7 أسباب تجعلك تتوقف عن محاولة إثبات نفسك للآخرين

نحن نحاول أحياناً أن نُظهر للآخرين أنَّنا مثاليون رغبةً منا في أن يتقبلنا الجميع وننال إعجابهم؛ لكنَّ إرضاء الناس غاية لا تُدرك، وينبغي أصلاً ألا نسعى إلى إرضاء الجميع؛ إذ يكمن جمال الإنسان في عفويته، وفي عواطفه المتناقضة وتقبُّله لعيوبه، وعندما نتقبَّل أنفسنا كما نحن ونقرر أن نظهر على حقيقتنا بدلاً من التفكير في إثارة إعجاب الآخرين، فإنَّنا نصبح جاهزين للعلاقات الصادقة، ومستعدين للشعور بالسعادة الحقيقية، وأقرب إلى تحقيق النجاح الحقيقي، فلا داعي للتظاهر وتقمص شخصية غير شخصيتك، لست مضطراً إلى إثبات أيِّ شيء لأيِّ شخص.

إليك 7 أسباب تدعم هذه الحقيقة:

1. الأشخاص الذين يحبونك يريدونك أن تكون كما أنت:

من الأفضل على الأمد الطويل أن تخسر الأشخاص الذين يريدونك أن تتغير بدلاً من أن تكسبهم على حساب شخصيتك الحقيقية، وفي الواقع العلاقات الصحية على الأمد الطويل هي التي تضطرك إلى عدم تغيير نفسك من أجل نيل إعجاب الآخرين.

تجاهل المقارنات وما يتوقعه الآخرون منك، وركِّز على تطوير نفسك وفق قناعاتك فقط، وأثبت لنفسك أنَّك أفضل ممَّا كنت عليه، وبهذه الطريقة سيبقى الأشخاص المناسبون فقط، وسيقدِّرون فيك كلَّ صفاتك، حتى عيوبك التي يكرهها الأشخاص غير المناسبين.

أهم ما في الأمر أنَّك يجب ألا تتغير حتى يحبك الناس، ويجب أن تتحلى بالصبر، وتتجنب أيَّ محاولة لتغيير شخصيتك، فأنت رائع كما أنت؛ وبذلك ستجد أنَّ الأشخاص المناسبين لك هم من يبقون في دائرة علاقاتك فقط.

شاهد بالفيديو: كيف تفرض شخصيتك أمام الآخرين؟

2. لا أحد يعرف مصلحتك أكثر منك:

لا تخسر شخصيتك في السعي إلى أن تكون مقبولاً في نظر الآخرين؛ لذا كن واثقاً بنفسك كما أنت ولا تطلب من الآخرين أن يتفهموا موقفك أو رأيك أو سلوكك في الحياة، خاصةً بالنسبة إلى أولئك الذين لم يختبروا ما مررت به أو لا يشاطرونك وجهة نظرك عن الحياة؛ لذا قم بما تراه مناسباً، فهذه حياتك ولن يعيشها أحد نيابةً عنك.

ضع الجميع أمام خيارين؛ أن يتقبلوك كما أنت أو يخرجوا من حياتك نهائياً، وعبِّر عن نفسك بجرأة وتغلَّب على مشاعر القلق وقلة الثقة بالنفس، وعندما تعيش وفق شخصيتك الأصيلة فإنَّك تترك أثرك الرائع والفريد في الحياة.

ستصقل كلَّ صفاتك الرائعة عندما تسعى نحو أهدافك بما تتمتع به من شغف وقوة، طالما أنَّك لا تشتت تركيزك بالقلق حيال آراء الآخرين، وتصبح أقوى عندما تتعلم من أخطائك وتزداد ثقتك بنفسك من خلال خوض تجارب جديدة لأول مرة، وعندما تتقبل فكرة احتمال حدوث الفشل ستكون قادراً بسهولة على النهوض مجدداً؛ ومن ثَمَّ ستمضي قُدماً دون الحاجة إلى أن تبرر فشلك لأيِّ شخص.

3. لا أحد سيحقق لك النجاح سوى عملك:

بصرف النظر عن أيِّ موقف كنت فيه، سواء كان إيجابياً أم سلبياً، إلا أنَّ ما حدث يعنيك أنت وحدك؛ فأنت مسؤول عن إدراك - بصرف النظر عمَّا حدث في حياتك لغاية الآن - أنَّك قادر على اتخاذ الخيارات الصحيحة لتغيير الموقف، أو تغيير الطريقة التي تفكِّر فيها حيال الموقف.

لذا لا تسمح لآراء الآخرين أن تزعزع ثقتك بنفسك؛ فلا تحدد آراء الآخرين قدرتك على إنجاز ما تريده؛ بل تعتمد قدرتك على تحقيق شيء ما بالكامل على الطريقة التي تستثمر بها وقتك وطاقتك.

لذلك، توقف عن القلق بشأن آراء الآخرين عن كفاءتك، وحافظ على شخصيتك الأصيلة؛ فالأشخاص الذين يعدُّونك مخطئاً؛ لأنَّك تعيش بالطريقة التي تحبها هم فقط الذين يريدون منك أن تعيش في الوهم.

