7 أسئلة تنهي بها أسبوعك

نحن نمضي في الحياة بصفتنا غرباء تماماً عن أنفسنا؛ وذلك لأنَّنا لا نمنح ذواتنا الوقت الكافي لبعض الاستفسارات الذاتية؛ فنحن مشغولون تماماً في البحث عن إجابات لمشكلات الآخرين لدرجة ننسى فيها طرح الأسئلة التي تخصُّ سلامتنا العامَّة، ومن الواضح أنَّ هذا ليس نوعاً من الحكمة.



الحكمة لا تتعلَّق بمعرفة كل الإجابات طوال الوقت؛ بل بطرح الأسئلة الصحيحة؛ إذ تحدِّد الأسئلة البسيطة التي تطرحها على نفسك بأسلوب منتظم نوع الشخص الذي أصبحت عليه، على الأقل تحتاج إلى تخصيص بعض الوقت في نهاية كل أسبوع لتقضيه فقط مع ذاتك، وهو وقت شخصي للتأمل والاستفسار عن الذات، ولطرح أسئلة على نفسك.

إليك فيما يأتي 7 أسئلة تنهي بها أسبوعك:

1. ما هي المفاجآت السارَّة التي اكتشفتها هذا الأسبوع؟

تجدِّد الطبيعة المتغيرة للحياة الاحتمالات أمامك باستمرار، فلا يمكنك أبداً أن تكون متأكِّداً من موعد الفرصة التالية، وما إذا كانت ستصبُّ في مصلحتك؛ لذا كن مستعداً لهذه المفاجآت وانتبه، فكثير منها سيحقِّق لك خيراً لم تعرف أبداً أنَّك كنت تفتقده.

قد تأتي بعض أفضل اكتشافاتك عندما لا تتوقعها على الأرجح، وفي أماكن لم تفكِّر أبداً أن تبحث فيها، وقد تجد ما لم تكن تبحث عنه أكثر ممَّا كنت تأمل في العثور عليه؛ لذا ابحث عن أهدافك وأحلامك بجد، لكن لا تكن قاسياً لدرجة أن تركِّز فقط عليها، وتعمي نفسك عن كل المفاجآت والفرص غير المتوقعة التي تمرُّ في طريقك.

لن تكون أبداً كبيراً جداً، أو يافعاً جداً، أو مشغولاً جداً، أو متعلِّماً جداً، بحيث لا تجد قيمة وفرحاً جديداً غير متوقعاً؛ لذا ابقَ على اطِّلاع، وتتبَّع هذه المفاجآت السارَّة، وتأكَّد من عدم فقدانها في عجلة روتينك الأسبوعي.

2. ما هي الدروس التي علَّمني إيَّاها عملي والتي يمكنني الاعتماد عليها في الأسبوع المقبل؟

سيساعدك هذا السؤال على توضيح الفرق بين النشاط والإنجاز؛ فثمَّة إجراءات روتينية ومهام اعتيادية تتطلَّب منك العمل عليها دون بذل أي جهد، لكن ما الذي استخلصته أيضاً من عملك هذا الأسبوع؟ وما الذي تعلَّمتَه وفي إمكانك الاعتماد عليه؟ فمن المؤكد أنَّك نجحت وأخفقت، وكانت لديك أفكار نجحت وأخرى فشلت؛ لذا فكِّر في هذه الأحداث واستخرج منها ما هو مفيد.

راجع أسبوعك من البداية إلى النهاية؛ إذ لم يكن أسبوعاً هدرتَ فيه الوقت دون القيام بأي شيء؛ بل كان أسبوعاً حافلاً بالمهام التي كان عليك إنجازها، وقد انتهيت منها الآن؛ لذا هنِّئ نفسك، ثمَّ انظر بعين التقدير إلى الدروس التي تعلَّمتها من هذا الأسبوع، وخاصةً تلك الأشياء التي لم تسر على ما يرام، فإذا لم تُنجز المهمة بالطريقة التي كنت تأملها، أو إذا لم ينجح حل معيَّن، فهذا يعني فقط أنَّ ثمَّة شيئاً أفضل في انتظارك الأسبوع المقبل، والدروس التي تعلمتها للتو هي الخطوة الأولى نحو ذلك.

