5 نصائح لاستثمار الوقت بحكمة

سنُورِدُ فيما يأتي بعض الأفكار والنصائح التي تتعلَّق بإدارة الوقت، وهذه قائمة بمجموعة من النصائح التي ينبغي لك وضعها في الحسبان كي تستثمر وقتَك وتستفيد منه لأقصى درجة:



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب ورائد الأعمال الأمريكي "جيم رون" (Jim Rohn)، ويُحدِّثنا فيه عن أهم النصائح التي تساعدنا على إدارة الوقت واستثماره بحكمة لتحقيق كل ما نصبو إليه في الحياة.

1. تحكَّم بيومك وإلا سيتحكَّم بك:

إنَّ المحافظةَ على سيطرتك على أحداث يومك وإدارتها جيداً هي جزءٌ من مفتاح إدارة الوقت، لكن ما يحدث عادةً هو أنَّنا نبدأ بفعل شيءٍ ما ونحنُ مسيطرون عليه تماماً، إلَّا أنَّنا نفقد السيطرة والتحكُّم به مع مرور الوقت وتكشُّف أحداث اليوم تدريجياً، فالأمرُ أشبه بإدارة عملك ومشاريعك الخاصة؛ فإن لم تأخذ زمام المبادرة، ستبدأ مُجريات العمل بالتحكُّم بك؛ لذا يجب عليك أن تتوقَّف بين الحين والآخر لتسأل نفسَك عمَّن يُدير حياتَك ووقتَك.

لا بدَّ أنَّ عبارةَ: "يُخلَق بعض الأشخاص ليُصبحوا ملوكاً في حين يتحوَّل بعضهم الآخر إلى عبيد" جديرةٌ بالتذكُّر، فهذه هي طبيعة وسُنَّة الحياة؛ لذا عليك الحرص على أن تصبح سيداً تتحكَّم بمجريات الأحداث في وقتك، وتديرَ يومك جيداً، وتبقى مُسيطراً دوماً، وكي تتمكَّن من السيطرة على مجريات الأحداث وإدارتها جيداً، يجب أن تحمل معك مجموعة أهدافك المكتوبة في جميع الأوقات.

لذا رتِّب أهدافك حسبَ أهميتها وحدِّد أولوياتك منها، وراجعها باستمرار، ثمَّ اجعلها جزءاً من خطة عملك المُصاغة صياغة جيدة، وحاوِل أن تفصلَ الأمور الأساسية الكبرى عن الأشياء الثانوية وغير الهامَّة، والأشياءَ الهامة حقاً عمَّا يجب عليك فعله فقط واضعاً خطة عملك في متناول يديك، ثمَّ حدِّد أولوياتك؛ إذ سيوفِّر عليك قليلٌ من التفكير كثيراً من الوقت لاستثماره في أمور أكثر أهمية.

كما عليكَ أن تحدِّد أهمية يومك وتصنِّفه بين الأيام الكبرى والهامة أو الثانوية في بدايته، وينطبق الأمر أيضاً على المحادثات التي تُجريها مع من حولك؛ إذ عليك تحديد أهميتها وتصنيفها بوصفها هامَّة أم تافهة وثانوية قبل أن تُمضي وقتاً في إجرائها.

إذاً، عدِّل وقتَك بناءً على ذلك، فلا يُفلِح كثير من الناس في هذه الجزئية، ويعود ذلك إلى إيلائهم أهمية كبرى للأمور الثانوية والتافهة، وقضائهم كثير من الوقت في فعل أمورٍ لا قيمة لها، وقليل من الوقت على الأمور الهامة والمصيرية والتي ينبغي لهم الاعتناء بها جيداً.

شاهد بالفيديو: 6 أسرار لإتقان إدارة الوقت

2. لا تخلط بين الانشغال والإنجاز:

قد تعرف بعض الأشخاص من حولك المشغولين لمجرد الانشغال دون إنجاز أي أمور هامَّة؛ لذا عليك أن تكون مشغولاً بزيادة إنتاجيَّتك وإنجازاتك، ولتفهم ذلك فكِّر مثلاً برجلٍ يعود إلى منزله ليلاً ويجلس على أريكته بتراخٍ شاكياً من تعبه بسبب المجهود الذي بذله وحركته وتنقله طوال اليوم، لكن ما يجب أن نسأله هو عمَّا فعله وأنجزه في أثناء عمله خلال اليوم، فبعض الناس يتنقَّلون دوماً ويبذلون مجهوداً وطاقةً لنجد أنَّهم لا يحقِّقون أيَّ إنجاز أو تقدُّم يُذكَر.

