5 نصائح للتوقف عن الاهتمام بالنقد والإهانات

قد تتأذى مشاعرنا في كثير من الأحيان، بسبب ما يقوله الناس عنا من نقدٍ أو إهانات، فهذا جزء من الحياة والجميع يملكون آراء مختلفة عنك؛ لذلك من الأفضل أن تصبح شخصاً لا يهتم بهذه الأمور.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويُقدِّم لنا فيه 5 نصائح تساعدنا على التوقف عن الاهتمام بالنقد والإهانات

على الرَّغم من صعوبة أن تكون كذلك، إلا أنَّني أتفق مع هذه النصيحة؛ فأنا أندهش من مدى سرعة انزعاج بعض الناس، بالطبع، أنا لا أتحدث عن الانزعاج من أشياء حقيقية مثل المرض أو الموت أو عدم امتلاك الطعام، بل أنا أتحدث عن الأشياء الصغيرة التي تحدث في الحياة اليومية، فلماذا تتأذى مشاعرنا من أصغر الأشياء؟

عندما يختلف أحد معك في الرأي، أو عندما يقول زميلك في العمل كلاماً سيئاً عنك، أو عندما يكون هناك شخص "محظوظ" دائماً وأنت لست كذلك، أو عندما يخونك صديقك، أو عندما لا تحب عملك، وما إلى ذلك.

ماذا في ذلك؟

لقد كانت مشاعري تتأذى من هذه الأشياء سابقاً، وإذا قال أحد ما كلاماً سيئاً عني، كنت أشعر كأنَّ حياتي قد انتهت؛ فعندما تكون صغيراً في السن، ستعتقد أنَّ حياتك قد انتهت عند حدوث أتفه الأشياء؛ لكنَّني تجاوزت الأمر، فلا يمكنك أن تنزعج من الهراء.

أنا أرى كيف ينزعج معظم الناس المحيطين بي من الأشياء السخيفة، على سبيل المثال: قد تتأذى مشاعر المدونين ويبدؤون في الكتابة عن كيفية التعامل مع النقد، أو قد لا يسعى بعض الأشخاص وراء حلمهم؛ لأنَّ شخصاً مقرباً منهم قد قال إنَّهم لا يستطيعون تحقيقه، أو قد لا يخاطر الأشخاص الذين أعمل معهم لأنَّهم يخافون من النقد المحتمل.

لكن لماذا تصغي أو تهتم؟ كما قال إرنست همنغواي (Ernest Hemingway)، والذي يُعدُّ أحد أفضل المؤلفين، في مذكراته "عيد متنقل" (A Moveable Feast): "لقد بدأ أحدهم التحدث عن كتاباتي وتوقفت عن الإصغاء".

لذلك إذا كنت تريد أن تعيش حياتك على هذا النحو، فأنت بحاجة إلى التوقف عن الاهتمام بالنقد والإهانات؛ لأنَّك عندما تنزعج أو تدع الآخرين ينالون منك، قد تتخلى عمَّا تفعله، وتشكِّك في نفسك، أو قد تبدأ في تغيير نفسك للأسوأ، وتتوقف عن التصرف على طبيعتك، ومن الهام ألا تهتم بالنقد أو الإهانات، وخاصةً إذا كنت تريد أن تعيش حياتك بسعادة.

إليك 5 نصائح لتتوقف عن الاهتمام بالنقد والإهانات:

1. لا تخجل من المواجهة:

أنا شخص لطيف بطبعي؛ لكنَّني لا أستطيع تقبُّل الترَّهات، فقبل بضع سنوات، اكتشفت أنَّ أحد زملائي في العمل لم يكن صادقاً مع الإدارة العليا؛ لكنَّني لم أبُح بأيِّ شيء، وكنت خائفاً من المواجهة، لكن كان ذلك خطأً فادحاً؛ لأنَّ ذلك الأحمق تسبب في ضرر كبير للأشخاص الموجودين في الشركة.

أنا لا أريد أن أكون الشخص الذي يأتي دائماً للإنقاذ، لكن إذا حدث شيء غير عادل، فسأفعل شيئاً حياله، وقد يأتي الأمر بنتائج عكسية؛ لكنَّني سأكون قد فعلت الشيء الصحيح على الأقل.

كذلك، إذا عاملني الناس معاملة غير عادلة، فأنا لا أغضب، بل أقول لهم إنَّهم فعلوا ذلك صراحة؛ إذ ليس من اللطيف أن تعامل الناس معاملة سيئة، لكن ليس عليك أن تكون لطيفاً طوال الوقت، وإذا استغلني أحد ما، فلن أتغاضى عن الأمر.

كلَّما دافعت عن نفسك وعن الآخرين، كان ذلك أفضل، وسوف تكتشف أنَّ الأمر عادي، وأنَّ المواجهة لا تعني أنَّه يجب عليك المشاجرة مع الناس، بل يمكنك فعل ذلك بكلماتك أو أفعالك؛ لذا حاول أن تحافظ على هدوئك دائماً.

