6 جوانب في الحياة أهم من وظيفتك

قد تكون واحداً من الكثيرين الذين يجلسون خلف مكتبهم في العمل منتظرين أن يحل وقت انصرافهم إلى المنزل، ولا تطيق صبراً حتى تركب سيارتك وتتجه إلى المنزل، وتبدأ بعيش أفضل جزء من يومك، لكن لسوء الحظ، غالباً لا يكون لديك سوى بضع ساعات قبل أن تخلد إلى النوم كي تستيقظ مجدداً وتمارس نفس العمل، فلماذا يحدث ذلك؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدونة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتُحدِّثنا فيه عن جوانب في الحياة تُعَدُّ أهم من العمل.

أفهم أنَّنا جميعاً بحاجة إلى العمل؛ بل إنَّني أحد المناصرين لثقافة العمل الجاد، لكن ما أكرهه هو فكرة أنَّ عملنا يجب أن يكون فقط لسداد تكاليف الحياة، وأعتقد أنَّ هذا ضرب من الجنون، وأعني أنَّها لمأساة أن نمضي 90 ألف ساعة من حياتنا للعمل في وظيفة لا تحقق لنا أقل مستوىً من الرضى، لكن هذا ما يحدث، ويعيش عدد هائل من الناس بهذه الطريقة.

أؤمن إيماناً راسخاً بضرورة أن يبحث المرء عن شغفه، ويجد طريقة ليحوِّل فيها الشغف إلى عمل يدرُّ عليه المال، وهذا أمر ممكن ولا شك في ذلك، فلا تحدد وظيفتك هويتك؛ بل هي بعيدة كل البعد عن أكثر الجوانب أهميةً في حياتك، ومع ذلك، يربط معظم الناس نجاحهم في الحياة ربطاً مباشراً بحياتهم المهنية.

هل تظن أنَّ تحقيق دخل يبلغ 350 ألف دولار في العام يجعلك ناجحاً؟ قد تجيب بـ "نعم"، لكن ماذا لو أنَّ تحقيق هذا الدخل يأتي على حساب قضاء الوقت مع عائلتك؟ هل ما تزال شخصاً ناجحاً إذا لم يتمكن أحبَّاؤك من قضاء الوقت معك؟ لا أعني بذلك أن تترك عملك من أجل قضاء الوقت مع عائلتك، فأنا أفهم أنَّنا جميعاً لدينا التزامات مالية، لكن ما أعنيه أنَّ لدينا أشياء أكثر أهميةً بكثير من العمل؛ لذا خصص الوقت الكافي لتقدِّر هذه الأشياء منذ اليوم.

إليك 6 أشياء أكثر أهميةً من عملك:

1. العائلة:

هذا واضح بلا شك، لكن هل تُولي هذا الجانب ما يكفي من الاهتمام؟ فأنت تقضي 40 ساعة خلال الأسبوع في العمل، و10 ساعات فقط تُخصِّصها لقضاء الوقت الثمين مع عائلتك؛ لذا فكِّر فقط في كيفية قضائك لعطل نهاية الأسبوع، فأنت مرهَق بعد أسبوع عمل طويل، وبالكاد تمتلك الطاقة لتجلس على الأريكة وتشغِّل التلفاز، وعائلتك بحاجتك، ويحتاجون إلى حضورك، وأن تتفاعل معهم.

كان لديَّ عميل فاحش الثراء لدرجة أنَّه كان قادراً على تغيير سيارته والحصول على سيارة جديدة في أي وقت يريده، وقد عملت معه لسنوات عدة وشعرت بالحزن لرؤية العلاقة السيئة التي تجمعه بطفليه، فقد كان منفصلاً عنهم بالكامل، ويطلب من جليسة الأطفال التي تعمل لديه القيام بكل شيء، ونادراً ما كان يراهم، وبالطبع كان يمتلك ملايين الدولارات، ولكنَّه مدمن على العمل، فلا تفعل ذلك رجاءً، فعائلتك تحتاجك أكثر مما تظن.

شاهد بالفيديو: 10 نصائح للموازنة بين الحياة والعمل

2. الخروج من المنزل:

نحن نعيش في عالم صاخب ومليء بالتكنولوجيا، فلم يعد أطفالنا يعرفون معنى اللعب خارج المنزل، وكل ما يريدون فعله هو لعب ألعاب الفيديو، ولكنَّ الخروج من المنزل، ولقاء الأشخاص تحت أشعة الشمس، وتنفُّس هواء منعش، ورؤية جمال العالم هو جوهر السعادة، ولا يمكنك سوى أن تشعر بالبهجة عندما تقوم بهذه الأشياء، ولكنَّ الحقيقة المُحزِنة أنَّ معظمنا نادراً ما يفعلون هذه الأشياء.

نخرج من منازلنا لنركب السيارة، ومن ثمَّ إلى المكتب، ومن ثمَّ نعود مجدداً؛ لذا خطط للخروج من المنزل لمدة 20 دقيقة يومياً، واسترخِ على أحد مقاعد الحديقة، واسمح للنسيم العليل بأن يداعب شعرك، واستنشق رائحة الطبيعة؛ لأنَّنا يوماً سنكبر ولن نستطيع أن نقدِّر هذه الأشياء الجميلة التي تقدِّمها لنا الحياة؛ لذلك استفد من هذه الأشياء عندما تكون قادراً على ذلك.

