6 احتياجات بشرية أساسية وأثرها في حياتك

لماذا يفرط الناس في الأكل أو الإنفاق؟ لماذا يلجؤون إلى الصراع أو العنف؟ لماذا يتعاطون المخدرات أو ينتحرون؟ لماذا يتوق الناس إلى الاهتمام أو الحب؟ لماذا يفعل الناس ما يفعلونه؟ وأكثر تحديداً، ما هو السبب الذي يجعلك تفعل ما تفعله؟ يوجد دائماً سبب وراء أفعالك، قد لا تعرفه، أو على الأقل لستَ واعياً حيال معرفتك به أم لا؛ إذ يتصرَّف الناس غالباً بطرائق تبدو غير منطقية، ولا يمكن تفسيرها حتى بالنسبة إليهم، فتوجد مليون إجابة عن سؤال: "لماذا أفعل الأشياء التي أفعلها؟" لكن كل هذه الأسباب تقتصر على ست قِوى دافعة أساسية، والتي تُسمَّى الاحتياجات البشرية الستة.



إنَّ الاحتياجات البشرية الستة أساسية لكل شخص، وتشكِّل الطريقة التي نعيش بها حياتنا؛ إذ نتشارك جميعاً نفس هذه الاحتياجات بصرف النظر عن بلدنا، أو وضعنا الاجتماعي والاقتصادي، أو عرقنا، أو ديننا، أو لوننا، أو عقيدتنا، وبصرف النظر عن أهدافنا، أو رغباتنا، أو قيمنا، أو أخلاقنا، أو أحلامنا.

لذا يجب أن تبدأ بفهم هذه الاحتياجات إذا كنت تريد أن تفهم ما الذي يجعلك على ما أنت عليه على مستوىً أعمق وأكثر وضوحاً، وذلك لأنَّه بمجرد قيامك بذلك، ستفهم سبب تصرفك ورد فعلك بطرائق معيَّنة، وهذا الوعي هو خطوة أساسية لإجراء تحوُّل محوري في حياتك حتى تتمكَّن من التغلُّب على العقبات، واغتنام الفرص للوصول في النهاية إلى الإنجاز المطلق؛ لذا توقَّف عن مقارنة نفسك بالآخرين وحقِّق نجاحك الاستثنائي، من خلال فهم هذه الاحتياجات:

1. اليقين:

ما هو السبب الذي يجعلك تفعل ما تفعله؟ الإجابة الأولى والأكثر شيوعاً، هي الحاجة إلى اليقين؛ فاليقين هو الحاجة إلى تجنُّب الألم وإيجاد بعض الراحة، وهنا يكمن السبب في أنَّ آلية البقاء هي أسهل حاجة لدينا جميعاً، فيجب أن يكون لدينا اليقين حتى نتمكَّن من أداء وظائفنا الأساسية في حياتنا اليومية، فهل سبق لك أن كنت في موقف شعرت فيه بعدم اليقين بشأن شيء هام بالفعل، كصحتك أو صحة أحد أفراد أسرتك؟ وماذا عن الغموض الذي يُحيط بوظيفتك، وعدم يقينك ما إذا كنت ستكسب ما يكفي من المال لتغطية نفقاتك؟ لذلك يكون من الصعب التفكير بوضوح عندما يُهدَّد يقيننا، فعندما لا نمتلك يقيناً حيال أمر هام بالنسبة إلينا، لا شيء آخر سينجح.

إذ نحاول جميعنا إيجاد اليقين، ولكنَّنا نتعامل مع الأمر تعاملاً مختلفاً، فيزداد يقين بعض الناس عندما يتَّبعون روتيناً، في حين يكتسب آخرون يقينهم عن طريق خفض توقعاتهم والقول: "لن أحصل على ما أريد أبداً"، ويمتلك الآخرون يقيناً من خلال محاولتهم التحكُّم بكل شيء وكل شخص، فلكل شخص طريقته الخاصة في تلبية تلك الحاجة الأساسية، ولكنَّ السؤال هو: هل تلبِّي حاجتك إلى اليقين بطريقةٍ تقويك أو تضعفك؟ يُعطي كل شخص الأولوية للاحتياجات البشرية بأسلوب مختلف، لكن أنت من لديك القدرة على اختيار الحاجة التي تمنحها تركيزك.

2. الاختلاف:

لا توجد إجابة واضحة عن سؤال: "لماذا يفعل الناس ما يفعلونه؟" إذ يمكن أن تبدو الاحتياجات البشرية الستة متعارضة مع بعضها بعضاً؛ فنحن نتوق إلى اليقين، ونتوق إلى عدم اليقين أيضاً.

