6 طرق لتقليل التكلفة المرتفعة الناجمة عن ضغوط الموظفين

يريد كل مدير أن يوظِّف في شركته أشخاصاً طموحين؛ إذ إنَّنا جميعاً نبحث عن أولئك الموظفين الذين قد يصفون أنفسهم بأنَّهم "مثاليون" في مقابلة التوظيف، والذين يتحدون أنفسهم باستمرار لتحسين عملهم والتفوق بطرائق جديدة ومثيرة.



قد يبدو هذا الأمر عظيماً من الناحية النظرية، لكن يوجد احتمال أنَّه من خلال دفع موظفيك إلى القيام بالكثير من الأعمال، فإنَّك تتسبب في شعورهم بدرجة عالية من الضغط؛ وهذا الضغط قد يكلف شركتك غالياً.

وفقاً لمصدر حديث، يكلِّف الإجهاد في مكان العمل أرباب العمل خسارة مالية قيمتها 500 مليار دولار سنوياً، كما يشير استطلاع آخر عن الصحة في العمل إلى أنَّ الإجهاد يساهم في ارتفاع معدلات التغيُّب عن العمل؛ إذ قال 33% من الأشخاص الذين استُطلِعت آراؤهم إنَّهم دائماً أو غالباً أو في بعض الأحيان يغيبون عن العمل بسبب الإجهاد.

على المستوى الشخصي، يواجه الموظفون الذين يعانون من ضغوطات لا مبرر لها في العمل صعوبات في اتِّخاذ قرارات هامة في العمل، أو يعانون من عمليات تفكير غير منتظمة، التي لا بُدَّ أن تؤثر في الأداء؛ إذ إنَّ الموظفين الذين يعانون من الإجهاد يكونون مرهقين عموماً ولا يستمتعون بالعمل الذي يقومون به، كما أنَّهم يبحثون بنشاط عن فرص عمل ملائمة لهم أكثر من أجل إعطاء الأولوية لصحتهم العقلية.

إذاً، من الواضح وجود مخاطر كثيرة تنجم عن الإجهاد في مكان العمل، وفيما يأتي سنكتشف طرائق يمكنك من خلالها تكييف نظام إدارة الأداء الخاص بك للتخلُّص من الإجهاد الذي يتعرَّض له الموظفون وتشجيع بيئة صحية أكثر:

1. وضع أهداف واقعية:

عند وضع أهداف ذكية (Smart Goals)، من الهام أن تكون صعبة؛ إذ إنَّ الموظفين الذين لا يواجهون تحديات في العمل يشعرون بالملل والإحباط، وعلى الجانب الآخر، لا ينبغي إعطاء الموظفين أهدافاً غير واقعية أو مستحيلة؛ إذ إنَّ هذا الأمر يعزز ثقافة الفشل ويدفع الموظفين إلى العمل بأقصى طاقتهم لتحقيق أهداف غير قابلة للتحقيق بطبيعتها؛ إذ يُعَدُّ هذا الشيء بمنزلة طريقة لحصول كارثة، ولا يمكن أن تؤدي إلَّا إلى إرهاق الموظفين.

بدلاً من ذلك، اعمل بشكل وثيق مع الموظفين من أجل وضع أهداف تشجِّعهم على توسيع قدراتهم والنمو ببطء لكن بثبات؛ فهذه الوتيرة الثابتة ستشجع التطوير، مع السماح للموظفين بالحفاظ على الهدوء والقيام بالأشياء الصحيحة.

شاهد بالفيديو: 6 طرق مبتكرة لتعزيز إنتاجية الموظفين

2. التخلُّص من أنظمة تصنيف الموظفين:

بعض أدوات إدارة الأداء لا تحظى بالاهتمام مع تقدم فهمنا لعلم النفس والتحفيز، ودون أدنى شك يُعَدُّ تصنيف الموظفين إحدى هذه الأدوات التي لا تحظى بالاهتمام.

يُعرَف تصنيف الموظفين أيضاً باسم "التصنيف القسري"؛ إذ يتطلَّب هذا النظام من المديرين تصنيف جميع موظفيهم؛ إذ يُطرَد الموظفون ضعيفي الأداء الذين يحصلون على تصنيف ضمن مجموعة الـ 10% الدنيا.

