6 طرق للمحافظة على رغبة الموظفين في التعلم

لا تحقِّق أيُّ شركة أهدافها دون قوة عاملة مؤهلة ومتفانية، وتتزايد أهمية برامج التدريب في موقع العمل (on-job training) مع ظهور تكنولوجيات جديدة لتحسين مهارات الموظفين العملية والمهارات الناعمة (soft skills)، لكنَّ التعلم في العمل يتعدى التدريب الرسمي؛ لذا يجب أن تكون الشركات مبدعة كي تشجع الموظفين على تطوير مهاراتهم على نحو دائم.



فوائد التدريب المستمر:

في حين تستثمر معظم الشركات في عمليات التوظيف المكلفة لجذب المرشحين المناسبين، لكنَّها غالباً ما تقصِّر في جهودها لإدماج الموظفين الموجودين وتدريبهم؛ لذا دون وجود حافز أو برامج دعم مناسبة سيشعر الموظفون بعد فترة بالإهمال وبأنَّهم لا يحظون بالتقدير، مما سيؤدي إلى تباطؤ نمو الشركة.

سيساعد خلق بيئة تحفز التعلُّم شركتك على جذب المواهب والاحتفاظ بها، وتشمل فوائد الاستثمار في التعلم المستمر ما يلي:

  • تعزيز رضا الموظفين: لن يقدِّم الموظفون المستاؤون الأداء المُنتظَر، مما سيؤدي إلى انخفاض مستويات الإنتاجية والاندماج، ومن ثم إلى تراجع ربحية شركتك، بينما ستحفز وتحمِّس فرص التدريب والتطوير الموظفين لاكتساب مهارات جديدة.
  • تقديم التدريب فرصة استكشافٍ للموظفين: اسمح للموظفين باستكشاف موضوعات جديدة خارج مجالهم؛ إذ يساعد التفاعل مع أعضاء الفريق الآخرين واستخدام مهارات تقنية جديدة الموظفين على تصوُّر مساراتهم الوظيفية المحتمَلة.
  • رفع معدل الاحتفاظ بالموظفين: سيشعر الموظفون دون فرص للتطور بأنَّهم مقيَّدون وفي النهاية سيستقيلون من العمل، بينما تقدِّم برامج التطوير للموظفين خبرات فعلية في موقع العمل، وتساعدهم على التقدُّم في حياتهم المهنية وتدرِّبهم لاستلام أدوار مستقبلية محتملة ضمن الشركة؛ يمكن أن يقلل دمج التعلُّم في مكان عملك من معدل دوران الموظفين ويخفض من تكاليف التوظيف على الأمد الطويل، وبهذا سيكون إلى جانبك موظفون خبيرون تثق بهم ليشغلوا الأدوار الجيدة في أثناء نمو شركتك.
  • تعزيز الولاء: يمكِّن بذل جهد إضافي والاستثمار في برامج التدريب الموظفين، ويُشعرهم بأنَّهم محط تقدير، ويكافئ الموظفون الشركات التي تساهم في مساعدتهم على تحقيق أهدافهم الشخصية والمهنية بالولاء.
  • زيادة الإنتاجية: على الرغم من أنَّ العديد من أرباب العمل يجدون فرص التطوير مُكلفة، إلا أنَّ التدريب في موقع العمل المصمم تصميماً جيداً يرفع من إنتاجية الموظفين ويقدِّم نتائج طيبةً للشركة؛ كما تزود برامج التدريب الموظفين بخبرات مباشرة تساعدهم على أداء مهامهم أداءً أفضل وأكثر فاعلية.
إقرأ أيضاً: 9 عناصر تجعل برامج تدريب الموظفين ناجحة للغاية

ليس من الضروري أن يكون التدريب على شكل برنامج منظم دائماً، إليك 6 طرائق لتطبيق التدريب في موقع العمل بنجاح في شركتك:

1. جعله جزءاً من قيم شركتك:

أهداف الشركة الجوهرية هي مبادئ أساسية ترشد الشركة نحو أهدافها، وعبر تحديد النمو كأحد أهداف شركتك الجوهرية فأنت تجذب الموظفين الذين يفكرون في طرائق متشابهة وتلهم أعضاء الفريق الخبيرين كي يشاركوا مهاراتهم ومعارفهم مع الآخرين.

