6 نصائح لمساعدتك على تجاوز الأوقات الصعبة

لا تسير الحياة أبداً في خطٍّ مستقيم، فكلما تقدَّمنا ثلاث خطوات للأمام نعود خطوتين للوراء، وقد وتواجهنا عقبات، وقد نختار الطريق الخطأ، وفي بعض الأحيان نبدو كأنَّنا لا نتحرَّك وخاصةً عندما نمرُّ بأوقات عصيبة.

فالحياة ليست مسألة حسابية بحلٍّ نهائي، كما أنَّها ليست خطاً يُرسم عبر الربط بين نقاطٍ مرقمَّة للوصول إلى إجابةٍ صحيحة واحدة، بل هي أشبه برواية ملحمية أو مغامرة معقدة تكون أنت البطل فيها، لكن توجد طريقتان فقط لإنهاء القصة، وهما إمَّا المعاناة أو النمو، وباستخدام المهارات المناسبة يمكنك تعلُّم كيفية تجاوز الأوقات الصعبة والوصول إلى نهاية مميَّزة.

نستعرض فيما يأتي 6 نصائح لمساعدتك على ذلك:

1. عبِّر عن مشاعرك:

تخيَّل إبريقاً يغلي فيه الشاي، ويزداد الضغط حتى ينطلق البخار أخيراً، أو يتفجَّر الإبريق؛ إذ تشبه مشاعر الإنسان أيضاً البخار الصادر عن إبريق الشاي، فهي ستخرج بطريقة أو بأخرى، وتجنُّب التعبير عنها سيؤدي إلى تراكمها، وتحولها إلى قلق واكتئاب، وقد تلجأ للتعبير عن مشاعرك إلى اتباع عادات سيئة تُضِرُّ بصحتك.

لذا لا تكتم مشاعرك، بل تحدث عنها، أو اكتب عنها، أو ابكِ، أو ارسم، أو استمع للموسيقى؛ إذ يكفي أن تسمح لنفسك بالشعور، فالتعبير عن مشاعرك والسماح لها بالانطلاق يخفِّف من قوَّتها وتأثيرها، ويصفي ذهنك ويفسح المجال لتعلُّم الدرس الذي ستتلقَّاه منها، وعندها ستتمكَّن من التغلُّب على الأوقات الصعبة.

2. غيِِّر حالتك الجسدية:

نحن نبتسم عندما نكون سعداء، ونبكي عندما نمرُّ بأوقاتٍ عصيبة، ونرتعد عندما نشعر بالتوتر؛ إذ من الواضح أنَّ عواطفنا تؤثر في وظائف أعضائنا، لكنَّ خلاف ذلك صحيح أيضاً؛ إذ يمكن لوظائف الأعضاء أن تُملي علينا مشاعرنا، وأن تغيِّر أذهاننا.

فيمكن لفعل الابتسام أن يجعلنا أكثر سعادة، وهذا لأنَّ أدمغتنا تفرز هرمون الشعور بالسعادة عندما نبتسم حتى لو لم نعني ذلك، أمَّا اتخاذ وضع القوة فهو استراتيجية أخرى لتغيير عمل الجسم والذهن أيضاً، فاتخاذ بعض الوضعيات الواثقة عبر وضع يديك على وركيك أو ذراعيك في شكل يعبِّر عن الانتصار يمنحك مزيداً من القوة والثقة، وفي الأوقات الصعبة فإنَّ أي محفِّز يساعدك على إدراك مدى قوتك واتخاذ الإجراءات اللازمة هو أمرٌ مرحَّب به.

شاهد بالفيديو: أقوال وحكم تساعدك على تجاوز الأوقات الصعبة

3. ركِّز على ما يمكنك التحكم به:

كل شخص يمرُّ بأوقات عصيبة لديه فرصة لاختيار ما يجب التركيز عليه أكثر، فقد يوجد كثير من الأشياء التي لا يمكنك التحكُّم بها، لكن لم يصل أحد إلى أي نتيجة من خلال التركيز على جميع هذه الأشياء، فبذلك أنت تُهيِّئ نفسك للإحباط والقلق، فيجب أن تقرِّر التركيز على أشياء يمكنك التحكُّم بها فحسب.

