6 نصائح لتكون قائداً أفضل خلال الأزمات

تتطلَّب القيادة بنجاح خلال الأزمات ذكاءً عاطفياً واستعداداً من قِبلك لخدمة فريقك وشركتك، إضافة إلى التمتُّع بسرعة البديهة والمرونة في اتخاذ القرارات، لكنَّ الأزمة ليست مجرد فرصة لاختبار معدنك وإثبات جدارتك؛ إذ تساعد مواجهة المحن على صقل مهاراتك القيادية؛ لهذا، إن لم تكن واثقاً بقدراتك القيادية، أو كنت ترغب في أن تصبح قائداً أفضل لشركتك، نقدِّم لك هنا 6 نصائح ستساعدك على أن تكون مبادراً في تفكيرك، وعلى تطوير نقاط القوة التي تتمتع بها ومعالجة أوجه القصور التي تعاني منها:



1. افهم المعنى الحقيقي للقائد العظيم:

يجب أن تعرف ما هي الخصال والسمات التي يتمتع بها القادة العظماء وتُميزهم خلال الأزمات، وتحدد كيف تريد أن يصف أعضاء فريقك وموظفوك أسلوبك في القيادة بعد انتهاء الأزمة.

تُعَدُّ الطمأنينة صفةً أساسية يجب عليك أن تطمح لامتلاكها؛ إذ يفضِّل معظم الناس أن يكون قادتهم أقوياء وهادئين خلال الأوقات العصيبة، هم يريدون أن يثقوا بتقييمك للوضع ويريدون أن تكون نظرتك متفائلة، لكن ليس إلى درجة أن تكون حالمة، وإلا فقد تخسر ثقة موظفيك؛ لذا وازن بين النظرة الإيجابية والحقائق على أرض الواقع.

إقرأ أيضاً: 20 صفة تميز القائد العظيم

2. امنح الأولوية للموظفين:

احرص على وضع حاجات أعضاء فريقك وزبائنك على رأس قائمة أولوياتك، واعمل على تلبية حاجاتهم المتغيرة وطمأنة مخاوفهم، بحيث يشعرون بالأمان وأنَّه مرحب بهم في شركتك، سواء كانوا يعملون من المكتب أم في متجر أم يعملون عن بعد من منازلهم.

ومن هذا المنطلق، اعتزم منذ البداية على أن تكون مرناً ومتسامحاً حين يتعلق الأمر بموضوعات مثل الالتزام بساعات عمل محددة، أو العمل بدوام كامل طوال الأسبوع، أو توفير بعض المرونة للموظفين حين يضطرون إلى التعامل مع أمور عائلية، مثل تعليم أطفالهم عن بعد، أو الاعتناء بفرد مريض من العائلة؛ إنَّ تفهُّم ظروف العاملين والتصرف بلطف له أثر كبير في شعورهم بالأمان كما يقوي ولاءهم لشركتك. 

3. تجاوب تجاوباً صحيحاً:

إحدى أفضل الطرائق لمساعدة فريقك على التعامل مع الضغوطات المتزايدة هي عبر التجاوب تجاوباً يعكس التأقلم؛ هذا يعني ببساطة أن تؤدي أنشطة العناية بالذات اللازمة كي تحافظ على سلامة جسدك ونفسيتك، ويتضمَّن ذلك الحصول على ما يكفي من النوم، والغذاء الصحي والتمرين الرياضي، إضافة إلى ممارسة اليقظة الذهنية وتخصيص وقت للراحة والاستمتاع بالحياة، والعثور على طرائق آمنة للحصول على الدعم الاجتماعي والتواصل مع أصدقائك وأحبتك.

