7 حيل عقلية تعزز ثقتك بنفسك

في أول يوم لي في أكاديمية مكتب التحقيقات الفيدرالي، لم أشعر بأنَّني بطلة خارقة، ولم أشعر أنَّني بنيت الثقة بالنفس اللازمة لحياتي المهنية إلَّا بعد أربعة أشهر من وضعي في مواقف خطيرة ومحرجة؛ فتعزيز الثقة هو الهدف الأساسي للأكاديمية قبل أن يُرسلِوا عملاء مكتب التحقيقات مع مسدس وشارة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة لارا كوي (Larae Quy)، والذي تُحدِّثنا فيه عن حِيَل بسيطة لبناء الثقة بالنفس، بناءً على تجربتها الشخصية في العمل في مكتب التحقيقات الفيدرالي.

لقد كانت هناك لحظات ينبض فيها قلبي بسرعة، وتتصبب راحة يدي عرقاً لمجرد التفكير في التحديات الجديدة التي تواجهني؛ ولكنَّني تعلمت أنَّ النجاح لن يمنحني الثقة بالنفس؛ بل قدراتي وثقتي بنفسي هي التي ستمنحني النجاح.

في اليوم الأول، كانت تملأني الشكوك، فأنا لم أُطلق النار أو أقبض على جاسوس أجنبي وأحقق معه من قبل، وقد دفعتني هذه التحديات إلى خارج منطقة راحتي. فشعرت وكأنَّني تحت رحمة المجهول، ولا أعرف كيف سأواصل، ولكنَّي تمسكت بحلمي في أن أصبح مُحقِّقة فيدرالية، وواصلت المسير.

أعتقد أنَّ روَّاد وأرباب الأعمال والقادة قد يشاركونني بعض المخاوف نفسها التي واجهتها في أكاديمية مكتب التحقيقات الفيدرالي، والتي تتلخَّص في عبارة "كيف يمكنني القيام بذلك؟"، ولكن خلال 24 عاماً من عملي في مكتب التحقيقات الفيدرالي، كانت الكلمة الوحيدة التي لم أسمعها قط هي: "لا أستطيع".

الثقة هي أساس القيادة، فإذا كنت لا تؤمن بنفسك، كيف سيؤمن بك الآخرون؟

فيما يلي سبع طرائق يتعلمها عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي لتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وهي نصائح يمكنك استخدامها لتكون أكثر ثقة بنفسك أيضاً:

1. تجاوَز المعتقدات المقيِّدة للذات:

كنَّا نعتقد في طفولتنا أنَّ بإمكاننا غزو العالم، ولكن في مرحلة ما بين الطفولة والرُشد، يُسحَق حماسنا وميولنا الطبيعية لتحقيق الأحلام الكبيرة، فيبدأ الآباء والمعلمون بفرض معتقداتهم الخاصة -حول ما يمكننا وما لا يمكننا فعله في الحياة- علينا.

إذا لم يدفعنا المدربون في أكاديمية مكتب التحقيقات الفدرالي إلى تجاوُز معتقداتنا المُقيِّدة للذات، فهم لا يقومون بعملهم.

كيف تفعل ذلك؟

اكتشف حدودك بتعريض نفسك لمواقف مختلفة وأمور غير مريحة، وبمجرد أن تثق بنفسك، ستندهش مما يمكنك إنجازه.

إقرأ أيضاً: ملخص كتاب "سيطر على حياتك" للدكتور إبراهيم الفقي

2. لا تخلط بين الذاكرة والحقائق:

لا تخزِّن ذاكرتنا المعلومات كما قُدمت إلينا تماماً؛ بل نستخلص جوهر التجربة ونخزِّنها بطرائق تجعلها أكثر منطقية بالنسبة لنا، ولهذا السبب غالباً ما يروي الأشخاص المختلفين الذين يشهدون الحدث نفسه القصة بطرائق مختلفة.

