يميل أغلب الأفراد في الواقع إلى ضبط المنبه للاستيقاظ في ساعة محددة، ولكن ينتهي بهم الأمر بالضغط على زر "الغفوة" لعدة مرات؛ لأنَّهم يستصعبون النهوض ويرغبون بالنوم مجدداً، لكن يضطر الفرد في النهاية إلى النهوض من السرير مكرهاً وحاقداً على الكون كله غيرَ راغبٍ ببدء نشاطات يومه؛ فيلجأ إلى احتساء القهوة لتصفية ذهنه.
يظنُّ بعض الأشخاص أنَّهم لا يصلحون للاستيقاظ الباكر، ويستسلمون للوضع ويحاولون التكيف معه؛ لكنَّهم يعرفون في قرارة أنفسهم أنَّهم يهدرون يومهم ويخفضون إنتاجيتهم جراء السهر والاستيقاظ المتأخر.
فيما يأتي 7 طرائق مستخلصة من تجارب حقيقية لأشخاص يستيقظون في الصباح الباكر عن طيب خاطر؛ لمساعدتك على التغلب على مشكلة الاستيقاظ المتأخر، والاستفادة من الأوقات الصباحية:
1. وضع سبب مقنع للاستيقاظ الباكر:
لا شك في أنَّك لن تواجه أيَّ صعوبة في الاستيقاظ الباكر في يوم السَّفر؛ إذ يستحيل أن تفوِّتَه على نفسك أو تخاطر بتفويت موعد إقلاع الطائرة حتَّى ولو كان هذا الموعد في الساعة الرابعة صباحاً، وينبهنا هذا المثال المبالغ فيه إلى ضرورة تحديد سبب مقنع للاستيقاظ الباكر.
2. تكوين تصوُّر واضح عن المستقبل المنشود:
يتميز الشخص الذي يستيقظ في وقت باكر عن طيب خاطر بأنَّه يضع لحياته معنىً وهدفاً يسعى إلى تحقيقه، سواء أكان يعمل من أجل مصلحة البشرية جمعاء كمحاولة رجل الأعمال الكندي الأمريكي "إيلون ماسك" (Elon Musk) لبناء مستعمرات بشرية في المريخ، أم أنَّه يستهدف حياته الشخصية ويسعى إلى بناء حياة أسرية سعيدة وسليمة على الأمد الطويل مثلاً.
يجب أن يكون تصور الإنسان عن هذا المستقبل مقنعاً، وتكون الأهداف المنشودة نابعة عن رغبة شخصية خالصة؛ وهكذا سيكون بمقدوره أن ينهض باكراً عن طيب خاطر مدفوعاً بالرغبة في تحقيق أحلامه الخاصة به وحده بدل أن يغادر سريره مكرهاً وناقماً على الحياة ومن فيها.
شاهد بالفيديو: 6 نصائح تساعدك على الاستيقاظ باكراً
3. تحديد 3 أهداف يومية:
تحديد الأسباب والدوافع، وتصور المستقبل أمران هامان للغاية؛ لكنَّهما لا يضمنان الاستيقاظ الباكر يومياً، فأنت تحتاج إلى أسباب ودوافع يومية حتى تعتادَ الاستيقاظَ الباكر؛ فهو أمرٌ لا يمكن أن يحصل بين ليلة وضحاها.
بناءً عليه يجب أن تخصِّصَ بعض الوقت كل مساء قبل أن تخلد إلى النوم؛ لتحديد 3 مهام كبيرة يجب أن تنجزها في اليوم التالي، ويجب أن تشدد على أهمية التزامك إنجازها ضمن إطار زمني محدد، ويجب أن يتطلب إنجازها الاستيقاظ في ساعة زمنية محددة.
4. تحديد عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها جسدك:
يجب أن تحدد عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها جسدك؛ كي تعمل بكفاءة عالية خلال اليوم التالي، فيحتاج الفرد البالغ وسطياً إلى 7-8 ساعات نوم يومياً؛ فإذا كنت تعتزم في هذه الحالة الاستيقاظ في الساعة 5:30 صباحاً تقريباً فعندها يجب أن تضع في حسبانك ضرورة الخلود إلى النوم نحو الساعة 9:30/10:30 مساءً.
يجب أن تعتاد الخلود إلى النوم بوقت باكر حتى تستطيع الاستيقاظ بوقت باكر أيضاً؛ لأنَّك يمكن أن تقاوم الحرمان من النوم لأسبوع أو اثنين كحد أقصى؛ ومن ثمَّ عليك أن تدرك عدد الساعات التي يحتاج إليها جسدك من النوم وتتصرف على أساسها.
5. وضع المنبه في الجانب الآخر من الغرفة:
عندما تضع المنبه تحت الوسادة فإنَّك ستتمكن بكل سهولة من إطفائه والعودة إلى النوم مجدداً دون أن تكون صاحياً ومدركاً من الأساس؛ لكنَّك عندما تضع المنبه في الجانب الآخر من الغرفة؛ فعندها ستضطر إلى النهوض من السرير، كما يمكنك أن تزيد من فاعلية العملية من خلال إخفاء جهاز المنبه تحت الخزانة؛ كي تضطر إلى التفكير وتنشيط عملياتك العقلية لتستطيع إيجاده.
أنت فعلياً مستيقظ وواعٍ تماماً وتتحرك، وإذا لم تكن هذه الطريقة كافية عندئذٍ يمكنك أن تضع كأساً من الماء على الأرض بين السرير والمنبه، وعندها سيجب عليك أن تنتبه لخطواتك؛ كي لا تتعثر بها.
6. ضبط المنبه لمرة واحدة:
إياك أن تضبط أكثر من منبه كي تنزعج في الصباح وتتمكن من الاستيقاظ؛ فلا فائدة تُذكَر من هذه التنبيهات؛ بل إنَّك بهذه الطريقة ستعتاد إطفاءَ المنبه وضبط غفوة أخرى والعودة إلى النوم مجدداً؛ لهذا السبب يستحسن أن تضبط تنبيهاً واحداً؛ حتى تعرف أنَّها فرصتك الوحيدة للنهوض من السرير.
7. التحلي بقوة الإرادة اللازمة للاستيقاظ الباكر:
أنت تحتاج إلى التحلي بقوة الإرادة حتى تتمكن من الاستيقاظ الباكر في الصباح؛ فحتى لو طبقت كافة النصائح الواردة في الدراسات لن يتسنى لك أن تستيقظ بنشاط كما ورد في بداية المقال للأسف؛ لأنَّ الأمر لا يتم بهذه السهولة إلا بالنسبة إلى بعض الأشخاص؛ إذ إنَّك لن تستطيع التخلص من الرغبة بمعاودة النوم.
تساعدك الطرائق الثلاث الأولى على تعزيز الشعور بالرغبة والحاجة إلى الاستيقاظ أبكر من المعتاد، في حين يمكن عَدُّ بقية الطرائق نصائح تطبيقية لتزويدك بالدافع الجسدي اللازم للنهوض.
في الختام:
يرغب جميع الأفراد بالاستيقاظ في الصباح الباكر، كما يرغبون بكثيرٍ من الأشياء في الحياة؛ كالحصول على وظيفة الأحلام، والمظهر الجسدي المثالي غافلين عن حقيقة أنَّ تحقيق هذه الأحلام يتطلب التزام العمل الجاد وبذل ما يلزم من الجهود.
أضف تعليقاً