6 أسباب تجعل بعض الأشخاص الأذكياء غير ناجحين

هل سبق لك أن عرفت شخصاً تميز بين أقرانه، وحصل دائماً على تقدير ممتاز وشيد به جميع أساتذته، وكان يتمتع بشخصية جذابة، واستلم مناصب قيادية كبيرة في المدرسة وقلت في نفسك إنَّ هذا الشخص سيفعل أشياء عظيمة يوماً ما؟ لكنَّك تلاحظ بعد فترة من الزمن أنَّك لم ترَ أو تسمع أيَّ شيء مذهل عن ذلك الشخص، من الممكن أنَّك تعرف شخصاً كذلك أو أن تكون أنت هو ذلك الشخص.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة ميليسا تشو (Melissa Chu)، وتُقدِّم لنا فيه 6 أسباب تجعل بعض الأشخاص الأذكياء غير ناجحين.

كنت أعتقد أنَّ الذكاء وأخلاقيات العمل القوية هما المكونان الوحيدان الضروريان للنجاح، لكن هذا ليس هو الحال، وفي حين أنَّهما أمران هامان كليهما، إلا أنَّ الاثنين وحدهما ليسا ضماناً للنجاح، فتوجد عوامل أخرى عدة تؤدي دورها.

فيما يأتي 6 أسباب محتملة تجعلك تجد صعوبةً في تحقيق النجاح، وإن كنت ذكياً ومجتهداً:

1. أنت تعتقد أنَّك تستحق النجاح بناءً على شهاداتك:

عادةً ما يكون لدى الأشخاص الذين يعملون بجد في المدرسة ما يأتي: فرع رائع في الجامعة، وإنجازات عديدة، ودرجات عالية، وقد اعتادوا على أن يكونوا في القمة، وعلى أن يخبرهم الجميع عن مدى روعتهم.

كل هذه الأشياء يمكن أن تكون جيدة، لكن لها تأثير ضار أيضاً، فقد سمعت أشخاصاً يزعمون أنَّهم يستحقون شيئاً معين بسبب ذكائهم أو بسبب المدرسة التي ارتادوها، لكن هل تتوقع أن تسير الأمور كما تريد بسبب المدرسة التي ارتدتها أو إنجازاتك السابقة؟ لسوء الحظ، لا تسير الأمور بهذه الطريقة.

في العالم الحقيقي، تُعَد النتائج هامة والنتائج تأتي من العمل الجاد والتفكير الاستراتيجي، وبعض الحظ أيضاً؛ إذ يمكنك زيادة هذا العامل الأخير من خلال العمل على أول عاملين.

شاهد بالفيديو: 6 اعتقادات خاطئة تمنعك من تحقيق النجاح في الحياة

2. أنت لا تؤمن بقدراتك:

من جهة أخرى، يوجد أشخاص أذكياء ومجتهدون ولا يعرفون ما يمكنهم تحقيقه، ومن المثير للدهشة أنَّ الأشخاص الأذكياء يمكنهم التقليل من شأن قدراتهم الخاصة، وينتقدون أنفسهم نقداً لاذعاً، مما يجعلهم يعتقدون أنَّهم لا يستطيعون تحقيق ما يمكنهم تحقيقه فعلاً.

يتمتع الأشخاص الأذكياء بمعايير عالية عندما يتعلق الأمر بعملهم، فعندما يعملون في مشروع ما، فإنَّهم يدققون في المنتج النهائي ويشككون به، وقد يبدو هذا شيئاً جيداً ظاهرياً؛ لكنَّه أكثر إرهاقاً من كونه مفيداً، ويمكن أن يمنعك السعي إلى الكمال من التقدم إلى الأمام في أهدافك أو من البدء في أيِّ شيء في المقام الأول.

لذا بدلاً من السماح للمخاوف "المحتملة" أو التفكير في أنَّك لست جيداً بما يكفي، بأن يمنعك من كل شيء جديد، جرِّب شيئاً ما؛ إذ إنَّ البدء في شيء ما أنفع من السعي دائماً إلى بلوغ الكمال.

3. أنت لا تتواصل مع أشخاص جدد:

تكمن المشكلة لدى الأشخاص الأذكياء في أنَّهم يعتقدون بأنَّهم قادرون على تحقيق الكثير وحدهم، ونظراً لأنَّهم قادرون على الإدارة عادةً، فليس لديهم حاجة إلى التواصل مع الآخرين للحصول على المساعدة أو لتوسيع شبكة علاقاتهم، وبدلاً من ذلك، يقضي الأشخاص الأذكياء وقتاً مع الأشخاص الذين يعرفونهم بالفعل.

