قد يبدو الأمر بسيطاً، ولكن إذا تلقَّى الموظفون التدريب بأسلوبٍ يختلفُ عن ذلك الذي يناسبهم، فربَّما لن يحققوا النَّجاح.
لمساعدتك في تقديم تدريب فعّال، نستعرض في ما يلي مجموعةً من العوامل التي يجب أخذها في الحسبان حينما تقرِّر إجراء تدريب. ثم، نلقي نظرةً عامّةً على أساليب التعلُّم المختلفة، تليها نظرةٌ عامة على أساليب التعلُّم الأكثر فاعليّة، وكيف يمكنك توظيفها لتعزيز مهارات الموظفين.
7 عوامل مهمّة لتقديم تدريب فعال
1. عدد الأشخاص الذين ستقدم لهم التدريب
يتعلم الناس بصورة أفضل إذا كانوا في مجموعات صغيرة، وبالتالي عليك تعديل جلسات التدريب لتتلاءم مع ذلك. إذا كانت المجموعة كبيرة، عليك تقسيمها إلى عدة مجموعات تقدم لهم التدريب في فترات مختلفة. على سبيل المثال، إذا كان لديك 60 موظفاً يحتاجون إلى التدريب، فلست مضطراً إلى تقديمه للجميع في جلسة واحدة؛ بل يمكنك تقسيم المجموعة إلى مجموعتين تتكون كل منهما من 30 موظف.
يؤثر عدد المتدربين في الموارد التي تنوي استخدامها في التدريب أيضاً. لهذا السبب، احتفظ بسجل لعدد الموارد التي تتحمل تكاليفها (من حيث الوقت والمال)، والمواد المستهلَكة، والمسافات التي تقطعها للوصول إلى مركز التدريب، وما إذا كنت تقدم التدريب للموظفين الجدد في مكان بعيد عن مكان العمل المعتاد. يتيح لك هذا السجل تحديد الموارد التي ستحتاجها في قادم جلسات التدريب.
2. طريقة تقديم التدريب للموظفين
فكر في الموارد المتوفرة لديك، وحجم مساحة العمل التي ستعمل فيها، والتسهيلات المتاحة لك. تؤثر هذه العوامل في أسلوب تدريب الموظفين، سواء عبر التحدث معهم، أو إعطائهم تدريب عملي، أو السماح لهم بالتعلم أثناء العمل.
3. الهدف من تدريب الموظفين
تختلف أهداف التدريب اعتماداً على المؤسسة وأنواع الأنشطة التي تخطط لتقديمها أثناء العمل. عادةً ما يكون الهدف هو تعليم الموظفين الجدد المهام الأساسية التي تتطلبها الوظيفة، حيث يجب تخصيص الوقت والموارد لهذا التدريب، أو تعليم الموظفين القدامى مهارات جديدة (كاستخدام برنامج جديد). في هذه الحالة من الأفضل إقامة ورش عمل إما خلال يوم واحد أو في عطلة نهاية الأسبوع.
مهما كان الأمر، عليك التفكير في الأهداف قبل اتخاذ أي قرارات، فإذا كان هدف التدريب هو تحقيق التوازن بين العمل والحياة، فلا يجب أن تحدد التدريب في ساعات غير مناسبة، مثل بعد انتهاء الدوام مساءً على سبيل المثال.
4. مراعاة ثقافة مكان العمل
يعتمد مدى استفادة الموظفين من تدريب بطيء في مكان عمل سريع الوتيرة، على سلوكهم في العمل وتوقعاتهم. وبالمثل، إذا كان الموظفون نشيطين، فقد يتقبَّلون التدريب السريع، ولكن ربما لن يتعلموا بالسرعة التي توقعوها.
عليك مراعاة المعدل الوسطي لعمر الموظفين أيضاً؛ فإذا كانوا كبار في السن، فقد يفضلون النظام والانضباط في التدريب، بينما الأشخاص الذين ينتمون إلى أجيال أصغر، مثل جيل الألفية والجيل إكس، فيفضِّلون بيئة تعلم تمنحهم المزيد من الحرية والاستقلالية.
لا يعني هذا بالطبع أنَّه عليك الحُكم على الموظفين بناءً على أعمارهم فوراً، بل عليك مراقبة سلوكهم في العمل (أو عند مقابلة التوظيف في حال لم يبدأوا العمل بعد)، ثم غيِّر استراتيجيات التدريب بما يناسبهم. يمكنك أيضاً البحث في أساليب التدريب الملائمة لثقافات مكان العمل المختلفة.
5. توفُّر الأدوات اللازمة لتدريب الموظفين
قد يتطلب التدريب الكثير من الموارد، كالمال والوقت والمواد والمعدات والموارد المستهلَكة مثل الطعام (إذا كان العمل في مجال الخدمات الغذائية). كما قد يتعيَّن عليك أن تتكلّف بدفع ثمن وقود السيارة أو المواصلات إذا كان التدريب خارج موقع العمل. لذا، يجب التفكير في الموارد المتاحة قبل تقديم أي تدريب. أما إذا لم يكن لديك الكثير من الوقت أو لا يوجد ما يكفي من الموظفين ليدرِّبوا زملاءهم، فعليك تخفيض توقعاتك والتركيز على خطط تدريب بسيطة.
