6 عادات مميزة يتبعها الأشخاص الذين يتمتعون بوعيٍ ذاتيٍّ قوي

إذا أجريتَ استطلاعاً لمعظم الأشخاص الذين يعدُّون "ناجحين جداً" في مجتمعنا، فسترى أنَّهم يتمتَّعون بعديدٍ من السمات المتنوعة، لكن توجد عدة أوجه تشابه، ومن أكبرها وعيهم الذاتي؛ إذ يتمتَّع بعض الأشخاص بوعي ذاتي أكثر من غيرهم، ولكنَّ ذلك لا يحصل بالصدفة ولا بالفطرة؛ بل هو شيء يتطلَّب تطويراً، ثمَّ صقلاً، مثل المهارة؛ لذا سنستعرض في هذا المقال 6 عادات ستساعدك على أن تصبح أكثر وعياً بالذات.



ما هي أهمية الوعي الذاتي؟

نحن نعيش في عالم مليء بالمعلومات، وفرص كسب المال، والمسارات الوظيفية، وخيارات الترفيه، وغيرها من الأشياء، ومن المستحيل تجربة كل شيء خلال حياتنا القصيرة، فإذا لم تكن مُدركاً لذاتك، فأنت تخاطر بهدر كميات كبيرة من الوقت على أشياء لا تقدِّم لك أي قيمة أو لا تلبِّي أهدافك طويلة الأمد.

لا ينبغي أن تتأمَّل حياتك بندم حين تصل إلى شيخوختك؛ إذ يمكنك أن تتجنَّب هذا من خلال تحديد ما هو هام بالنسبة إليك وما هو غير هام، وهو ما يعرف أيضاً باسم الوعي الذاتي.

إليك فيما يأتي 6 عادات يمكنك البدء في اتباعها اليوم، وهي تطوير الوعي لعيش حياة تتحكَّم بها:

1. التصرف بحيادية:

يُعَدُّ التخلُّص من تحيُّزاتك والتصورات المسبقة أمراً صعباً، ولكنَّه ممكن، تخيَّل أنَّك تحصل على تغذية راجعة عن حياتك، ثانية تلوَ الأخرى، ودقيقة بدقيقة، ويوماً بعد يوم؛ إذ تتلقَّى تغذية راجعة محايدة بناءً على أفعالك وتأثيرها، وهذه التغذية الراجعة هي فرصة لتحسين أدائك مستقبلاً، فإذا كنت ترغب في كسب مزيد من المال، أو أن يكون لديك المزيد من الأصدقاء، ولكنَّك لا تحقِّق هذه الأشياء، فهذه إشارة واضحة تماماً على أنَّك تحتاج إلى تعديل ما تفعله.

2. احترام قيمة الوقت:

توجد طريقتان حقيقيتان لقضاء الوقت:

  • تضييعه في فعل أشياء لا تقرِّبك من أهدافك.
  • استثماره في فعل أشياء تقرِّبك من أهدافك.

يفهم الأشخاص الذين يتمتَّعون بالوعي الذاتي أنَّ كلَّ شيءٍ مؤقت، ويمكن أن تنقلب الأحوال بسرعة، فإنَّهم يُدركون أنَّهم لن يكونوا شباباً إلى الأبد، وسوف تمرُّ الفرص ولن يتكرَّر أي يوم مرة أخرى أبداً، وهذا ما يثير إحساساً بالإلحاح الشديد لتقديم أفضل ما لديهم من المحاولة الأولى، وتعلُّم مهارات جديدة بسرعة، والاستفادة القصوى من أي لحظة، فلا يمكنك القيام بذلك إلَّا من خلال تحقيق أقصى استفادة من الوقت المتاح لك.

إقرأ أيضاً: قيمة الوقت: كم يستحق وقتك حقاً؟

3. التعرف إلى نقاط قوتك وضعفك ودوافعك:

يُدرك الأشخاص الذين يتمتَّعون بالوعي الذاتي أنَّ لدى كل شخص ما يحب وما يكره، وميولاً ودوافع مختلفة، بعضها فطري وبعضها بسبب البيئة والتنشئة، فثمَّة أشياء تجيدها تلقائياً، وأشياء لا تتطلَّب منك مجهوداً كبيراً لتحقيق نتائج كبيرة، وأيضاً لديك مجالات تحقِّق فيها نتائج مقبولة فقط على الرَّغم من أنَّك تحاول جاهداً فيها، وقد تشير هذه الأمور إلى نقاط قوتك وضعفك الطبيعية.

يستفيد الأشخاص الذين يتمتعون بالوعي الذاتي من نقاط قوتهم، ويحسِّنون من نقاط ضعفهم مع مرور الوقت، بدلاً من التركيز عليها بالكامل، كما يعرفون بالضبط أين تكمن كل منهما، فإذا كنت تعرف نقاط ضعفك وقوتك يمكنك اختيار المهنة الأنسب لك؛ إذ تحقِّق نتائج مذهلة بجهد أقل من أي شخص آخر، والأهم من ذلك كله أنَّهم لا يكذبون أبداً على أنفسهم بشأن دوافعهم ومجالات تميُّزهم أو المجالات المحتملة للتحسين.