3. هل ما زالت جهودي قصيرة الأمد متوافقة مع أهدافي طويلة الأمد؟

لا يهم ما تفعله أو تحقِّقه من حينٍ لآخر (الهدف النهائي)، ولكن الهام هو ما تفعله كل يوم (الجهود الصغيرة)؛ لذا احلم أحلاماً كبيرة، لكن حاول أن تدرك أنَّ الأهداف الواقعية قصيرة الأمد هي مفتاح النجاح، وما تريد تحقيقه مرتبط مباشرة بأفعالك اليومية، والطريقة التي تقضي بها وقتك هي التي تحدِّد من أنت ومن ستكون؛ لذلك تأكَّد من أنَّ ما تفعله من جهود يومية صغيرة تتوافق حقاً مع المكان الذي تريد الذهاب إليه؛ أي هدفك النهائي.

ففي حين يتجنَّب مدمنو المتعة في العالم الألم وعدم الراحة بأي ثمن، كن أنت شخصاً يفهم حقاً قيمة العمل وفوائده في المواقف الصعبة التي يتجنَّبها الآخرون عادةً، وكن على استعداد للتضحية بالمتعة قصيرة الأمد من أجل السعادة على الأمد الطويل، وكن مهتماً بفاعلية شيء ما أكثر من اهتمامك بالشيء السهل، وفي حين يبحث الآخرون عن أسرع طريق مختصر، ابحث أنت عن مسار العمل الذي ستنتج عنه النتائج الحقيقية التي تريدها لنفسك.

شاهد بالفيديو: كيف تحدد أهدافك في الحياة؟

4. ما الذي كان في إمكاني أن أقضي وقتاً أطول أو أقل في فعله؟

كما قال المؤلف الأمريكي "ستيفن كوفي" (Stephen Covey) ذات مرة: "يقضي معظمنا كثيراً من الوقت في فعل ما هو عاجل، ولا يقضي وقتاً كافياً في فعل ما هو هام" وبعبارة أخرى؛ الإنتاجية لا تتعلق فقط بإنجاز الأشياء؛ بل بإنجاز الأشياء المناسبة.

لذا راجع في نهاية كل أسبوع كيف قضيت وقتك، واعمل على توزيع الوقت والجهد حسب الضرورة للأسبوع القادم، وابذل قصارى جهدك للتخلُّص من تعقيدات جدولك الزمني حتى تتمكَّن من قضاء مزيد من الوقت في الأمور الهامَّة، وهذا يعني صقل وإنهاء جميع المهام باستثناء المهام الأساسية، بحيث يتبقى لك فقط المهام التي تضيف قيمة إلى حياتك، والأهم من ذلك، اعرف متى تُنحِّي جانباً الأشياء الهامَّة من أجل الأشياء المُلِّحة والأكثر أهمية، مثل الأسرة.

5. كيف أثَّر الخوف والشك فيما فعلته وما لم أفعله؟

قد يكون عدم معرفة المسار الذي عليك اتباعه أمراً صعباً، لكن لا يوجد شيء أكثر إحباطاً من الوقوف دون حراك وعدم اتخاذ أي قرار على الإطلاق؛ لذا يجب التفكير في مخاوفك ومعالجتها أسبوعياً؛ إذ عليك أن تمنع تلك المخاوف من إحكام سيطرتها عليك حتى لا تُعطِّل مسارك في المضي قدماً في حياتك.

