6 نصائح تقلل حساسيتك وتزيد إنتاجيتك

هل سبق أن انزعجت بشدة من شخص أخبرك شيئاً أغضبك، ومن ثَمَّ اكتشفت لاحقاً أنَّ الأمر لم يكن يستحق كل ذلك، وأنَّك بالغت في رد فعلك؟ بالطبع، يمكن تصنيف هذه المواقف على أنَّها أمور تتمنى لو أنَّها لم تحدث، وعلى الرغم من أنَّنا جميعاً بشر، إلا أنَّنا مختلفون من ناحية انفعالاتنا العاطفية، فلماذا نقع ضحية نوبات غضب عنيفة نصبح على إثرها حديث الآخرين؟



كثيراً ما تكون انفعالاتنا العاطفية - سواء الانزعاج الشديد أم الحزن - نتيجة مجموعة من الحوادث التي أجَّلنا معالجتها عاطفياً لمدة طويلة، لدرجة تصل فيها هذه المشاعر إلى ذروتها وتقودنا إلى انفعالات عاطفية عنيفة.

الأمر الجيد هو أنَّك تستطيع السيطرة على أيَّة حالة عاطفية ويمكن أن تصبح أقل حساسية وأكثر إنتاجية، فالطريقة التي تفاعلت من خلالها مع مجموعة الأوضاع التي حدثت معك في الماضي كانت قراراً اتخذته، سواء بوعي أم من غير وعي، فقد هيأت نفسك للتفاعل بطريقة معينة مع الأوضاع التي تزعجك.

يكمن الحل في معالجة المشكلات عند حدوثها، أو على الأقل تجنُّب تحويلها إلى مشكلة كبيرة؛ إذ ستقرأ في هذا المقال 6 نصائح عملية سهلة التطبيق ستمكِّنك من السيطرة على عواطفك العنيفة، وامتلاك شخصية أقل حساسية.

إليك 6 نصائح تقلل حساسيتك وتزيد إنتاجيتك:

1. طوِّر عادة الاسترخاء أو التأمُّل:

يجب أن تُطوِّر عادة الاسترخاء والتأمل في جميع الحالات حتى لو لم تصادف أوضاعاً تثير لديك انفعالات عاطفية قوية؛ إذ تقول الكاتبة "أندريا بارتز" (Andrea Bartz) في مقال لها بعنوان "الإحساس والحساسية" على موقع "سايكولوجي توداي" (Psychology Today) إنَّ التأمل طريقة فعالة للتخفيف من هرمونات التوتر.

تصف خبيرة التأمل الدكتورة "جوديث أورولف" (Judith Orloff) ثلاث خطوات سريعة للتأمل تستغرق 3 دقائق في اليوم، وهي الجلوس بهدوء، ووضع اليدين على القلب، ومن ثمَّ أخذ نفس عميق أو التركيز على شيء جميل، فإذا طورت هذه العادة، فستكون قادراً على الاسترخاء عندما يتطلب الموقف ذلك، وسيكون من السهل عليك السيطرة على مشاعرك.

شاهد بالفيديو: 10 أمور مذهلة تحدث للجسم عند الاسترخاء

2. فسِّر الرسالة:

لنفترض أنَّ أحداً قال إنَّك تقوم بشيء آخر بدلاً من أن تؤدي عملك، وهذا ما جعلك تغضب، فاسأل نفسك، هل كان يقصد من خلال كلامه إزعاجك، أم أنَّك فسرت كلامه بهذه الطريقة؟

غالباً ما يكون الكلام المزعج نتيجة تفسير خاطئ، أو نتيجة اختلاف في وجهات النظر، لكن يمكن أن يساعد استيضاح المقصود من الكلام كثيراً على بدء محادثة، وتجنُّب نزاع غير ضروري؛ لذا قم بهذه الخطوات من أجل تجنُّب الفهم الخاطئ لكلام الآخرين:

  • تفسير الكلام من خلال تكرار ما قيل، فمثلاً ستقول في المثال السابق: "لقد قلت إنَّني كنت مشغولاً بالقيام بشيء آخر بدلاً من المشروع الهام".
  • التعبير عن فهمك للكلام، فمثلاً تقول في المثال السابق: "لقد فهمت أنَّك تقصد أنَّني لم أعطِ الأولوية لعملي كما يجب أن أفعل".
  • منح الطرف الآخر الفرصة ليشرح لك مقصده، فاسأله مثلاً: "هل هذا ما كنت تعنيه؟".

