعتقد أنَّ هذه الخطوات هي المفتاح لتحقيق النجاح في إنجاز أهدافك وإحراز تقدم في حياتك.

فيما يلي الخطوات السبع الأساسية التي يجب عليك اتخاذها من أجل تحديد الهدف من قوَّتك الخارقة:

1. اتِّخاذ قرار التغيير:

الهدف وليد الحاجة إلى التغيير؛ فإذا كنت خائفاً من هذا التغيير ولم تواجه خوفك، فمن غير المحتمل أن تحرز تقدماً في تحقيق هدفك. إنَّ من السهل جداً التوصل إلى هدف، من دون التفكير حقاً في سبب تحديدك الهدف والتغييرات التي ستواجهها مستقبلاً، وهذا هو السبب في أنَّه من الهام أن تنظر بدايةً إلى هدفك على أنَّه تغيير ضروري تريد القيام به في حياتك. وسأستخدم أحد أهدافي الحالية كمثال:

هدفي هو بدء مدونة أعتاش من الدخل الذي تُدِرُّه عليَّ.

كيف توصلت حقاً إلى هذا الهدف؟ إليك ما كنت أشعر به:

  • غير راضية عن مسيرتي.
  • مستاءة من تنقلاتي من وإلى العمل.
  • شعوري بأنَّني محاصرةٌ في عملي.
  • شعوري أنَّ وجودي محصورٌ في مكانٍ محدد.
  • شعوري أنَّ المكاسب التي يُحتمَل أن أحرزها محدودة.

وقد جعلتني رغبتي في معالجة هذه المخاوف، أدرك أنَّ هناك حاجة إلى تغيير شيء ما؛ حيث كنت بحاجة إلى تقييم مسيرتي المهنية، وطرح الأفكار حول التغييرات التي يمكنني إجراؤها، والتي من شأنها أن تضعني على الطريق الذي أريد أن أكون فيه خلال السنوات الخمس المقبلة.

وعلى الرغم من وجود بعض التغييرات المهنية التي كان في إمكاني إجراؤها، إلا أنَّ أيَّاً منها لم يكن مُحمِّساً أو محفِّزاً؛ لذا ارتأيت أنَّه حان الوقت لإجراء تغيير أكبر. وعندما فكرت في الفكرة المجنونة لبدء عملي الخاص، والذي من شأنه أن يمنحني ساعات عمل مرنة، من دون تنقلات صعبة، ومن دون حدٍّ أعلى محدد من الدخل، شعرت بالحماسة الشديدة.

والآن أصبح لديَّ هدفٌ ذو معنى، وله جوهر، ويعني تغييراً مذهلاً سيحسِّن حياتي ويجعلني أشعر بالسعادة والرضا. وعلى الرغم من أنَّ التغيير كلمة مخيفة جداً، إلا أنَّها تحمل الآن ما يكفي من المعنى بالنسبة إلي، لدرجة أنَّني أستطيع أن أكون شجاعة ومثابرة، على الرغم من خوفي.

عليك أن تحدد ما الذي يجب تغييره في حياتك، ثم يمكنك تحديد هدفك.

إقرأ أيضاً: 10 استراتيجيات تساعدك في تقبل التغيير في الحياة مهما كان قاسياً

2. تحديد الهدف الذي سيُحدث التغيير الذي تريده:

لقد حددت مثلاً ما أريد تغييره في حياتي، وكيف يمكنني تحقيق ذلك. والآن، أنا بحاجة إلى تحديد ما أحتاج إلى القيام به بالضبط؛ إذ بعد البحث عن الذات والحوار الداخلي، قررت أنَّني متحمسة جداً لبدء عمل تجاري، فلطالما أردت تجربة عملية تقديم منتج جديد إلى السوق.

والآن، أنا بحاجة إلى طرح السؤال، هل هذا الهدف يحقق التغيير الذي أريده؟ قررت في النهاية أنَّه لا يتناسب مع التغييرات التي كنت أرغب فيها؛ إذ إنَّ هذا الأمر تحديداً سيحتاج إلى استثمار كمٍّ كبيرٍ من الوقت، ومن غير المرجح أن أربح الكثير من المال، لأنَّه لم تكن لدي أيُّ خبرة سابقة في تطوير المنتجات أو التصنيع أو التسويق. ثم إنَّني ما زلت بحاجة إلى الاحتفاظ بعملي اليومي إلى أجل غير مسمى، ولن يؤدي هذا إلى أيٍّ من التغييرات التي كنت أبحث عنها.