6. المهارات التي سيتلقى الموظفون تدريباً عليها
يسهم الموظفون الذين يمتلكون عدة مهارات إسهاماً كبيراً في المؤسسة، ومساعدتهم في اكتساب المهارات التي يحتاجونها في مكان العمل أمر مهم للارتقاء في حياتهم المهنية. لكن لا يعني هذا أنَّه عليك تعليمهم كل شيء على الفور؛ بل ركّز على مدى جودة أدائهم أثناء التدريب، فإذا كانوا يواجهون بعض الصعوبات، ساعدهم على إتقان مهمة واحدة قبل الانتقال إلى المهمة التالية. إذا لاحظت أنَّهم يحققون تقدماً سريعاً، عرِّفهم على جوانب أخرى من الوظيفة، كي يتمكنوا من تولّي مهام زملائهم في حال تغيّبوا عن العمل.
7. مناسبة الموظفين للوظائف التي يتدربون عليها
إذا نجح الموظف في مقابلة التوظيف، فهو بشكل عام مناسب للوظيفة. ولكن، اعتماداً على مهاراته، قد لا يكون مستعداً لتولّي جميع المهام التي تتطلبها الوظيفة على الفور. فإذا كان الأمر كذلك، تستطيع أن توكِل إليه المهام التي يجيدها، لينتقل بعدها إلى المهام التي تعلَّمها والتي سيؤديها باستمرار. لا يجب أن تضغط على الموظفين ليتعملوا بسرعة؛ فالبعض يستغرق وقتاً أطول للتعلم، ولا بأس بذلك.
الأنواع المختلفة لأساليب التدريب
1. التدريب العملي
قد يكون هذا إما تدريباً أثناء العمل، حيث يُعرَض أمام الموظفين فكرة معينة، ثم يطبقونها بأنفسهم في بيئة العمل، أو تدريباً عملياً في ورشة عمل، تُعرَض فيها المعلومات بنفس الطريقة، ولكن في بيئة خاضعة للرقابة، حيث لا يمكن أن تحدث أي مشكلات. في كلتا الحالتين، يُعد التدريب العملي طريقة ممتازة لتعليم الموظفين الجوانب العملية والنظرية لوظائفهم.
2. الاجتماعات
يُصغي الموظفون في الاجتماعات إلى المدرب مع متابعة العرض التقديمي المرفَق على برنامج باوربوينت (PowerPoint). واعتماداً على مكان العمل، قد يسجلون الملاحظات أو لا يسجلونها. في جميع الأحوال، المعلومات في الاجتماعات نظرية للغاية، ولا تتضمن مهارات عملية.
شاهد بالفيديو: أفضل 10 أساليب تدريبية للموظفين
3. المؤتمرات
خلال المؤتمرات، يتم اصطحاب الموظفين بعيداً عن العمل ليوم أو بضعة أيام لتعلُّم مهارات جديدة في بيئة جديدة. يمكن أن يُقدَّم في المؤتمرات أي نوع من أنواع التدريب التي ذكرناها أعلاه.
4. التعلم عبر الإنترنت
يتعلم الموظفون عبر الإنترنت عبر حضور دورات افتراضية، بما في ذلك متابعة العروض التقديمية وإجراء الاختبارات وحتى أداء مهام بسيطة. إنَّها طريقة فعالة؛ لأنَّها تتيح للموظفين الوصول إلى المعلومات وهم في منازلهم.
أساليب التدريب التي تناسب الشركات
يعتمد اختيار أسلوب التدريب المناسب في الشركات على المهارات المطلوب تطويرها؛ فالتدريب العملي مثلاً خَيارٌ رائع للموظفين الذين يؤدون مهام يدوية. ليس بالضرورة أن يتعلموا مهاراتهم في ورشة عمل، فتلك نفقات غير ضرورية؛ فالتدريب أثناء العمل أرخص عموماً، واحتمال ارتكاب الأخطاء والمخاطرة منخفض إلى حد ما.
الاجتماعات غنية بالمعلومات، ولكن لن يتعلم الموظفون الكثير منها، لا سيّما إذا كانوا لا يعملون في بيئات تُجرى فيها محادثات طويلة (مثل الوظائف المكتبية ومجال التعليم). لذا، تأكد من أنَّ العروض التقديمية متاحة لهم للاطلاع عليها بعد عودتهم إلى المكتب. سيساعدهم ذلك على تذكُّر ما تعلموه وتطبيقه.
يناسب التعلم عبر الإنترنت الموظفين الذين لديهم خبرة في استخدام الإنترنت، والذين لديهم كمبيوتر وإنترنت في المنزل، مما يعني شريحة الشباب من الموظفين، مثل جيل الألفية، والذين يعملون في وظائف غالباً ما تتطلب العمل على الكمبيوتر، مثل الوظائف المكتبية، أو تصميم الجرافيك، أو الوظائف الإدارية.
أما بالنسبة للمؤتمرات، فهي مناسبة لمعظم الموظفين الذين يحبون قضاء الوقت خارج العمل؛ ولكنَّ ورش العمل التي مدتها يوم واحد لا تساعد في تقديم الكثير من المعلومات نظراً لضيق الوقت.
في الختام
يمدُّك تدريب الموظفين بشعور بالرّضا، حتى لو كان أمراً صعباً قليلاً؛ ولكن إذا أتقنت المهارات المطلوبة، ستتمكن من تقديم التدريب بمهارة. اختر أسلوب التدريب المناسب للموظفين للحصول على أفضل النتائج. يمكنك أيضاً التسجيل في دورات كوتشينغ، والتي تساعدك على تدريب الموظفين بأفضل طريقة ممكنة.
أضف تعليقاً