إذاً؛ عليك فعل أي شيء أو اتخاذ أي خطوة صغيرة، وإذا أخطأت ابدأ من جديد، وجرِّب شيئاً آخر، فإذا انتظرت حتى تتحرَّر من كل الشكوك والخوف في ذهنك، فقد يكون الأوان قد فات؛ إذ إنَّك تكتسب القوة والثقة والنمو العاطفي من خلال العيش ومن خلال كل تجربة تضطر فيها إلى التوقف ومواجهة الخوف الذي يراودك، وبمجرد أن تنتهي المواجهة وتدرك أنَّك ما زلت تتنفس، يجب أن تقول لنفسك: "لقد عشت فترة من الشك، وتعلَّمت منها، وأنا الآن أفضل حالاً، وقادر على التعامل مع الظروف المخيفة التالية التي تعترض طريقي أيضاً".

إقرأ أيضاً: دليلك للتغلب على مخاوفك واكتشاف إمكانياتك

6. ما هي الفوضى الذهنية التي يمكنني التخلُّص منها؟

مثلما أنَّك لا تنتقل من مكان إلى آخر دون فرز أشيائك الخاصة أولاً، وترك ما هو غير مفيد أو ضروري، يجب عليك أيضاً اتباع نفس العملية لفرز الأفكار التي جمعتها في ذهنك قبل المضي قدماً؛ لذا أزِل الفوضى في ذهنك، ولا تحمل مهاماً زائدة للأسبوع المقبل، وتخلَّص ممَّا هو غير ضروري، حتى تظهر أمامك المهام الأكثر ضرورة وأهمية.

تخلَّص من أي مشاعر ندم وخزي وغضب تراكمت عليك هذا الأسبوع، وخذ فقط الكنوز التي تستحق الاحتفاظ بها: كالدروس والحب وأفضل ما يمكن تذكُّره.

واحدة من أسهل الطرائق لفرز الفوضى الذهنية الخاصة بك، وتحديد ما يجب التخلص منه، هي ممارسة تمرين بسيط تفرِّغ فيه ما في دماغك؛ وهو تدوين مشاعرك في مفكرة يومية، فكِّر حرفياً في اللحظات الهامَّة التي مررت بها هذا الأسبوع، وضع قائمة بما شعرت به في كل مناسبة، ثمَّ راجع النتائج التي توصَّلت إليها، وتخلَّص من الفوضى السلبية العالقة في ذهنك عن طريق معالجة أفكارك، وحفظ الدروس، ومسامحة نفسك، ومسامحة الآخرين، وترك هذا الأسبوع يمضي بسلام.

يجب عليك إغلاق الباب في وجه ما مررت به من سلبيات هذا الأسبوع، وتغيير سجل أفكارك، وتنقية ذهنك وتحريره من بعض الفوضى والأفكار السلبية العالقة، وألَّا تحرم نفسك من فرصة عادلة في الأسبوع المقبل، وتوقف عن التمسُّك بما كان، حتى تتمكَّن من الاستمتاع بما بدأ الآن.

إقرأ أيضاً: كيف تساعد نفسك عندما تكون في حالة فوضى ذهنية؟

7. ما هي الخطوة المنطقية الأولى للأسبوع القادم؟

الأسبوع القادم هو بداية جديدة، وعبارة عن لوحة بيضاء لديك فرصة رائعة لبدء الرسم عليها؛ إذ ستقف صباح أول يوم عمل في بداية مغامرة رائعة، ومع فرصة حقيقية وحاضرة جداً؛ لتشكيل حاضرك ومستقبلك بالطريقة التي تراها مناسبة تماماً، وكما يقولون، البداية الجيدة هي نصف الطريق إلى إنجاز العمل.

في الختام:

ما الذي ترغب في إضافته إلى القائمة؟

  • ما هي الأسئلة التي تطرحها على نفسك خلال لحظات التأمل الذاتي؟
  • هل تستخدم أي طرائق أخرى للتأمل الذاتي (اليوميات، وما إلى ذلك)؟



مقالات مرتبطة