6 فوائد للحدِّ من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي

لا يوجد وقت أفضل من الآن للتفكير في العزوف عن وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن يكون التنقل بين وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة محبطاً للغاية، ونحن في خضم الجوائح والاضطرابات الاجتماعية والمناقشات السياسية والاحتجاجات والاقتصاد الفاشل، وبدلاً من أن تكون مكاناً للترويح عن النفس، فإنَّ فيسبوك (Facebook) وتويتر (Twitter) وإنستغرام (Instagram) وغيرها من المنصات تجعلك تتعمق في الفوضى ويمكن أن تجعلك في مواجهة مع الأصدقاء والعائلة.



من الواضح أنَّ تصفُّحك حساباتك في مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يضر صحتك العقلية، خاصةً في الوقت الحالي، وإذا كنت تريد التحرر والبدء في التركيز على الإيجابيات - التي ما تزال موجودة بالطبع - فقد حان الوقت للابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي.

إليك فيما يأتي 6 فوائد للحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي:

1. تقليل الخوف من تفويت شيء ما (FOMO):

ربما لن ترى في الوقت الحالي صور سيلفي كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي تحفز لديك الخوف من تفويت شيء ما، ومع ذلك تظل فكرة العزوف عنها سديدة، فما تزال صور الأصدقاء في المسبح، وحفلات الشواء العائلية تجعلك تشعر كأنَّك تفوِّت الصيف خاصة بعد أن ضاع معظمه في العمل، وقد يبدو أي مكان أفضل من المكان الذي أنت فيه الآن.

بالطبع، قد يؤدي حذف جميع تطبيقات التواصل الاجتماعي إلى تفاقم خوفك من تفويت شيء ما - على الأقل في البداية - ومع ذلك فإذا منحت نفسك بعض الوقت لتجد الجمال في روتينك اليومي ستكتشف أنَّ حياتك الخاصة هي ما كنتَ تفوِّته طوال الوقت.

2. تحسين النوم:

قد تستلقي على سريرك - مثل معظم الناس - في نهاية يوم طويل ومرهق، وتفتح هاتفك على الفور، ثم تقضي نحو الساعة من التصفح عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تترك هاتفك، لكن اتضح أنَّ التحديق في تلك الشاشة الصغيرة يؤثِّر في نومنا أكثر مما قد ندرك.

بصرف النظر عن تأجيل وقت النوم لمدة ساعة فإنَّ الضوء الأزرق الصادر من هاتفك يعوق إنتاج الميلاتونين (هرمون يحفز الدماغ على الاسترخاء والنوم)؛ ومن ثَمَّ يعطل نظمك اليوماوي.

قد يؤدي تعريض نفسك للضوء الأزرق قبل النوم إلى جعل نومك واستمراريته أكثر صعوبة، وكما تعلم يمكن أن تؤثر قلة النوم سلباً في مزاجك وصحتك العقلية؛ لذا توقف عن استخدام هاتفك قبل النوم بساعتين إلى ثلاث ساعات للحصول على بعض الراحة والجمال، ولتشعر بأنَّك بحال أفضل عامة.

شاهد بالفيديو: 6 أسباب وراء الحرمان من النوم العميق

3. إفساح المجال للتواصل على أرض الواقع:

يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أيضاً أن تصرف انتباهك عن إجراء تواصل في الحياة الواقعية، ففي أثناء انشغالك بالإعجاب بالصور والتعليق عليها قد تفوتك نظرة الشوق من شريكك أو ابتسامة صديقك المقرب، وقد يؤثِّر التركيز في هاتفك في الحميمية والسعادة في العلاقات التي لديك بالفعل بما في ذلك علاقتك الزوجية.

قد تلاحظ أنَّك تشعر بالوحدة والملل وحتى الاكتئاب مع زيادة المسافة على أرض الواقع بينك وبين الآخرين، يبدو أنَّ الافتقار إلى المحادثة الحقيقية والتعبير والاتحاد يمكن أن يؤثِّر سلباً في صحتك العقلية؛ لذلك إذا كنت تقدر صداقاتك فلا تذهب إلى تطبيق ما وتراسل صديقك؛ بل قابله لتناول القهوة والدردشة وجهاً لوجه، لكي تشعرا بالقرب من بعضكما.

