7 أسباب تفسر العودة إلى مواجهة المشكلات نفسها مراراً وتكراراً

لطالما واجهنا هذه المشكلة من قبل، ولابد أنَّك واجهتها أنت أيضاً؛ إذ إنَّنا نستمر في أداء العمل نفسه وحصد النتائج نفسها، وتكون هذه النتائج في الحقيقة عبارة عن نتائج لم نرغب في الحصول عليها.



ينطبق الأمر نفسه على التحديات أيضاً، حيث يبدو أنَّنا نواجه المشكلات نفسها مراراً وتكراراً؛ لكن لماذا يحدث هذا؟ ولماذا تطلُّ علينا المشكلات نفسها متنكرة بمختلف الأشكال والصيغ؟

يعتقد أنصار قانون الجذب أنَّك إذا تابعت التذمُّر من مشكلة ما، أو فكرت فيها كثيراً؛ فأنت في هذه الحالة تعيد إحياءها؛ لكن هل يُعقَل أن يكون هذا هو سبب استمرار ظهورها مرة أخرى؟

ربَّما يكون هذا هو السبب، لكنَّني أعتقد أنَّ هناك أسباباً أخرى، وجميعها مرتبطة بدروس يجب علينا تعلُّمَها.

تذكر الآن أنَّ هناك في الدنيا أموراً تحدث دون سبب واضح، ونحن نتحدث هنا عن مبدأ الريبة، والذي يعدُّ مبدأً حقيقياً في الواقع الملموس والحياة؛ إذ تستمر أحداث الحياة وظروفها بالظهور مجدداً، إلى أن تصل إلى النتيجة الأساسية التي تغيِّرُ مجرى الحياة، والتي تمثل اللحظات التي تتجلى الحقيقة فيها أمام عينيك.

هل وضَحَت الصورة؟

دعنا نوضح الأمور بشكل أكثر تفصيلاً إذاً: لماذا تواجه المشكلات نفسها مراراً وتكراراً، حتى لو ظهرت كلَّ مرة بشكل مختلف عن سابقاتها؟

فيما يأتي 7 أسباب تفسر العودة إلى مواجهة المشكلات نفسها مراراً وتكراراً، وسترى خلال اطلاعك عليها أنَّها مرتبطة جميعها بقدرتك على تعلم الدروس:

1. أن تغطي عينيك وتسدَّ أذنيك:

بمعنى آخر: أن تختار ألَّا ترى ولا تسمع إلَّا ما تريده في ظرف معين، عوضاً عن تقبُّل الأفكار ووجهات النظر والمعلومات الجديدة، والتي قد تتعارض تعارضاً مباشراً مع ما تؤمن به في الحقيقة.

2. أن تؤمن بأنَّ طريقتك هي الطريقة الوحيدة:

ترتبط المسألة كلُّها هنا بالغرور؛ فإذا كنت تضع الحواجز في الطريق أو ترفع إشارة "ممنوع الدخول"، فكيف يمكن أن تتوقع تغير أيِّ شيء؟ حينما لا يحصل طفل على ما يريد، يقف ويصالب ذراعيه ويتجهم؛ لكنَّ التجهم والعناد لن يحلا المشكلة.

3. وجود خلل في القدرة على التواصل:

حينما يكون السِّلك مِعوَجَّاً، لا يستطيع نقل الإشارة بشكل صحيح؛ وينطبق الأمر نفسه على القدرة على التواصل؛ فإذا لم تتواصل بوضوح، ولم تستخدم نبرة عاطفية أو كلمات مدروسة في عمليات التواصل؛ فلن تنجح في إيصال الرسالة التي تنوي فعلاً إيصالها، وستطفو هذه المشكلة على السطح مرة أخرى.