علاوةً على ذلك، يجب أن تحارب العار الذي وُصِمَت به الحاجة إلى العون فيما يتعلق بالصحة النفسية عبر طلب المساعدة بنفسك حين تحتاج إليها؛ فاجعل طلب الاستشارة أو العلاج النفسي أمراً طبيعياً حين تستدعي الحاجة، وكن واعياً ومدرِكاً حين تواجه الصعوبات وابحث عن استراتيجيات جديدة للتعامل مع الضغوطات، تلك هي أفضل طريقة كي تشجع موظفيك على الاحتذاء بك.

إقرأ أيضاً: مهارات العمل تحت الضغط

4. قيِّم وعدِّل أهداف شركتك:

الأزمة هي فرصة وتغيير؛ حيث يتعلَّم القائد القوي أن يعيد تقييم أهداف شركته على ضوء الظروف الحالية، فقد يحتاج إلى تأجيل بعض الأمور أو التخلي عن بعضها الآخر تماماً، لكن قد تقدِّم تلك الأزمة نفسها فرصاً جديدةً أيضاً؛ حيث يُجيد القائد المرن إعادة توجيه مسار الشركة وتكييف أهدافها وفقاً للظروف الطارئة بسرعة؛ لذلك، كي تعزز مرونتك واستجابتك، يجب أن تتدرب على تقييم الخيارات بسرعة من وجهة نظر أصحاب مصلحة مختلفين، وتختار أفضلها بالنسبة إليك وإلى شركتك وموظفيك ومستثمريك وزبائنك والآخرين.

5. تواصل بشفافية:

شارك الحقائق مع الموظفين وأصحاب المصلحة بصدق ووضوح، وتمسَّك بتعاطفك خلال جميع النقاشات والتواصلات الرسمية، واحرص على أن تكون شفافاً دائماً عند الحديث عن الوضع؛ إذ تُطمئن المعلومات الواقعية وتقوي وتدعم الناس في أثناء اتخاذهم القرارات والمضي قدماً؛ واتَّبع أسلوب التواصل وجهاً لوجه قدر الإمكان؛ إذ تسهِّل الكلمات والنبرة وتعابير الوجه على الطرفين فهْم بعضهما في أثناء خوض المحادثات؛ لكن إذا لم يكن هذا ممكناً؛ اختر وسطاً مناسباً وفقاً للظروف، واحرص على الالتزام بالشفافية طوال الوقت، وفي نهاية المحادثة لخِّص الموضوعات التي نُوقِشَت كي تؤكد على الرسالة والنقاط الأساسية.

6. راقب دون أن تتحكَّم:

تعلَّم النظر بتمعُّن إلى طريقة تجاوب الناس من حولك مع الضغوطات دون إبداء ردة فعل على الفور، في الغالب يسهل سماع هذه النصيحة أكثر من تطبيقها؛ إذ يميل الناس الذين يعملون تحت الضغط إلى تخيل أسوأ الاحتمالات بسهولة، هذا ما يسمى "تهويل الكوارث" (catastrophizing)، وإذا لم تسيطر عليه قد يؤدي إلى الإرهاق أو عواقب وخيمة أخرى.

لا تحاول تهدئة الشخص دون سماعه، فقد يبدوا أنَّك لا تأخذ مخاوفه المنطقية على محمل الجد أو تستخف بها، وعوضاً عن ذلك، تدرَّب على الإصغاء أولاً وفهْم المعلومات قبل الاستجابة بتسرُّع، اطرح أسئلة مفتوحة كي يتمكَّن الشخص الآخر من الوصول إلى سبب مخاوفه وتحديده، ثم يمكنك مساعدته على العثور على حلٍ، وكن طوال المحادثة مثالاً في الهدوء والرصانة.

في الختام:

الأزمات والصعوبات مدرسة الحياة حيث تصقلان وتقويان مهاراتك القيادية؛ لذا ركِّز على التحسن ولو بمقدار ضئيل طالما أنَّك تواظب على ذلك، وتدرَّب دائماً على مهاراتك الجديدة كي تتمكن من تأدية دورك في شركتك وتلبية حاجات زبائنك على أفضل نحو.

 

المصدر




مقالات مرتبطة