6 إشارات تدل على أنَّه حان الوقت لتتخلى عن الأشخاص أو الذكريات

يعتقد معظم الناس أنَّ التمسُّك بالشخص أو بشيء ما بأيِّ ثمن هو دليل على قوة هائلة؛ لكنَّنا نحتاج أحياناً إلى ما هو أكثر من القوة لنعرف متى يجب التخلي عن الطرف الآخر في العلاقة أو عن أي شيء في الحياة والقيام بذلك فعلاً.



سننظر في هذا المقال إلى بعض الإشارات التي قد تشير إلى أنَّه يجب التخلي عن الأشخاص أو المعتقدات التي تعوق تقدمنا في الحياة.

إليك 6 إشارات تدل على أنَّه حان الوقت لتتخلى عن الأشخاص والذكريات:

1. توقُّع الشخص الآخر منك أن تتصرف بخلاف طبيعتك:

تقوم العلاقات القوية على شيئين؛ الأول هو تقدير طرفي العلاقة للأشياء المشتركة بينهما، والثاني احترامهما لأوجه الاختلاف؛ لذلك من الضروري أن تكون لطيفاً، لكن لا أن تغير نفسك كلياً لإرضاء الطرف الآخر، أو لأنَّه يعتقد أنَّ هذا لمصلحتك.

إذا كان الطرف الآخر يتوقع منك أن تكون شخصاً مختلفاً تماماً عن شخصيتك الحقيقية، فتمهَّل قليلاً في تعميق العلاقة، فمن الحكمة أن ترفض الدخول في علاقة من أجل الحفاظ على شخصيتك الأصيلة، بدلاً من الحفاظ على العلاقة على حساب شخصيتك الحقيقية.

من الأسهل تحمُّل القليل من ألم الفراق، بدلاً من الإرهاق النفسي الذي ستتحمله عندما تفقد شخصيتك الحقيقية، وأن تملأ الفراغ الذي يتركه الشخص الذي يرحل عن حياتك أسهل من الفراغ الذي تشعر به في داخلك عندما تتظاهر بشخصية غير شخصيتك.

2. أفعال الشخص تخالف أقواله:

كن حذراً من الأشخاص الذين يخبرونك فقط بما تريد سماعه، فمن المغري أن نصدق الآخرين عندما يخبروننا بالأشياء التي نريد سماعها؛ لذلك يجب أن تقارن أقوالهم بأفعالهم.

العِبرة للأفعال في نهاية المطاف، وليس للكلمات، وللأمانة، يحتاج أي أحد إلى شخص يدعمه في أحلامه وطموحاته، لكن إذا كان في حياتك شخص ذو تأثير سلبي فيك، وتختلف أفعاله عن أقواله، فقد حان الوقت للتخلي عنه، وتذكَّر أنَّه من الأفضل بكثير أن تكون وحيداً على أن تكون برفقة شخص سلبي.

في النهاية، التعبير عن الصداقة الحقيقية يتم بالأفعال لا بالأقوال، وتكون عندها علاقة صادقة تقاوم كل الظروف، ولا تتغير بمرور الوقت؛ لذلك لا تعوِّل فقط على ما يقوله الأشخاص الذين يدَّعون أنَّهم أصدقاؤك؛ بل احكم بناءً على أفعالهم على الأمد الطويل؛ فالأفعال كفيلة بأن تكشف لك عن أصدقائك الحقيقيين بمرور الزمن.

شاهد بالفديو: 6 صفات تدلّ على الشخصية السلبية

3. لديك شعور مستمر بالحزن والشفقة على نفسك:

إذا لم تكن تشعر بالرضى عن شيء في حياتك، فسارع إلى تغييره، وإذا لم تكن قادراً على تغييره، فغيِّر الطريقة التي تنظر بها إلى هذا الشيء، فأحد الأشياء التي لا يمكن تغييرها أو منع حدوثها، هو الألم الذي يلحقه بك الآخرون، لكن يمكنك دائماً أن تقرر ألا تكون تعيساً.

إذا كانت الأمور سيئة، فيجب ألا تجعلها أسوأ؛ إذ يؤدي التفكير السلبي إلى نتائج سلبية، وفي المقابل، يؤدي التفكير الإيجابي إلى نتائج إيجابية؛ لذا يجب أن تدرك أنَّ المشكلات التي ستتعرض لها في المستقبل ما هي إلا نتائج ترددك في الحاضر، ودائماً ما تكون النتائج أفضل بالنسبة إلى الأشخاص الذين يستثمرون أي ظرف مهما كان سيئاً بأفضل طريقة ممكنة، وستدرك في النهاية أنَّ السعادة لا تعني عدم وجود مشكلات إطلاقاً؛ وإنَّما القدرة على التعامل معها جيداً، تخيَّل إلى أيِّ مدى تستطيع إطلاق العنان لعقلك إذا لم تقيِّده بالتفكير السلبي؛ لذا اشكر الله على ما وهبك إيَّاه، بدلاً من الأسف على ما خسرته؛ فالأمر الهام ليس ما تخسره؛ بل كيف تستفيد مما بقيَّ لديك.

