7 أسباب تجعل قوة الإرادة ضرورية لاتخاذ القرارات

هل تتخذ قراراتك بناءً على عواطفك، ومن ثمَّ لا تتمكَّن من دعمها بقوة الإرادة والتصميم؟ غالباً ما تكون القرارات التي تُتَّخَذ استجابةً للمُحفِّزات العاطفية قصيرة الأمد، فإذا كنتَ ترغب في أن تكون قادراً على الالتزام بقراراتك، فعليك التفكير فيها جيداً قبل اتِّخاذها، ثمَّ دعمها بقوة الإرادة والتصميم.



القرارات الناتجة عن العواطف لا تدوم طويلاً:

اتخاذ القرارات - كتلك التي تُتَّخَذ في بداية العام الجديد - غالباً ما يكون فعلاً عاطفياً، فقد تتحمس لتنفيذ هذه الأنواع من القرارات في البداية، ولكن بعد ذلك تتجاهلها؛ فهذه القرارات لا علاقة لها بقوة الإرادة والحزم، فهي تُتَّخذ من مُنطلَق عاطفي دون تفكير وتصميم، ومن ثمَّ تفتقر هذه القرارات إلى القوة، كما أنَّها لا تدوم طويلاً؛ وفي بعض الأحيان، تنشأ داخلنا رغبة مفاجئة في القيام بشيء ما، أو تغيير سلوكنا، أو تحقيق هدف معيَّن.

تنشأ هذه الرغبة استجابةً لمواقف أو أحداث معيَّنة، وهي ليست شيئاً فكرنا فيه عن عمد، وفي بعض الأحيان، قد نبدأ العمل بحماسة على تنفيذ هذه القرارات، ومع ذلك، فإنَّ المشكلة هي أنَّه بعد فترة تفتر عزيمتنا، ونتوقف عمَّا بدأناه، ويعود السبب في ذلك إلى أنَّنا قد نفقد رغبتنا وحماستنا، أو قد نكتشف أنَّنا نفتقر إلى الإرادة والقوة الكافية للاستمرار، وغالباً ما نتَّخذ قرارات ونقدِّم وعوداً، ثمَّ نحاول تغيير سلوكنا وفقاً لذلك؛ فقد نبدأ بالدراسة، أو البحث عن وظيفة، أو البحث عن شريك حياة، ونتصرف وفقاً لقراراتنا، وهذا لا يستمر إلا لفترة قصيرة فقط.

نحن نتخذ القرارات بحماسة وتفاؤل، ولكنَّنا نفقد بعد ذلك حماستنا ونتوقف عن فعل ما وعدنا أنفسنا بفعله، فإنَّ هذا النوع من السلوك يُظهِر نقصاً في قوة الإرادة والانضباط، ويجعلنا نفقد الثقة في قدرتنا على الالتزام بقراراتنا ووعودنا، وقد يقودنا هذا إلى الاعتقاد بأنَّ قوة الإرادة مجرد خرافة؛ أي إنَّها شيء غير حقيقي، وهذه فكرة خاطئة؛ ذلك لأنَّ اتخاذ هذه القرارات لم يكن مرتبطاً بقوة الإرادة الحقيقية.

وكما ذكرنا آنفاً، فإنَّ معظم القرارات التي نتخذها ناتجة عن المشاعر، فنحن نتخذها استجابةً لبعض العواطف أو الأفكار القوية، ونادراً ما يكون ذلك بسبب التفكير والفطرة السليمة، وغالباً ما تكون المشاعر والعواطف هي القوة الدافعة لقراراتنا، ولكنَّ المشاعر والعواطف ليست مستقرةً وثابتة، فقد تشعر في إحدى اللحظات أنَّك قادر على غزو العالم، وبعدها تشعر بالضعف، والكسل، وانعدام الدوافع.

تجنُّب اتخاذ قرارات ناتجة عن العواطف:

عادةً ما يكون القرار الذي اتُّخِذ بسرعة عديم الفائدة، فقد تختفي العاطفة التي أدَّت إلى اتِّخاذ القرار بعد فترة وجيزة، ولن تبقى هناك أيَّة رغبة في مواصلة تنفيذ القرار، ومن النقاط الهامة الأخرى التي يجب ذكرها هي أنَّ العادات اللاواعية أقوى من أي قرار، وأنَّها عادةً ما تتغلَّب على أي قرار أو رغبة في التغيير، فكل هذا قد يقودك إلى الاعتقاد بأنَّك تفتقر إلى قوة الإرادة.