شاهد: كيف تتقبل النقد وتتعامل مع الانتقادات السلبية في العمل؟

2. لا تأخذ الأمور على محمل شخصي أبداً:

أنا لا أريد تبرير السلوك السيئ، لكن لا تنسى أنَّ بعض الأشخاص يقومون بأفعال سيئة ليتقدموا على زملائهم؛ فالحياة عبارة عن منافسة؛ فنحن نتنافس من أجل الاهتمام والحب والمال والوظائف، وإذا فشلت في شيء ما، أو لم يحبك شخص ما، فهذا ليس أمراً شخصياً، فلماذا قد تشكك في نفسك وتقول أشياء مثل:

  1. هل أنا صديق سيئ؟
  2. هل أنا شخص سيئ؟
  3. لا أحد يحبني.

إنَّ عقلك يأتي بأفكار غريبة، لكن بالنسبة إلي، أنا أفضِّل أن أرى الأشياء على حقيقتها؛ لأنَّ الحياة عبارة عن منافسة، وقد تخسر في بعض الأحيان، وهذا كلُّ ما في الأمر؛ لذلك تخطَّ الأمر وتوقف عن الاهتمام بالنقد والإهانات، ولا تبدأ بفقدان الثقة بالبشرية فجأةً، فليس هناك شيء شخصي، والعالم لا يدور حولك.

كما قال عالم الأحياء التطوري البريطاني ريتشارد دوكينز (Richard Dawkins): "دعنا نحاول تعليم الكرم والإيثار؛ لأنَّنا خُلقنا أنانيين".

3. عبِّر عن نفسك عبر الإنترنت:

سوف يعطيك الأشخاص آراءهم الصريحة عبر الإنترنت؛ إذ يمكنك الاختباء خلف جهاز الكمبيوتر الخاص بك، وقد يكون الأمر غبياً في بعض الأحيان؛ لكنَّه شيء جيد أيضاً؛ ففي الحياة الواقعية لن يكون الناس صادقين معك بنسبة 100% أبداً، لا سيما أصدقاؤك وعائلتك؛ لذلك إذا كنت ترغب في التوقف عن الاهتمام بالنقد والإهانات، انشر شيئاً على الإنترنت، واقرأ التعليقات.

إذا لم تحصل على أيِّ تعليقات، اطلبها؛ أي تحدَّث إلى الأشخاص واطلب رأيهم، أو ضع رابطاً في منتدى معين واسأل الناس عن آرائهم.

إذا أحبك الناس؛ فهذا رائع، وإذا لم يفعلوا، فماذا في ذلك؟

4. ضع الأمور في منظورها الصحيح:

وفقاً لأحدث الإحصاءات، 12.7% من سكان العالم يعيشون على 1.90 دولار أو أقل في اليوم، وبالنسبة إلي، في كلِّ مرة أشعر فيها بالاستياء من بعض الأشياء، أذكِّر نفسي كم أنا محظوظ، فأنا بصحة جيدة وأملك الطعام والمأوى، وهذا هو كلُّ ما تحتاج إليه، بالإضافة إلى عدم الاهتمام بالنقد والإهانات.

إقرأ أيضاً: التعامل مع النقد

5. لا تنزعج إن لم تحظَ بإعجاب الجميع:

لقد قابلت منذ فترة شخصاً قال لي إنَّ المهاتما غاندي (Mahatma Gandhi) كان يرغب في جذب الانتباه فقط، فهل يمكنك أن تصدق ذلك؟ وكذلك الأمر بالنسبة إلى الرئيس السابق لجنوب إفريقيا نيلسون مانديلا (Nelson Mandela)، والوزير الأمريكي مارتن لوثر كينغ جونيور (Martin Luther King Jr) أو أيِّ شخصية تاريخية أخرى، بحسب كلامه.

إقرأ أيضاً: طرق التعامل مع الأشخاص الكارهين لك والحاقدين عليك

بالطبع، الشخص الذي قال هذا الكلام هو أحمقٌ، وأنا لا أكلِّف نفسي عناء الرد على الحمقى (عبر الإنترنت أو في الحياة الواقعية)، فإن لم يحب الناس المهاتما غاندي، لا تتوقع أن يحبك الجميع؛ لأنَّ هذا أمر مستحيل، فلماذا تسعى جاهداً إلى أشياء مستحيلة؟ لا يمكنك أن تحظى بإعجاب كلِّ الأشخاص في العالم؛ لذا لا تنتظر بقلق شديد أن يحصل ذلك؛ فعندما لا تهتم بالنقد والإهانات، لن تقلق أبداً وستبقى سعيداً دائماً.

5Ways To Build A Thick Skin So You Can Live Happily




مقالات مرتبطة