إقرأ أيضاً: أهم علامات التفكير السلبي

4. تعتقد أنَّه يجب تحقيق النجاح دون بذل عناء:

من الخطأ الاعتقاد بأنَّك تستطيع تحقيق الإنجازات العظيمة، بجهود متواضعة؛ لذلك ابذل أقصى استطاعتك، ولا يهم حقاً ما إذا كنت تحب ذلك أم لا؛ بل ما يهم حقاً أن تتذكر أنَّك تستحق النجاح، فلا تؤجِّل ما تريد القيام به؛ فالوقت المثالي للقيام بالشيء هو الحاضر، وليس المستقبل، ويجب أن تغتنم الفرص، وترتكب الأخطاء وتتعلم منها.

سيتقدم بك العمر، وسترى أنَّ ما منحته وقتك وأنجزته هو ذات الأشياء التي كانت تمثِّل صعوبة بالنسبة إليك، هكذا هي الحياة؛ لأنَّ ما يجعل من الأناس العاديين أشخاصاً ناجحين هي الصعوبات الاستثنائية؛ إذ توجد غاية من أي صعوبة تواجهها في الحياة؛ فهي إمَّا تجربة، أو درس للتعلم منه، ولا تتحقق الأشياء الرائعة بسهولة، ولا تُعدُّ أيَّة صعوبة مضيعة للوقت ما دمت تتعلم منها، وتذكَّر أنَّه يجب شد السهم للخلف حتى ينطلق، وهكذا هي الحياة، وعندما تعوقك الحياة عن التقدُّم بسبب الصعوبات، فهذا يعني أنَّها تجهِّزك لتنطلق مرة أخرى بقوة أكبر، وكل ما هو مطلوب منك التركيز.

5. لا تشعر بالرضى عن وضعك الحالي:

من الأفضل أن تكون في بداية المجال الذي تحبه بدلاً من أن تكون في قمة النجاح في المجال الذي لا تحبه؛ لذلك لا تسمح للأشخاص الذين يتخلون عن أهدافهم بسهولة أن يقنعوك بالعدول عن تحقيق هدفك، وأفضل شيء تفعله في المواقف الحرجة هو اتباع حدسك؛ لذا خاطر، ولا تكتفِ فقط بالخيارات الآمنة والسهلة، بحجة أنَّك خائف مما قد يحدث، فما دمت خائفاً من العواقب، فلن تحصل أبداً على نتائج مُرضية.

من المُستحسن أيضاً أن تفهم أنَّ النجاح لا يعني دائماً محاولة تصحيح جميع المسارات، فأحياناً يتطلب الأمر البدء من جديد، وابتكار شيء أو مسار جديد، وأحياناً يجب أن تقف بعيداً حتى ترى بصورة أوضح، وأحياناً يجب أن تتخلى عن عاداتك القديمة حتى تصبح شخصاً أقوى، مثل التخلي عن العلاقات والظروف، وإيجاد شيء جديد يحفِّزك.

شيء يثير شغفك منذ بداية اليوم، ولا تطيق صبراً حتى تبدأ يومك به، وهذا هو المعنى الحقيقي للحياة؛ لذلك لا تستكن للظروف على أساس أنَّها طبيعية ما دمت قادراً على تغيير أشياء كثيرة.

إقرأ أيضاً: أسرار تحقيق النجاح في الحياة

6. تجد أنَّك تسترجع الذكريات كثيراً وتعيش في الماضي:

يعوقنا التمسك بالأشياء أو الأشخاص الذين رحلوا؛ إذ يقضي معظمنا معظم حياتهم في تذكُّر الماضي، والسماح له بالسيطرة على حاضرهم؛ لذا لا تضيِّع حياتك في العيش في الذكريات، وتخلَّ عنها ببساطة، يجب أن تتقبل أنَّ شيئاً ما في حياتك قد انتهى، حتى تكون قادراً على بناء شيء جديد.

إذاً توقف من اليوم عن الندم على الماضي، ليس بدافع الكبرياء أو العجز ولا حتى الأنانية؛ بل لأنَّ الندم على ما فات لن يؤدي إلى أي نتيجة، حتى بعد المرور بأقسى الظروف، ستتعافى في النهاية، وستنسى ما سبَّب لك الألم والحسرة، وسوف تدرك أيضاً أنَّ سر السعادة والحرية لا يتعلق بالسيطرة أو الانتقام؛ بل بترك الأمور تأخذ مسارها الطبيعي، والتعلُّم من تجاربك بمرور الوقت.

في الختام:

ما يهمُّ حقاً ليس البدايات؛ بل النهايات؛ فهي التي تبيِّن كم كنت بارعاً في إدارة حياتك؛ لذا انسَ الماضي، وتحرر من الذكريات، واستعد لفرص واحتمالات جديدة.




مقالات مرتبطة