6 استراتيجيات فعالة وسهلة للعناية الذاتية

أنا من الأشخاص الذين لا يسترخون حتى لو أُتيح لهم الوقت والمال لقضاء يوم في منتجع صحي والحصول على تدليك؛ مع أنَّ الكثير من الناس يلجَؤون إلى هذه الأماكن كلَّما شعروا بالتوتر في حياتهم، فالأشخاص أصحاب الدخل المحدود والملتزمون برعاية أطفالهم الذين يرزحون تحت كمٍّ هائل من التوتر، يرون أنَّه من غير المعقول اللجوء إلى وسائل كهذه للراحة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة جولي أونوس (Julie Onos)، والتي تُحدِّثُنا فيه عن كيفية العناية بأنفسنا.

لقد أيقنتُ أنَّ الرعاية الذاتية الحقيقية تتضمن وضع إجراءات وحدود وعيش الحياة ببساطة، وامتلاك نظام دعم قوي، عندما نتوتر، غالباً ما نضع احتياجاتنا في أسفل قائمة أولويَّاتِنا، أو لا نضعها في القائمة على الإطلاق؛ وذلك لأنَّنا المُعيل والسند والشخص المسؤول عن الحفاظ على أواصر المحبة والترابط في العائلة، وبذلك نكون قد حكمنا على أنفسنا بالشقاء الدائم.

أنواع العناية الذاتية:

عندما يكون الشخصُ مشتتاً بين المهام التي عليه فعلها، وجوانب حياته التي عليه الانتباه إليها فهنا لن يُفلح في الاهتمام بنفسه، عندما أخبرت صديقتي عن سبب شعوري بالإرهاق، اقترحَت عليَّ بحسن نية أن أحصل على جلسة تدليك، بصرف النظر عن حقيقة أنَّ ميزانيتي لا تستطيع تحمُّل كلفتها، كنتُ أُمَّاً منهكةً ومحاطة بالناس طوال الوقت؛ لذا آخر شيء أردته هو أن أكون بقرب شخص آخر.

ما كنت أحتاج إليه حقاً؛ هو المساعدة العملية، مثل شخص ما ليراقب طفلي كي يتسنَّى لي أن أنعمَ بحمام ساخن، كنت بحاجة إلى نصيحة بشأن المشكلات التي تصادفني في العمل، أو معرفة ما الذي عليَّ تحضيره على العشاء، هذه الأشياء البسيطة هي ما أحتاج إليه حقاً؛ فأنا لم أكن بحاجة إلى مَن يرعاني.

أساسيات العناية الذاتية:

بعد تلبية الاحتياجات المُلحَّة، كنت بحاجة إلى إعادة تكوين حياتي؛ كي أحافظ على استمراريتي؛ لذا أجريت ثلاثة تغييرات رئيسة:

  1. وضعتُ روتيناً يومياً.
  2. أصبحتُ أعتمدُ على محيطي.
  3. وضعتُ حدوداً تستند إلى القيم التي أؤمن بها.

أعطيتُ الأولوية لبناء محيطي؛ حيث يساعد احتمال طلب المساعدة من أحدهم على التخفيف من التوتر، وحتى لو لم تطلبها مطلقاً؛ لذا لقد قمتُ عن قصد بجدولة النشاطات المتعلقة بأعلى قيمي، وشطبتُ كل ما لم يكن مرتبطاً بها.

إن كنت مثلي، فقد تجدُ الرفضَ صعباً، صحيح أنَّني لا زلت أشعر بالذنب؛ لكنَّ الأمرَ يزداد سهولة، لقد اعتدت على الموافقة دوماً؛ وذلك لأنَّني لم أرغب في إثارة استياء أحدهم، مما حمَّلني فوق طاقتي. 

في السابق، أثَّرت الفوضى التي خلفتها في حياتي في يقظتي الذهنية والممارسات الروحية؛ لكنَّني الآن، بعد أن تعلمتُ رفض طلبات الآخرين، أُتيحَ لي الحفاظ على الممارسات المذكورة آنفاً، مع وجود حدود صحية، سأتمكن حقاً من الاسترخاء بجلسة من التدليك.