السؤال الذي يجب أن تطرحه على نفسك هو "هل أنا قوي حقاً في هذا المجال، أم أحتاج إلى المساعدة والإرشاد؟" هذا السؤال هام جداً، وكثير من الناس لا يسألون أنفسهم عنه أبداً بسبب غرورهم.

شاهد بالفيديو: 20 قول رائع في تحفيز وتطوير الذات

4. السعي إلى الوضوح:

إذا كنت لا تعرف إلى أين أنت متَّجه، فلن تعرف أي طريق تسلك؛ إذ يسأل الأشخاص الذين يتمتعون بالوعي الذاتي دائماً: "ما هو الذي يهمُّني هنا؟" في كل حالة تقريباً.

لديهم رؤية واضحة للهدف الذي يريدون تحقيقه، ثمَّ يعملون وَفقاً له ويحقِّقونه، بدلاً من ممارسة النشاطات الجانبية التي لا تساهم في تحقيق أهدافهم طويلة الأمد واستراتيجيتهم الشاملة، فهم يسترشدون بالهدف لوضع الاستراتيجية، فهل تعلم أين تريد أن تكون بعد عام؟ وبعد عامين؟ وخمسة أعوام؟ ستعرف فقط من خلال اتباع عملية منضبطة لتحديد الهدف وجدول الأعمال؛ لذا قسِّم الأهداف الأكبر إلى أهداف أصغر، بحيث يكون لديك دائماً مصدر ثابت للتحفيز.

5. مراجعة أهداف حياتك كل 6-12 شهراً:

يميل الأشخاص الذين يتمتعون بالوعي الذاتي إلى التفكير كثيراً، ويسجِّلون أفكارهم يومياً في يوميات أو باستخدام مسجل الصوت أو غيرها من الطرائق، ومعظمهم يراجعون خطة حياتهم على الأقل سنوياً لقياس أين هم مقارنةً بالمكان الذي يريدون أن يكونوا فيه، كما يتتبَّعون مقاييس، مثل مدى رضاهم عن حياتهم في الوقت الحالي، ووضع حياتهم، ومستويات صحتهم الحالية، وحالتهم المالية الحالية وغيرها.

إليك بعض الأسئلة التي يجب أن تطرحها على نفسك في أثناء تدقيق حياتك:

  • ما هو مدى سعادتك بظروف حياتك الحالية؟ وما الذي يسعدك؟ وما الذي تتمنَّى أن يكون أفضل؟
  • كيف هو مستوى صحتك الحالي؟ ما هو وزنك وضغط دمك؟ كم متوسط ساعات ​​نومك في الليلة؟
  • هل لديك علاقات وثيقة مع الآخرين؟ إذا لم يكن كذلك، فما الذي يمنعك من الحصول عليها؟
  • كيف هو وضعك المالي؟ هل تزداد ثروتك؟ أو هل توفي ديونك أم تقع في مزيد منها؟

من السهل أن تكذب على الآخرين، لكن من الصعب أن تكذب على نفسك، ولا تخف من طلب المساعدة أيضاً، اطرح على الأشخاص من حولك أسئلة مختلفة عن رأيهم فيك، ويمكنك حتى وضع هدف لكل فصل، على سبيل المثال، إذا كنت تعمل كثيراً، فسيكون هدفك الرائع هو التوفير لرحلة في الصيف، فاكتبها وتخيلها وابحث عن طرائق لتحقيق ذلك.

إقرأ أيضاً: 5 خطوات لتحديد أهداف حياتك

6. فهم الفرق بين المتعة والاكتفاء:

تطوَّرنا على الصعيد البيولوجي والنفسي خلال وقتٍ كان فيه العالم مكاناً قاسياً جداً وشحيح الموارد، والآن لم نعد نعيش في ذلك العالم، لكنَّ طريقة تفكيرنا لم تتغيَّر بعد، فثمَّة عديد من الأشياء في هذا العالم التي تحفزنا، فالإنترنت والوجبات السريعة والتلفاز، كلها أشياء تحفِّزنا بطريقةٍ ما، لكن بعد أن يحفِّزونا، غالباً ما نشعر بالفراغ، وعموماً أي شيء يمنحك إشباعاً فورياً، سيكون مُحفِّزاً يسعدك لوهلة ثمَّ تتلاشى آثاره سريعاً، فتشعر بالتعاسة عند زوال مفعوله، ونظراً لأنَّك محبط، تبحث عن أسرع شيء يسعدك، وفي هذه الحالة سيكون المحفِّز نفسه، ويمكن أن تقضي شهوراً أو سنوات حياتك كلها في مطاردة هذا الشعور؛ لذا يسارع الأشخاص الذين يتمتَّعون بالوعي الذاتي إلى تحديد ذلك النوع من الأشياء وتجنُّبها؛ لأنَّهم يعلمون أنَّها ستعميهم عن رؤيتهم طويلة الأمد.

في الختام:

تلك كانت 6 أشياء يفعلها الأشخاص الذين يتمتَّعون بالوعي الذاتي على أساس ثابت لبناء الحياة التي يريدونها، ولتحقيق الشيء نفسه اختر عادة واحدة وابدأ بتطبيقها على الفور.




مقالات مرتبطة