شاهد بالفيديو: 9 طرق لتحسين مهارات التواصل

4. الافتقار إلى القدرة على التفهم وإظهار الشفقة والتعاطف:

تُحَل بعض أصعبِ التحديات والمشكلات في العالم عن طريق تفهُّم الآخرين، وإظهار الشفقة والتعاطف معهم؛ فإذا كانت المشكلة تخص أشخاصاً آخرين، فهل بإمكانك أن تضع نفسك أماكنهم وترى المشكلة من منظورهم؟

إقرأ أيضاً: الاتصال المؤكد: استيعاب وفهم الآخرين

5. عدم الاستعداد لخوض مجازفات محسوبة، أو خوض الكثير من المجازفات غير المحسوبة:

يتضمن تجريب أشياء جديدة التعرض إلى الخطر وقبول تعلم الأفكار الجديدة، ويحتاج خوض المجازفات المحسوبة إلى فهم العواقب والخسائر والمكاسب المحتملة؛ فإذا بدت المكاسب أكبر من الخسائر، فقد تكون هذه من المجازفات التي يجب عليك أن تستعد لخوضها؛ ذلك لأنَّ المشكلات تعود إلى الظهور حينما تخشى خوض أيِّ مجازفة، حتى لو كانت الفرص فيها مواتية.

أيضاً، ربَّما اخترت خوض الكثير جداً من المجازفات غير المحسوبة؛ ممَّا أدى إلى العودة إلى النقطة نفسها، والمشكلة القديمة نفسها.

6. التقوقع داخل فقاعة الحذر:

يمكن أن تُحَل المشكلات في بعض الأحيان عن طريق تغيير المواقف؛ لذا تخلَّ عن الحذر، واكتشف واستكشف بيئات جديدة، وأشخاصاً جدداً، وطرائق جديدة لتأدية المهام؛ فقد تحل حينئذ مشكلاتك بأساليب جديدة.

7. أن تعيش تفاصيل الحياة اليومية نفسها كلَّ يوم:

إنَّ مفتاح الخروج من دوامة "تكرار المشكلة نفسها" هو الإقرار بالأخطاء والاعتراف بها، وتعلم الدروس المستفادة من هذه التجربة، والمضي قدماً إلى الأمام.

تماماً كما جرى في فيلم "يوم غراوندهوغ" (Groundhog Day)، والذي يستيقظ فيه البطل -الذي أدى دوره الممثل بيل موراي (Bill Murray)- كلَّ صباح ليعيش تفاصيل الحياة اليومية نفسها كلَّ يوم تقريباً، حيث يكرِّر كلَّ شيء.

فإياك أن تؤدي دور الضحية، أو أن تلقي اللوم على أمك أو أبيك أو أيَّ أحد آخر، ولا تلم الأشخاص المسيئين أو المزعجين؛ فعلى الرغم من وجود استثناءات معينة من أحداث تقع هنا وهناك، إلَّا أنَّك أنت من تحدد شكل حياتك وطريقة تعاملك مع الظروف التي تواجهها، وأنت الذي تعيد بناء الواقع، وأنت الذي تمسك المقود الذي يوجه عربة الحياة ويحدد أحداثها وتحدياتها، وأنت الذي تصنع معظم العقبات.

ملخص كلِّ هذا هو تعلم بعض الدروس من المشكلات المستمرة التي تواجهك؛ فإذا كانت المشكلات مادية، فربَّما تكون بحاجة إلى تعلم كيفية التعامل مع المال بشكل أفضل؛ وإذا كانت المشكلة مرتبطة بالعلاقات، فربَّما تحتاج إلى تعزيز مهارات التواصل؛ وحينما تستمر في مواجهة المواقف العصيبة خلال عملك في الشركة، فربَّما تكون هذه إشارة تطلب منك الانسحاب والبداية من جديد.

سواءٌ أكنتَ شاباً أم كهلاً، يمكنك دائماً أن تتعلم دروساً جديدة؛ إذ لا يخشى معظم القادة المميزين تجريب أشياء جديدة خوفاً من الإخفاق، ويتخطون كلَّ مشكلة قد تواجههم، ويتعلمون من الأخطاء، ويمضون قدماً إلى الأمام.

تعدُّ القدرة على التصرف بمرونة مفتاحاً أساسياً لإحراز النجاح في الحياة على العديد من الأصعدة؛ لذا لا تكرر المشكلات نفسها، وكن مستعداً لمواجهة مشكلات جديدة مستقبلاً.

المشكلات هي الطريقة الوحيدة لتعلم الدروس في الحياة، فهل لديك الرغبة في التعلم؟ وهل أنت مستعد له؟

 

المصدر




مقالات مرتبطة