4. تعزيز الثقة:

لطالما نظر الناس إلى الآخرين للحصول على القبول أو بوصفها وسيلة لقياس تقدمهم، ووسائل التواصل الاجتماعي هي فقط طريقة إضافية لمقارنة نفسك بأشخاص آخرين؛ فللأسف يشارك كل من تتابعهم تقريباً أفضل نسخة من أنفسهم عير الإنترنت وأكثرها لياقة وسعادة ونجاحاً، كما أنَّ معظم الصور التي تراها قد التقطت بطريقة مخادعة أو مزيفة، كما تكون قد خضعت لتعديلات وإضافات (وفلاتر) عديدة.

يمكن أن تؤدي مشاهدة مقاطع الفيديو المميزة (highlight reels) لكل شخص إلى الإضرار بشدة بتقديرك لذاتك وثقتك بنفسك وسعادتك، ولاستعادة تلك الثقة بالنفس عليك الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي؛ لذا أحب نفسك وقدِّر التقدم الذي أحرزته حتى الآن وشاهد كيف تتحسن صحتك العقلية.

إقرأ أيضاً: 6 أسرار تمنحك الثقة بالنفس

5. زيادة الإنتاجية:

معظم الناس يتحققون من هواتفهم كل خمس دقائق، وعند وصول أيِّ إشعار جديد يسارعون إلى هواتفهم وتتحول الدقيقة الواحدة إلى عشرين دقيقة، وقبل أن يدركوا ذلك يكونون قد أهدروا ساعة من وقتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، كان من الممكن استثمار ذلك الوقت بالطبع بشيء أكثر فائدة؛ لكنَّهم لا يستطيعون منع أنفسهم.

يقضي الأشخاص في جميع أنحاء العالم في المتوسط ساعتين و24 دقيقة كل يوم في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، وإذا حققتَ هذا المعدل أو تجاوزته، فستشعر في النهاية بعدم الإنتاجية، مما قد يؤثر في صحتك العقلية؛ لذا تجنَّب المماطلة لتشعر بتحسن وتنجز المزيد من خلال الابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي، على الأقل عندما يكون لديك قائمة مهام يجب عليك القيام بها.

إقرأ أيضاً: زيادة الإنتاجية: الدليل الكامل لإحداث طفرة في حياتك

6. توفير المزيد من الوقت للرعاية الذاتية:

قضاء المزيد من الوقت على هاتفك يعني حتماً أنَّ لديك وقتاً أقل لأشياء أخرى، ومن ذلك الاعتناء بنفسك، فقراءة المقالات والنقاشات على فيسبوك (Facebook) لمدة ساعة لا يُعدُّ تماماً رعاية ذاتية، وكذلك الحال بالنسبة إلى دخولك في مناقشات وجدالات.

بدلاً من الضياع في دوامة وسائل التواصل الاجتماعي، ضع هاتفك جانباً وافعل شيئاً تستمتع به حقاً، استمتع بحمام ساخن مع الموسيقى والشموع أو اخرج في الهواء الطلق، متى كانت آخر مرة ذهبت فيها في نزهة على الأقدام أو مارست تمرينات اليوجا؟ إحياء هواياتك القديمة واكتشاف شغف جديد يعودان بنفع كبير على صحتك العقلية، إضافة إلى ذلك فإنَّ تركيزك على نفسك سوف يقضي على الأفكار المثيرة للاكتئاب، ويعزز احترامك لذاتك.

في الختام:

قرارك بالابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي لا يعني حذف التطبيقات إلى الأبد، ربما تحتاج فقط إلى استراحة قصيرة لإعادة شحن طاقتك، وبجميع الأحوال تذكَّر أنَّك تفعل هذا من أجلك فأنت تستحق أن تتمتع بالسعادة والصحة وأن تختبر كل ما تقدمه الحياة اختباراً كاملاً، وقد حان الوقت لتحقيق ذلك.




مقالات مرتبطة