لذا، أحضِر ورقة، وقسِّمها إلى عمودين، واكتب في العمود الأول كل الأشياء التي لا يمكنك التحكُّم بها، وفي الآخر اكتب ما يمكنك السيطرة عليه، ثمَّ اشطب كل شيء من العمود الأول واختر التركيز على الثاني؛ فعندما تغيِّر تركيزك، تصبح الأوقات الصعبة فرصاً أكثر من كونها انتكاسات.

4. غيِّر وجهة نظرك:

مثلما نختار ما يمكننا التركيز عليه، يمكننا أن نختار المعنى الذي نعطيه لتجاربنا، وفي الأوقات الصعبة يكون الأمر متروك لك لتقرِّر ما يعنيه ذلك؛ إذ يمكنك أن تعتقد ما تمرُّ به من صعوبات على أنَّها نهاية أو بداية، ويمكنك رؤية هذه الأوقات على أنَّها نقمة أو نعمة؛ إذ يقول الكاتب الأمريكي "توني روبينز" (Tony Robbins): "كل تجربة في حياتك تقدِّم لك هباتٍ مختلفة"، آمِن بذلك وسيصبح المرور بالأوقات العصيبة أسهل قليلاً.

يعدُّ الشعور بالامتنان طريقة مثبتة للتوقف عن التفكير السلبي والبدء في رؤية الجانب الإيجابي، فعندما تبحث عما هو صحيح بدلاً من الخطأ، أنت مُجبر على التراجع خطوةً إلى الوراء ورؤية الصورة الأكبر، فكل شخص يمر بأوقات عصيبة، كما يشعر جميع الأشخاص أنَّ الحياة خارجة عن السيطرة في بعض الأحيان، لكن ربما يوجد شخص آخر سعيد بأقل ممَّا لديك، وهذا يعني أنَّه يمكنك أن تكون سعيداً أيضاً.

5. امنَح الأولوية للرعاية الذاتية:

من السهل أن تتعرَّض للإرهاق في الأوقات الصعبة، فربما أنَّك عاطل عن العمل وتقضي أيامك في إرسال سيرتك الذاتية للشركات لكن دون رد، أو فقد شريكك وظيفته وأنت الآن تتعامل مع ضغط إضافي بالإضافة إلى مسؤوليات أسرية أخرى، فأنت لا تحتاج حتى إلى معايشة حدث معيَّن لكي تمرَّ بأوقات عصيبة؛ إذ يختبر البشر عواطف جماعية، وهذا يعني أنَّك قد تتأثر بمزاج المجتمع عموماً.

لذلك، فالاعتناء بنفسك وبأحبائك أمرٌ هامٌّ لا سيما في الأوقات الصعبة؛ إذ يمكن لممارسة اليقظة الذهنية، مثل التأمل أو التهيئة، تصفية ذهنك وتعديل مزاجك، كما أنَّ ممارسة التمرينات الرياضية تخفِّف من التوتر وتزيد من الطاقة، والرقص على أنغام أغنيتك المفضلة أو مشاهدة مقطع فيديو مضحك يقلِّل من التفكير، حتى تتمكَّن من العودة بقوة.

6. ابحث عن الدعم:

تُعدُّ مجموعة الدعم الخاصة بك أيضاً شكلاً من أشكال الرعاية الذاتية، فالأشخاص المحيطون بك لهم تأثير حقيقي في حالتك المزاجية وعقليتك؛ إذ يقدِّم الأصدقاء الموجودون من أجلك في الأوقات الصعبة كتفاً لتتَّكِئ عليه ونصائح موثوقة، لذا تأكَّد من أنَّك لا تركِّز على الجانب السلبي دائماً، وسيساعدك أفضل الأصدقاء على إنشاء رؤية لحياتك بعد تجاوز الأوقات الصعبة.

يمكن أن يكون الكوتشينغ أداة فعَّالة لخوض الأوقات الصعبة؛ إذ يمكن لرأي كوتش متخصِّص محايد وصادق أن يجعلك ترى الأشياء كما هي بالفعل، وأن يساعدك أيضاً على تحديد الأهداف والمضي قدماً بصرف النظر عمَّا يحدث، فالنجاح يولِّد النجاح، وبمجرد أن تبدأ في رؤية النمو، سترغب في تحقيق المزيد، وستخرج من الأوقات الصعبة في وضع أفضل، وستكون قادراً على التفوق على زملائك.

المصدر