5 نصائح يُقدمها لك إيثان موريس لإنجاز أكثر أعمالك أهميَّة

غالباً ما تكون أهمَّ مهامنا هي الأصعب إنجازاً، إذ تكون على الأغلب التزاماتٌ تتطلّب تركيزاً وتفكيراً عمليَّاً. أو ربما يكون له بالغ الأثر على حياتنا. من السَّهل تجنُّب البدء في العمل على ذلك النَّوع من المهام، لصالح المهام الأسهل، والتي تكون في واقع الأمر من الصَّعب إنهاؤها بنجاح.



بالنِّسبة لي، إنَّ العمل الأكثر أهميَّة والذي يتطلب كامل تركيزي، هو الكتابة. فربما قد يتولد لديَّ فكرة رائعة تثير حماسي الشديد، ولكن عندما آتي لصياغتها على شكل مقال، أجد الأمر غايةً في الصُّعوبة. إذ يجب عليَّ أولاً أن أعي تماماً كيف يجب أن أقدِّم تلك الفكرة، ومن ثمَّ أوجز المقالة وأكتب مسودة أوليَّة، والتي أُخضِعُها لكثير من التَّحرير وإعادة الترتيب. إنَّها عملية صعبة وسهلة التأجيل حالَ ظهور مهامَ أقلَّ أهميَّة. لقد كنت منشغلاً بشكلٍ مستمر في الكتابة لمدةٍ تفوق الأربعة أشهر الآن. وأدركت أنَّه من المهم تطوير العقلية الصحيحة للقيام بهذا العمل المكثف والصعب والمركَّز. فعندما أكون في حالةٍ من الإلهام والوضوح العقلي، فإنَّ ما أقوم به يفضي لنتائجَ أفضل وبشكلٍ أسرع. منذ أن لاحظت هذا، كنت أجرب كيف ومتى أقوم بعملي الأكثر أهمية. فكلُّ يومٍ ليس مخصَّصاً فقط لتجربة الكتابة والتفكير، ولكنه أيضاً لتجربة الظروف التي حددتها لنفسي من أجل أن أكتب وأفكر.

لذا إليكَ خمسَ طُرق بسيطة أقوم من خلالها بخلق حالة مزاجيَّة تساعدني على الإبداع ومواجهة أصعب أعمالي:

أولاً: إبدأ في الصباح الباكر

من السَّهل وبشكلٍ يثير الدهشة، التَّركيز في وقتٍ مبكِّرٍ من الصباح. إذ يكون هناك نوع من الوضوح الملموس الذي لا تشوبه شائبة للعقل، قبل أن يشغل العقل نفسه بما يحدث من حوله. فأنا أجد نفسي موضوعياً وهادئاً جداً، وقادراً على تقييم جودة عملي السَّابق وامتلاك الرَّغبة والبصيرة لأخذ ذلك العمل في اتجاه آخر إذا لزم الأمر. أنا أُقدِّر أهميَّة ذلك الوضوح لدرجة أنَّه في كل صباح، أغوص في أكثر مهامي صعوبة وإلحاحاً، بعد خمسة عشر دقيقة من استيقاظي.

ثانياً: مارس التمارين الرياضيَّة

عندما أخبرك عن مدى أهمية ممارسة التمارين الرياضية لتغيير حالتي المزاجيَّة خلال الأشهر القليلة الماضية، فأنا لا أكون أبالغ. فإذا كنتُ أعاني من ضيق أو كنت أواجه مشكلة في التَّغلب على معضلةٍ ما، فإني أذهب للركض. أقوم بارتداء حذاء الركض بسرعة وأطيرُ كالسَّهم من الباب الأمامي. إنَّ الركض لمدة خمسة عشر دقيقة فقط، يمكن أن يُذهِبَ عنِّي الإحباط والارتباك، ويحوِّلهُ إلى نوعٍ من الحاجة الماسَّة للعودة إلى المنزل ووضع أفكاري على الورق. وغالباً ما أذهب مباشرة إلى مكتبي وأنا ألهث والعرق يتساقط منِّي بقوِّة بينما أقوم بكتابة أفكاري بحماسةٍ شديدة. فمثلاً؛ هذا المقال الذي تقرؤه أنت الآن، كنت قد فكَّرت به أثناء الركض في الصحراء قبل بضعة أيام، وعدت بعدها إلى غرفتي وقمت بالضّبط بما أخبرتكم عنه.

