7 أمور تميُّز رجال الأعمال الذين يملكون شركات بملايين الدولارات

تختلف طريقة تفكير الأشخاص الذين يمتلكون شركاتٍ تبلغ قيمتها عشرات الآلاف، أو مئات الآلاف من الدولارات، عن طريقة تفكير الأشخاص الذين يمتلكون شركاتٍ تبلغ قيمتها ملايين الدولارات اختلافاً كبيراً. لكن لحسن الحظ، فإنَّ بإمكان كثيرٍ من روّاد الأعمال تعديل طرائق تفكيرهم وسلوكاتهم إذا قُدِّم إليهم التوجيه والدعم المناسبَان.



حينما تكون صاحب رؤيةٍ واعدةٍ، وحينما تكتسب المهارات والأفكار التي تدعم تلك الرؤية؛ فلن يكون ثمَّة ما يمنعك من تحقيقها. فيما يلي سبعة أمورٍ تُميِّز الأشخاص الذين يمتلكون شركاتٍ تبلغ قيمتها ملايين الدولارات عن باقي الأشخاص:

1- يفكِّرون تفكيراً بعيد المدى دون أيّ قيود:

مثل كثيرٍ من روَّاد الأعمال، يبدأ مؤسسو الشركات التي تبلغ قيمتها مليون دولار -أو أكثر بخطةٍ مُقسَّمة إلى عدة مراحل غالباً. بيد أنَّ روَّاد الأعمال الذين تتجاوز قيمة أعمالهم عشرات ومئات ملايين الدولارات، لا يقيِّدون إمكاناتهم بأيِّ قيود، إذ لدى هؤلاء تصوُّرٌ عامٌ يُحدِّد كيف يمكن أن يتوسَّع نموذج عملهم، وربَّما يتحوّل إلى شيءٍ مختلفٍ تماماً في أثناء نموّ الشركة. كما يعلم هؤلاء أنَّ الأفكار العظيمة لا تتوقع توجُّه الشركة وحسب، بل تعكس قيَمها وشغفها أيضاً.

يقول "جاك ويلش": "يرسم قادة الشركات الناجحون الرؤية، ويوضِّحونها، ويؤمنون بها إيماناً يملؤه الشغف، ويَسعَون إلى تحقيقها بلا هوادة".

إقرأ أيضاً: الرؤيا والرسالة: 23 مثالاً عن أشهر شركات العالم تبيّن لنا الفرق بينهما

2- يؤمنون بأهمية الابتكار:

يجهل العديد من أصحاب الأعمال كيف يتخطون مرحلة أوَّل منتجٍ أو خدمةً بدؤوا به أو بها أعمالهم، أو يخشون ذلك. تتغيَّر احتياجات السوق ورغباته مع التّطور الذي تشهده التكنولوجيا. لذا تذكَّر: أنَّ الابتكار ليس محصوراً بمجال التكنولوجيا دائماً، وأنَّ معناه لا يقتصر على حلِّ المشكلات الحالية؛ فبإمكان مَن يجيدون الابتكار بشكلٍ رائعٍ أن يتوقعوا التحديات والمشكلات التي ستواجه السوق، والفرص التي ستظهر فيه؛ وأن يحافظوا على الأسبقية من خلال التوصُّل إلى أفكارٍ مبتكَرة.

يصِف ألبرت آينشتاين ذلك قائلاً: "لا يمكنك أن تحلَّ مشكلةً في نفس المستوى الذي ظهرَت فيه، يجب عليك أن ترتقي إلى المستوى الأعلى".

3- قد يخشون المجازفة، لكنَّهم يجازفون:

لن تنتقل من العمل في الكراج إلى العمل في شركةٍ تبلغ قيمتها عشرات ملايين الدولارات دون أن تجازف. يعلم روَّاد الأعمال الناجحون أنَّهم سيُخفِقون، وهُم يتقبَّلون ذلك، فلماذا يفعلون ما يفعلونه؟

لأنَّ كل إخفاقٍ هو درسٌ يقرِّبهم أكثر من تحقيق أهدافهم، وبلوغ رؤيتهم.

تُعبِّر "أريانا هافينغتون" عن ذلك بأروع طريقةٍ ممكنة، إذ تقول: "الإخفاق ليس عكس النجاح، بل هو نقطة انطلاقٍ نحوه. ربَّما يكون هذا أهمَّ درسٍ بالنسبة إلى أيِّ رائد أعمال".

إقرأ أيضاً: 6 طرق غريبة وجد رواد أعمال بارزون النجاح من خلالها

4- لا ينشغلون بما يفعله المنافسون:

لن تنجح من خلال تركيز الاهتمام على ما يفعله المنافسون، لأنَّ ذلك يقيِّد قدرتك على الابتكار. ركِّز اهتمامك عوضاً عن ذلك على رغبات الزبائن، حتّى لو كانوا لا يعرفون تحديداً ما تلك الرغبات. كُن سَبَّاقاً إلى حلِّ المشكلات التي يعاني منها الزبائن، وإلى تحقيق رغباتهم من خلال توقُّعها. إذا اقتفيت أثر منافسيك؛ فستكون دائماً تابعاً لهم، ولن تكون مبدعاً أبداً.