إقرأ أيضاً: فوائد الخروج وقضاء الوقت في الهواء الطلق

3. صحتك:

قد توافق أو لا توافق على ذلك، ولكنَّ عملك يؤثر في صحتك، فأنت تموت ببطء بسبب مسيرة عمل تمتد لـ 30 أو 40 سنة تقوم فيها بعمل مملٍّ لا يحفِّز عقلك، فكيف ستشعر إذا استيقظت وكنت تنتظر الذهاب إلى العمل بفارغ الصبر؟ تخيَّل أن تحب مهنتك وتشعر بحيوية لم تشعر بها أبداً في السابق، فهذا أمر ممكن.

الجلوس خلف المكتب طوال اليوم سيئ لصحتك، وهو مرتبط بكثير من الأمراض؛ لذا إذا كان عملك مكتبياً، فاحرص على أخذ ما يكفي من أوقات الاستراحة، فتمشَّ، أو تمدَّد، وانتبه إلى نظامك الغذائي، وتذكَّر أنَّه بصرف النظر عن مدى نجاحك المهني، فلن تستمتع بالحياة إذا كنت مريضاً؛ لذا اعتنِ بصحتك أولاً.

4. وقتك:

الوقت هو أثمن ما تمتلكه، ومع ذلك، أنت تضيِّع وقتك وكأنَّك تملك كثيراً منه، فلا يكترث الناس بتضييع أسبوع كامل في العمل على أشياء تصيبهم بالملل الشديد، ولا تحقِّق لهم أيَّة فائدة، وقد أشعر بالأسى عندما أرى الناس يصطفون في الطابور لمدة 40 دقيقة ليملؤوا سياراتهم بالوقود كي يوفروا بعض المال، فلا يعلم الناس أنَّ الوقت الذي يقضونه في الانتظار أثمن من المال الذي يوفرونه.

ينفد الوقت منا بسرعة، وهذه هي الحقيقة؛ إذ ستستيقظ يوماً ما وأنت في الـ 70 من عمرك، وتتساءل كيف انقضت أفضل أيام حياتك، وينطبق نفس الأمر على مهنتك، لذلك ابدأ بتقدير الوقت الذي تمتلكه كي تستخدمه بحكمة، وبالطبع ليس من الحكمة أن تعمل في مهنة لا تعني لك شيئاً لمدة 20 عاماً؛ لذا اعثر على أكثر ما يثير حماستك، ومارسه يومياً إذا كان ذلك ممكناً، فهذا هو الهدف من الحياة.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح هامة لاستثمار الوقت بشكل فعّال

5. هدفك:

هل تعلم ما هو هدفك من الحياة؟ لا يخصص معظم الناس وقتهم ليكتشفوا هدفهم؛ بل يقضون حياتهم في العمل بوظائف اختاروها عشوائياً، قد تكون أو لا تكون ملائمة لهم، وكل ذلك من أجل جمع بعض المال الذي لا يكفي إلا لدفع فواتيرهم.

ماذا لو خصصت الوقت للقيام ببعض التأمل الذاتي حتى تكتشف الشيء الذي يحفِّزك لتصل إلى أقصى إمكاناتك؟ وما الذي يحفِّزك؟ وما الذي تبرُع فيه؟ أجب عن هذه الأسئلة وابدأ بالسعي وراء هدف أكبر، ولن أقول لك إنَّنا نملك جميعاً هدفاً سامياً في الحياة، ولكنَّني أؤمن بأنَّ بمقدورنا جميعاً القيام بأشياء خالدة في مجالات مختلفة، لكن يجب أولاً أن نكتشف قيمنا والأشياء التي تثير اهتمامنا.

6. علاقاتك:

نحن نحصل على الوظائف ونخسرها، ولكنَّ الصداقة القوية تدوم إلى الأبد، ولكنَّنا ننسى غالباً الأشخاص الذين يعنون لنا كثيراً عندما ننشغل بمسؤولياتنا اليومية؛ إذ نؤجِّل الاتصال بهم، وننسى أنَّ الحياة تمر بسرعة، ويصبح موعد "الشهر القادم" في السنة القادمة، وهكذا دواليك؛ لذا التزم بالتواصل مع أحد أصدقائك الذي لم تتواصل معه منذ مدة؛ إذ إنَّ جودة حياتك ما هي إلا انعكاس لجودة علاقاتك، فحافظ على علاقاتك.

إقرأ أيضاً: كيف تحافظ على علاقات شخصية قوية؟

في الختام:

تذكَّر أنَّ وظيفتك جزء فقط من حياتك، فإذا كنت تحب عملك، فهذا أمر رائع، ولكنَّ معظم الناس لا يحبون وظائفهم، فإذا كنت من هؤلاء الأغلبية، فاعثر على عمل آخر تحبه، أو اعتنِ بالجوانب الأخرى من حياتك على الأقل.




مقالات مرتبطة