5 مبادئ تساعدك على العيش بوعي أكبر

في كثيرٍ من الأحيان، بينما نمضي في حياتنا اليومية، نحمل على كاهلنا ما لا طاقة لنا به من الأعباء الذهنية، فبصرف النظر عن المكان الذي نتجه إليه أو ما نقوم به، نحن نستمر في اجترار الأفكار دون أيِّ توقف؛ إذ تظهر الأبحاث الحديثة أنَّ البشر يسجلون أكثر من 60 ألف فكرة كلَّ يوم، وهذه الآلاف من الأفكار هي نتيجة لا يمكن دحضها لحاجة مجتمعنا إلى الانشغال والتشتت.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "أورا نادريتش" (Ora Nadrich)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها في العيش بوعي أكبر.

مع ذلك، إذا لم نتوقف عن هوسنا الذهني، فإنَّنا ننفصل عن الواقع، ولا نرى الصورة الكبيرة للأمور؛ فبدلاً من البحث الحثيث عن إجابات خارج أنفسنا، ممارسة اليقظة الذهنية للسيطرة على الأفكار العشوائية.

والاعتماد على المشتتات والمحفزات والماديات والتأثيرات الخارجية الأخرى التي نعتقد أنَّها ستعطينا معنى، لدينا جميعاً القدرة على أن نصبح أكثر يقظة وحضوراً ووعياً لتجاوز الأفكار والمعتقدات المحدودة والارتقاء بوعينا الذاتي.

تُعدُّ ممارسة اليقظة الذهنية طريقة للسيطرة على الأفكار العشوائية التي تدور في أذهاننا، فهي تضعنا في اللحظة الحالية، وبينما نواصل تركيزنا على الحاضر، يمكننا أن ننظر بعمق أكثر إلى ما نشعر به بالفعل في تلك اللحظة؛ فاليقظة الذهنية تفتح أذهاننا حتى نتمكن من الرؤية بوعي تام.

يمكننا من خلال الوصول إلى هذه الحالة من الوعي الكامل أن نراقب أفكارنا وندرك مشاعرنا عبر تقبُّلها وعدم إصدار الأحكام، وهذا عندما نكون في حالة من الصفاء الذهني؛ إذ يمكننا توجيه أنفسنا بحكمة، ومع زيادة الوعي، نقوم بكلِّ شيء بوعي؛ لذلك نصبح أكثر مراعاة لمشاعر الآخرين وطيبة ورحمة وحساسية وإبداعاً وتناغماً.

التحدي هو تدريب عقولنا على التوقف عن التفكير، فالعقل عرضةً دائماً للانشغال والابتعاد عن اللحظة الحالية، لكن كلَّما درَّبناه للبقاء في الحاضر وابتعدنا عن شغل أذهاننا، أصبحنا أفضل في استخدام اليقظة الذهنية للارتقاء بمهاراتنا في التفكير.

فيما يأتي 5 مبادئ تساعدك على العيش بطريقةٍ أكثر وعياً:

1. تدريب الذهن على البقاء حاضراً في اللحظة الحالية:

كلَّما كنت حاضراً زاد وعيك وكلَّما زاد الوعي، زاد حضورك؛ إذ تستمر في التطور من هذه النقطة؛ فعندما تمارس اليقظة باستمرار، يمكن أن تزيد من حدة وعيك؛ إذ يمكنك رؤية ما وراء الأمور السطحية.

إقرأ أيضاً: ثلاثة أنواع من الكتابة تحسن الوعي الذاتي والصحة العقلية

2. التخلي عن غرورك:

إنَّ تقدير قيمة العقل وتهدئته يعني أنَّك يجب أن تمتنع عن إنشاء أفكار خاطئة عن العالم لإرضاء غرورك؛ لذا ابتعد عن طريقتك في فهم الأمور، ولا تبالغ في ردود فعلك التي تظهرها في بعض المواقف، ولا تدع غرورك يؤثِّر في مسارك؛ بل عزِّز الطموح لرفع وعيك وإدراكك والاستمرار في طريق التطور الروحي مع التخلص من كلِّ ما هو مزيف وباطل واحداً تلو الآخر.

شاهد بالفديو: 8 أمور تساعدك على معرفة مدى قوتك العقلية

3. تغذية الروح:

عندما تشعر بنوع من الفراغ أو الملل؛ فهذا يعني أنَّ روحك تخبرك بشيء هام للغاية، لكن إذا اخترت نوعاً من التشتيت أو طريقة لتخدير نفسك بدلاً من التعمق في التفكير لمعرفة ما يزعج روحك، فلن تطيب جراحها؛ وتوجد عدة سبل تساعدك على تغذية الروح، مثل التأمل وممارسة اليوجا والتفكير العميق والمشي في الطبيعة والبستنة واللعب مع حيوان أليف والرسم والطبخ وخدمة شخص محتاج والاستماع إلى الموسيقى.

4. ممارسة اليقظة الذهنية:

اليقظة هي حالة ذهنية للوعي والإدراك؛ إذ تساعدك على الاتحاد مع الواقع بمنظور حقيقي وخالٍ من الوهم؛ إذ عليك أن تعرف ما هي حقيقة هذه الحياة، فلا يمكن أن تكون الحياة مجرد ما هو ظاهرٌ أمامنا، والاهتمام فقط بما هو ظاهر يشبه العيش خارج قصر رائع دون الدخول إلى أعماقه واكتشاف روعته من الداخل.

إقرأ أيضاً: الخطوة الأولى في طريق الوصول إلى اليقظة الذهنية

5. الاتحاد مع الكون:

عندما تبدأ في استكشاف الحياة بعمق، ستدرك سريعاً أنَّ لديك كثيراً ممَّا عليك اكتشافه ومعرفته، فأنت جزء من الكون والاتحاد والوعي الأسمى الذي يبث الحياة فينا جميعاً، فتتحد معه بوعي أكبر، وبهذه الطريقة يمكن أن تخرجنا اليقظة من طريق الغموض، فإذا أبقيت عقلك منفتحاً وأفكارك مستنيرة، فستعرف الحقائق عندما تكون مستعداً لمعرفتها.

في الختام:

إذا كنت تمارس اليقظة الذهنية، وتركز الاهتمام على لحظات الحاضر، وتتخلص من غرورك، وتتخلص من كلِّ ما هو مزيف، فسوف تشعر بالتغيير في وعيك؛ ومن ثَمَّ ستساهم في رفع مستوى الوعي على سطح الكوكب.




مقالات مرتبطة