يحتوي عقلك على انحياز تأكيدي داخلي، ممَّا يعني أنَّه يخزِّن المعلومات التي تتوافق مع معتقداتك وقِيَمك وصورتك الذاتية، ويمنع نظام الذاكرة الانتقائي هذا إثقال الدماغ بالكثير من المعلومات.

لذا عليك أن تدرك أنَّ ذاكرتك لا تزودك دائماً بمعلومات دقيقة دوماً؛ على سبيل المثال: إذا كنت تعاني من تدني تقدير الذات، سيميل دماغك إلى تخزين المعلومات التي تؤكد افتقارك إلى ثقتك بنفسك، وسيكون هذا كل ما تتذكره حول حدث معين.

كيف تفعل ذلك؟

راجع حقائق ذاكرتك المحمَّلة بالمعتقدات المُقيِّدة ذاتياً، وحاول النظر إلى الحدث بدقَّةٍ أكبر، تحدث أيضاً مع الآخرين الذين قد يمتلكون وجهة نظر مختلفاً.

3. تحدَّث إلى نفسك:

قد يبدو هذا جنوناً، ولكنَّها نصيحة هامَّة وناجحة، قد يجعلك التحدُّث إلى نفسك أكثر ذكاءً، ويساعدك على تحسين ذاكرتك وزيادة التركيز، بل ويزيد من أدائك الرياضي، ويؤكِّد الفيلم الوثائقي "العقل البشري" (The Human Brain) أنَّنا نقول لأنفسنا ما بين 300 إلى 1000 كلمة في الدقيقة، وتستخدم القوات البحرية والقوات الخاصَّة قوة الحديث الذاتي الإيجابي بوصفها وسيلة لاجتياز الأوقات العصيبة.

على سبيل المثال: من خلال توجيه المجندين إلى أن يكونوا أقوياء ذهنياً وأن يتحدثوا بإيجابية مع أنفسهم، يمكنهم تعلُّم كيفية تجاوز المخاوف الناجمة عن نظام الدماغ النطاقي، وهو جزء أساسي من الدماغ يساعدنا في التعامل مع القلق والانزعاج.

كيف تفعل ذلك؟

كن إيجابياً؛ إذ تؤثر الطريقة التي تتحدث بها مع نفسك على استجابتك العصبية. فعندما تقول" "أعرف ما يجب فعله الآن" أو "أنظر للأمور على أنَّها تحدٍ وليست مشكلة"، فقد حولت استجابتك إلى استجابة إيجابية.

إقرأ أيضاً: 5 أنواع من الحديث مع النفس يُحبِّها العقل أكثر من غيرها

4. فكِّر بإيجابية للتغلُّب على انحيازك السلبي:

منذ الأيام الأولى، تعلَّم البشر الصراع من أجل الحصول على الطعام، وإلَّا سيكونون هم طعاماً للحيوانات، ولقد جعلنا انحيازنا الطبيعي إلى السلبية في مأمن من الخطر لآلاف السنين، ولكن لا يمثل كل شيء جديد أو مختلف تهديداً لبقائنا؛ إذ قد يُضعِف الانحياز السلبي ثقتنا؛ لأنَّنا مجبرون على الانتباه إلى كل شيء ارتكبناه على نحو خاطئ.

يتعلَّم عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي ملاحقة الأشياء الجيدة، وفي الواقع، قد يكون الأمر صعباً في بعض الأحيان؛ لأنَّ المعلومات الإيجابية قد تُنسى بسهولة، أمَّا المعلومات السلبية، تبقى في عقولنا.

كيف تفعل ذلك؟

  • ابتكر خمس أفكار إيجابية لمواجهة كل فكرة سلبية.
  • دع كل فكرة إيجابية تبقى في ذهنك لمدة 20 ثانية قبل الانتقال إلى الفكرة الإيجابية التالية.
  • اعترف بالمشاعر الجيدة والسيئة على حدٍّ سواء.
  • لا تحاول كبت المشاعر السلبية.
  • سَمِّ المشاعر بمسمياتها الحقيقية وامضِ قدماً، ولا تدخل في حوار داخلي حول المشاعر السلبية؛ لأنَّ هذا يعزِّزها ويزيدها قوَّة.