يقول "جيف بيزوس": "إذا كنت تركز الاهتمام على المنافسين، فيجب عليك أن تنتظر حتّى يظهر منافسٌ يخطو خطوةً ما؛ أمَّا تركيز الاهتمام على الزبائن، فيتيح لك أن تكون أكثر تميُّزاً".

إقرأ أيضاً: لماذا تضع أمازون كرسياً فارغاً باجتماعاتها؟

5- يبحثون عن المعلومات الجديدة بصَدرٍ رحِب:

يشارك روَّاد الأعمال الذين يمتلكون شركاتٍ تبلغ قيمتها عشرات ملايين الدولارات في أنشطةٍ تُعزِّز النمو المستمر لديهم، مثل: الاستماع إلى المدونات الصوتية، وقراءة الكتب، وحضور المنتورينغ والكوتشينغ، وتصفُّح المقالات عن طريق الإنترنت، وغيرها.

يستمعون إلى المدونات الصوتية وهُم يقودون سياراتهم؛ ويقرأون الكتب قبل التوجُّه إلى السرير؛ ويتَّفقون مع منتورٍ (مرشد) يُشرف عليهم، ولا يفقدون الأمل أبداً. لا يكتفي هؤلاء بالسعي إلى النموّ المهني فقط، بل يسعون إلى النمو على المستوى الشخصي أيضاً.

يقول "براين تريسي" واصفاً الوقت الذي ستوفِّره على المدى البعيد: "يُعَدُّ التطوّر الشخصي من أهمِّ الأمور التي توفر لك الوقت؛ إذ كلَّما تحسَّنت، قلَّ الوقت الذي تحتاج إليه لتحقيق أهدافك".

6- لا يعملون أبداً في وظائف لا مستقبل لها:

الشعور بالعجز هو أمرٌ لا علاقة له إلَّا بطريقة التفكير، وهو شعورٌ ينعكس على تصرفاتك. حينما يشعر ربُّ عملٍ بالعجز، يعود سبب هذا الشعور -جزئيَّاً- إلى الطريقة التي يقضي بها وقته. على الرغم من أنَّ معظم أرباب الأعمال معتادون على سماع حِكم "ميخائيل جيربر" التي يُحدِّثهم فيها عن الإشراف على الشركة عوضاً عن العمل فيها، إلَّا أنَّهم يتجاهلون كلمات هذا الإنسان الحكيم تجاهلاً كبيراً. إنَّ عملك هو أن تمارس القيادة، وتطوِّر القادة الآخرين؛ وأن تفوِّض المهام، وتبتكر الأفكار، وتقوم بما هو ضروريٌّ لتطوير الشركة والعلامة التجارية.

إذا بقيت خلف مكتبك معظم النهار، فهذا دليلٌ بارزٌ يشير إلى أنَّك تتصرف تصرفاتٍ خاطئة. يقول "ميخائيل جيربر": "إذا كانت شركتك تحتاج إلى وجودك فيها شخصيَّاً، فأنت لا تمتلك شركةً بل وظيفة".

إقرأ أيضاً: مليونان مقابل ساعة دوام فقط!

7- يشجعون الموظفين على النمو:

أنت تعلم الآن أنَّ تحقيق النجاح عمليةٌ نفسيةٌ داخليةٌ تُنجَزُ بوجود نظام دعمٍ خارجي، وتُعَدُّ ثقافة الشركة أساس نظام الدعم هذا. يعي القادة العظيمون أهمية النمو، ليس لهم وحسب، بل لأولئك الذين يُسَيِّرون العمل أيضاً (أي موظفيهم). أسِّس بيئةً مبنيةً على التعاون، بحيث يتمكّن الموظفون من التعلُّم أحدهم من الآخر، ووفِّر لهم فرصاً للتطور على الصعيدَين المهني والشخصي، وفكِّر في طريقةٍ تشجع الآخرين على النمو خلال الاجتماعات التي تعقدها معهم.

اطلب من الموظفين أن يتحدثوا عن نجاحاتهم، وأن يتكلموا عن التحديات التي تواجههم (بطريقةٍ إيجابية) خلال الاجتماعات، وبين الاجتماع والآخر.

يقول "جاك ويلش" أحد المنتور المُفضَّلين في العالم: "قبل أن تكون قائداً، يرتبط نجاحك بتطوير نفسك؛ وبعد أن تصبح قائداً، يرتبط نجاحك بتطوير الآخرين".

من الصعب -في أغلب الأحيان- أن تُغيِّر طريقة تفكيرك؛ لأنَّ معظم الناس لا يدركون أنَّهم يفكرون في طريقةٍ تُقيِّد قدراتهم. ثمَّة اختبارٌ يمكنك أن تُجريه، حتّى تعرف إن كانت الفكرة التي تجول في رأسك تقيِّد قدراتك أم لا؛ فإذا أثارت الفكرة لديك إحساساً سيئاً، فهي تقيِّد قدراتك، ومن المحتمل أن تصيبك بالعجز.

حينما تكون مستعدَّاً للتغيُّر، ابدأ رحلتك من الاقتباس التالي: "حتّى تصِل إلى غايتك، وتعثر على إجابات الأسئلة التي تبحث عنها، وتصل مستقبلاً إلى المكانة التي ترغب بأن يراك العالم تصل إليها؛ يجب عليك أوَّلاً أن تحبَّ نفسك كما أنت في هذه اللحظة".

 

المصدر




مقالات مرتبطة