الشعور بعدم الارتياح الذي ينشأ عند تغيير ما اعتدت عليه يمكن أن يجعلك محرجاً أو متوتراً؛ لأنَّك وضعت نفسك تحت ظرف جديد، فالأمر مشابه لأول مرة ركبت فيها درَّاجة دون عجلات مُساعِدة، أو تحدثت أمام جمهور كبير، أو عملت في منصب قيادي أو حساس، فمعظم الناس يكرهون ذلك الشعور، ولكنَّهم مضطرون إلى التعامل معه بطريقة تساعدهم على التطور.
تجربة الخروج من منطقة الراحة:
نواجه كثيراً مراحل انتقالية في الحياة؛ مثل تغيير العمل، أو الانشغال الزائد، أو الانتقال إلى مكان جديد، أو ولادة طفل صغير، أو موت أحد الأقرباء، وأحداثاً تختلف عمَّا اعتدنا عليه، فتجبرنا على التعامل معها بطرائق مختلفة.
يحدث الخروج من منطقة الراحة أيضاً من خلال اتخاذ خطوة جريئة لتطوير أنفسنا عقلياً أو عاطفياً أو جسدياً إلى مستوى قد يكون مخيفاً ولكن مفعم بالحماسة، لكن سيبقى هذا الشعور بعدم الارتياح والضيق ملازماً لنا عند حدوث أي تغيير، والأصعب منه هو محاولة الحفاظ على الاستقرار في جوانب الحياة.
في هذا المقال نقدِّم 7 خطوات للاستفادة من هذا الشعور في التطور المهني والشخصي:
الخطوة الأولى: الاعتراف بعدم الارتياح
عبِّر عن هذا الشعور من خلال الكلام أو الكتابة، واسمح لنفسك أن تشعر به بدلاً من تجنبه، فهي خطوة أساسية في معالجته والتعامل معه.
الخطوة الثانية: تحديد سبب انزعاجك
قد تُبالغ في بداية التغيير بتقدير هذا الشعور وتعميمه، وقد تظنُّ أنَّك أخطأت باتخاذ قرار التغيير، ولكنَّ التصرف الأصح هو تحديد السبب الدقيق لشعورك بعدم الارتياح؛ وبذلك تتمكَّن من وضع حد لتأثيره فيك.
شاهد بالفيديو: 6 نصائح لتعيش حياة مفعمة بالسعادة
الخطوة الثالثة: مواجهة خوفك
يكون سبب الشعور بعدم الارتياح في كثير من الأحيان هو الخوف، ويمكن التقليل منه من خلال مواجهته، كما أنَّ استخدامه في موضعه الصحيح يساعد على تقليله، وتذكَّر أنَّ الخوف إحساس فطري طبيعي، ولكن ليس بالضرورة أن يكون حقيقياً، وخاصة عندما ندركه ونفهم دواعيه وجذوره.
الخطوة الرابعة: منح عقلك بعض الراحة والهدوء
بمجرد أن تكتشف مشاعرك وتعالجها، أعرِض عن التفكير بها لفترة من الوقت حتى تهدأ وتستقر، فغالباً ما يكون التفكير بأشياء مختلفة مفيداً للتخلص من الشعور بعدم الارتياح.
الخطوة الخامسة: وضع الفشل ضمن الخيارات
امنح نفسك الحق بالفشل، واجعله خبرة إضافية أو محطة استراحة في طريق النجاح لتتخلَّص من خلاله من الضغوطات، وصدِّق المثل القائل بأنَّ الناجحين هم أكثر الناس فشلاً؛ وذلك لأنَّ الفشل يمكن أن يكون أفضل درس لتحقيق النجاح.
الخطوة السادسة: اتِّباع طرائق الرعاية الذاتية
قد يكون التغيير أمراً مرهقاً وغير مألوف لأنَّ تفكيرك تغيَّر عمَّا اعتدت عليه؛ لذا حاول الاعتناء بنفسك بعدة طرائق خلال الفترة الانتقالية، من خلال التقرب من الأصدقاء، وإعطاء نفسك الوقت والتركيز الكافي للتأقلم مع الوضع الجديد.
الخطوة السابعة: تذكُّر أنَّها ليست المرة الأولى
تذكَّر الفترات التي تمكَّنت فيها من الإنجاز والنجاح على الرَّغم من شعورك بعدم الارتياح، اجعل من هذه التجارب حافزاً لك لتخطي هذه المرحلة الانتقالية.
في الختام:
يمكن الاستفادة من هذا الشعور المزعج لتحقيق الخبرة والتطور الشخصي من خلال مواجهته والتعامُل معه بدلاً من تجنُّبه، وتقبُّل جميع الظروف وخوض التحديات والتعامل مع الفشل بمزيد من الرضى والتسليم ليصبح الأمر أسهل مع مرور الوقت.
أضف تعليقاً