6 أشياء تعلمتها بعد أن سُرِّحت من العمل

كان يوماً عادياً مثل أي يوم، نهضتُ بصعوبة من فراشي، وبدأتُ بالتذمر والاستعداد للذهاب إلى العمل، لم أكن قد حصلتُ في الليلة السابقة سوى على ساعتين كاملتين من النوم، وذلك بسبب طفلي الرضيع الذي يشاركني مع زوجتي العيش في شقتنا التي تحوي غرفة نوم واحدة، احتسيتُ قهوتي الساخنة، وركبتُ سيارتي وانطلقتُ إلى العمل.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن "فرانك جينينغز" (Frank Jennings)، ويتحدَّث فيه عن تجربة تسريحه من العمل وما تعلَّمه منها، وكيف حوَّلها إلى فرصة لتحقيق نجاح كبير.

أتذكر ذلك اليوم وكأنَّه البارحة، كان يوماً جميلاً، فالشمس كانت مشرقة بشدة، وكانت درجة الحرارة معتدلة، وكنت في حالة نفسية ممتازة، وكان يملؤني الشعور بالفخر لكوني أباً، والمعيل الوحيد لعائلتي، وشعرت باختصار أنَّني أكثر الأشخاص سعادةً في العالم.

أما عملي في المقابل كان عبارة عن فوضى عارمة، كنتُ أعمل  في أحد متاجر تجارة التجزئة، وكان ذلك في شهر (كانون الأول/ يناير)؛ أي إنَّه كان موسم بداية السنة الجديدة، وكنت قائد الفريق المسؤول عن خدمات الضيوف، ولا أتذكر أنَّني تعاملتُ في ذلك اليوم مع أي شخص سعيد، كان لدى الجميع موقف سلبي مني، وشعرتُ بأنَّ الجميع لا يحبذ شخصيتي بسبب أسلوبهم في الحديث معي.

التسريح من العمل:

لم أتخيل يوماً أنَّ التعامُل مع الزبائن سيكون مرهقاً إلى هذا الحد، ولكن بسبب الصفات السيئة التي نعتوني بها كثيراً، فقد اقتنعتُ بأنَّني شخص سيئ، ووصلت لمرحلة شعرتُ فيها بغضب شديد، ولكنَّني واصلت عملي على الرغم من أنَّني كنتُ أكرهه، والسبب في ذلك أنَّني كنت أحتاج إلى إعالة أسرتي، ولاحقاً وفي منتصف مناوبتي، استدعاني المدير إلى مكتبه لإجراء مناقشة سريعة، ناقشنا معاً أدائي، ومسيرتي المهنية، وشخصيتي في العمل، وقرار الاستغناء عن خدماتي، لقد عُيِّنت قائد فريقٍ رغماً عني، وكان أدائي متواضعاً بسبب نقص الخبرة، لكوني بارعاً جداً في خدمة العملاء ولكنَّني أفتقر بالمطلق إلى المهارة اللازمة لإدارة الموظفين والتعامل مع أمزجتهم المتقلبة.

الخلاصة؛ أنَّني سُرِّحت أو يمكنك أن تختار أي مصطلح مُنمَّق آخر، ولكنَّ ذلك لا يغيِّر من حقيقة أنَّه تم طردي من العمل.

شعرتُ أنَّ حياتي تنهار، ولك أن تتخيل كم كان من الصعب أن أتقبل فكرة العودة إلى المنزل لإخبار زوجتي بأنَّني أصبحتُ عاطلاً عن العمل لحظة وجود طفلنا المولود حديثاً، لم أعرف كيف سأتمكن من تأمين مصاريف إيجار الشقة والطعام وفواتير الكهرباء وما إلى ذلك، ولم يكن لديَّ أية مدخرات يمكنها مساعدتي في حالة الطوارئ هذه، وشعرتُ أنَّ الحياة التي اعتدتُ عليها انتهت بالكامل.

لحسن حظي لم تنتهِ حياتي هناك، بل بدأتْ تتاح لي فرص عديدة لم أكن أتخيل وجودها في السابق، أصبحتُ أقرأ كثيراً، وأقضي كثيراً من الوقت في الدراسة وأخصص كثيراً من الوقت للمرح، ولم أشعر بالخوف على الرغم من صعوبة هذه المرحلة، بل كنتُ أستعد دون أن أدرك ذلك للانتقال إلى مستوىً مختلف كلياً في الحياة، ورغم أنَّني لم أدرك ذلك في حينها إلا أنَّني كنت ممتناً للغاية لتلك المرحلة.

شاهد بالفديو: 7 علامات تدل على ضرورة ترك عملك والبحث عن عمل جديد

بداية الإلهام:

عندما سُرِّحت من وظيفتي اعتقدتُ أنَّها نهاية الحياة، كنتُ مقتنعاً أنَّ كل ما سيحدث معي من تلك اللحظة فصاعداً سيؤول بي إلى وضع أسوأ من الذي كنت عليه في السابق، وكانت رؤيتي للحياة سلبية، فلم يكن لدي شهادة علمية يمكنني الاعتماد عليها، ناهيك عن أنَّ مالك الشقة قام باستعادة الأثاث الذي كنا نستأجره.

على الرغم من أنَّني لم أكن أعتقد بأنَّ ذلك ممكن إلا أنَّ الحياة استمرت، لتبيِّن لي أنَّ سوء ظني بتلك المرحلة ما هو إلا بداية لحياة جديدة، وإلى الآن ما زلت مسروراً بحياتي الجديدة والطريقة التي سارت بها الأمور، وبعد أن سُرِّحت من وظيفتي السابقة، عثرتُ على عمل جديد، ورغم أنَّني غير مؤهَّل للقيام به نظرياً (لا أملك شهادات أو مؤهلات، أو خبرة)؛ إلا أنَّني أقوم بأداء استثنائي مقارنةً بأقراني، وأُعدُّ قائداً للفريق، وأنا واثق من أنَّني لم أكن أتخيل أنَّني سأحقق هذا القدر من النجاح، ونحن جميعنا نتعرض في الحياة لظروف تسير بخلاف ما نشتهي، لكن الأمر الرائع أنَّنا نمتلك دائماً الخيار، فإما أن نستسلم ونستمر بالتذمر طيلة حياتنا، أو أن نعد هذه النهاية فرصة لبداية جديدة.

إقرأ أيضاً: لهذه الأسباب.. لا تتردد في ترك عملك والمضي قدماً نحو الأفضل!

تعلمتُ كثيراً من هذه التجربة، وأتمنى من أي شخص يعاني من نفس الظروف أن يقوم بما قمت به، وإليكم ما تعلمته من تجربتي:

  1. لا شيء مستحيل.
  2. القراءة مجانية ولكنَّها تعلِّمك كثيراً.
  3. الخبرة هي أهم شيء لتحقيق النجاح.
  4. أنت من تصنع لنفسك الحياة التي تريدها.
  5. يمكنك اختيار نمط حياة غير صحي ولكن العواقب ستكون وخيمة.
  6. لا بأس بالقليل من المرح لكن يجب أن تركِّز على تطوير ذاتك معظم الوقت.
إقرأ أيضاً: 8 نصائح هامة للاستفادة من تجاربك المؤلمة

الخلاصة أنَّك تمتلك دائماً فرصة جديدة ما دمت على قيد الحياة.




مقالات مرتبطة