3. فكِّر فيما حدث ملياً:

هل يستحق ما حدث اهتمامك؟ وهل يستحق تعليق عابر من شخص غريب في القطار - بصرف النظر عن قساوته - وقتك وعواطفك؟

قد يستحق انتقاد من زميل لك في العمل بعض الاهتمام، لكونه قد يؤثر في عملك، فقد يؤثر فيك كلام مزعج من شريكك إذا كان يقلل من احترامك لذاتك، لكن كل ذلك يعتمد على الموقف والمشكلة وقدرتك على التعامل معها، فاطرح على نفسك الأسئلة الآتية:

  • هل الموقف خاص بمحيطك؛ أي في عائلتك، أو منزلك، أو عملك، أو أي جانب من جوانب حياتك؟ أم أنَّه موقف عام يمكن أن يحدث في القطار، أو المتنزه، أو أي مكان آخر حيث يكون طرفا المشكلة شخصين غريبَين؟
  • هل تتعلق المشكلة بحياتك الشخصية، أم بالأشياء التي تهتم بها، أم بالأمور التي يهتم بها المجتمع ككل، مثل المشكلات الاجتماعية، والجرائم، وغير ذلك؟
  • هل أنت شخص حساس تبالغ في التفكير بالانتقادات؟ وهل أنت قادر على التفريق بين التعليق العابر والملاحظات الجادة العميقة؟ وهل هذه مشكلة تتكرر كثيراً؟
إقرأ أيضاً: التفكير: المفهوم وأنواعه

4. عبِّر عما تشعر به:

يسمح لك التحدث مع شخص تثق به بالتخفيف من التوتر دون أن تكبت مشاعرك؛ إذ ستكون قادراً من خلال القيام بذلك على الحصول على وجهة نظر جديدة، ورؤية الأمور من زاوية إيجابية، ومن خلال التعبير عما يزعجك للآخرين، فأنت لا تكسب فقط وجهة نظر مختلفة، ولكنَّك تحصل على الدعم أيضاً.

5. عبِّر عن انزعاجك من شيء ما بطريقة لطيفة:

إذا كنت تعتقد في أسوأ الحالات أنَّ ما قيل كان إهانة، أو تحقيراً، أو تصرفاً غير لبق، فلا حرج في التعبير عن شعورك بصراحة؛ إذ يتطلب الأمر موقفاً شجاعاً على أمل أن تنجح في تغيير موقف الشخص الآخر عن المشكلة أو عنك، وغالباً ما يستمر الأشخاص في الإدلاء بتعليقاتهم الفظة لأنَّك تسمح لهم بذلك.

عبِّر عن انزعاجك بوضوح، فقل مثلاً: "لم تعجبني الطريقة التي وصفت بها ما قمت به"، أو "أحترم رأيك، ولكنَّني لا أوافق على ما قلته بشأن كذا، وكذا"، فطبِّق القاعدة الذهبية في إدارة علاقاتك دائماً، التي تقوم على الاحترام المُتبادَل، وليس من المُفترَض أن تنظر إلى الطرف الآخر على أنَّه عدوك؛ بل عُدَّه عاملاً مساهماً في جعلك شخصاً جيداً.

إقرأ أيضاً: فن مواجهة الآخرين والرد على الإساءة

6. توقَّف عن المبالغة في أخذ الأمور بجدية:

يميل الأشخاص الحساسون للغاية إلى المبالغة في مشاعرهم، فجزء من طبيعة الأشخاص الحساسين بشكل مفرط هو أنَّهم يضخِّمون كل شيء، وعلى الرغم من أنَّ الحساسية تساعد المرء على الشعور بالسعادة، إلا أنَّها تستنزف الطاقة عندما تتحول إلى حالة سلبية.

في الختام:

طبِّق النصائح المذكورة آنفاً، وركِّز على الموضوعات الأكثر أهميةً، وكن منفتحاً وجدانياً وذهنياً على الأشياء الإيجابية، وستصبح أقل حساسية، والأفضل من ذلك أنَّك ستتمكن حينها من استثمار حساسيتك لرؤية الجمال من حولك، وهو ما سيجعلك تشعر بالرضى.




مقالات مرتبطة