6 نصائح لتحقيق أحلامك عن طريق قانون الجذب

يُعدُّ قانون الجذب من أهمِّ قوانين العقل الباطن الذي يؤثِّر بشكلٍ كبيرٍ في مجرى حياتنا اليومية، حيثُ يعتَمِد في عمله على قوة وقُدرة أفكار الإنسان على تحقيق الانتصارات والإنجازات؛ لكن ما هو قانون الجذب؟ ومتى ظهر هذا القانون؟ وكيف يمكن أن يُستخدَم لتحقيق الأحلام؟



سنقدِّم لك في هذه المقالة أهمَّ الخطوات والنصائح التي تستطيع من خلالها استخدام قانون الجذب لتحقيق كلِّ ما تتمنَّاه من أحلامٍ وأمنيات.

ما هو قانون الجذب؟

ينصُّ قانون الجذب الفكري على أنَّ قوة أفكار الإنسان تتمتع بميزة جذبٍ كبيرة؛ فكلَّما فكَّرتَ أو حلمتَ أو تمنَّيتَ أو تخيَّلتَ الأشياء الجميلة والرائعة التي ترغب في اقتنائها أو الحصول عليها في حياتك، جَذَبْتَ إليك كلَّ ما تريده وتتمنَّاه؛ وكلَّما فكَّرت في المواقف والأشياء السلبية، جذبتها إليك أيضاً.

بمعنى آخر: إنَّ جميع مُجريات الحياة اليومية التي يعيشها الإنسان، وكلُّ ما توصَّل إليه، ما هو إلَّا نتيجة أفكاره في الماضي؛ وكلُّ ما سيصنعه في مستقبله، ما هو إلَّا نتيجة ما يفكِّر فيه الآن.

يصف قانون الجذب الكثير من الأمور التي تحدث في حياتنا، وذلك وفق أفعالٍ مُعينةٍ نقوم بها، سواءً بإدراكنا أم عدم إدراكنا لها؛ فمثلاً: عندما تقول لنفسك: "سأحصل عندما أكبر على الكثير من المال"، وتضع هذا الأمر في عقلك وذهنك دائماً، وتعمل لتحقيقه؛ فإنَّك -وبكلِّ تأكيد- سوف تُحقِّق هذا الحلم عندما تكبر. لكن عندما تقول لنفسك: "أنا بحاجةٍ إلى مزيدٍ من المال"، ستستمرُّ طوال حياتك وأنت تشعر بأنَّك بحاجةٍ إلى مزيدٍ من المال.

إقرأ أيضاً: كيف تستثمر قوة عقلك الباطن في تحقيق الثروات؟

هل قانون الجذب حقيقي؟

هناك بعض الأدلة القصصية التي تدعم قانون الجذب، ولكن لا توجد دراسات علمية رسمية تثبت صحته. في الواقع، هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن التفكير الإيجابي قد لا يكون له أي تأثير على النتائج.

على سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت عام 2010 أن الأشخاص الذين يعتقدون أنهم محظوظون هم أكثر عرضة لتجارب إيجابية. ومع ذلك، لم تجد الدراسة أي دليل على أن التفكير الإيجابي يمكن أن يؤثر على النتائج.

يعتمد الأمر على كل شخص أن يقرر ما إذا كان يؤمن بقانون الجذب. لا يوجد دليل علمي يدعم القانون، ولكن هناك بعض الأدلة القصصية التي تشير إلى أنه قد يكون صحيحًا.