4. معايير المجتمع لقياس النجاح لا تهم:

عندما تكون في حيرة من أمرك بين ما ترغب في فعله وما يخبرك المُجتمع بأنَّ عليك القيام به؛ اتبع رغبتك، ففي المحصلة لا تتمثل مهمتك بإرضاء الآخرين؛ بل في تحقيق السعادة لنفسك.

بصرف النظر عن الأسلوب الذي تختاره في العيش، سواء كنت تعيش في مدينة كبيرة أم بلدة صغيرة، فإنَّك ستقابل دائماً أشخاصاً يعتقدون أنَّهم يعرفون مصلحتك أكثر منك، وأشخاصاً يعتقدون أنَّهم أفضل منك، وأشخاصاً يعتقدون أنَّ ثمة مقياساً واحداً للسعادة والجمال والنجاح، كما يحاول بعضهم تقييمك بناءً على ما تملك بدلاً من تقييمك بناءً على شخصيتك.

لكنَّك تعلم أكثر من أيِّ أحد أنَّ الماديات لا تهم؛ لذلك لا تسعى وراء المال بحد ذاته؛ بل اسعَ وراء ما هو أهم من المال، اسعَ وراء الأشياء التي لا يمكن شراؤها بالمال، مثل قوة الشخصية والصدق والثقة بالذات، وعندما تحصل على هذه الأشياء، فإيَّاك أن تساوم عليها، أو تقلل من قيمة هذه السمات في شخصيتك.

5. الحياة ليست سباقاً لتحقيق المكاسب:

يريد الجميع أن يتفوق في أيِّ مجال ويبهر الآخرين بإنجازاته؛ لكنَّ الحقيقة أنَّ التطور في الشخصية وما يحققه من سعادة يحدثان في أثناء المحاولة وليس عند النجاح؛ لذلك يجب أن تستمع بكلِّ خطوة تخطوها نحو هدفك، لا تندفع بسرعة وتفوِّت جمال الحياة، ولا تقارن نفسك بالآخرين، فالحياة ليست سباقاً؛ بل هي رحلة تستمتع بها وتحقق من خلالها أهدافك بالتدريج.

تخلَّ عن الرغبة في إثبات نفسك للآخرين، وستكون قادراً على التركيز على الأشياء التي تهمك حقاً، وأحياناً يجب أن تذكِّر نفسك أنَّ ما يفعله الآخرون لا يعنيك، وأنَّ لديك شخصيتك الفريدة التي لا تشبه شخصية أحد.

شاهد بالفيديو: 8 تصرّفات تكسبك احترام الآخرين

6. الفشل نتيجة طبيعية مُحتملة لأيِّ محاولة:

يتحقق التقدُّم من خلال العمل المستمر؛ وذلك يعني أنَّك قد تخطئ أحياناً، لكن يجب ألا تكون قلقاً من كونك مخطئاً؛ فالإخفاق نتيجة مُحتملة لأيِّ عمل؛ بل هو السبيل أحياناً للتقدُّم، أمَّا إذا كنت تسعى جاداً إلى إبهار الآخرين بشخصيتك المثالية فلن تتمكن من تطوير ذاتك؛ بل ستبدد طاقتك من أجل الظهور بمظهر معيَّن بدلاً من التركيز على الحياة التي تعيشها.

الفشل نتيجة طبيعية في الحياة، إلا إذا كنت من النوع المفرط في الحذر؛ إذ إنَّك تفوت على نفسك متعة الحياة، وإذا كنت خائفاً من أن تبدو فاشلاً في نظر الآخرين، فلن تحقق النجاح حسب معاييرك الشخصية.

تذكَّر أنَّ عدد المرات التي تفشل فيها أو مدى وعورة الطريق لا تهم ما دمت تواظب على المحاولة، وفي نهاية المطاف أولئك الذين يعرفون أنَّ الفشل أمر طبيعي هم من يحققون أهدافهم؛ لذلك يجب أن تتعلم ذلك.

7. من المستحيل إرضاء الجميع:

إرضاء الناس غاية لا تُدرَك، وقد قلنا ذلك سابقاً؛ فثمة دائماً مَن يخبرك بأنَّك أخطأت، وعندما تحقق النجاح فإنَّهم يمتنعون عن الثناء عليك، فلا تكن واحداً من هؤلاء وتجنبهم.

عندما تصادف شخصاً يشوِّه سمعتك، ولا يحترمك ويعاملك معاملة سيئة دون سبب واضح على الإطلاق، فلا تبدد طاقتك في محاولة تغييره أو كسب رضاه، لكن في الوقت نفسه، لا تكرهه، دعه وشأنه فقط، ودع الحياة تثبت له مَن كان مصيباً ومَن كان على خطأ، ولا تضيِّع وقتك الثمين في محاولة إثبات أيِّ شيء لهؤلاء الأشخاص، ولا تهدر عواطفك في الحقد عليهم فهذا لن يؤذي أحداً سواك.

في الختام:

أنت لا تحتاج إلى إنجازات معنوية أو مادية تبهر بها الجميع، فأنت رائع في جميع الأحوال، ولست بحاجة إلى أن تثبت لأحدهم أيِّ شيء، لا تهتم بنظرة الآخرين إليك؛ بل اهتم بالطريقة التي ترى فيها نفسك.

ستتجنب خيبات الأمل والحزن بمجرد أن تتوقف عن استجداء التقييم من الآخرين؛ فالتقييم الصحيح لنفسك ينبع من ذاتك فقط.