إذاً، لا تخلط بين الانشغال والإنجاز، وأعِد تقييم الساعات الثمينة خلال أيامك وانظر فيما إذا كان هناك كثير من الوقت الضائع الذي يمكنك إدارتُه بطريقة أفضل.

3. ركِّز على المسألة التي بين يديك:

يجب عليك التركيز على العمل الذي بين يديك، فلا تبدأ يوم عملك بالتفكير فيه حتَّى تصل إلى العمل فعلياً؛ إذ اعتدتُ على بدء يوم عملي في الحمام وكنت أحاول تأليف الرسائل مثلاً في أثناء استحمامي وأنا لست صاحياً بعد، وقد اكتشفتُ أنَّ الأمور لا تنجح بهذه الطريقة؛ لذا أنصحك بالانتظار حتَّى الوصول إلى مكتبك كي تبدأ عملَك، وألَّا تبدأ التفكير في يوم العمل على مائدة الإفطار مثلاً، فذلك ليس جيداً من أجل عائلتك، كما أنَّه ليس مُنتجاً ومُثمِراً جداً.

لذا ركِّز على قيادة سيارتك في طريقك إلى العمل، وركِّز على استحمامك في أثناء وجودك في الحمام، وركِّز على عائلتك وأفراد أسرتك وتبادل أطراف الحديث معهم في أثناء جلوسك على مائدة الإفطار، فحيثما ذهبتَ، كن هناك ولا تكن في مكان آخر، واهتم بكل ما تفعله وبالناس من حولك، وركِّز على المكان الذي توجد فيه في كل لحظة.

4. تعلَّم الرفض وقول كلمة (لا):

يسهُل في مجتمعٍ كمُجتمعنا أن تُكثِرَ جداً من قول كلمة (نعم)، وتُفرط في إلزام نفسك، ومن ثمَّ تستغرق وقتاً كبيراً كي تنسحب وتتراجع عن ذلك؛ لذا لا تتسرَّع في قول (نعم) لكلِّ شخصٍ يسألك معروفاً أو خدمةً ما، فمن الأفضل والأكثر لُطفاً أن تقول (لا)، وتعبِّر عن عدم قدرتك على فعل ما يُطلَب منك، بدلاً من التراجع عن وعدك لاحقاً، فقد يكون تلهُّفك وتَوقُك لإرضاء الآخرين خطيراً بالنسبة إلى وقتك وواجباتك؛ لذا عليك أن تقدِّرَ نفسك ووقتك وحدودك وتمنحها الأولوية.

يوجد لدى أحد زملائي مَثَل جيِّد، وهو: "لا تدع فمك يُثقل ظهرك ويُرهقه"؛ لذا قدِّر وقتَك الخاص مع نفسك ومع من تحبهم وكذلك مع الأشخاص الذين يحبونك.

يُعَدُّ هذا هامَّاً بصورة خاصة حين يتعلَّق الأمرُ بالعمل الخيري؛ إذ توجد مجموعةٌ من روَّاد الأعمال الذين أعرفهم ناجحة جداً فيما يتعلَّق بأعمالهم الخاصة، فيُذكَرون كثيراً من قبل الصحافة، ويُجرون عديداً من المُقابلات، ويغمرهم الناس بكثير من الطلبات لإقامة الأعمال المجانية غير الهادفة للربح، ويجب أن يحصلوا على عرضين شهرياً للجلوس في مجلس إدارةٍ خيري أو غيره.

سأخبرُك بكيفية تولِّيهم لذلك وتعامُلهم معه؛ إذ يأخذون جميع الطلبات المُقدَّمة لهم ويقيِّمونها من حيث الوقت المتاح والإمكانات المتوفرة، ثمَّ يُجرون تصويتاً جماعياً لتقرير أي عرضَين سيقبلون بهما خلال العام المُقبِل.

