7 أسباب تجعلك تتخلى عن العلاقات السامة

يحبُّ الجميع العيش بسعادةٍ دائمة، وقد يكون لدى بعضنا أكثرُ من سببٍ يجعله يعرف هذا أكثر من غيره.



لا يُعدُّ الناس في العالم الواقعي مثاليين أو طيبين تماماً كما هم في صفحات روايتك المفضَّلة، أو كما تراهم في التلفاز؛ فللناسِ عاداتٌ ومواقف ومشاكل سيئةٌ تمنع العلاقة من أن تصبح كلَّ ما يمكن أن تكونه في العالم الخيالي.

إنَّه لمن السهل تبنِّي نهج "باربرا كارتلاند" (Barbara Cartland) في خضمِّ الآلام الناتجة عن الحبِّ الرومانسي، وذلك كما لخَّصته الكاتبة الأمريكية "مرسيدس لاكي" (Mercedes Lackey) في روايتها "أطفال الليل" (Children of the Night): "يكون أيُّ شيءٍ يفعله جيداً طالما أنَّه يحبُّك".

عندما نتخلّى في العلاقة العاطفية عن النظر دائماً إلى الأمور بشكلٍ إيجابيّ معتقدين أنّ ذلك أفضل من رؤية الواقع على حقيقته، فهذه علامةٌ تحذيرية للعلاقة بأنّها على وشك أن تصبح سامة. (إذا لم تكن كذلك بالفعل)؛ ونصيحةُ الخبراء هنا: لا ينحصر هذا بطرائق تعامل المرأة مع الرجل فحسب، بل يخضع كلا الجنسين لهذه الظاهرة؛ إذ لا يمكن لكون الشخص ذكراً أم أنثى أن يجعله في مأمنٍ من أن يتصرَّف بحماقة.

عندما تصبح العلاقة سامة، خاصةً إذا كان لديك أطفالٌ فيها، فأفضل ما يمكنك القيام به هو إعادة النظر في هذه العلاقة.

لماذا يجب انهاء العلاقات السامة؟

إليكَ 7 أسبابٍ تجعلك بحاجةٍ إلى التخلِّي عن علاقة سامة من أجل صحتك وسلامتك وعقلك:

1. أن تكون بمفردك أفضل من أن تكون مع رفقة سيئة:

أن تكون لوحدك وأن تكون وحيداً ليسا الشيء نفسه، إذ يمكن فعلياً للبقاء مع رفقةٍ سيئةٍ أن يكون أكثر إيلاماً، وأصعب من كونك وحيداً.

عندما تكون خارج العلاقة، يمكنك النظر إلى الوراء وتحليل ما حدث وتحديد العلامات التحذيرية التي كان يجب أن تراها؛ حيث يمكن أن يساعدك ذلك في الاستعداد إذا بدأت العلاقة التالية تأخذ المنعطفات نفسها، بحيث يمكنك تصحيحها أو الخروج منها قبل أن تصبح بائسةً تماماً.

هذا صعب، خصوصاً عندما يكون الطرف السام في العلاقة أحد أفراد الأسرة، كأن يكون أحد الوالدين أو الأشقاء أو أيَّ طرفٍ في أيِّ علاقةٍ وثيقة. وأيَّاً كان، تنطبق المبادئ الأساسية نفسها في حال حدث ذلك.

يميل الأشخاص السامون إلى البقاء مؤذيين، ولكن لا يوجد سببٌ وجيهٌ يبرِّر تحمُّلك هذا؛ فإذا أرادوا أن يكونوا بائسين، فهذا خيارهم ومشكلتهم وحدهم؛ أمَّا أنت، فتستحق أن تكون سعيداً، حتَّى لو عنى هذا إخراجهم من معادلة حياتك.

2. يمنع التمسك بعلاقة سامة نمو الشخصية:

إحدى العلامات الرئيسة للعلاقة السامة: أن يُلقي أحد الطرفين بالجزء الأكبر من اللوم على الآخر، مثلاً: "لم تفعل كذا، كان يجب عليك أن تقوم بكذا، لماذا حصل كذا وكذا؟".

يمنعُ هذا النوع من المضايقات المستمرَّة نموّ الشخصية؛ لأنَّه يجعل الشخص في الطرف المستقبِل لها يشعر بأنَّه أقلُّ شأناً، وبأنَّ رأيه ومشاعره لا تهمُّ أيضاً، ويؤدِّي هذا بدوره إلى قمع النموّ الشخصي، أو العودة إلى الأشكال الأقدم والأقلّ تعقيداً للتعامل مع التوتر. في حين تشجِّع العلاقة الصحية النمو والحوار لدى كلا الجانبين.

إقرأ أيضاً: كيف تدير علاقاتك الصعبة مع الآخرين

3. يخلق التخلي عن علاقة سامة مساحة لعلاقة أكثر صحة:

تُزيح العلاقات السامة بطبيعتها العلاقات الأخرى جانباً، مثل: العلاقات مع الأصدقاء، والعائلة، وحتَّى زملاء العمل؛ وعادةً ما تكون العلاقة السامة على بُعدِ أقلّ من خطوةٍ واحدةٍ من الإساءة الصريحة، هذا إن لم تكن الإساءة موجودةً بالفعل.