يمكنك تعزيز ذلك، مثل أيَّة مهارة أخرى، فإذا لم تتمكن من تنفيذ قراراتك، فهذا يعني أنَّك لم تستخدم أي شكل من أشكال قوة الإرادة أو انضباط الذات.

شاهد بالفديو: 7 أسباب تحبط العزم والإرادة

قوة الإرادة حقيقة وليست وهم:

كما ذكرنا آنفاً، لا تنطوي القرارات على قوة الإرادة؛ بل على عواطف ورغبات مؤقتة وعابرة، فلا يمكنك أن تتوقع من شخص ضعيف جسدياً أن يرفع وزناً ثقيلاً، ولكن إذا درَّب نفسه بانتظام، فسوف يصبح أقوى؛ حيث ينطبق الشيء نفسه على قوة الإرادة.

لماذا قوة الإرادة ضرورية لاتخاذ القرارات؟

لا تعتمد قوة الإرادة الحقيقية على المشاعر، أو العواطف، أو الحماسة المؤقَّتة، وهذا ما يجعل هذه المهارة قويةً ومستقرة ويمكن الاعتماد عليها:

1. تتحول قوة الإرادة إلى عادة:

قوة الإرادة هي القدرة التي تُطوِّرها على فترة من الزمن، ويمكن أن تتحول إلى عادة، وبعد تطويرها، سوف تتمكَّن من استخدامها متى وأينما لزم الأمر.

2. تكسبك الانضباط الذاتي:

تعزِّز قوة إرادتك انضباطك الذاتي أيضاً، فهو عنصر آخر هام وضروري لاتخاذ القرارات ومتابعة العمل دون توقُّف حتى تحقيقها.

3. تكسبك التركيز والمثابرة والحزم والثقة بالنفس:

سيتحسن تركيزك ومثابرتك وثقتك بنفسك تلقائياً أيضاً من خلال تعزيز قوة إرادتك وانضباطك الذاتي.

إقرأ أيضاً: 9 طرق لتحسين مهارات المثابرة لديك

4. تكسبك سلوكاً ذهنياً متوازناً وهادئاً:

تُمكِّنك قوة الإرادة من اتخاذ القرارات بسلوك ذهني متوازن وهادئ، وتنفيذها حتى إنجازها بنجاح.

5. تمنحك قوة دائمة:

يؤدي التدريب المستمر لتعزيز قوة إرادتك إلى منحك قوةً دائمة، فعندئذٍ، سوف تكون قادراً على اتخاذ قرارات حقيقية ومتابعتها حتى تتحقق.

إقرأ أيضاً: 10 خطوات فعالة لتزيد من قوة إرادتك

6. تجعلك تتمسك بما بدأت بفعله:

بفضل الإرادة القوية، لن تتخلَّى عمَّا تبدأ بفعله، ومن ثمَّ ستُنقذ نفسك من خيبات الأمل، وهذا من شأنه أن يساهم في الشعور بالسعادة والرضا.

7. تُعَدُّ مفتاح الوصول إلى كل شيء:

 قوة الإرادة الحقيقية هي بمنزلة المفتاح الذي يمكنك استخدامه لفتح أبواب تؤدي بك إلى فرص النجاح واكتساب الرضا، فإذا كنتَ تملك الرغبة وعلى استعداد لتكريس الوقت اللازم لتنمية قوة إرادتك، فسوف تُكافَأ كثيراً؛ حيث يعتمد المقدار الذي ستبلغه في تطوير هذه القدرة الهامة على مقدار ما تبذله من وقت وجهد.

فتريد الناس اليوم نتائج فورية، ويفتقرون إلى الصبر والمثابرة، إلا أنَّ كل إنجاز في الحياة وكل مهارة تتطلَّب الصبر والمثابرة.

في الختام:

بقليل من الجهد، يمكنك التغلب على ضعف قوة الإرادة، فهذا سيؤثِّر تأثيراً إيجابياً في كل مجال من مجالات حياتك، وليس فقط في اتخاذ القرارات وتنفيذها، وإذا كنتَ تريد إجراء تغيير حقيقي في حياتك بحق، وتتعلَّم كيفية تنفيذ قراراتك، وامتلاك القوة الداخلية للقيام بكل ما تخطط للقيام به، فأنت بحاجة إلى قوة الإرادة والانضباط الذاتي أيضاً، فهذا ليس بالأمر الصعب على الإطلاق وهو في متناول يدك.

المصدر




مقالات مرتبطة