فلا يمكنك أن تُجيب بالموافقة مباشرةً على جميع العروض التي تبدو فخمةً ومرموقة، ولا يمكنك كذلك أن تُوافق مباشرةً على النشاطات الاجتماعية التي تُعرَض عليك حتَّى إن كانت تبدو ممتعة جداً، بل عليك أن تجيب بكلمة (ربَّما)، وتُفسح المجال لنفسك لتقييم ما هو هامٌّ حقاً بالنسبة إليك، وما سيضيِّع وقتَك ويُبعدك عن عائلتك وطموحاتك.

كُن متلهِّفاً ومتحمِّساً لإرضاء نفسك وعائلتك، ولا تكُن توَّاقاً وحريصاً على إرضاء جميع الناس، وقدِّر حدود إمكاناتك وظروفك الخاصة، فلا ينبغي لك أن تملأ كلَّ ثانيةٍ من يومك وتشغلَها بالأعمال، بل خُذ بعض الوقت لتقدير ما أنجزته والاستمتاع بثمار أعمالك.

إقرأ أيضاً: أفضل 4 خطوات لتقول "لا"

5. قدِّر التفاصيل الصغيرة وكُن ممتنَّاً لها:

ينبغي أن يمثِّلَ النجاحُ الذي تحقِّقه متعةً بالنسبة إليك، ويمنحك السعادة والسرور، فمن الهامِّ تقدير ما حصلت عليه وما أنجزتَه، وكذلك تقدير نموك بعد النجاح والخبرات؛ إذ يشكِّل ذلك مكوِّناً هامَّاً في تغذية إنجازاتك المستقبلية، ولا بدَّ أنَّ مُجرَّد معرفتك بأنَّك قد أنهيت كلَّ ما بدأت فعله في ذلك اليوم أمرٌ مشجِّعٌ ومحفِّزٌ، فالأرباح والمكاسب الصغيرة اليومية هي التي تستمرُّ في تغذية إنجازاتك.

لنفترض أنَّك ستضع الليلة خطة عملك ليوم الغد الذي يبدو بسيطاً جداً، فكلُّ ما تكتبه من أجل الغد هو كلمةُ (يوم التنظيف)، ولتحقيق ذلك تخلَّص من جميع الملاحظات الصغيرة الموضوعة على مكتبك، واكتب كلَّ ملاحظات الشكر التي لم تجد الوقتَ أو الفرصةَ لكتابتها طوال الأسبوع، وأَجرِ بعض المكالمات الهاتفية التي كنت تتملَّص منها وتتجنَّب إجراءها من يومٍ إلى آخر، فمع أنَّها أمورٌ صغيرة وثانوية إلَّا أنَّها تُثقِل كاهلك وتُرهقك حتى تنجزها.

لذا فإنَّك تقضي يومَك في حالة من التنظيف والتخلُّص من صغائر الأمور من خلال جمع المُلاحظات ووضعها ضمن ملفات، وكتابة بطاقات الشكر، وإجراء المكالمات الهاتفية، ومع أنَّ يومك هذا ليس يوماً هاماً ورئيساً في حياتك إلَّا أنَّك ستشعر في نهايته بأنَّك قد حقَّقتَ كثيراً من الإنجازات؛ وذلك بسبب اعتنائك بعدة تفاصيل صغيرة مُرهقة وتخلُّصك منها، فالتفاصيل الصغيرة هي ما يمكنها أن تُحدِثَ فرقاً عظيماً، فتشعرُ أنَّك قد حقَّقت إنجازاً حقيقياً خلال يومٍ بدأتَه ليكون يوماً ثانوياً وسهلاً جداً.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لتحقيق الامتنان في حياتك

في الختام:

لا تقلُّ الإنجازاتُ الصغيرةُ أهميةً عن الكبيرة منها، فالنجاح هو عمليةُ العمل المستمرة نحو تحقيق أهدافك عن طريق الإنجازات الصغيرة المُتتابعة واحدة تلوَ الأخرى والتي تؤدي لنتائج عظيمة وهامة، فكلُّ شيءٍ ممكن خلال الـ 24 ساعة التي تمنحُنا إياها الحياة يومياً.

المصدر




مقالات مرتبطة