5 نصائح للتخلص من التسويف الذي يعاني منه الكاتب

يعرف الجميع أنَّ التسويف هو عدو الإنسان اللدود، فبعض الأشخاص يصرُّون بعناد على أنَّ الضغط الهائل الذي يتعرَّضون له نتيجة محاولة إكمال مهامهم في الدقائق الأخيرة من حلول موعد تسليمها، يجعل عملهم أفضل؛ إلا أنَّ ذلك لا يحدث أبداً؛ فمَثَلُ التسويف كمَثَلِ خوض حرب ضد حماستك وإنتاجيتك وحتى سلامة عقلك.



أسباب محتمَلة لتأجيل الكتابة:

نمارس التسويف جميعاً، لكنَّ الكُتَّاب ابتُلوا به أكثر من غيرهم، وتختلف الأسباب الكامنة وراء ذلك؛ فقد نمرُّ بفترات يزيد فيها انشغالنا، وتنهال علينا المشاريع لدرجة أنَّنا ننجبر على تأجيل مهامنا إلى اليوم التالي أو الأسبوع أو الشهر المقبل، أو قد تواجهنا مهام لا نكتفي بمحاولة تأجيلها؛ بل نتجنبها تماماً، كالمشاريع المُملَّة، أو تلك التي تكون أجورها قليلة، أو التي لا تضيف شيئاً إلى خبرتنا، أو ربما نخشى قلة الخبرة في موضوع ما، ممَّا يثير قلقنا بشأن النتيجة النهائية.

قد يؤجل الكُتَّاب المستقلون بدء العمل على مشروع عندما تكون تعليمات العميل غير واضحة لدرجة أنَّك لا تعرف من أين تبدأ؛ إذ يمكن أن تتسبَّب التعليمات التي لم يوضِّحها صاحبها بسبب ضعف التواصل، أو اختلاف اللغة، أو المنطقة الزمنية، أو حتى ارتباك العميل نفسه، في انتقال الكاتب إلى العمل على مشروع أقل تعقيداً يكون فيه أكثر ثقة في نجاحه، وقد نؤجِّل كتابة محتوى يتطلَّب تركيزاً كبيراً؛ لأنَّنا لا نستطيع بلوغ حالة التدفق الذهني اللازمة لصياغة الجملة الافتتاحية.

يسبِّب التسويف ضغوطات غير ضرورية في حياتنا اليومية، ويمكننا التخلص منه، لكنَّ الأمر يتطلَّب جهداً للقضاء عليه نهائياً.

إليك فيما يأتي 5 نصائح للتخلص من التسويف الذي يعاني منه الكاتب:

1. حدِّد سبب التسويف:

عليك أن تكتشف أولاً ما يدفعك إلى التسويف؛ أهو الملل، أم الارتباك، أم خيبة الأمل؟ انتبه لنفسك كثيراً، حتى تشعر بالإشارات التي تدفعك إلى التسويف، لتتجنب بذلك تأخير البدء والانتهاء ممَّا عليك فعله، بعدها افهم قيمة الالتزام بموعد محدَّد، ثمَّ حدِّد موعداً للانتهاء من مهامك؛ وذلك لأنَّ تخصيص مدة محددة للعمل ممارسة هامَّة تمنع الكاتب من الانتقال دون سبب من مهمة إلى أخرى، وتجبره على التركيز على كل مشروع على حِدة لفترة محدودة.

2. اقطع الاتصال بالإنترنت:

ثمَّة طريقة أخرى تستطيع أن تجبر نفسك من خلالها على التركيز، وتعزيز إنتاجيتك، والابتعاد عن التسويف، وهي قطع الاتصال بشبكة الإنترنت؛ فلن تتمكَّن من تجنُّب ما يشتِّتك عن العمل إذا كانت معظم المتصفحات مفتوحة.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح للقضاء على المماطلة

3. قيِّم ما تعمل عليه من مشاريع:

يمكنك أيضاً تجنُّب التسويف عبر إعادة تقييم المشاريع التي تعمل عليها؛ لذا خصِّص 5 دقائق لإعادة تقييم كل مهمة حالية، لتحديد ما يثير اهتمامك واندماجك منها، ثمَّ اطرح أسئلة عن كل مهمة؛ فلماذا تعمل عليها؟ ومتى عليك البدء والانتهاء منها؟ ولمصلحة مَن تعمل؟ وماذا تعمل؟ ثمَّ انتقل إلى أسئلة أكثر عمقاً، مثل: الهدف من العمل عليها، كما يمكن أن تتساءل كيف لعمل أن يؤدي إلى آخر؛ وذلك سعياً إلى الحصول على مزيد من الفرص.

4. غيِّر عاداتك السلبية:

قد تكون هذه النصيحة الأكثر صعوبة بينها، وهي أن تحدِّد كيف تؤثر عاداتك سلباً في عملك، ثمَّ تغيرها، فالتزم بالهدف الآتي: استيقظ لمدة أسبوع قبل الموعد المعتاد بـ 30 دقيقة؛ إذ ستحفِّزك الراحة النفسية التي ستشعر بها نتيجة إضافة 30 دقيقة إلى يوم عملك على أن تحب الاستيقاظ باكراً أكثر، إلى جانب أنَّ الاستغراق في النوم هو مجرد شكل آخر من أشكال التسويف.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات لتغيير عاداتك السيئة

5. حدِّد جوانب مهمتك:

عندما توضح الأفكار الأساسية للمحتوى والهدف منه والموعد النهائي لتسليمه، يخفِّف ذلك من وطأة حتى أكثر المشاريع صعوبة، وهذا يدفعك إلى التوقف عن التسويف وبدء العمل.

إقرأ أيضاً: كيف تتغلب على التسويف؟

في الختام:

إنَّ أكثرَ حلٍّ فاعلية للقضاء على التسويف الذي يعاني منه الكاتب هو الكتابة فحسب، وتجهيز جو يساعد على تحفيزك دون أي تأجيل؛ فاجلس في مكان تكون عوامل التشتيت فيه قليلة قدر المستطاع، وأحضِر معك طريقتك المفضَّلة في الكتابة، سواء الكمبيوتر المحمول، أم قلماً وورقة، أم غيرها، اكتب كلمة تبدأ بحرف الألف وأخرى بحرف الباء، ثمَّ التاء، وهكذا حتى انتهاء أحرف الأبجدية، وذلك عبر نطق الكلمة بصوت عالٍ أولاً؛ فالتحدث أمر هام في الحقيقة.

قد تكتب مثلاً: "أدب، بلاد، تمجيد، ثقافة"، ثمَّ تتوقف لترى ما إذا هناك رابط بين أي كلمتين، ثمَّ اكتب 4 جمل كاملة عن ذلك؛ ومهما كان ذلك الرابط صغيراً، سيمنحك محتوى بالتأكيد (وإلا لما ذكَّرك عقلك بهذه الكلمات بالذات)، بعد ذلك، تابع من حيث توقفت: "جغرافيا، حوار، خالد"، وكرِّر التمرين؛ فمن خلال تخصيص وقت محدد وإجبار نفسك على التركيز، استمر في الكتابة لأطول فترة ممكنة.

قد تكون الكتابة مؤلمة وعسيرة وتجربة غنية ومفيدة في الوقت ذاته؛ لذا استخدم النصائح التي ذكرناها، لتحقق خير تجربة منها.




مقالات مرتبطة