فالمشكلة هي أنَّنا نشعر بالملل بمجرد أن نُصبح مُتيقِّنين من جميع النواحي، ونشعر بالشغف في العالم الذي يسوده عدم اليقين، أو الاختلاف الذي يُنشِئ الإثارة بالنسبة إلينا، ويمنحنا شعوراً بالمغامرة التي تجعلنا نشعر بأنَّنا على قيد الحياة، فنحن نحتاج إلى المفاجآت في حياتنا، لأنَّ هذا ما يساعدنا على النمو، لكن كما هو الحال مع حاجتنا إلى اليقين، نسعى جميعاً إلى تلبية حاجتنا إلى الاختلاف سواء كان ذلك بطرائق جيدة أم محايدة أ سيئة.

يجد بعض الناس الاختلاف عن طريق تعاطي المخدرات، وآخرون عن طريق الإفراط في الأكل، في حين يحاول بعضهم ممارسة الرياضات الخطرة، ويعثر الآخرون على التنوع إثر خوضهم محادثة مع شخص يجدونه مثيراً للاهتمام، أو من خلال قيامهم بتحديد هدف جديد، في الوقت الذي ما يزال بعضهم الآخر يشعر بالاختلاف من خلال مواجهتهم لمشكلة كبيرة؛ إذ توجد ملايين الطرائق للحصول على شيء مختلف، لكن السؤال هو: ما هي طريقتك، وهل تُساعدك طريقتك هذه أو تُؤذيك؟

3. الأهمية:

الحاجة الثالثة هي الأهمية؛ وذلك لأنَّنا نشعر جميعنا بالحاجة لأن تكون حياتنا هامة وذات شأن واستثنائية ومميَّزة بطريقةٍ ما؛ فإذا بدأ شريكك في العلاقة العاطفية بالتفكير يوماً ما، في أنَّ لديك شيئاً أو شخصاً ما أكثر أهمية منه، فسيؤدي ذلك إلى ألم خطير، فيمكن أن يكون هذا الشخص طفلك أو أمك أو أباك أو زميلك في العمل أو حتى شخص غير مقرَّب؛ إذ تبدأ العلاقة في الانهيار في اللحظة التي يحدث فيها هذا الأمر؛ أي بمجرد أن يشعر شخص ما أنَّ هناك ما هو أكثر أهمية منه.

بعيداً عن العلاقات العاطفية الحميمة، إنَّ الطرائق التي يجد فيها الناس أهمية في حياتهم هي غير محدودة، ويمكن أن تكون هذه الطرائق إمَّا مُنتجة أو محايدة أو مدمَّرة.

فعلى سبيل المثال، إذا كنت تلبِّي حاجتك إلى الشعور بالأهمية من خلال العطاء أكثر من أي شخص آخر، أو من خلال إثبات تميزك عن طريق إحداث فرق في العالم، فجميع الجوانب المرتبطة بالأمر إيجابية، ولا توجد آثار جانبية سلبية لها، أو مثلاً تعثر على المؤسسة التي تمتلك شغفاً تجاهها، وتقدِّم لها وقتك ومواردك لمساعدتها على النجاح، وهنا يمكن لقوة الكرم والرحمة أن تغيِّر العالم.

لكن لنلقي نظرة على أولئك الذين يلجؤون إلى العنف، فعندما يوجِّه شخص ما مسدساً تجاهك، سيكون ذا أهمية بالطبع، وتتمثَّل أهميته هذه بأنَّ حياتك أو موتك بين يديه، فالعنف هو الطريقة الأسرع والأرخص لاكتساب شعور بالأهمية من الآخرين؛ إذ إنَّه يدمِّر الشخص الذي يستخدمه والضحايا المتورطين، لكن العنف موجود منذ بدء التاريخ البشري، وسيظل موجوداً إلى الأبد ما لم نقُم بتغيير واعٍ.

لذا عندما تفكِّر في سبب قيامك بما تفعله، فكِّر في الكيفية التي تُلبِّي من خلالها حاجتك إلى الشعور بالأهمية، فهل تعمل بجد أكثر من أي شخص آخر؟ هل تعرف عن الرياضة أكثر من أي شخص آخر؟ هل ترتدي ملابس مُختلفة عن أي شخص آخر؟ هل تشتري من ماركات معينة؟ هل تملك سيارة فاخرة؟ هل تلقيت تعليماً وشهادات أكثر من أي من الآخرين؟

توجد مليون طريقة لتكون شخصاً ذا أهمية، فما هي طريقتك؟

4. الحب والتواصل:

ما هو السبب الذي يجعل الناس يفعلون ما يفعلونه؟ كان الحب هو الإجابة عبر التاريخ؛ إذ تكمن المشكلة في حاجتنا إلى الشعور بالأهمية بأنَّها تعني أنَّه يجب أن نكون مختلفين عن أي شخص آخر، وبالطريقة التي كشفت فيها الحاجة إلى اليقين حاجتنا إلى ما هو مختلف، فإنَّ الحاجة إلى الأهمية تكشف عن الحاجة إلى الحب والتواصل.