من السهل قضاء الوقت مع الأصدقاء القدامى، فأنتم تعرفون ماضي بعضكم بعضاً، ويمكن أن تضحكوا على دعابات خاصة بينكم، وفي حين أنَّه من الرائع أن يكون لديك أصدقاء مألوفين، إلا أنَّه من الهام التعرف إلى أشخاص جدد.

إنَّ البقاء بالقرب من أشخاص مألوفين بالنسبة إليك يعني أنَّ الأفكار نفسها تُدوَّر مراراً وتكراراً، ولن تتمكن من تعلم وجهات نظر جديدة، وقد يكون من الصعب التواصل مع أشخاص جدد في البداية، لكنَّ البدء على نطاق صغير يمكن أن يساعد؛ لذا قدِّم نفسك بداية لشخص جديد كل أسبوع، ومن خلال القيام بذلك، فإنَّك تمنح نفسك فرصاً وأماكن وأفكاراً جديدة.

4. تجد صعوبة في التكيف مع المواقف الجديدة:

إنَّ التغيير في البيئة سواء كان تغييراً في الظروف أم الأحداث، يعني أنَّ لديك حاجة مفاجئة إلى التكيُّف، وإنَّ الوجود في البيئة نفسها لفترة طويلة يجعل من الصعب الاستفادة من موقف مختلف فجأة، ولحسن الحظ التغييرات تعني الفرص أيضاً، فعندما تظهر فرصة جديدة، يكون لديك فرصة للابتكار.

اعرف كيف يمكنك تحقيق أقصى استفادة من التغييرات بدلاً من مقاومتها، وتقبَّل المفاهيم الجديدة واستكشف العالم حولك، اقرأ كتباً عن ريادة الأعمال والأفكار، واكتشف أماكن جديدة، فقد يكون ثمة حدث سيغير حياتك في انتظارك.

إقرأ أيضاً: التكيف مع التغيير: ما أهميته؟ وكيف نطبقه؟

5. عدم الإقدام على مجازفاتٍ محسوبة:

يوجد نوعان من المجازفات التي يمكنك اتخاذها:

المجازفات العمياء:

يُقام بشيء ما للسعي وراء الإثارة مع تأثير كارثي محتمل ومكاسب قليلة على الأمد الطويل، على سبيل المثال المراهنة أو القيادة بسرعة.

المجازفات المحسوبة:

إذ توجد خسارة محتملة، لكن قد يكون لها عوائد كبيرة على الأمد الطويل، كبدء مشروع جديد أو التواصل مع شخص تحترم عمله.

غالباً لا يختار الأشخاص الأذكياء أيَّاً منهما؛ لأنَّهم يتبعون طريقاً حذراً، وقد يتبعون المسار نفسه الذي يتبعه أقرانهم أو يختارون مهنة ما لأنَّها تُعدُّ مقبولة من قبل الأشخاص الآخرين.

في حين أنَّ هناك درجة من الأمان في القيام بذلك، فهذا يعني أيضاً أنَّ ثمة فرصة أقل لتحقيق نجاح كبير من خلال تغيير ما تقوم به.

إقرأ أيضاً: 8 أسباب تجعل فرصة نجاح الأشخاص الذين يُقْدِمون على المجازفة أكبر

6. عدم الانتهاء من المهمة قبل الانتقال إلى غيرها:

ما أسمعه كثيراً من الأشخاص المتفوقين هو أنَّهم يكرهون إضاعة الوقت، ويدرك الأشخاص الأذكياء قيمة وقتهم تماماً؛ إذ إنَّ الوقت والجهد المبذولين في شيء يعني أنَّ شيئاً آخر يمكن أن يفوتك.

في حين أنَّ هذه سمة قوية، إلا أنَّها تعني أيضاً عدم إتمام المهام التي يؤدونها، إذا كنت تراقب الفرص الجديدة باستمرار، فقد تسمع عن مخطط لكسب المال، وتسعى إليه مثل أيِّ شخص آخر، لكن بعد عدم الحصول على النتائج التي تريدها، تستسلم وتسعى وراء الفرصة الأفضل التالية.

لكن أفضل النتائج تستغرق وقتاً؛ إذ إنَّ البدء في أيِّ مجال أو نشاط هو أمر صعب، وتجاوز العقبات الأولية يتطلب الصبر، ويؤدي تركيز الجهد على هدف واحد إلى نتائج أفضل بكثير على الأمد الطويل من السعي وراء شيء واحد والشعور بالملل ثم السعي وراء شيء جديد.




مقالات مرتبطة