7 أشياء يمكن أن تدمِّر علاقتك العاطفية

نحن نسعى جميعاً إلى إيجاد الحب في حياتنا، ونحب مشاركة النجاحات والمكاسب والخسائر مع شخص يفهمنا؛ إنَّنا نبحث عن شخص يشبهنا، وبمجرد أن نجد نصفنا الثاني، ننتقل إلى مرحلة أخرى في حياتنا، فقد تجعلك العلاقات سعيداً جداً، لكنَّها قد تشعرك أيضاً بخيبة الأمل وقد تدمِّر حياتك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة "أولجا أولسن" (Olga Olson)، تُحدِّثنا فيه عن 7 أشياء من المُمكن أن تدمِّر علاقتك العاطفية.

يقول مستشار الزواج والعلاقات "مارني فيورمان" (Marni Feuerman): "عندما تنظر إلى شريكك، ترى شخصاً رائعاً ومثالياً".

يمكنك الانتقال من الشعور وكأنَّك وجدت الشخص الذي تحلم به إلى الشعور بأنَّ هذا الشخص غريب تماماً في غضون ثوانٍ، فقد حدث هذا الأمر معي سابقاً، ولا بدَّ من أنَّه حدث معك أيضاً، فقد تؤثر بعض الأشياء في علاقتك بطريقة سلبية، لكن من المدهش أنَّ الأشياء السبعة التي سأتحدث عنها هي من أسوأ الأشياء على الإطلاق.

إليك ما يجب الانتباه إليه إذا كنت تريد التأكُّد من أنَّ علاقتك صحية:

1. عدم التحدُّث عن الأمور المالية:

يمكن أن تكون النزاعات المتعلِّقة بالمال سبباً رئيساً لتدمير العلاقات، لذا تأكَّد من وجود التفاهم والاتفاق بينك وبين شريكك عندما يتعلَّق الأمر بالتخطيط المالي، فمن الضروري تقييم أهدافك المشتركة مع شريكك قبل نهاية كل عام، وقبل الانتقال للحديث عن الخطط الجديدة للعام المقبل.

يجب أن يكون هذا الأمر فرصة لتوضيح ما يحتاج إليه كل منكما للآخر، وكذلك يجب التفكير في القيام باختبار واقعي لكليكما، خاصةً إذا كان أحدكما أو كلاكما يجني مالاً أقل من المعتاد خلال العام، فتأكَّد من وضع ميزانية بينك وبين شريكك والاتفاق على مقدار الدخل الذي يحتاج إليه كل منكما في كل شهر لتغطية نفقاتكما، وإذا تبقَّى بعض من المال، فحاولا ادِّخاره.

قد يكون الشخص الذي يدَّخر باستمرار سعيداً حتى لو كان يملك مالاً أقل من الشخص الآخر، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فقد يعني ذلك أنَّه يوجد شخص في العلاقة لا يساهم مالياً أو ينفق كثيراً من المال.

يمكن أن يتردَّد بعض الأشخاص في التكلُّم عن الأمور المالية خوفاً من إغضاب شريكه أو تدمير علاقته، وهذا ينشئ بيئة يخشى فيها الناس التحدث عن وضعهم المالي، ويعزِّز مشاعر الاستياء والخجل عند مناقشة الإحباط وعند الحديث عن الطريقة التي ينفق بها أحد الطرفين أمواله.

شاهد: 10 طرق لتقوية العلاقات المتعثرة

2. محاولة تغيير الشخص الآخر:

يعتقد معظم الأشخاص أنَّهم "يساعدون" شريكهم في العلاقة، أو يساعدون أنفسهم، من خلال محاولة تغيير شريكهم، فيبدو الأمر كأنَّك ترى عيباً في شريكك، وتريد اتخاذ إجراء فوري لإزالة هذا العيب، لكن ليس كل شيء يبدو مثالياً كما تعتقد.

على سبيل المثال، إذا كان شريكك يحب جمع التذكارات وأنت تطالبه دائماً ببيعها، فمن الممكن أنَّك تخرِّب هذه العلاقة، أو إذا كنت تشعر بأنَّك تتلقى الأوامر من شريكك، ودائماً ما يخبرك كيف يجب القيام بكل شيء، فقد يكون هو من يعرِّض العلاقة للخطر.