2. دعوة المتحدِّثين:

دعوة المتحدثين بانتظام هي طريقة ممتازة لكسر روتين الشركة اليومي، يمكن أن يشارك المتحدثون الضيوف خبرات قيِّمة تلهم فريقك وتساعده على رؤية الأشياء من منظور جديد.

3. تخصيص وقت للتعلُّم الذاتي:

بين تقديم أداءٍ عالٍ في العمل والتعامل مع الحياة المنزلية لا يجد الناس متسعاً من الوقت للتحسين الذاتي؛ لكن سيكون لتخصيص بضع ساعات أسبوعياً كي يشارك الموظفون في الدورات التدريبية عبر الإنترنت أو يتعلموا برنامجاً جديداً على الحاسوب أثر إيجابي كبير؛ لذا زوِّد موظفيك بالوقت والأدوات التي يحتاجون إليها كي يتعلموا بأنفسهم، وبالنتيجة ستحصل على فريق مندفع وواثق بنفسه، كما أنَّ ذلك سهل وغير مكلف.

إقرأ أيضاً: التعلم الذاتي: أساليبه وطرق الاستفادة منه

4. تنظيم ورشات عمل بإشراف الموظفين:

يمكن أن تُعرِّف ورشات العمل بإشراف الموظفين أعضاء الفريق على أساليب مبتكرة وتزوِّدهم بمعلومات جديدة، ويمكن أن تحسِّن هذه النشاطات من الشعور بالانتماء بين أعضاء الفريق، وعبر التعلُّم من أشخاص عمليين، يفهم الموظفون التقنيات الجديدة فهماً أعمق.

5. عَقد لقاءات شخصيَّةٍ كل شهر:

تسمح اللقاءات الشخصية بتواصل صادق وشفاف بين المديرين وأعضاء الفريق، من تحديد التوقعات وتقديم التغذية الراجعة وحتى الدردشة وإزالة الشكوك، تساعد هذه اللقاءات على تحفيز الموظفين وتركيز انتباههم على أهداف الشركة، ولكي تتعرف إلى أعضاء فريقك تعرفاً أفضل وتساعدهم على التطور وتقدِّم لهم تغذية راجعة بناءة خلال اللقاءات الشهرية الفردية؛ يجب أن تضع لهم أهداف تطويرٍ توجه نموهم.

6. إنشاء قسم تدريب وتطوير:

يتطلب خلق بيئة تعلُّم قوية التخطيط تخطيطاً طويل الأمد، وخبراتٍ ومراجع، والأساليب التي ذكرناها آنفاً جميعها مجانية، لكن حين تصبح مستعداً للاستثمار في التدريب يمكنك إنشاء قسم مكرَّس لتحفيز النمو، إضافة إلى تطبيق البرامج التدريبية، يمكن أن يقيس هذا القسم الأداء العام للشركة ويطوِّر استراتيجيات للتحسين.

يمكن أن تدفع فرص التدريب والتطوير شركتك وموظفيك قدماً، بالإضافة إلى رفعها إنتاجية الموظفين، ستُشعرهم أيضاً بأنَّهم محط تقدير وترفع ثقتهم بأنفسهم وتقوي ولاءهم، وفي هذه الأثناء، ستظهر آثار التدريب المستمر الإيجابية على الأداء في الأمد البعيد، فهو يسمح لشركتك بالتفوق على منافسيها، وذلك هو الهدف النهائي لكافة تلك الأساليب.

المصدر




مقالات مرتبطة