5 نصائح لاستثمار الشغف في الحياة

موضوع الشغف معقد وغريب للغاية؛ إذ يبحث الجميع عن الشغف في الحياة، ويدَّعي بعضهم أنَّهم وجدوه مفترضين أنَّ العثور عليه يؤدي تلقائياً إلى تحقيق السعادة والرضى في الحياة، وعثرتُ بدوري على شغفي في الحياة، ولكنِّني لست سعيداً ولا راضياً عن عملي تماماً.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب والمدوِّن "ألدن تان" (Alden Tan)، ويُحدِّثنا فيه عن 5 نصائح لاستثمار الشغف في الحياة.

تكمن مشكلة شغفي في التدوين في أنَّني أمارسه بجدٍّ منذ قرابة عامين عانيت خلالها الأمرَّين، وما زلت أواجه الصعوبات حتى اللحظة، بيد أنَّني ما زلت أجهل أساليب كسب المال منه بعد مضيِّ هذا الوقت كله، ولكنَّني أعشق الكتابة وأتقنها، وعندها تساءلتُ عن أسباب قلة حظي وعجزي عن كسب المال، على الرغم من أنَّني أزاول مهنة أحبها، وما الذي يدفعني لبذل هذا الجهد المضني من الأساس؟ ولمَ أعجز عن الاستمتاع باستثمار شغفي؟

نداء الشغف:

تركت وظيفتي السابقة لأنَّني كنت أعمل بجد ولا أحظى بالمتعة، ولم يتغير هذا الشعور على الرغم من اتباعي شغفي في الكتابة وإنشاء المدونة، وأنا أعمل من المنزل، وأكتب وفق شروطي ومعاييري الخاصة، وأبدع مثل الفنانين، وأتواصل مع مدوِّنين مبدعين يشاطرونني أفكاري عبر الإنترنت.

لقد أرهقتني صعوبات الحياة العملية في الآونة الأخيرة، فأنا بحاجة إلى كسب المال لأعيل نفسي وعائلتي، وقد توصلت في النهاية إلى أنَّ إيجاد الشغف، واتباع الحدس، وممارسة العمل الذي تحبه، ينطوي على كثير من التعقيدات.

فيما يأتي 5 نصائح لاستثمار الشغف في الحياة:

1. ركِّز وقتك وجهدك بالكامل على موضوع الشغف:

كنت أبذل قصارى جهدي في الكتابة عندما باشرت العمل على المدونة، ثم ركَّزت وقتي وجهدي في تعلُّم التسويق عبر الإنترنت، وقد استنزف التسويق طاقتي، وأصابني بالإحباط، ولم أُحرِز أيَّ نجاح يُذكَر، ولكنَّني أَبيت الاستسلام وواصلت العمل عليه عازماً تحقيق النجاح.

لا يسع الإنسان أن يتبع أكثر من شغف واحد في حياته، وقد تسبب التسويق الإلكتروني في حرماني متعة العمل التي كنت أحظى بها فيما مضى، وأصبحت أستثمر كامل وقتي وجهدي في الكتابة، وأنا أعمل على تأليف كتاب جديد في الوقت الحالي، وأخطط لنشر مؤلفاتي في موقع "كيندل" (Kindle)، وباختصار، يجب ألَّا تركز وقتك وجهدك على المسائل الثانوية وتهمل شغفك.

شاهد بالفيديو: 8 أشياء يجب أن تقوم بها حتى تعيش شغف الحياة:

2. اخرج من منطقة راحتك:

لقد تملَّكني الخوف عندما كنت على وشك اتخاذ قراري بشأن المرحلة المقبلة، وخشيت أن أخسر المال القليل الذي جمعته طوال هذه السنوات، وأُصبح عاجزاً عن إعالة نفسي، ثم أدركت أنَّ مشاعر الخوف التي تنتابني تُبشِّر بالخير الذي ينتظرني في المستقبل القريب.

الشغف عاطفة محتدمة كامنة ضمن النفس الإنسانية، ومنها تتولد مشاعر السعادة والمتعة في الحياة؛ لذا تجاوز منطقة راحتك، وتقبَّل مشاعر الخوف والحيرة والشك المرافقة، كي تبني الحياة التي لطالما حلمت بها وتعيشها، كما يساعدك اتباع الشغف على تجاوز منطقة الراحة وعيش حياة هانئة.

3. عدِّل شغفك ليكون نابعاً من قلبك:

يقتضي استثمار الشغف أن تكون صادقاً مع نفسك، فقد كنت أنوي مساعدة الآخرين من خلال استثمار شغفي بالكتابة عندما أنشأت المدونة؛ ولهذا السبب، قررتُ أن أتخصص في مجال التنمية الشخصية، ونشرت كتبي الإلكترونية الأولى في أثناء عملي بالتدوين، وقد نجحت في كسب المال حينها، ولكنَّني لم أكن راضياً عن مساري المهني.

لا تعدو الكتب الإلكترونية كونها عدداً من المقالات المجمَّعة مع بعضها، وهي في معظم الأحيان لا تُعَدُّ كتباً حقيقية على الإطلاق، وكنت قد كتبت أيضاً عن بعض الموضوعات الدارجة في السوق، ولكنَّها لم تكن نابعة من قلبي، وعندها قررت أن أتجاوز منطقة راحتي، وأكتب عن موضوعات مختلفة، وأصبحت أركز في كتاباتي على الموضوعات التي أحبها مثل الفكاهة والترفيه؛ أي إنَّني أجريت بعض التعديلات على طريقة استثمار شغفي حتى تكون حقيقية وصادقة ونابعة من قلبي.

4. لا تبتعد عن شغفك في الحياة:

بعد محاولتي الاستثمار في التسويق عبر الإنترنت، وعلى الرغم من أنَّني تعلمت كثيراً في تلك الفترة، إلا أنَّني عدت إلى الكتابة مجدداً؛ أي عدتُ إلى حيث بدأت منذ نحو عامين، وأصبحت واثقاً في أنَّ الواحد منا لا يستطيع أن يتخلى عن شغفه؛ بل إنَّه سيعود إليه عاجلاً أم آجلاً؛ لذا اعمل بمقتضى حدسك، ولا تبتعد عن شغفك حتى لو حسبت أنَّك بحاجة إلى تعلُّم مهارة معينة أو اكتساب خبرة مختلفة عنه.

5. استثمر شغفك بطرائق تناسب واقع السوق:

تتحكم أنظمة العالم وثقافاته وشعوبه بمتطلبات السوق وطريقة استثمار الفرد شغفه في الحياة، ومن ثم يجب أن تجد طريقة تستثمر فيها شغفك بما يوافق احتياجات الناس، حتى يدفعوا لك لقاء الخدمات التي تقدمها، وبدورك تزاول عملاً تحبه.

تكون الموافقة بين الشغف والواقع من خلال مواصلة التعلم، وخوض تجارب جديدة تدعم شغفك، ومن الهام أن تتوقف عن تجريب الأشياء الجديدة حالما تفقد متعتك وحماستك، وتذكر أن تكون صادقاً، وتستثمر كامل وقتك وجهدك في استثمار شغفك، وتعمل بمتعة ومن صميم قلبك.