من أول من أوجد هذا قانون الجذب؟

  • إنَّ قانون الجذب الفكري قديمٌ قِدَم الحضارات، وقد كان أول من اعتقد بوجوده واستخدمه هم الفراعنة، ثمَّ اليونانيون القدماء.
  • ظهر مصطلح قانون الجذب بشكلٍ صريحٍ مع بداية عام 1906م، حيثُ كان الكاتب "ووكر أتكينسون" أوّل من ذكره في كتابه "قانون الجذب في فكر العالم"، وقد شرح فيه العلاقة بين إظهار الرغبات والحبِّ بطريقةٍ مُفصَّلةٍ وشاملة.
  • جاء بعد ذلك "والاس ديلواز واتلز" الذي كان أول من وضَّح أنَّ الأموال التي يحصل عليها الإنسان تتناسب مع إيمانه العميق ورؤيته، فنشر في عام 1910م عن دور التفكير الإبداعي ودور الطاقة في الحصول على كلِّ الأمور التي يُريدها الإنسان ويرغب بها.
  • ثمَّ نشر بعد ذلك "نابليون هيل" كتابه "قانون النجاح" في عام 1928م، حيثُ استخدم "هيل" مصطلح الجذب في العديد من الأحيان، وكان هذا الكتاب عبارةً عن 16 درساً.
  • بعدها بدأ كلٌّ من "استر هيكس، وجيري هيكس" أبحاثهما وتجاربهما حول قانون الجذب الكوني في عام 1986م، وطبَّقوا هذه الأبحاث والتجارب على مجموعةٍ من الناس، والتي استمرَّت حتَّى بعد وفاة "جيري هيكس" في عام 2011م.
  • كما أصدرت الكاتبة "روندا بايرن" كتاب "السر" (The secret) في عام 2006م، والذي يُعدُّ من أفضل كتب المُساعدة الذاتية مبيعاً، وقد تُرجِم إلى 44 لغةً، وبِيعَ ما يزيد عن 21 مليون نسخةٍ منه حول العالم، وكانت الفكرة الأساسية له قائمةً على قانون الجذب.

بعضٌ من اقتباسات "إستر هيكس":

  • اصنع حياتك وتحكَّم بها، وذلك من خلال صناعة مزاجك والتحكُّم به؛ إذ يكمن السر في توجيه تفكيرك.
  • "يزداد كلُّ ما تركِّز عليه، وينمو"، وهذا قانونٌ في الكون؛ لكنَّ الأهمَّ من ذلك كلِّه، هو متى ستستعمل هذا القانون للحصول على ما تريد؟
  • كلَّما شعرت بشعورٍ أفضل حول ما أنت عليه، شعرت بشعورٍ أفضل حول كيفية تكشُّف وظهور الأشياء والأمور في حياتك، ليظهَرَ عندها مزيدٌ من هذه الأمور ليدعم ذلك. وكذلك، كلَّما شعرت بشعورٍ أسوأ، ظهرت أمورٌ لتدعم ذلك أيضاً. إذاً، أنت المُتحكِّم بكيفية شعورك من خلال الجوانب التي تركِّز عليها، فحاول التركيز على ما تريده فقط؛ احلم به، وتكلَّم عنه، وعِشه.
  • يجب أن تولد موجة الشعور من الداخل للخارج، وليس العكس. بمعنى آخر: لا تنتظر شيئاً جيداً ليحدث حتَّى تستجيب له وتشعر بشعورٍ جيد، بل ولِّد ذلك الشعور بداخلك بأيِّ طريقةٍ مُمكنة، ثمَّ انظر إلى المُعجزات التي ستنجذب إليك. استخدم تصوُّرك، أو ذكرى جميلةً لك، أو أيَّ شيءٍ يمكن أن يُساعدك؛ لأنَّ كلَّ ما يحدث معك هو استجابةٌ للشعور الذي تولِّده؛ لذلك تعلَّم توجيه أفكارك نحو ما يُسعِدك أكثر، وتحرَّر من التبعية للواقع.

نصائح لاستخدام قانون الجذب في تحقيق الأحلام:

1. التفكير:

عليكَ أن تُفكِّر بطريقةٍ إيجابيةٍ لكي تتمكَّن من استخدام قانون الجذب لتحقيق النجاح؛ فعندما تفكِّر بإيجابية، يجذب عقلك كلَّ الأشياء والمشاعر والأحداث الجميلة إليك، فالعقل عبارةٌ عن مغناطيس يجذب كلَّ شيءٍ جميلٍ يُفكِّر فيه الإنسان.

