6 طرق لتحفيز الآخرين من حولك

البشر معقَّدون جداً؛ إذ تُسهم جيناتنا وتربيتنا وخبراتنا جميعاً لتجعل كل واحدٍ منَّا فريداً تماماً، وهذا ما يجعل الحياة مُمتعة، لكن أيضاً هو ما يجعل تحفيز الآخرين أمراً صعباً، فلدى كل منَّا شخصياتٍ ورغباتٍ واحتياجاتٍ مختلفة، وهذا يعني أنَّ لدينا جميعاً أيضاً أشياء مختلفة تحفِّزنا وتثير حماستنا.



إذا كنت تتساءل عن كيفية تحفيز الآخرين، فأنت تدرك جيداً الصعوبات التي ترافق ذلك، لذا أنت تحتاج إلى حلول، فالقادة العظماء يُصنعَون لا يولدون، فيمكنك تعلُّم كيفية تطوير المهارات التي ستتيح لك إلهام الآخرين ومساعدتهم على تحقيق أكثر ممَّا حلموا به، وذلك من خلال الطرائق الستة الآتية:

1. العيش بقيمك:

إذا كنت تتساءل عن كيفية تحفيز الآخرين، فابدأ من نفسك، فالقادة العظماء يتأثرون في الاقتباس القائل: "كن أنت التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم".

فمقدمة البرامج "أوبرا وينفري" (Oprah Winfrey) على سبيل المثال، بنتْ إمبراطورية من الإيجابية والاحتفاء بنجاحات الآخرين، كما كانت رؤى رائد الأعمال "جيف بيزوس" (Jeff Bezos) الجريئة أسطورية، ويُعرف "بيل جيتس" (Bill Gates) بأنَّه أحد أكثر العاملين المجدين في مجال التكنولوجيا.

لقد كان كل هؤلاء القادة العظماء مدفوعين بإيمانهم الراسخ بأنفسهم، ويعرفون ما يريدون، وشرعوا في تحقيقه؛ إذ ينجذب الناس إلى اليقين، فعندما تكتشف شغفك في الحياة، سيسهل تحفيز الآخرين أكثر، لأنَّهم سينجذبون إلى شغفك.

2. الإصغاء:

كيف يمكنك تحفيز الآخرين دون الإصغاء إليهم؟ لن تكون قادراً على إلهام الآخرين على العمل إذا كنت أنت من يتحدث طوال الوقت؛ لذا إنَّ الإصغاء أمرٌ ضروري، فهو يظهر أنَّك مهتمٌّ بما يقوله الآخرون وبحياتهم، كما يسمح لك بالكشف عن شغفهم الذي يمكنك استخدامه لتحفيزهم.

فالإصغاء العميق هو أكثر من مجرد "سماع" ما يقوله الشخص الآخر، بل هو حالة نشطة تتطلَّب التركيز والجهد؛ لذا ضع كل ما يشغلك جانباً لمنح الشخص انتباهك الكامل، وتواصل معه بعينيك، وحاكي سلوكه ولغة جسده لجعله يشعر بالأمان وبأنَّك تفهمه، وقدِّم تغذية راجعة لفظية وغير لفظية؛ إذ لا يمكنك تعلم كيفية تحفيز الآخرين ما لم تتعلَّم الإصغاء جيداً.

شاهد بالفيديو: 8 طرق بسيطة لتطوير مهارة الإصغاء

3. طرح الأسئلة المناسبة:

يقول الكاتب الأمريكي "توني روبينز" (Tony Robbins): إنَّ "الأشخاص الناجحين يسألون أسئلة أفضل، وبالنتيجة يحصلون على إجابات أفضل"، فتقديم التغذية الراجعة المناسبة لا يقل أهمية عن الإصغاء العميق، وعندما تطرح الأسئلة المناسبة، ستكون قادراً على التواصل واكتشاف أحلام ورغبات الشخص الآخر، وفي النهاية معرفة كيفية تحفيزه.