5. ارفع مستويات فضولك:

الفضول سمة هامَّة لعملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي، وكذلك أي شخص يريد أن يكون واثقاً وناجحاً.

فالفضول هو أساس التقدُّم الذي يدوم مدى الحياة، فإذا ظللنا فضوليين، سنظل قابلين للتعلُّم، وستُثرى عقولنا وقلوبنا كل يوم، وبوسعنا أن نبقى دائماً بعقلية المبتدئين من خلال التطلع إلى المستقبل واكتشاف تجارب ومعلومات جديدة.

كيف تفعل ذلك؟

كن فضولياً واطرح الأسئلة التالية:

  • يجعل الفضول عقلك في حالة نشاط بدلاً من الخمول.
  • يشجعك على أن تكون أكثر ملاحظة للأفكار الجديدة.
  • يفتح لك عوالم وإمكانات جديدة.
  • يخلق استجابة مُغامِرةً تقودك إلى وجهة جديدة.

6. تغلَّب على انعدام الثقة بالنفس:

إذا كنت تفتقر إلى الثقة بالنفس، فستشعر دائماً أنَّك تحت رحمة الآخرين، وعندما تفكر بعقلية الضحية، لن تصبح مرناً في مواجهة العقبات والحواجز التي لا مفر منها في الحياة.

يذهب عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى الوجهة التي يتعيَّن عليهم الذهاب إليها، وليس إلى حيث يشعرون بالراحة، لقد كُلِّفت بالتحقيقات دون امتلاك أدنى فكرة عن كيفية حلها؛ ولكنَّ تفكيري كان على هذا النحو: ضعني وسط أي فريق أو في أي موقف، في أي مكان وفي أي وقت، ولن أخاف؛ لأنَّني على ثقة من أنَّني سأنجح أينما كنت.

كيف تفعل ذلك؟

لا أحد سواك يمنعك من تحقيق ما تريد تحقيقه، ولقد حان الوقت لتحديد المجالات التي تفتقر فيها إلى الثقة بالنفس، وسحق تلك الحواجز.

إقرأ أيضاً: 7 طرق ذكيّة للتغلب على عدم الثقة بالنفس

7. واجه مخاوفك:

عندما نشعر بقدراتنا على السيطرة، لا نخاف، وعندما نفعل شيئاً يُريحنا القيام به، لا نخشاه، أمَّا عندما لا نشعر بالسيطرة، نفتقر إلى التفكير بوضوح؛ لأنَّ عاطفتنا تتولَّى القيادة وتتسلَّم المسؤولية؛ لذا يبدو الخوف غالباً عشوائياً وغير عقلاني؛ إذ تصبح مشاعرنا هي المُسيطرة.

وللارتقاء بمعايير الأمان، يتعلَّم عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي الاقتراب من التهديدات؛ إذ لا يفيد تجنُّب الخوف أو إنكاره أو تجاهله.

كيف تفعل ذلك؟

يوصي "رونالد سيجل" (Ronald Siegel) الأستاذ بكلية الطب بجامعة هارفارد (Harvard Medical School) بهذا في كتابه "حل اليقظة" (The Mindfulness Solution)، قائلاً: "فكِّر في أسوأ مخاوفك، واقضِ بعض الوقت في القيام بذلك، والآن، اجعل خوفك أشد من خلال الاقتراب منه، وتخيَّل أسوأ ما يمكن أن يحدث، ركِّز الآن على تنفسك، اشعر باسترخاء جسدك، أرأيت؟ لم تمُت، أليس كذلك؟ إنَّك في طريقك للتغلُّب على مخاوفك".

إذا كنت لا تؤمن بنفسك، فكيف تتوقع من أيِّ شخصٍ آخر أن يؤمن بك؟ لذا ابدأ تعزيز ثقتك بنفسك اليوم.

 

المصدر




مقالات مرتبطة