عندما تكون على استعدادٍ للتخلِّي عن علاقةٍ سامة، فأنت تقول لاشعورياً لنفسك والعالم أنَّك مستعدٌ لشيءٍ أكثر صحةً وأفضل مع شخصٍ يحبُّك ويعتني بك بقدر ما تفعل أنت له.

4. تصبح العلاقات السامة علاقات مسيئة غالباً:

لا تستغرق العلاقات السامة طويلاً حتَّى تتهاوى لتصبح مُسيئةً نفسياً أو عاطفياً أو جسدياً، وخاصةً إذا كان لدينا أطفال، فنحن مدينون لهم بتعريفهم كيف يمكن أن تكون العلاقة المنفتحة والمحبَّة والراعية؛ لأنَّهم سيحذون حذونا، فإذا رأوا أنَّ أحد والديهم يسيء دائماً للآخر، ويقول باستمرارٍ أنَّ الطرف الآخر بلا قيمة، ويعتدي عليه بالضرب والإهانة؛ فإنَّهم سيقعون في الفخ نفسه عندما يصبحون بالغين.

إنَّ خضوعك لهذا هو خياركَ كشخصٍ بالغ، ولكن يتعيَّن عليك أن تضع في اعتبارك أنَّه إذا كان شريكك على استعدادٍ لضربك أو إيذائك عاطفياً، فمن المرجح أنَّها مسألة وقتٍ فقط قبل أن يبدأ بفعل الشيء نفسه لأطفالك؛ ذلك لأنَّه لا يعتقد أنَّ لديك الشجاعة لمواجهته أو التخلِّي عنه.

إقرأ أيضاً: انعكاسات المشاكل الأسرية على الأطفال ونصائح للتلّخص منها

5. يكون الابتعاد عن العلاقة السامة دليلاً على قوة الشخصية:

"لا يمكنك أن تستمرَّ يوماً واحداً دوني"، "حتَّى لو امتلكت جميع مقومات النجاح، فلن تنجح في مسعاك هذا"، "أنت من جعلني أتصرُّف هكذا"؛ كلُّ هذه أكاذيب محضةٌ يقولها شريكٌ سام، ويحاول إقناع الطرف الآخر أنَّها صحيحةٌ للغاية حتَّى لا يتخلَّى عنه؛ لذا، لا تصدِّق هذه الأكاذيب.

يُظهِر الابتعاد قوة الشخصية والشجاعة وقدرتك على الوقوف على قدميك دون الحصول على موافقة شخصٍ آخر على أنشطتك اليومية أو حياتك.

6. تكون العلاقة السامة غير صحية:

تؤدِّي العلاقات السامة إلى عزلةٍ اجتماعيةٍ وعاطفية، ويمكنها أيضاً أن تسبِّب القلق والاكتئاب والأمراض الجسدية، أو أن تؤدِّي إلى ظهور أفكار وأفعالٍ ذات ميولٍ انتحارية؛ ناهيكَ عن الأذى العاطفي والجسدي المحتمل، والذي يمكن أن يُلحِقه بك الشريك السام.

ستتفاجأ كم أنَّ الابتعاد بخس الثمن مقارنةً بثمن العلاج ومضادات الاكتئاب، خاصَّةً عندما يكون الأطفال طرفاً في العلاقة.

إقرأ أيضاً: 5 سلوكيات عليك تجنبها كيلا تصبح شخصاً ساماً

7. أنت تستحق أكثر مما يمكن أن تقدمه لك العلاقة السامة:

العلاقة السامة علاقةٌ متحيِّزٌة جداً، إذ يمكن أن يجعلك كلُّ شيءٍ يتعلَّق بشخصٍ واحدٍ مع استبعاد الآخر، تشعر أنَّك عديم القيمة ويائسٌ وعاجز؛ والحقيقة هي أنَّك لست أياً ممَّا سبق. أنت مَلِك نفسك، بقيمتك الفريدة وأشيائك التي تقدِّمها للعالم؛ ويسعى أيُّ شخصٍ يخبرك بخلاف ذلك إلى السيطرة عليك والتحكُّم بك.

أنت تعلم أنَّك تستحق أكثر؛ لذا ينبغي أن تكون أكثر قيمة.

الابتعاد عن علاقة سامة هو الخطوة الأولى لإيجاد شيءٍ جميلٍ مع شخصٍ يحبُّك ويعتزُّ بك بسبب كلِّ ما أنت عليه، وليس على الرّغم منه؛ إذ لا ينبغي لأحدٍ أن يشعر بأنَّه مسجونٌ في أيِّ علاقةٍ من أيِّ نوعٍ قد تعرِّض راحة باله وصحته العاطفية والجسدية وسلامته وأمنه، إلى الخطر.

أنت شخصٌ فريدٌ وجميل، ولديك الكثير لتقدِّمه، وأنت مدينٌ لنفسك وأطفالك بالعثور على شخصٍ مميَّزٍ يراك ويحبُّك لذاتك، وليس لما يعتقد أنَّك يجب أن تكون عليه.

شاهد بالفيديو: كيف تتعامل مع الشخصية السامة؟

المصدر




مقالات مرتبطة