يُشكِّل الناس علاقات من خلال الصداقة أو الرياضة أو المجتمع، ويمكن للآخرين أن يُكوِّنوا روابط من خلال اقتناء الحيوانات الأليفة أو العمل في الفن، في حين يُفضِّل بعضهم التأمُّل أو البقاء في الطبيعة، وقد يختبره بعضهم الآخر في أثناء مرضهم عندما يعتني بهم الآخرون، في حين يُكوِّن بعض الناس روابط من خلال إثارة المشكلات.

على سبيل المثال، إذا لم تكن مهتماً بأي شيء جيد يقوم به طفلك، فسوف يقوم بأمرٍ سيئ لجذب هذا الاهتمام وليرى أنَّك تعتني به، ويفعل البالغون ذات الأمر، لكن غالباً بطريقة أكثر مأساوية وإيلاماً، كاللجوء إلى سلوك غير قانوني أو مؤذٍ.

ماذا لو كنت تبلي بلاءً حسناً في حياتك، لكنَّك تخبر الناس بقصة مختلفة؟ فأنت تُلفِّق أمراً سلبياً لتجعلهم يشعرون بتحسُّن، هذا مجرد مثال آخر عن كيفية تلبية حاجتنا إلى وجود رابط، ولكنَّك تسلب نفسك السيطرة بهذه الطريقة لمجرد أن تجعل شخصاً آخر يشعر بأنَّه أكثر ارتباطاً بك، الأمر الذي يُعدُّ مدمراً لحالتك الإيجابية في نهاية المطاف.

إنَّ الدافع الذي يجعل كثيراً من الناس يتساءلون: "ما الذي يجعلني أفعل ما أفعله؟" هو أنَّهم غير سعداء في علاقاتهم، الأمر الذي يدفع معظم الناس إلى الاستقرار في وضعهم الحالي؛ إذ إنَّهم يقبلون بإنشاء مجرد علاقات لأنَّ الحب قد جرحهم، لكن لا يمكن مقارنة الرابط والصلة بالحب الحقيقي؛ إذ سيظهر هشَّاً جداً أمامه.

إنَّ الحب الحقيقي هو الفرح المطلق والراحة والشغف، وإذا أردنا قياسه بمقياس من صفر إلى عشرة، سيحقِّق الدرجة العُليا وهي "10"، فما هو قياس حالتك وَفقاً لهذا المقياس؟ تتراوح علاقات معظم الناس بين أربعة أو ستة درجات؛ أي إنَّهم ليسوا سعداء، لكنَّهم ليسوا بتلك الدرجة من التعاسة التي تدفعهم لتغيير علاقاتهم وتحسينها.

(5+6)- النمو والمساهمة:

إنَّ الاحتياجات الأربعة الأولى حاسمة وضرورية، وستجد دائماً طريقة لتلبية كل منها، لكنَّها لن تُلبِّيك وحدها أو تُشعرك بالرضى، فإذا أردت أن تكون راضياً بالفعل، فعليك تلبية هاتين الحاجتين الأخيرتين، وهما: النمو، والمساهمة؛ إذ تُمثِّل هاتان الحاجتان متطلبات روحك، وليس المقصود هُنا المعنى الديني الروحاني، بل المُراد هو جوهرك من الصميم.

فإن لم تكُن تنمو، فأنت تحتضر، ولا شيء أسهل للإنسان من أن يكون في راحة طوال الوقت، لكن إذا كانت علاقتك لا تنمو، فهي تحتضر، وإذا لم يكُن عملك ينمو، فهو يحتضر؛ لذا حدِّد مكانك، وأجرِ تقييماً صادقاً لحياتك، واسأل نفسك عن الجوانب التي تشعر أنَّك تنمو من خلالها، وما هو الشعور الذي يمنحك إياه هذا الأمر، ثُمَّ فكِّر في الجزء الذي يحتضر من حياتك، وكيف يجعلك ذلك تعاني.

ستمنح المساهمة معنىً لحياتك، فعندما نُعطي للآخرين بمعزلٍ عن أنفسنا، سنعيش في عالم من الوفرة والرحمة، وكما يُقال: "العطاء هو سر الحياة"، فمتى كانت آخر مرة منحت فيها مساهمتك بالمجان لشخص آخر، أو لقضية لا تمتُّ لك بصلة؟ وكيف جعلك الأمر تشعر؟

شاهد بالفيديو: 6 نصائح من خبراء التنمية البشرية لحياة مستقرة

لماذا تفعل ما تفعله؟

إن كان لدينا جميعاً نفس الاحتياجات الستة، فلماذا نتصرف تصرُّفاً مختلفاً؟

أولاً؛ نحن لا نُقدِّر الاحتياجات الستة بنفس الطريقة وبأسلوبٍ متساوٍ؛ إذ يضع بعضهم اليقين في قمَّة احتياجاتهم، في حين يتربَّع الحب والروابط على هذه القمَّة بالنسبة إلى بعضهم، وسيكون الشعور بالأهمية، الحاجة الأكثر ضرورة بالنسبة إلى الآخرين، لكن وبصرف النظر عن هذا، ستُغيِّر الحاجة التي تضعها في المرتبة الأولى بين جميع الاحتياجات الأُخرى، الطريقة التي تعيش بها حياتك.