كل شخص لديه صفات خاصة به لا يحبها شريكه؛ لذا عليك أن تقرِّر ما إذا كنت تريد قبول هذه الصفات أم لا، فإذا كنت تحب القيام بشيء محدَّد، فلا تتخلَّ عنه، وأيضاً إذا كان الشريك يحب القيام بشيءٍ محدَّد، يجب عليك احترام رغباته؛ فكل إنسان مميَّز عن الآخر، وإذا كنت ترغب في تغيير كل صفات شريكك، فربما أنت لست مناسباً لهذا الشخص.

3. عدم الوثوق ببعضكما بعضاً:

يجب الاتفاق على دور كل شخص في العلاقة، وعلى ما تستلزمه هذه الأدوار بالضبط، وإذا كان يوجد أي خلاف في هذا الأمر، فتحدَّثا عنه على الفور؛ وذلك لأنَّ الثقة والتواصل أمران ضروريان لوجود علاقة قوية.

فقد يتردَّد بعض الناس في الثقة بشريكهم الجديد، لأنَّهم قد تعرضوا للأذى أو خاب أملهم من قِبَل شريكهم السابق، وقد يفترضوا أنَّ الأمور سوف تسوء هذه المرة، لذلك لا يقومون حتى ببذل أي جهد في العلاقة.

قد تعتقد أنَّ الوثوق بشخص ما يعني منحه حرية التصرُّف، لكن عندما يتعلَّق الأمر بالعلاقات فهذا ليس صحيحاً؛ وذلك لأنَّ الوثوق بشخص ما لا يعني السماح له بفعل ما يريد، بل يعني أنَّك لديك ما يكفي من الثقة في علاقتك بشريكك لتعلم أنَّه بصرف النظر عمَّا قد يحدث، ستنجحان معاً في التغلُّب على كل شيء.

لكن، يوجد شيء وحيد يمكن أن يهدِّد أي علاقة تهديداً خطيراً جداً، وهو الاحتفاظ بالأسرار، فإذا اشتبه أحد الأشخاص في أنَّ شريكه يقوم بخيانته وقد تكتَّم على الأمر، فقد يؤدي ذلك إلى الإضرار بالعلاقة إضراراً لا يمكن إصلاحه، ومع ذلك عندما تكون ثمة أسرار في العلاقة، سيصعب عليكما الوثوق ببعضكما بعضاً.

4. عدم تقدير اختلافاتكما:

هذه قضيَّةٌ هامَّةٌ أيضاً، فالناس لديهم أذواق وشخصيات مختلفة، ولا يجب أن تسبِّب هذه الاختلافات أيَّة مشكلة، لكنَّها تكون كذلك في بعض الأحيان، فقد يفترض الناس أنَّه إذا كانت لديك فكرة مختلفة عن كيفية القيام بشيء ما، فهذا الأمر سيسبِّب مشكلة؛ لذا يجب أن تعلم أنَّ هذا لا يعني أنَّك مخطئ أو أنَّ شريكك مخطئ، بل يعني أنَّه يمكنكما إنجاز الأشياء بأسلوب مختلف والعمل معاً لاتخاذ أفضل القرارات لعلاقتكما.

مع ذلك، إذا شعر أحد الشريكين أنَّ خطة شريكه تختلف بعض الشيء عن خطته ولم تعجبه، فقد يؤدي ذلك إلى الاستياء، والاستياء ضار بالعلاقة، ويسبِّب الغضب بدلاً من الحب.

فقد يكون الشخص الذي يبذل جهداً لإرضاء الشخص الآخر، أو الشخص الذي يتخذ موقفاً دفاعياً عندما يحاول شريكه تذكيره بمسؤولياته، يخفي قلة حبِّه لهذا الشخص، لأنَّ التذمُّر من عادات الشريك المزعجة سيِّئ بقدر الانزعاج منها.

فإذا كنت تشعر بأنَّك محبوب من قِبل شريكك وتشعر باهتمامه بك، فهذا يعني أنَّه يبادلك الحب، وإذا لم يكن كذلك، فمن المحتمل أن يكون هناك سبب ما، سواء بسبب سلوك ماضي أم سلوك حالي.

5. الخلافات المتعلقة بإنجاب الأطفال:

تمتلئ العلاقات الملتزمة والتي يغمرها الحب بكثير من الاحتمالات، ومن ذلك احتمال إنجاب الأطفال، فكلٌّ منَّا خُلِقَ من قبل والدين يحبان بعضهما، ونتيجةً لمحبتهما، خُلقنا في هذه الدنيا.