شاهد بالفديو: 12 وسيلة فعالة للرعاية الذاتية لا يمكنك العيش دونها

لن تُكلِّفك العناية الذاتية شيئاً:

سأقدم لك ستَّة اقتراحات لا تتطلب إنفاق الكثير من المال، ومنها مجاني تماماً، كل ما تتطلبه هو التأمل الذاتي والالتزام تجاه نفسك.

1. تنظيم المطبخ:

إذا كنت الشخص المسؤول عن تحضير الطعام لأُسرتك، فإنَّ تنظيم المطبخ وترتيبه سيجعل هذه المهمة أكثر سهولة، ويجعلك أكثر قدرة على تحمُّلِها، عليك أن تعير انتباهك إلى قائمة التسوق وترتيب الفوضى وتنظيم المطبخ.

بالنسبة إلى قائمة التسوق، افرضْ قاعدة تنص على أنَّ الشخص الذي يستهلك الغرض الأخير عليه إضافته إلى القائمة، مما يختصر وقت التسوق، كون القائمة ستكون مكتملة - في الغالب - تماماً، فضلاً عن أنَّه يضمن عدم نسيانك لأيِّ غرض ضروري.

أمَّا فيما يخص ترتيب الفوضى، فتخلَّص من الأجهزة أو الأواني أو أية أغراض أخرى لا تستخدمونها؛ وذلك لأنَّ الفوضى، تجعل من الصعب العثور على ما تستخدمونه حقاً وتنظيمه، ووضِّبها بعيداً عن حيز عملك.

وأخيراً نَظِّمْ مطبخك حسب استخدامك له، فمثلاً إن كنت ممن يفضل تناول الوجبات المبردة، فعليك وضعها في مكان في متناول اليد في الثلاجة، وإن أردت أن يتناول أطفالك الفاكهة، فاغسلها وضعها في سلة على الطاولة؛ كي يتناولوها مباشرة، وباتباع هذه الطرائق، ستوفِّر على نفسك الكثير من الوقت والجهد.

2. تنظيم حيِّز عملك:

يستحقُّ الجميع العمل في حيز مُنظَّم وخاص بهم، أما بالنسبة إلى الأشخاص العاملين عن بُعد أو حتى ربات المنازل، فيجب عدم التراخي في العمل للقيام بواجباتك تجاه أُسرتك، فمن حقك أن يكون لديك حيز خاص يتيح لك العمل، كما عليك تنبيه الآخرين ألا يتعدوا على مكتبك، واحرص على نظافته وعدم احتوائه على الأغراض غير المتعلقة بعملك، مما يساعدك على إيجاد أغراضك دون عناء كالأقلام والشواحن والآلات الحاسبة.

إن لم تتمكن من تحديد الأغراض التي تحتاج إليها، فضَع قائمة بالأشياء التي تستخدمها خلال أسبوع، وامنع الأشخاص من استخدام الأغراض في حال لم يعيدوها إلى مكانها الصحيح.

في حال لم يكن لديك حيزك الخاص، فاستخدم سلة كبيرة أو صندوقاً خاص تضع فيهما أغراضك التي تستخدمها باستمرار، وفي حال لم تحتج إليها، وضِّبها في خزانة؛ كي تحافظ عليها وتكون في متناول يدك عندما تحتاج إليها.

3. التواصل مع الآخرين:

لتلقي الرعاية المجتمعية، يجب أن تكون جزءاً من المجتمع، وهذا يتطلَّبُ منك تكوين العلاقات والحفاظ عليها، في خضم هذه الحياة المليئة بالأشغال، كثيراً ما نُغفِلُ التواصل مع الأقارب أو الجيران، وللأسف، كلَّما طال انتظار الرد بالمثل، أصبح من الصعب إعادة أواصر الصداقة لاحقاً.