ثانياً؛ حتى إن كان اليقين هو الأهم بنفس الدرجة لدى شخصين، فإنَّ طريقة أحدهما في الحصول على اليقين ستكون مختلفة عن طريقة الآخر، ربما تكون القاعدة التي يتبنَّاها شخص ما لإيجاد اليقين هي أنَّه يتعيَّن عليه العمل 20 ساعة في اليوم، في حين يتيقن الآخر من خلال قيامه بجميع الأمور بأسلوب خاطئ، وحكمته في الأمر هي: "لن يسير أي شيء على ما يرام، فكل هذا مضيعة للوقت، فلماذا أرفع من آمالي؟".

يبدو الأمر غير منطقي، لكن سيدمِّر الناس أحلامهم، ويتخلَّون عن قيمهم أيضاً ليقوموا بتلبية احتياجاتهم، ويُعد فهم كيفية ارتباط عواطفنا وأفعالنا باحتياجاتنا البشرية الستة جزءاً أساسياً من تعلُّم كيفية الحصول على مزيدٍ من التعاطف مع أنفسنا ومع الآخرين، وإذا بدت أي من السمات الآتية مألوفة لك، فقد تُفاجأ عندما تعلم أنَّها تتعلَّق باحتياجاتك البشرية:

1. الكذب:

قد يكذب الشخص الصادق، لأنَّه يُقدِّر احتياجاته أكثر من أخلاقه، فقد يكذب في مقابلة عمل للحصول على وظيفة أكثر إرضاءً، أو يكذب في علاقته مع شريكه لاكتساب شعور بالصلة معه، أو لتجنُّب الخلاف، وتعزيز اليقين في العلاقة.

2. الخيانة:

عندما يخون شخص ما، فهذا يعني أنَّه لا تُلبَّى احتياجاته في العلاقة، وأنَّه قد فقد الشعور بالحب والتواصل، فلم يعد الشريك يُشعره بالأهمية، أو لربما اختفت الشرارة والشغف، وحلَّ اليقين المُمل محلَّ العفوية والاختلاف التي كانت موجودة خلال السنوات الأولى.

3. جذب الانتباه:

في حال كُنت تجد نفسك دائماً في وسط المآسي، فمن المُحتمل أن يكون ذلك بسبب سلوكك وليس سلوك الآخرين، فلربما تحاول أن تشعر بأهميتك من خلال جعل نفسك محور المشكلة، أو بتوقك إلى ما هو مختلف.

4. العادات السيئة:

العادات السيئة هي من أكبر المؤشرات على أنَّ احتياجاتنا لا تُلبَّى بطرائق صحية؛ إذ يمكننا أن نلجأ إلى العادات السيئة لأنَّنا نتوق إلى اليقين؛ فنحن نعلم أنَّ المخدرات والكحول والإفراط في الطعام ضار بنا، لكن ما يجعلنا نلجأ إليها هو معرفتنا بأنَّها ستكون موجودة دائماً عندما نحتاجها.

إقرأ أيضاً: 10 عادات سيئة يمارسها الناس في حياتهم اليومية

5. عدم الرفض:

من السهل ألَّا تُفرِّق بين ما يعنيه أن تكون ذلك الشخص الذي يُجيب دائماً بالموافقة، وبين كونك شخصاً مُتجاوباً، فالتجاوب يجعلك تشعر بالأهمية، وأنَّ الآخرين يحتاجون إليك، لكن كُن حذراً بألَّا تتجاهل احتياجاتك الخاصة، وقد تعتقد أنَّك تفعل شيئاً ما لأنَّك شخص لطيف، أو كونك تشعر بأنَّك مُلزَم بالأمر، لكن ما يدفعك في الواقع هو حاجتك إلى اليقين.

إقرأ أيضاً: كيف تتغلب على خوفك من الرفض وتتقبل الإخفاق؟

في الختام:

لماذا تفعل ما تفعله؟ الآن بعد أن فهمت الاحتياجات البشرية الستة، وكيفية ارتباطها بقراراتك، يمكنك تحديد وتصحيح آثارها السلبية في حياتك؛ إذ ستتمكَّن من تغيير اتجاه حياتك بالكامل إذا كان في إمكانك إجراء تحولات إيجابية فعَّالة بدءاً من الآن.

المصدر




مقالات مرتبطة