فالطفل يمكن أن يجمع شخصين معاً، ويجعلهما يقعان في الحب مرة أخرى، أو يمكن أن يتسبَّب في تخلي الأشخاص عن علاقاتهم الهادفة والملتزمة، فجميعهم يريدون إنجاب الأطفال، لكن ليس كل شخص لديه أشياء معيَّنة يريد تحقيقها قبل أن ينجب طفلاً.

فإذا كنت تريد أن يكون لديك أطفال مع شريكك، فمن الهامِّ التحدث معه عن ذلك، وإلا سيكون هذا الأمر عبارة عن شيء قد حدث دون معرفة ما إذا كنت أنت وشريكك موافقين عليه.

شاهد أيضاً: 6 علامات تدمر العلاقات بصمت احذر منها

6. تجاهُل المشكلات:

يمكن أن يكون تجاهل المشكلات في العلاقة أسوأ من التعامل معها وجهاً لوجه، فعندما تحدث مشكلة ما وتبدأ في تجاهلها، فأنت تتعامل معها بأسلوب خاطئ، لأنَّها ستبقى على حالها، وستفقد وقتك الثمين الذي يمكن استخدامه لإيجاد حل لكليكما.

نتيجةً لذلك، تنخفض صحتك العاطفية، وترى أنَّه يوجد شيء لا يسير على ما يرام بينك وبين شريكك، وسيتسبَّب ذلك في الشعور بالقلق بشأن بعضكما بعضاً، وهذا قد يؤدي إلى فقدان الثقة بينكما، ولتقليل احتمالية انسحاب أحدكما من العلاقة، يجب أن تكون على استعداد للنظر في كل من الأشياء الجيدة والسيئة في علاقتك في آنٍ معاً.

ربما قد ذُهلت من كل الأشياء الجيدة، لكن هذه الأشياء لن تأخذك بعيداً، فستأتي لحظة ما لتصبح هذه الأشياء التي استمتعتَ بها ذات مرة تحتاج إلى التغيير وستصبح أكثر انسجاماً مع ما يريده شريكك.

إقرأ أيضاً: 10 أسباب تجعل التكنولوجيا تدمر العلاقات العاطفية!

7. توقُّع الكثير دون إعطاء أي شيء في المقابل:

يتعامل معظم الأشخاص مع العلاقات كما لو أنَّهم سيحصلون على شيء رائع منها في كل مرة، ويفكِّرون بهذه الطريقة لأنَّهم لا يحصلون على أي شيء في المقابل، فإذا كنت تتوقع كثيراً من شريكك، فمن الممكن أنَّك لا تقدِّم الكثير بالمقابل، وكما ذكرت سابقاً، التواصل هو أساس العلاقة الصحية.

هذا يعني أنَّ كليكما على استعداد للتحدث عن أخطائكما والقيام بأشياء لإصلاحها حتى لا يكون لدى شريكك سبب للابتعاد عنك؛ إذ تعني العلاقات أنَّ كليكما يعمل مع بعضكما بعضاً؛ أي فهم العالم الداخلي لكلٍّ منكما، فبمجرد فِهم أنَّ العلاقات تحتاج إلى الحفاظ عليها من كلا الشريكين، يمكنكما التخطيط لأفعالكما للحصول على حياة ناجحة معاً.

إقرأ أيضاً: 4 أخطاء كافية لتفكيك الروابط الأسرية

في الختام:

يُعَدُّ الحفاظ على علاقة قوية هدفاً رئيساً بينك وبين شريكك؛ إذ إنَّه لأمرٌ رائع جداً أن تفهما بعضكما بعضاً، وتكونا على استعداد لتقديم الدعم في أي موقف كان، فعند بداية العلاقات، تبدو السعادة التي تشعر بها كأنَّها ستستمر إلى الأبد، لكن ستدرك شيئاً واحداً وهو من أجل أن تحظى بحياة سعيدة مع شريكك، عليكما العمل على التواصل والتفاهم والدعم، فلا تنتظر منه أي شيء في المقابل، لكن اجعله سعيداً، فهذا هو الحب.

تجنَّب خلال علاقاتك العاطفية القيام بالأشياء الغبية التي يمكن أن تدمِّر حياتك بينك وبين شريكك، لقد ذكرتُ أعلاه المواقف الأكثر شيوعاً التي تحتاج فيها إلى اتخاذ إجراء فوري حتى لا تدمِّر هذه العلاقة، وحسِّن علاقاتك اليوم لتعيش حياة سعيدة مع شريكك غداً.

المصدر




مقالات مرتبطة