إقرأ أيضاً: 9 فوائد تجعل من المشي أفضل نشاط يومي

ثالثاً: تغيير موضع جلوسك

في حين أنَّ الجلوس في مكتبي وعلى طاولتي يعمل بشكلٍ رائعٍ بالنِّسبة لي كَكاتب خلال ساعات الصَّباح الأولى، إلا أنَّني غالباً ما اُضطَّرُ للذهاب إلى مكان آخر لكي أكون قادراً على التَّوصل إلى خاتمةٍ مناسبة لما كنت قد كتبته. هناك شيء يتعلق بتغيير مكان تواجدك ليس من شأنه أن يُجدِّدَ طاقتك وحسب، ولكنَّهُ يلهمك نوعاً جديداً من التَّركيز أيضاً. أنا مثلاً قد كتبت هذه الكلمات بالذَّات، في مقهى ستاربكس.

رابعاً: افعل شيئاً مختلفاً لفترة وجيزة

عندما لا يسير ما نقوم به على ما يرام، فمن الأفضل في بعض الأحيان أن نتوقف عمَّا نقوم به لفترة من الزمن. ومن الأفضل أيضاً أن نقومَ بشيءٍ مختلفٍ تماماً، وألَّا نفكر أيضاً في العقبة أو المشكلة التي نحاول حلَّها. إذ قد يحاول عقلك لا شعوريَّاً حلَّ تلك المشكلة، أو قد تجد أنَّ الحلَّ قد خطرَ على بالك فجأة وأنت تقوم بشيءٍ مختلفٍ تماماً. لذا فعندما تقع في معضلةٍ ولا تجد لها حلاً، قم بفعلِ شيءٍ آخر مختلف.

خامساً: اقرأ كتاب "حرب الفن - The War of Art"

إذا كان عملك يتطلَّب نوعاً من التَّفكير الابداعي، فأنصحك وبشدَّة بقراءة هذا الكتاب. إنَّه يوضِّح بشكلٍ كبير لم عليكَ أن تخطط وتقومَ بأكثر أعمالك أهميَّةً بشكلٍ مبسَّط، ومع هذا تضع وبشكلٍ معمَّق خطوطاً عريضة لطريقة القيام بها. إنَّ هذا الكتاب ينصح به عدد كبير من الكتَّاب ونخبة المفكرين الذين أقتدي بهم أنا شخصيَّاً؛ من أمثال: جو روغان، ليو بابوتا، رايان هوليداي، وتيم فيريس على سبيل المثال لا الحصر. إنَّ ذلك الكتاب لم يلهمهم وحسب، بل على حسب قولهم أنَّهم قد أهدوا نسخاً منه لأصدقائهم وزملائهم أيضاً.

سواءً أَقُمنَا بأهم أعمالنا في الصباح الباكر، أم قمنا بالتَّمارين الرِّياضيَّة، أم غيَّرنا الأماكن التي نعمل منها، أو انتقلنا للقيام بأعمالَ أخرى؛ فإنَّ الفكرة من وراء ذلك ليست في أنَّنا نقوم بتغيير ما نعتقد، بل بتغيير طريقة تفكيرنا.

إنَّ طريقة تفكيرنا هي تلك النَّبتة التي تنتج ثمرة ما نفكِّر به. فعبر تغيير طريقة تفكيرنا -أوعقليتنا أو حتَّى بعض من المفاهيم التي نستخدمها- نستطيع تغيير ما نفكر به (الأفكار والحلول التي كنا قد توصلنا إليها).

أنا أمتلك عقليتين مختلفتين تماماً، عقليَّة الكتابة في الصَّباح الباكر؛ مقابل عقليَّة الركض في الصَّحراء في فترة ما بعد الظهر. فعندما نغير عقليتنا أو طريقة تفكيرنا أثناء تدارسنا لموقفٍ محدد، نكون في حقيقة الأمر ننظر إليه من عدة وجهات نظرٍ مختلفة.

لذا فعندما تتعرض لعقبةٍ أثناء قيامك بمشروعٍ صعب أو عندما تواجهك صعوبةٌ في التَّفكير بطريقةٍ عملية أثناء قيامك بمَهَمَّةٍ هامة، تذكَّر ما سأقوله لك: إنَّ حدوثَ تحوُّلٍ في جسدك ينعكس على شكل تحولٍ في عقلك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة