7 أمور عليك فعلها لتكسب احترام الناس في العمل

تواجهك أحياناً في عملك مواقف عصيبة كأن يستدعيك مديرك لاجتماع على انفراد، فينتهي به الأمر بتأنيبك، مما يصيبك بالإحباط الشديد، ويزداد الأمر سوءاً عندما تضطر لمواجهة نظرات زملائك الشامتة وأنت عائد إلى مكتبك تجرُّ أذيال الخيبة وراءك.



وهنا تسأل نفسك: لماذا لا يحترمك بعض الأشخاص في العمل في حين يحترمون زملاءك الآخرين؟ وما الأمر الذي يفعلونه بطريقة مختلفة عن طريقتك ليستحقوا الاحترام؟ وكيف ينالون الاحترام دون أن يفرضوا سلطتهم ويتكبرون على غيرهم؟

إن أردتَ معرفة الإجابات عن هذه التساؤلات؛ فتابِع معنا القراءة لتعرف الأمور السبعة التي تُكسبك الاحترام في العمل.

1. الإصغاء لما يريد الآخر قوله:

يقول الكاتب "براينت إتش ماكجيل" (Bryant H. McGill): "أحد أكثر أشكال الاحترام صدقاً هو الإصغاء إلى ما يقوله الآخرون".

عندما تمنح وقتك للإصغاء إلى شخص ما والسماح له بالتعبير عن مكنونات صدره، سيشعر بأنَّك تقدِّره؛ لذا يحرص أشد الحرص أن يقابل معاملتك المحترمة بالمثل، فاستمِع إلى ما يقوله وحاوِل تزويده بإجابات صادقة وبعض النصائح، وإياك ومقاطعته في أثناء حديثه؛ بل دعه يتابع حتى يحين الوقت الذي تَشعر فيه أنَّ عليك الإدلاء بدلوك.

فكِّر قبل أن تقول أيَّة كلمة؛ لأنَّ أيَّ شيء تقوله يمكِن أن يؤَّوله على عكس ما قصدتَ، وقد يصبح له تداعيات على الأمد البعيد. على غرار المُحاوِر الذي لا يطرح السؤال التالي إلا بعدَ إجابة الشخص عن السؤال السابق، فيجب عليك التفكير ملياً قبل أن تقول شيئاً.

إقرأ أيضاً: الاستماع الفعّال، الإنصات الجيّد لما يحدثك به الناس

2. مواجهة عواقب أفعالك:

يقول الكاتب الأمريكي آر جي ريش (R.G. Risch): "الاحترام أخذٌ وردٌّ: إن رغبتَ بنيله، فعليك أن تقدِّمه في المقابل".

إن عاملتَ الآخرين بقسوة وقللتَ من شأن إنجازاتهم؛ فلا تتوقع منهم الاحترام، وإذا قاطعتَ الآخرين في أثناء حديثهم، أو ذكرتَ عيوبهم أمام الآخرين بطريقة تحط من قدرِهم أو اغتبتَهم، فلن يشعروا بالانزعاج وحسب؛ بل سيرون فيك شخصاً شريراً.

يؤدي هذا إلى نزاعات في مكان العمل واشتعال العداوة، إضافة إلى أنَّ زملاءك قد ينتقمون ويبحثون عن سبل لإحباطك كلما سنحت لهم الفرصة؛ لذا بدلاً من ذلك، يجب أن تُعامِل الجميع باحترام حتى لو كنتَ لا تتفق معهم، مما يُكسبك احترام الآخرين في العمل في المقابل، وفي نهاية المطاف، حرية الرأي حق للجميع، ولا يجوز لأحد التعدي عليها.

3. كظمُ الغيظ:

يقال: "المصائب لا تأتي فرادى"، فقد تتأخر في الاستيقاظ صباحاً ولا تجد ملابس نظيفة لترتديها للعمل، وتدخل في مشادة كلامية مع شريكك، وتتعطل سيارتك فتغادر المنزل في حالة من الغضب، وتصل إلى مكان عملك وتنفِّس كلَّ هذا الغضب المكبوت على زميل في العمل لا علاقة له بكلِّ هذا، فلا يبدو هذا السيناريو غريباً عليك، أليس كذلك؟

عليك الكف عن التنفيس عن غضبك على الآخرين كلما أصابك الانزعاج، وإلا أثَّر هذا سلباً فيك وفي الأشخاص من حولك، وقد لا يكون الشخص الذي تصب غضبك عليك عن غير قصد قادراً على الرد كونه أدنى منك رتبة في العمل؛ ولكنَّك بذلك لا تنقل السلبية إليه فقط؛ بل سينقل بدوره هذه السلبية إلى شخص آخر، وهكذا تستمر هذه الحلقة المفرغة بالدوران، فتحكَّم في غضبك وامتنِع عن قول أيِّ شيء قد تندم عليه في المستقبل، واصفَح، وانسَ، وامضِ قُدماً.

شاهد بالفيديو: 15 قاعدة بسيطة لكسب احترام الآخرين

4. الترحيب بالتغيير:

يقول المهاتما غاندي (Mahatma Gandhi): "كن التغيير الذي تريد رؤيته في العالم".

الأفعال أبلغ من الأقوال، وإذا كنتَ في طليعة مَن يطالبون بالتغيير في مؤسستك، فيجب أن تكون أول مَن يتبنَّاه، وعندما يرى الآخرون أنَّك لا تفرض أفكارك على الآخرين، ولكنَّك تكون مثلاً يُحتذى به، فسيكونون أكثر من راغبين في اتباع خطواتك، وإذا كنتَ تتحدث فقط عن تنفيذ التغيير ولم تدعمه أفعالك؛ فلن تكون إدارة التغيير بالأمر السهل.

إقرأ أيضاً: كيف تحافظ على علاقات شخصية قوية؟

5. عدم التقاعس عن مساعدة الغير:

ربما سمعتَ المثل القائل: "الصديق وقت الضيق" مرات لا تُحصى؛ ولكن لو ساعدتَ شخصاً غريباً تماماً على الخروج من مأزق كبير؛ فلن يشكرك وحسب؛ بل سوف يتذكر معروفك معه لفترة طويلة جداً ويكنُّ لك الاحترام، ومَن يدري ربما يصبح أعز صديق لك تكسبه مدى الحياة، وابحث عن فرص لمساعدة الآخرين كي يذكروك دوماً بالخير فتكسب ثقتهم واحترامهم في العمل.

6. عدم إلقاء اللائمة على الآخرين:

إذا واصلتَ إلقاء اللوم على الآخرين على أفعالك وتبرير إخفاقاتك في كل مرة بدلاً من تقبُّلها؛ فلن تتمكن أبداً من نيل الاحترام في العمل، ويمكِن أن يحرمك هذان الأمران من الاحتفاء بنجاحاتك ويجعلانك تواجه المصاعب، وبمجرد أن تفقد الاحترام، من الصعب استعادته مرة أخرى، فتعلَّم أن تتحمل مسؤولية أفعالك، وتجنَّب اختلاق أعذار في كل مرة تخفق فيها، حيث لخَّص رجل الأعمال الأمريكي أرنولد إيتش غلاسكو (Arnold H Glasow) الأمر ببراعة حين قال: "القائد الجيد يأخذ أكثر بقليل من نصيبه من اللوم، وأقلَّ بقليل من نصيبه من الفضل"، فاحرص على وجود الشفافية والمساءلة في مؤسستك عن طريق استخدام أدوات إدارة المهام المجانية على الإنترنت.

إقرأ أيضاً: كيف تميز الفارق بين اللوم والمسؤولية؟

7. الحفاظ على تهذيبك:

يُقال إنَّ الملافظ سعد، فنفِّس الرسالة التي يوصلها أحدهم بطريقة غير لبقة، يوصلها غيره بلطافة وتهذيب، ولكل منهما تأثير مختلف في المتلقي، فحاوِل أن تكون مهذَّباً قدر الإمكان لأنَّ لنبرتك وسلوكك القدرة على تغيير الطريقة التي يراك بها الناس، وحتى إذا كان عليك نقلُ أخبار سيئة؛ فحاوِل أن تُبقِي نبرة صوتك لطيفة  قدر الإمكان حتى لا تؤذي مشاعر المتلقي، كما يمكِن للسلوكات البسيطة - مثل: فتح الأبواب لزملائك في العمل، والسماح لهم بصعود حافلة الشركة قبلك، أو انتظارهم على الغداء - أن تقطع شوطاً طويلاً نحو تعزيز علاقتك بهم.

الخلاصة:

تقودك المبادرات البسيطة مثل: مساعدة الآخرين، والإصغاء إليهم، والتحكم في غضبك إلى نيل الاحترام في العمل، فلا يتذكر الناس ما تقوله لهم؛ لكنَّهم يتذكرون دائماً طريقة قوله؛ كما يتذكرون الأشخاص الذين يمدون لهم يد المساعدة عندما يكونون بأمسِّ الحاجة إليها، وكلُّ المطلوب منك أن تكون شخصاً صالحاً كي تتمكن من نيل الاحترام الذي تستحقه، فاختر الاستراتيجية الأنسب إليك وسينظر إليك جميع الأشخاص في العمل باحترام وتقدير.

المصدر




مقالات مرتبطة