عندها عدت لمخططاتي، فظهرت فكرة إنشاء مُدوَّنة بشكل أساسي كوسيلة لتتبُّع تقدمي الخاص وتحمُّل المسؤولية، ولكن عندما حلَّلتُ فكرة بدء مُدوَّنة من منظور تجاري، أدركت أنَّها تفي بجميع معايير التغيير الخاصة بي. وهكذا وُلد هدفي؛ بدء مدونة مُدرَّة للدخل.

3. البحث عن السبب:

ماذا يعني هذا الهدف بالنسبة إليك؟ إن كنت ستحقق هذا الهدف بنجاح، فيجب أن يكون هاماً حقاً بالنسبة إليك.

أنا أريد مثلاً اختيار ساعات العمل الخاصة بي، والمكان الذي أؤدي فيه عملي بحُرية، وألَّا يكون دخلي محدوداً. فعندما أعود للوراء، لأفكر فيما يعنيه هدفي بالنسبة إليَّ وكيف ستكون حياتي عندما أنجح، يصبح السبب وراء ذلك أكبر بكثير من أيِّ خوف قد يعوقني.

وكلما أربكني الخوف أو العمل الذي أحتاج إلى القيام به لتحقيق هذا الهدف، أو عندما أعاني من نقص في الحافز لمواصلة التقدم، فلن أحتاج إلى أكثر من التفكير في السبب الذي من أجله أسعى إلى تحقيق الهدف؛ فأرى أنَّ الخيار الوحيد المتاح هو الاستمرار في التقدُّم، وأنَّ المكاسب التي أُحرزها تستحق مشقة الوصول إلى الهدف.

4. تحديد الخطوات اللازمة للوصول إلى هدفك:

حان الوقت الآن للنزول إلى أرض الواقع، واتخاذ خطوات عمل حقيقية؛ إذاً، ماذا عليك أن تفعل لبدء التقدم؟ كن محدداً وامنح نفسك مواعيد نهائية متعددة.

ما الذي أحتاج إليه مثلاً للتقدُّم والبدء فعلياً بمُدوَّنة مربحة؟ يتطلب الأمر قدراً كبيراً من البحث؛ هذا أمر مؤكد، ونظراً لأنَّ هدفي ضخم جداً ومفصل، سأستخدم عنصراً واحداً مُقسَّماً إلى خطوات قابلة للتنفيذ.

الإجراء المطلوب: كتابة منشورات المُدوَّنة العشرين الأولى:

  • اليوم الأول: إجراء جلسة عصف ذهني للتفكير في موضوعات المقالات وعناوينها.
  • اليوم الثاني: ابتكار 20 فكرة للنشر.
  • كل يوم: الاستيقاظ مبكراً 60-90 دقيقة كل يوم، وكتابة 800 كلمة على الأقل.
  • السعي لإكمال مقالتَين كل أسبوع.
  • الموعد النهائي: 8 أسابيع.

وهذه هي الخطوات القابلة للتنفيذ التي سأتخذها كل يوم للعمل على تحقيق هدف إكمال أول 20 مقالة، بحيث يكون لدي محتوى كافٍ من أجل:

  1. تقييم ما إذا كان في إمكاني أن أؤدي هذا العمل، أو إذا ما كنت أريد ذلك.
  2. إطلاق مُدوَّنتي الجديدة.

5. تطبيق هذه الخطوات يومياً:

بدأ الآن الجزء الصعب؛ إذ في الواقع عليك أن تفعل هذا يومياً؛ لذا جهِّز نفسك للنجاح مبكراً، واكتب هدفك والغاية من تحقيقه واحتفظ به معك. وضعه على الحائط بجانب سريرك، أو على الثلاجة، أو في الحمام، أو أينما كان، لتتأكد من تذكيرك بأهمية ذلك، وابقَ متحمساً لمتابعة الخطوات اليومية المملة التي ستوصلك بالفعل إلى هدفك؛ فهذا ليس ممتعاً ومثيراً دائماً.

ليست الخطوات بالأمر المعقد، وقد لا تحتاج إلى الكثير من التفكير أو الجهد، لكنَّها ستوصلك إلى هدفك؛ لذا تأكد أيضاً من تعيين الخطوات اليومية التي يمكنك جدولتها في يومك. وإذا وجدت نفسك متخلفاً، فراجع هذه الخطوات واضبط جدولك الزمني لتحقيق النجاح.