إليك حقيقة الأمر؛ يُسعَد الأشخاص الذين يهمم أمرك بالتحُّدث إليك عبر الهاتف أو حتى وسائل التواصل الاجتماعي؛ لذا لا تبخل عليهم بذلك؛ حيث تُعَدُّ تنمية العلاقات الصحية جزءاً من الرعاية الذاتية؛ وذلك لأنَّ وجود الأحباء يمنحنا حياة مُرضية.

4. تبسيط روتينك الصباحي:

عندما تستيقظ متأخراً وتحاول الاستعجال، تُمضي بقية نهارك بمزاج سيئ، يساعدك الروتين الصباحي على معرفة مكان كل شيء، وما هو متوقَّع، وكيف ستتعامل مع مسؤولياتك وسلامتك، كما يمكن أن يساعدك على الشعور بالتوازن والاستعداد لبدء يومك.

يمكن أن يتضمن روتين الصباح الأمور التالية:

  • ممارسة الرياضة.
  • ممارسة اليقظة الذهنية.
  • عبارات التحفيز.
  • إغلاق الهاتف لفترة محددة.
  • التخطيط ليومك.

إنَّ المواظبة على روتينك هو العامل الأهم، صحيح أنَّ ساعات الترفيه ليست متاحة للجميع في الصباح، لكن حاول إعادة ترتيب الجدول الزمني الخاص بك؛ للحصول على 15 إلى 30 دقيقة.

في بداية الصباح اشرب الماء ومارس التمرينات الرياضية مثل تمرينات الإطالة، ولا تنسَ تخصيص بضع دقائق للتركيز الذهني؛ من خلال ممارسة التأمل أو الصلاة أو التفكير في المستقبل الواعد.

إقرأ أيضاً: روتين صباحي لمدة عشر دقائق لتصفية ذهنك

5. تبسيط روتينك المسائي:

يجب ألا تُغفِلَ وجود روتين مسائي، فعندما نُشغِّل التلفاز في غرفة النوم أو نَتصفَّح هواتفنا المحمولة، يمكن أن يُحفِّزنا الضوء المنبعث من هذه الأجهزة الإلكترونية ويحرمنا النوم الهانئ؛ لذا عليك إيقاف تشغيل الأجهزة الإلكترونية قبل 30 دقيقة على الأقل من النوم، وفي المقابل استغل هذا الوقت للتحضير لصباحك؛ من خلال إعداد ملابسك وطعامك وجدول أعمالك.

كَرِّر بهذه المهام بالترتيب نفسه يومياً؛ لتُعوِّد ذهنك عليها، مما يُمكِّنك من إكمالها بسهولة دون الكثير من التفكير أو التوتر، فضلاً عن أنَّ ذلك سيُهيِّئ ذهنك وجسمك للنوم، ويتيح لك القيام بنشاطاتك الصباحية دون استعجال.

إقرأ أيضاً: عادات للعناية بالنفس أضحت من الضروريات

6. الاستمتاع بيوم العطلة:

لدى كل الشعوب يوم مخصص للراحة ضمن الأسبوع يرتاحون فيه من الالتزامات؛ كي يستأنفوا أسبوعَهم بنشاط لزيادة الإنتاجية، يمكنك تخصيص هذا اليوم للنزهة أو متابعة الأفلام أو قراءة الكتب، أو يمكنك الذهاب إلى مُنتجع صحي، إن توفَّر لديك المال الكافي.

الخلاصة:

تعني الرعاية الذاتية جعل حياتك صالحة للعيش، وهنا من المفيد التمييز بين تخصيص الوقت لرعاية نفسك جيداً والوقت اللازم لمساعدة محيطك، لا تستسلم إذا لم تنجح جهودك الأولى؛ بل استمر في المحاولة، وضع روتيناً مناسباً لاحتياجاتك، في النهاية، ستجد سبيلاً لمنح ذهنك وجسدك وروحك الرعاية الضرورية لهم.

المصدر




مقالات مرتبطة