2. التركيز:

يلعب التركيز دوماً دوراً هامَّاً في جذب كلِّ الطاقات والمشاعر الإيجابية إلى الإنسان؛ لذلك يجب عليك ألَّا تركِّز على الأشياء السلبية التي مرَّت في حياتك؛ لأنَّ ذلك سيعطيك شعوراً بالقلق والاكتئاب.

ركِّز فقط على الأشياء الإيجابية التي عشتها في حياتك، وستنجح وقتها في تحقيق السعادة والنجاح على مُختلف الأصعدة.

3. الأنماط السلبية:

لكي تستطيع استخدام قانون الجذب بنجاح وفعالية، عليك أن تبتعد عن جميع المُمارسات السلبية التي تقوم بها في حياتك اليومية، وتستبدلها بمُمارساتٍ إيجابية؛ إذ سيتحرَّر عقلك بهذه الطريقة من كلِّ الأفكار السلبية المُختزنة، وسيستبدلها بأفكارٍ إيجابيةٍ بنَّاءة.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلص من الأفكار السلبية إلى الأبد؟

4. كتابة وقراءة الأهداف:

لكي تستطيع تحقيق أهدافك باستخدام قانون الجذب، عليك أن تكتب الأهداف التي تسعى إليها، وترتبها حسب الأولوية، وتقرأها يومياً قبل النوم لمدة خمس دقائق. ستُختَزن -بهذه الطريقة- الأهداف في العقل الباطن الذي سيعمل على جذبها، والمساعدة في تحقيقها بالتزامن مع تصميم الإنسان وجهده وإيمانه بها.

إقرأ أيضاً: حكم وأقوال جميلة عن الأحلام

5. التأمُّل:

يحتاج عقل الإنسان بين الحين والآخر إلى فترةٍ من التأمل والهدوء، لكي يستطيع التركيز على كلِّ المشاعر والأفكار الإيجابية، ويسحب كلَّ الإجهاد والقلق المُتراكم في العقل اللاواعي، والذي يحدُّ من القُدرة على استخدام قانون الجذب.

6. التنفس:

يُساعد التنفس عن طريق البطن لا الصدر على استخدام قانون الجذب وتحقيق الأحلام؛ وذلك لأنَّ التنفس عن طريق البطن يمنح الإنسان شعوراً بالراحة والاسترخاء، ممَّا يُساعد على منح العقل قُدرةً أكبر على التفكير لجذب النجاح والأمنيات.

إقرأ أيضاً: تمارين اليوغا والتنفس وفوائدها للصحة

ما الحقائق العلمية لقانون الجذب؟

هناك مجموعةٌ من الحقائق التي تُعدُّ الأساس العلمي لقانون الجذب، وهي:

  1. من أبرز المظاهر لجذب الثروة والمواد: الشعور والإحساس بوفرتها.
  2. يجب أن يكون لديك إيمانٌ بتحقيق الرغبات وحدوثها بشكلٍ مطلق، وأن تتجنَّب وضع موعدٍ نهائيٍّ لتحقيقها.
  3. يجب أن تبتعد عن التعاطف مع الأشخاص الذين يحملون مشاعر سلبية، والأشخاص الذين يجربون أوضاعاً سيئةً في الحياة؛ وتجنُّب التورط معهم؛ لأنَّ ذلك يجلب مزيداً من السلبية. على سبيل المثال: الكآبة والفقر.
  4. إنَّ التصديق بأنَّك أنجزت كلَّ الأفكار والأحلام التي تطمح إليها، الطريق الوحيد لإظهار جميع الأفكار.
  5. إنَّ المَهمَّة الوحيدة المُترتبة عليك: الإيمان بأنَّ الكون سيجلب ويُظهر كل ما تُريده بالطريقة المُناسبة، وليس من مهامك معرفة كيفية تحقيق الأمنيات؛ لذلك يتوجَّب عليك الابتعاد عن وضع الخُطط؛ لأنَّ ذلك يُعدُّ شكاً بإمكانية تحقيق ما ترغب به.
  6. تعدُّ الأفكار السلبية عائقاً، وتزيد من حصول العقبات أمام تحقيق الأحلام والأمنيات؛ لذلك يتوجَّب عليك الشعور بعدم وجود هذه التحديات والعوائق.
  7. من الأمور التي ستُبعدك عن الإيجابية، وتجلب لك الكثير من السلبية: مجموعات الدعم، إذ يُعاني معظم المنتسبين إليها أمراضاً نفسية؛ لذلك يجب عليك تجنُّبها.
  8. يمكِّنك تخيُّل تحقيق الأهداف وتصوُر النتائج الناجحة فقط، من العيش بسعادةٍ في المستقبل.
إقرأ أيضاً: التخاطر الذهني: تعريفه، وأنواعه، وكيفية تدريب العقل عليه