إقرأ أيضاً: أنجز أمورك الهامة من خلال الجدولة الزمنية

6. تتبُّع تقدمك:

لقد قلتها من قبل وسأكررها مرات عدة: إذا كنت لا تعرف من أين بدأت، أو إلى أين أنت ذاهب، فأنت لا تمتلك مساراً واضحاً لتتَّبعه.

إن كان هدفك إنقاص الوزن على سبيل المثال، فاحتفظ بدفتر يوميات عن الطعام أو استخدم تطبيقاً لتتبُّع طعامك وسعراتك الحرارية. وخذ أوزاناً وقياسات أسبوعية، ثم ارسم هذه النتائج برسم بياني حتى تتمكن من رؤية التقدم؛ إذ لا يوجد شيء أكثر إرضاءً من رسمٍ بياني واضح يبيِّن تقدُّمك؛ سوف يبقيك ذلك متحمساً.

فيما يلي مثال عن كيفية تتبُّع تقدُّمي في أثناء كتابة أول 20 مقالة في المدوَّنة؛ حيث أنشأت جدول بيانات بسيطاً للغاية بخلايا منسقة لتلوين التعليمات البرمجية عندما أكملت أيامي.

7. المراجعة وإجراء تعديلات:

بمجرد تعيين خطوات العمل اليومية الخاصة بك والبدء بتنفيذها، ستعرف ما إذا كنت قد استهلكت الكثير من الوقت، أم لم تحصل على وقتٍ كافٍ، أم إذا كان لديك الدافع المناسب للمتابعة كل يوم، هذا هو المكان الذي تأخذ فيه خطوة إلى الوراء وتُقيِّم تقدمك، وتُجري التعديلات المناسبة للبقاء في المسار الصحيح بنجاح.

ربما تكون قد فاتتك أيام كثيرة بسبب عدم شعورك بالتحفيز بعد الآن، يمكنك عندها إعادة النظر في هدفك وأسبابه، وأن تكون أكثر صرامة بشأن جدولة خطوات العمل اليومية؛ لذا قم بجدولته في التقويم الخاص بك، وتأكد من عدم وجود أي مشتتات في أثناء ذلك الوقت.

في الختام:

تحديد الهدف هو حدثٌ جلل؛ فأنت تقبل بنشاط التغيير في حياتك لسبب محدد للغاية.

  • الخطوة الأولى: التفكير في مجالات حياتك التي ترغب في تعديلها أو تغييرها، والتركيز على واحدة على وجه الخصوص، والبحث حقاً فيما يزعجك وأسبابه.
  • الخطوة الثانية: من هنا يولد الهدف ويُحدَّد.
  • الخطوة الثالثة: بمجرد أن تكون لديك صورة واضحة عن التغيير الذي تريده، على شكل هدف محدد بوضوح، فكِّر حقاً فيما يعنيه هذا الهدف بالنسبة إليك. فهذا هو المكان الذي ستجد فيه دافعك للبقاء مركزاً والعمل على تجاوز مخاوفك.
  • الخطوة الرابعة: تقسيم هدفك إلى الخطوات التي ستقودك إلى النجاح.
  • الخطوة الخامسة: البدء بتنفيذها يومياً.
  • الخطوة السادسة: تتبُّع ما تفعله ومراقبة تقدُّمك.
  • الخطوة السابعة: حافظ على هدفك في متناول يديك، وراجعه دائماً، ثم تذكَّر أنَّك حددت هذا الهدف من منطلق الحاجة إلى رؤية بعض التغيير في حياتك؛ لذا راجع سبب ذلك، واضبط خطوات العمل اليومية حسب الحاجة إلى البقاء في المسار الصحيح.

اتخذ هذه الخطوات السبع، واجعل تحديد هدفك قوَّتَك الخارقة.

يُعَدُّ التلوين مفيداً حقَّاً؛ إذ إنَّه يسلط الضوء على تقدمك. وسواء كنت تستخدم برنامج "إكسل" (Excel) أم الكتابة اليدوية على الورق أم تستخدم السبورة البيضاء، استخدم نصاً أو أقلاماً ملونة. وكلما برزت نجاحاتك الصغيرة، زادت حماستك للحفاظ على الزخم والاستمرار في تجاوز تلك المكاسب الصغيرة على أنَّها مكتملة.

المصدر




مقالات مرتبطة