6 خطوات للتخطيط لخلوة مثالية مع الذات

لا تبدو 1500 دقيقة وقتاً طويلاً، خاصة إذا كنت تتعامل مع جدول أعمالك دون اكتراث وتضيف اجتماعاً تلو الآخر إلى يوم حافل بالعمل أساساً، فيوجد حلُّ لذلك وهو رحلة الخلوة، إنَّها طريقة لإعادة ضبط علاقتك مع الوقت وإعادة التوازن إلى طاقتك وأولوياتك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون "ديف نيميتز" (Dave Nemetz)، ويُحدِّثنا فيه عن 6 أشياء فعلها خلال رحلة خلوته. 

من الفلاسفة إلى المديرين التنفيذيين سعى جميعهم في وقتٍ من الأوقات إلى الانعزال عن المجتمع والتواصل مع الطبيعة وفتح أذهانهم للإلهام، ولطالما انتابني الفضول والإعجاب عندما قرأت عن "الخلوات" و"أسابيع التفكير".

حين يمكنك أن تهرب بعيداً عن الضجيج وجداول الأعمال المزدحمة وإرهاق اجتماعات الفيديو لتستمتع بوقت مخصص بالكامل لنفسك، وبعد عام من الحجر الصحي؛ بدا احتمال التحرر من الحياة الرتيبة تجربةً لا تُقدَّر بثمن وفرصة لسرقة الوقت.

قبل بضعة أسابيع أُتيح لي المجال لاغتنام هذه الفرصة وخوض هذه التجربة بنفسي لمدة يومين؛ لذا طلبت النصيحة من جمهور موقع "تويتر" (Twitter)، وقد كان ثمة نوعان من الاقتراحات المتعارضة، نصح الأول بوضع أهداف منظمة، ولكن بدا لي أنَّ ذلك يتطلب بذل جهد، وهو ما كنت أحاول تجنبه، ونصح الآخر بعدم القيام بأيِّ شيء، وهو ما راق لي تماماً.

إليك ما فعلته وما لم أفعله خلال خلوتي الشخصية:

1. اختيار موضوع للخلوة:

القاعدة الأولى في الخلوات هي عدم وجود قواعد؛ لذا تجنبت وضع أهداف لرحلتي؛ ولكنَّني اخترت موضوعاً لخلوتي وكان الإبداع، وبعد ساعتين من السير دون وجهة في الغابة، عدتُ إلى مقصورتي وكان أول أمر قررت فعله هو محاولة إنجاز شيء لم أكمله مطلقاً في حياتي، وهو الاستماع إلى حلقة مدونة صوتية كاملة دون مقاطعة، فاسترخيت بينما استمعت إلى حوار عن العملية الإبداعية، وشعرت كأنَّ كلَّ شيءٍ يجري تحت ناظرَي ولا شيء يمكن أن يقف في طريقي.

ملحوظة: كان إحضار هاتفي ضرورياً في حالتي؛ لذا أحضر هاتفك أنت أيضاً إذا لزم الأمر، لكن ضع حدوداً لذلك، على سبيل المثال اترك كابل الشحن في المنزل.

حددت المدونة الصوتية الجو العام لخلوتي؛ إذ سمعت النقاط الرئيسة المتعلقة بالعلاقة بين الإبداع وأنظمته، وتعمَّق فهمي لهذه المفاهيم خلال اليومين التاليين.

شاهد بالفيديو: 6 طرق لتعرف أهمية العزلة في حياتك

2. الاستمتاع بعدم وجود هدف محدد:

يقول الكوتش "يوغي بيرا" (Yogi Berra): "عندما ترى منعطفاً في الطريق اتبعه"، وعندما تقرر خوض رحلة دون خريطة ستجد وجهة جديدة عند كلِّ منعطف؛ لذا كلَّما رأيت منعطفاً غامضاً في الطريق أو طريقاً متشعباً كنت أتبعه.

تعودنا في العالم الحديث على السير في طريق محدد نحو وجهة محددة، وبعد هذه الحياة الهادئة كان من الغريب أن أسير دون وجهة؛ ولكنَّني لم أتجنب ذلك؛ بل بحثت عنه.