ما خطوات قانون الجذب؟

هناك ثلاث خطواتٍ رئيسةٍ من أجل تطبيق قانون الجذب، بهدف جذب كلِّ ما نرغب ونطمح به، وهي:

1. يجب علينا أن نطلب ما نريد:

يتوجب علينا أن نتأكَّد ونعرف ما هو الشيء الذي نرغب في الحصول عليه في حياتنا.

2. الاعتقاد:

يجب علينا الابتعاد عن جميع الشكوك، والإيمان بأنَّ ما نريده أصبحنا نملكه حقاً.

3. التلقِّي:

يجب علينا محاولة إقتناص جميع الفرص التي يمكن أن تظهر أمامنا في سبيل تحقيق أحلامنا وأهدافنا، حتَّى نُحقِّق جميع ما نريد.

إقرأ أيضاً: حياتك تكمن داخل عقلك الباطن

قانون الجذب في الحب:

 
قانون الجذب في الحب هو الاعتقاد بأن الأفكار والمشاعر الإيجابية يمكن أن تجذب الحب إلى حياتك. يعتقد أتباع قانون الجذب أن من خلال التركيز على الصفات التي تريدها في شريك حياتك، ومشاعر الحب والفرح، يمكنك جذب شريك مناسب لك.

هناك العديد من الممارسات التي يمكن أن تساعدك على تطبيق قانون الجذب في الحب، بما في ذلك:

  • التخيل: تخيل نفسك مع شريك أحلامك، وركز على المشاعر الإيجابية التي تشعر بها.
  • الامتنان: كن ممتنًا للحب الذي لديك بالفعل في حياتك، سواء كان ذلك من الأصدقاء أو العائلة أو حتى الحيوانات الأليفة.
  • الإيمان: صدق أنك تستحق الحب، وأنك ستجذب شريكًا مناسبًا لك.

قانون الجذب والإسلام:

يؤمن المسلمون بقضاء الله والقدر خيره وشرِّه، فالقضاء والقدر فوق نظرية التفكير الإيجابية، وقُدرة الله سبحانه وتعالى ومشيئته فوق القُدرة الكونية والقوى الخفية، فالله عزَّ وجلَّ هو من يُقدِّر لنا حياتنا؛ إذ يقولُ الله عزَّ وجلَّ في كتابه الكريم: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}. [سورة الإنسان، الآية: 30].

ولكنَّ ذلك لا يمنعنا من التفاؤل بالمستقبل، فقد كان الرسول محمد -صلَّى الله عليه وسلم- يحبُّ الفأل وحُسنَ الظن بالله سبحانه وتعالى، فعن جابر بن عبد الله الأنصاري -رضي الله عنهما- أنَّه سمع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قبل موته بثلاثة أيام يقول: "لا يَموتنَّ أحدكم إلا وهو يُحسن الظن بالله - عز وجل"؛ رواه مسلم.

المؤمن مأمورٌ بحسنِ الظَنِّ بالله سبحانه وتعالى، وقد أرشدنا رسولنا الكريم إلى حسن الظنِّ بالله، ففي الحديث القدسي: عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنَّ النبيّ -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ الله عزَّ وجلَّ يقول: أنا عند ظَنِّ عبدي بي، فإن ظَنَّ خيراً فَلَهُ، وإن ظَنَّ شرَّاً فَلَهُ"؛ رواه أحمد.




مقالات مرتبطة