تذكُر "لين تيلور" (Lynn Taylor) في كتابها الذي يحمل عنوان "روِّض طاغية مكتبك المرعب" (Tame Your Terrible Office Tyrant): "الموظفون بارعون جدَّاً في إخفاء استيائهم بأسلوب جيد لأنَّهم سيقومون بكل شيء للاحتفاظ بوظائفهم".
وازن بين تجربتك في التعامل مع الموظفين وطريقة تعاطيك مع آليات عمل الفريق وبين العلامات الآتية التي تشير إلى أنَّ الموظفين يبغضون العمل معك، واكتشف إذا ما كنت تجازف بعلاقات العمل دون أن تدري بذلك:
1- لا يعرض زملاؤك المساعدة عليك:
إذا كنت تشعر دائماً أنَّ الموظفين يتركونك توزّع الأعمال وتنهي المهمات بنفسك فقد يكون السبب أنَّهم غير سعيدين في العمل، إذ إنَّ الموظفين الذين يستمتعون بأعمالهم ويمتلكون علاقات عمل إيجابية هم أكثر ميلاً إلى تقديم المساعدة دون أن يُطلب منهم ذلك، حتى لو كان ذلك تملُّقاً لمديرهم فقط.
فإذا رأيت أنَّ زملاءك لا يهرعون إلى التطوّع للعمل معك في مشروعٍ ما أو يتأخرون في الوفاء بالمواعيد النهائية قد يكون هذا لأنَّهم لا يرغبون في أن يكونوا معك ولا يبالون في الواقع إذا ما سببت لك هذه التصرّفات أي إزعاج.
2- يهربون منك كما يهربون من الطاعون:
قد يتجلى ذلك في نواحٍ عدة ولكن خلاصة القول أنَّ الناس صراحةً لا يرغبون في التواجد مع أشخاصٍ لا يحبونهم وسيقومون بأي شيء لتجنَّب الوقوع في مثل هذا الموقف.
قد يبدأ الموظفون بالتظاهر بالمرض، أو قد يلجؤون إلى الاستفادة من عُطَلهم، أو يَكثُر تأخرهم، أو يأخذون استراحاتٍ بأسلوب متكرر، أو يخرجون من عملهم باكراً. وقد يكون ثمَّة علامات أقل وضوحاً كاختيار النزول بالسلم حينما تكون أنت في انتظار المصعد، أو تعديل برامج عملهم تجنُّباً لتداخلها مع برامج عملك. فإذا شعرت أنَّ الناس يتجنَّبونك فثمَّة خطبٌ ما على الأرجح.
3- لا يتبادلون الأحاديث معك:
إذا لم يكن في استطاعة الناس التحدُّث بأريحيةٍ معك فقد يكون ذلك لأنَّهم لا يثقون بك، وقد تلاحظ في الرسائل الإلكترونية أو حتى في المحادثات العادية أنَّك تتلقى البيانات أو الردود التي طلبتها تحديداً دون أي شيء آخر. وحينما تطلب التعرف على آخر المستجدات أو تحاول المشاركة في حديثٍ ما ترى أنَّ الأشخاص يتفوهون بأقل عدد ممكن من الكلمات ويختصرون جملهم فتُضطر إلى سحب الكمات من أفواههم سحباً فيتحدثون بأسلوب غريب ثمَّ يغلقون أفواههم.
ويجب عليك أن تشعر بقلقٍ خاص حينما ترى الموظفين يضحكون ويتبادلون النكات بكل ود بين بعضهم ولكنَّهم يبدون متوترين وجديين معك.
اقرأ أيضاً: 5 إشارات تدلّ على أنك تثقل كاهل موظفيك
4- السلبية التي تُظهرها لغة الجسد لديهم:
حتى الموظفين الذين يريدون حقيقةً أن يخفوا غضبهم من مديرهم السيء سيجدون صعوبةً في ضبط الإشارات العدوانية التي تصدرها أجسادهم، فإذا شعرت أنَّك لا تستسيغ اللغة التي يصدرها جسد شخصٍ ما قد يكون السبب أنَّه لا يُعيرك اهتماماً.
وحينما يبغض الأشخاص أشخاصاً آخرين يكون من الصعب عليهم في أغلب الأحيان التواصل بصرياً معهم والاستمرار في النظر إلى عيونهم، أو التبسُّم في وجوههم، كما أنَّه من الصعب أيضاً أن يخفوا الحركات السلبية في لغة أجسادهم كإجالة البصر، وعقد الذراعين، والتململ، وإبعاد أجسادهم عنك.
5- عدم الشعور بالتقدير:
سؤالٌ سريع: متى كانت آخر مرةٍ شكرت فيها موظفاً على عملٍ ما قام بإنجازه؟ وجدت الدراسات أنَّ 50% من العمال يغريهم البقاء في الشركة إذا تلقوا قدراً أكبر من التقدير، وأنَّ 82% من الموظفين يشعرون بأنَّهم لا يتلقون التقدير الكافي في العمل.
إذا كنت سلبياً باستمرار وتضع النجاح دائماً في سياقٍ سلبي (فتقول مثلاً: "لقد تمكَّنا الآن من الحصول على عميلٍ سيدر علينا التعامل معه الأرباح ولكن ما زال لدينا عجزٌ في الميزانية هذا العام") يمكنني أن أراهن على أنَّ الموظفين يبغضونك، وسيتضاعف بغضهم لك إذا كنت من ذلك النوع من المديرين الذين ينسبون الفضل في أفكار الفريق إلى أنفسهم ويسرقون جميع الأضواء.
اقرأ أيضاً: 8 طرق لمكافأة موظفيك دون أي تكلفة
6- إضمار الشر:
من بين أكثر الطرائق الواضحة التي يستطيع الموظفون من خلالها أن يبدوا استيائهم منك إيجاد طرائق مبتكرة لتقويض عملك وتخريبه، فقد يتجلى هذا في رفض ترك عملهم للرد عليك حينما تحييهم صباحاً أو تحاول الاحتفال بإنجاز الأهداف. وقد تكون بعض التصرفات التي يبديها الموظفون كتجاهل سياسة الشركة وقوانينها أو رفض الإدلاء بمعلومات مهمة مؤشراً على أنَّ الفريق يرغب في أن يُنظَر إلى المدير كشخصٍ لا مبالٍ – ويخفق نتيجةً لذلك. فإذا كان أعضاء الفريق لا يعاملوك باحترام فذلك لأنَّهم لا يحترمونك على الأرجح. وهنا أنت بحاجةٍ إلى اتخاذ إجراءات لتدارك الأمور.
أضف تعليقاً