لذا أظهر الاهتمام بحياة الشخص، واسأل عن أسرته، أو شريكه، أو خططه لعطلة نهاية الأسبوع؛ إذ ستوضِّح لك هذه الأسئلة غالباً ما هو أكثر أهمية بالنسبة إليه، واكتشف ما إذا كان يعمل عملاً تطوعياً أو يمارس الرياضة أو يحب القراءة، فتكشف الأنشطة الترفيهية عن سِمات في الشخصية، مثل التعاطف، والتنافسية، والرغبة في تعلم أشياء جديدة، بحيث يمكنك الاستفادة من هذه السِمات لإلهام الآخرين.

4. تعديل أسلوبك في القيادة:

يستجيب الناس بطبيعتهم بأسلوب مختلف لمحفزات مختلفة، كما لدى الأشخاص أيضاً أنماط تواصل مختلفة، وميول للبحث عن أوجه التشابه أو الاختلافات بينهم وبين غيرهم، لذا فإنَّ تحفيز الآخرين يتعلَّق بتعديل أسلوب قيادتك ليناسب الشخصيات وأساليب التواصل المختلفة.

لكن يجب أن تبدأ بتحديد أسلوب قيادتك الطبيعي، لذا أجرِِ تقييم ديسك (DISK assessment) لمعرفة نوع القائد الذي أنت عليه، ثمَّ اعمل على تحسين نقاط ضعفك، مثل مهاراتك في الكوتشينغ، أو استخدامك للمدح والتشجيع، وعندما تتمكَّن من تغيير أسلوب قيادتك كما تشاء، فسوف تكتشف كيفية تحفيز الآخرين بصرف النظر عن هويتهم.

إقرأ أيضاً: ما هو أسلوب القيادة الخاص بك؟

5. تحديد الأهداف:

يبدو الأمر متناقضاً، لكنَّ إسناد المسؤولية للآخرين هو مفتاح تحفيزهم، فهو يظهر أنَّك تثق بهم، وتعتقد أنَّ لديهم المهارات اللازمة لإنجاز المهمة، وهذا بدوره يجعلهم يرغبون في الارتقاء إلى مستوى توقعاتك، وكما هو الحال مع أي شيء آخر يتعلق بالقيادة، فإنَّ التواصل الفعَّال ضروري للتأكُّد من حصولك على النتيجة التي تريدها.

لذا حدِّد أهدافاً واضحة طويلة الأمد إلى حدٍّ ما، لكن يمكن تحقيقها بناءً على مهارات الشخص وخبرته، فالأهداف السهلة لن تدفعهم إلى التحسُّن، والأهداف شديدة الصعوبة قد تحبطهم وتتسبَّب في فقدانهم الدافع، في حين توفِّر لهم الأهداف المناسبة الدافع الذي يحتاجون إليه ليُظهروا أفضل ما لديهم.

إقرأ أيضاً: كيف تحدد أهدافك في الحياة؟

6. تقديم الدعم:

لا يقتصر تحفيز الآخرين على إلقاء خطابات مُلهمة، أو كتابة رسالة رؤية رائعة للشركة، بل يتعلَّق الأمر بالمتابعة وتقديم الدعم الذي يحتاج إليه الأشخاص لتحقيق أهدافهم، فهو يعني توفير الأدوات والبرامج التي يحتاجون إليها للنجاح، وأيضاً توفير الدعم العاطفي، لذا اسألهم كيف يمكنك المساعدة، ودعهم يعرفون أنَّك موجود من أجلهم، وتابعهم دائماً، وحاول إبقائهم على المسار الصحيح لتحقيق النجاح.

في الختام:

عندما يحقِّق الناس الأهداف، فإنَّهم يكتسبون الثقة، وعندما يكتسبون الثقة، يبدؤون في الإيمان بأنفسهم، ويشعرون بالإلهام لتحقيق المزيد، فالقادة العظماء هم الحافز الذي يثير الشغف في الداخل، ثمَّ يستخدمون ذلك الشغف شعلة لاتباع الطريق الصحيح، وفي النهاية يلهمون الآخرين ليصبحوا قادة بأنفسهم، وينقلون شغفهم لمساعدة مزيد من الناس.

المصدر




مقالات مرتبطة