استلقيت مجدداً في المقصورة على سريري وأغمضت عيني، تجولت أفكاري عبر الغابات وسفوح التلال الخضراء انسجمت التخيلات في ذهني مع إيقاع قطرات المطر المتساقطة في الغابة خارج نافذتي، وعندما استيقظت أخيراً من حلم اليقظة مددتُ يدي - دون أن أفكر - إلى هاتفي للتحقق من الوقت؛ ولكنَّني عدت خالي الوفاض؛ لأنَّني كنت قد وضعته بعيداً عن متناولي في الخزانة فلم أكن بحاجة إلى معرفة كم من الوقت مضى ولم يكن ذلك هاماً.

3. عدم التخطيط:

كانت لدي نية محددة من الخلوة وهي العثور على الإلهام، ولكن دون خطة محددة لفعل ذلك، ولأنَّني مهووس بالتخطيط؛ فقد تطلب مني الأمر بذل جهد هائل لأقاوم الرغبة في الإعداد لكلِّ شيء مسبقاً، وعوضاً عن ذلك جلبت معي حماستي فقط لتحفيز مخيلتي.

4. تدوين الملاحظات:

كان كلُّ ما أحتاجه هو دفتر ملاحظات وقلم، شجَّعَت الكتابة ذهني على التفكير، وخلال كلِّ ذلك الوقت الذي لم أفعل فيه شيئاً عشت أكثر من لحظة من الوضوح الذهني، فدوَّنت ما فكرت فيه خلالها، وحتى لو لم أقرأ ملاحظاتي بعدها، فإنَّ مجرد كتابتها جعلها راسخة في ذهني؛ إذ تكون جاهزة لأتذكرها عندما يحين الوقت.

5. عدم فعل شيء:

يعرف أيُّ شخص يتأمل أنَّ ليس من السهل الجلوس وتجنب فعل شيء، وخاصة بعد أن سمعنا طوال حياتنا أنَّنا يجب أن نتوقف عن التصرف بكسل وأن ننهض ونفعل شيئاً مفيداً.

تخيل أنَّك تركض لمسافة طويلة وتتنفس بصعوبة وتؤلمك عضلاتك المرهقة بينما تأمرها بالمُضي قُدماً، ولكن إذا استسلمت للألم لن تشعر أبداً بالنشوة.

نعلم جميعاً أنَّ الوقت يمر مروراً مختلفاً مع تقدمنا ​​في العمر، فبينما بدت أيام الصيف في الشباب طويلة لا تنتهي وتمر أيام الصيف في مرحلة البلوغ بسرعة البرق لإيقاف الوقت، يجب أن تتوقف عن الحركة، وعلى الرَّغم من أنَّ ذلك تطلَّب كثيراً من الجهد تمكنت في النهاية من فعل ذلك، توقفت عن فعل أيِّ شيء ليومين ونسيت الحياة وعشت في اللحظة.

إقرأ أيضاً: كيف تعزز إبداعك دون فعل أي شيء يذكر؟

6. تطبيق ما تعلمته عند العودة:

تعاملت مع قائمة مهامي اليومية بطريقة مختلفة بعد العودة إلى المنزل ولم أعد أحشو جدول أعمالي بمهام كثيرة، وبدلاً من ذلك أصبح وسيلة لحماية أولوياتي وتذكيري بالاسترخاء وتخصيص الوقت لعدم فعل أيِّ شيء حين ترتفع مستويات توتري؛ إنَّني أحلم بالفعل بخلوتي القادمة وآمل أن أتمكن من تخصيص الوقت لها في وقت لاحق من هذا العام.

إقرأ أيضاً: 6 طرق لتعرف أهمية العزلة في حياتك

في الختام:

كان هذان اليومان اللذان لم أفعل خلالهما شيء من أهم أيام حياتي، وأنت أيضاً سواء تمكنت من الاختلاء بنفسك لفترة ما بعد الظهيرة ليومين أم أكثر، فافعل ذلك فقط؛ لأنَّك تحتاج إلى هذا الوقت لرعاية ذهنك.




مقالات مرتبطة