6 نصائح للتغلُّب على التسويف

غالباً ما تكون عاداتنا السيئة هي ما يعوقنا عن تحقيق أهدافنا، وعلى وجه الخصوص عادة التسويف، فنحن نمارس جميعاً عادة التسويف حتى ولو قليلاً؛ إذ نسوِّف القيام بواجباتنا الضرورية أو العمل على أهدافنا الشخصية، ويكون التسويف إلى درجة مقبولة خطوة ذكية في بعض الأحيان؛ فمثلاً إذا كانت لديك قائمة مهام فمن الأفضل بكثير إعطاء الأولوية للمهام المُلحَّة، وتأجيل المهام الأخرى لبضعة أيام بدلاً من إرهاق نفسك في محاولة إنجاز كل شيء.



لكن غالباً ما يكون التسويف عادة سيئة سواء كنت تسوِّف المهام الصغيرة باستمرار إلى درجة تسبب لك المشكلات، أم كنت تسوِّف العمل على أهدافك الكبيرة على الرغم من رغبتك في تحقيقها؛ فأنت تحتاج إلى التخلص من التسويف، وهو ما ستساعدك على تحقيقه النصائح الـ 6 الآتية:

التسويف في الأهداف الكبيرة:

إذا كان لديك هدف كبير تريد تحقيقه؛ مثل تأليف كتاب، أو الحصول على شهادة علمية جديدة، أو تغيير مهنتك، فقد تسوِّف العمل على هذه الأهداف لاعتقادك بأنَّك لا تمتلك الوقت الكافي، ربما تنتظر إلى أن تمتلك بعض وقت الفراغ، أو لحين تشعر بحماسة أكبر.

في جميع الحالات، غالباً ما تكون أفضل طريقة لتحفيزك هي أن تبدأ العمل على هدفك؛ لذلك قد تضطر إلى تخصيص بعض الوقت لهذه الأهداف بدلاً من انتظار الوقت المناسب، وذلك عن طريق النصائح الآتية.

1. حدد لنفسك موعداً نهائياً:

لنفترض أنَّك تعاني زيادة الوزن بمقدار 15 كيلو غراماً، وتريد التمتع بصحة أفضل، قد يكون من المنطقي أن تضع لنفسك هدفاً يتمثل بخسارة الوزن الزائد خلال الأشهر الستة أو التسعة المقبلة، وقد ترغب في تحديد تاريخ أو حدث معيَّن كموعد نهائي لتحقيق هذا الهدف، مثل موعد الإجازة، أو عيد ميلادك المقبل، أو عطلة عيد الميلاد، وهذا يساعدك على البقاء مركزاً على الهدف.

غالباً ما تظل الأهداف مجرد رغبات حتى يتم تحديدها بجدول زمني واضح، بعد تعيين هذا الموعد النهائي، يمكنك تحديد مواعيد ثانوية تسبق الموعد النهائي وتعمل بوصفها مؤشِّراً لمقدار التقدُّم الذي تحرزه.

2. اجعل العمل على أهدافك أولوية:

حتى لو لم تكن شخصاً يحب العمل في الصباح، لكنَّ تخصيص بعض الوقت في بداية اليوم للعمل على هدفك الكبير يمكن أن يكون له تأثير مذهل، كونك بدأت يومك بطريقة مُنتجة، في حين إذا انتظرت حتى تنتهي من جميع مهامك الأخرى، فلن تجد غالباً الوقت الكافي للعمل على هدفك الكبير، أو ستكون قد استهلكت كل طاقتك.

بالنسبة إلى الأهداف الشخصية، جرِّب أن تضبط المنبه قبل 20 دقيقة من موعد استيقاظك المُعتاد، وخصص تلك الـ 20 دقيقة للعمل على هدفك؛ قد يعني ذلك قراءة كتاب متعلق بهدفك، وإجراء بعض الأبحاث، أو الكتابة في دفتر اليوميات مثلاً، أو ممارسة التمرينات الرياضية.

شاهد بالفديو: 9 استراتيجيات فعّالة لتحفيز ذاتك عندما تفتقد إلى الحماس

3. استعن بشخص ما لتكون مسؤولاً أمامه:

إذا وجدت أنَّك تضغط على زر الغفوة باستمرار، ولا تتخذ أي إجراء لتحقيق تقدُّم رغم اقتراب الموعد النهائي، فأنت تحتاج إلى إجراء آخر من أجل مزيد من التحفيز، ومن خلال إعلام الآخرين بهدفك، فإنَّ احتمالية التسويف تقل، وإن كانت لا تنتهي بالمطلق.