اكتسبَ هذا النظام سمعة سيئة على مر السنين، ويقول الخبراء إنَّه مصدر كبير لاستياء الموظفين؛ إذ إنَّ تصنيف الموظفين في مجموعات يسفر عنه ضغوطات شديدة على الموظف؛ فلا يوجد أبداً شعور بالأمان الوظيفي، فأنت تشعر بالقلق دائماً بشأن ما إذا كنتَ تتقدم بوتيرة سريعة بما يكفي أم لا، ومن الناحية النظرية، يمكن أن تكون موظفاً عظيماً بشكل موضوعي، لكن ما يزال يوجد احتمال لطردك من العمل، ومثل هذا النظام لا يُشجِّع أيضاً على بناء الفريق والتعاون.

إذا كنتَ ما تزال تستخدم تصنيف الموظفين في مجموعات، فمن المستحسن أن تبحث عن نظام أكثر مرونة يعتمد على تقديم التغذية الراجعة المفيدة والتدريب المتواصل.

3. إعطاء الأولوية للتواصل المُنتظم الهادف:

يمكن أن يكون العمل مرهقاً في أفضل الأوقات، لكن من الممكن تحمُّل العمل بشكل كبير عندما تعلم أنَّ لديك مديراً متفهماً تلجأ إليه، وعلى نحو متزايد تدمج المنظمات استخدام إدارة الأداء المستمر وعمليات التواصل المُنتظم مع الموظفين، ويُتيح التواصل مع الموظفين للمدير والموظف تطوير علاقة ثقة فيما بينهم؛ ونتيجة لذلك يشعر الموظفون بأنَّ لديهم شخصاً في القيادة يستطيعون التحدث إليه عندما تسوء الأمور، وعلاوة على ذلك، فقد ثبُت أنَّ مناقشات الأداء المنتظمة بدلاً من التقييمات السنوية توفر وقتاً كبيراً للإدارة.

4. التصرُّف بناءً على التغذية الراجعة:

عندما يخبرك الموظفون بالضبط بما يحتاجون إليه من أجل الشعور بأنَّهم أقل إجهاداً وأكثر إنتاجية، خذ تغذيتهم الراجعة على محمل الجد، ولا تُضِفها إلى قائمة طويلة من الأمور التي لن يتم التطرق إليها أبداً، فأظهِر لموظفيك أنَّهم يمثلون أولوية وأنَّك تريدهم أن يشعروا بالراحة في العمل؛ وبخلاف ذلك، فإنَّك تعزز الشعور باليأس وبأنَّ لا شيء سوف يتحسَّن على الإطلاق، ومن المحتمل أن تخسر موظفين رائعين لمصلحة منافسيك.

إقرأ أيضاً: التغذية الراجعة في التعليم: أهميتها وأهدافها ومصادرها

5. توفير الأدوات التي يحتاج إليها الموظفون:

لا يمكنك أن تتوقع أن يكون الموظفون راضين ومرتاحين ومنتجين إذا زوَّدتهم ببرامج قديمة أو لم توفر لهم برامج على الإطلاق؛ إذ يحتل الموظفون من جيل الألفية وظائف كل مكتب تقريباً في العالم الآن، وقد واكبوا التكنولوجيا، إذ يلجؤون إليها لإدارة حياتهم وعملهم، ويمكن أن تساعد التكنولوجيا مثل برامج إدارة الأداء الموظفين على تتبع أهدافهم، ويمكنها جدولة عمليات التواصل مع الإدارة ويمكن أن توفر تغذية راجعة مباشرة، التي تشتد الحاجة إليها والتي يمكن أن تُحدِث فارقاً كبيراً في حالة الإجهاد الشديد.

إقرأ أيضاً: 5 أدوات أساسية للعمل عن بعد تفيد الموظفين الجدد

6. المرونة:

ربما تكون العمليات في مكان عملك هي التي تسبب ضغوطات ليس لها داعٍ، متى كانت آخر مرة ناقشتَ فيها موقفك وسياستك تجاه العمل المرن؟ يمكن أن تؤثر عوامل مثل الرحلات اليومية الطويلة والالتزامات العائلية والمواعيد الطبية في تفكير الموظف؛ لذا خفِّف العبء عن عاتقهم من خلال التفكير في نهج أكثر مرونة للعمل، واحكُم على أداء الموظف بناءً على الأهداف التي حُقِّقَت والأمور الأساسية التي أُنجِزَت بدلاً من الساعات التي يقضيها الموظفون في المكتب، وسترى تحسناً ملحوظاً في إنتاجيتهم وأدائهم.

المصدر




مقالات مرتبطة