يمكنك الانضمام إلى مجموعة أو نادٍ لمساعدتك، سواء الأندية التقليدية أم عبر الإنترنت، وستحصل على دعم من الأشخاص الذين يخططون أيضاً لتحقيق أهدافهم ويعانون مشكلة التسويف، أو يمكنك أن ترفع منشوراً على تطبيق فيسبوك (Facebook) تخبر من خلاله أفراد عائلتك وأصدقائك بهدفك، وحتى لو لم تشرح بالتفصيل الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه، إلا أنَّك ستتلقى الدعم والتشجيع منهم.

هذه النصائح التي تخص الأهداف الكبيرة، سنتابع الآن مع 3 نصائح أخرى تخص المهام الصغيرة.

إقرأ أيضاً: التسويف: تعريفه، وأسبابه، وأهم طرق التخلص منه

التسويف في المهام الصغيرة:

ربما تعتقد أنَّ تسويف الأعمال المنزلية وغيرها من المهام الصغيرة لا يمثِّل مشكلة البتة، خاصةً عندما تحرز تقدماً ملحوظاً نحو أهدافك الكبيرة، لكن ما يحدث أنَّ هذه المهام الصغيرة تتراكم وتصل إلى مرحلة تستغرق منك كثيراً من الوقت، ويكفي أن تضيِّع ورقة تحتاجها في العمل حتى تكون سبباً لإهدار كثير من الوقت في سبيل إيجادها؛ لذا ستشعر بمزيد من الاسترخاء عندما تخصص وقتاً للاهتمام بالمهام الصغيرة، وستساعدك هذه النصائح.

1. أنجز المهام المتشابهة دفعةً واحدة:

يضيع بعض الوقت ويتشتت تركيزك عندما تنتقل من مهمة إلى أخرى، على سبيل المثال، إذا قمت بالرد على إحدى رسائل البريد الإلكتروني، ومن ثمَّ بدأت بتصنيف مجموعة من الأوراق في مجلد واحد، ثم حدَّثت صفحتك على موقع فيسبوك، لتعود مجدداً للرد على رسالة بريد إلكتروني أخرى، فإنَّك تزيد احتمالية قيامك بالتسويف.

يساعدك القيام بالمهام المتشابهة دفعةً واحدة على الحفاظ على تركيزك، ويعزز من كفاءتك في العمل، فمثلاً، قم بالرد على جميع رسائل البريد الإلكتروني، وعندما يجب عليك إجراء عدة مكالمات هاتفية، فقم بإجرائها على التوالي دون أن تتخللها مهام أخرى.

2. أجبر نفسك على أداء المهام المملة لوقت قصير:

بصرف النظر عن عدم رغبتك بالقيام بمهمة ما، إلا أنَّها لم تُدرج في قائمة مهامك دون سبب. إذا واصلت تسويف الأعمال المنزلية، أو تصنيف ملفاتك، وأوراقك الهامة، وغير ذلك من الأعمال المنزلية المملة، فاجبر نفسك على القيام بهذه المهام لمدة 15 دقيقة فقط.

اضبط المؤقت لمدة 15 دقيقة واعمل على تلك المهمة حتى ينتهي الوقت، فيمكنك أن تتحمل القيام بأي شيء تقريباً لمدة 15 دقيقة، وقد تجد أنَّ الأمر لم يكن بهذا السوء بمجرد أن تبدأ.

3. ضع المهام الضرورية على التقويم الخاص بك:

ربما تميل إلى التسويف في بعض المهام لأنَّك تنساها فقط، أو لأنَّك تتذكرها عندما تكون منشغلاً بشيء آخر، إذا كانت لديك مهام من الضروري فعلاً إنجازها على أساس أسبوعي أو شهري، فضعها على التقويم الخاص بك، فلن تنساها بهذه الطريقة، وستخصص الوقت اللازم لإنجازها.

إقرأ أيضاً: أهمية إنشاء قوائم المهام الأسبوعية واليومية

في الختام:

التغلُّب على التسويف أمر أساسي من أجل تحقيق الأهداف، وما دمتَ تسوِّف القيام بالمهام دائماً، فستبقى أحلامك بعيدة المنال؛ لذا ابدأ من اليوم بتطبيق هذه النصائح، وسرعان ما ستتخلص من هذه العادة وتحسِّن إنتاجيتك، وتصبح أكثر قدرة على تحقيق الأهداف.




مقالات مرتبطة