5 قصص نجاح تثبت لك أنَّه لا توجد وصفة سحرية لتحقيق النجاح



سأكون واضحاً تماماً، أنا لم أجد هدفي بعد. إنَّ اعترافيَ بذلك الأمر يُعَرِّي حقيقتي أمامكَ بشكلٍ كامل. لكن لحسن الحظ، لدي قناعةٌ راسخة أنَّه وبغضِّ النظر عن الرسالة التي سأؤديها في هذه الحياة، فإنَّها ستشتَمِلُ على الكتابة وخدمة الآخرين وإقامة المشاريع. لكنَّني لم أجد تلك "الرسالة" بعد، ويؤلمني أن أكون في سنِّ 37 ولا أزال أسأل نفسي: "ما الذي عليَّ القيام به لإيجاد تلك الرسالة؟".





ملاحظة: هذه المقالة مترجمة للكاتب مايكل بيترزاك.

لا يمكنك في الآونة الأخيرة، أن ترميَ حجراً من دون أن يُصيب شخصاً ناجحاً.

شاهدت هذا الصباح، جزءاً من برنامج "Mindset Reset" لمقدمة البرامج ميل روبنز، بالإضافة إلى ربع مليون مشاهدٍ آخر. لقد سمعت بأنَّها قد حصلت لتوها على عقدٍ لتقديم برنامجها التلفزيوني الخاص. ومن ثم تصفحت مجلة "SUCCESS"، وقرأت مقالاً للكوتش "ديفيد باير". يا إلهي، هذا الرجل يعرف ما يقول؛ من الواضح أنَّه قد وجد مَهَمَّة حياته. وفي وقت لاحق، قمت بمشاهدة اليوتيوب كنوعٍ من التسلية، لكن بدا لي أيضاً كما لو أنَّ اليوتيوب يريد أن يُشعرني بالنقص. فقد شاهدت "إليس ثرو" وهي تعزف على سبعة آلات، وتستخدم -في نفس الوقت- آلةً تمزج فيها تلك النغمات لخلقِ موسيقى مذهلة مليئة بالحياة. كما شاهدت جيم غافيجان وهو يقدم إحدى أجمل عروضه الكوميديَّة. أينما ذهبت، أرى من يعيش هدفه الأسمى. هذا يبعث على الإلهام بكل تأكيد، لكنَّه في المقابل يزعج ذلك الجزء الصغير جداً في نفسي؛ الجزء الذي يسألني: ماذا عنك؟

دلائل رسالتك:

لقد دفعتني أزمة الوجود تلك لأن أتمادى لحدِّ الجنون في البحث عن هدفٍ لحياتي. هل سمعتَ من قبل أنَّ شخصاً قد قرأ كتاب "ما هو لون مظلتك؟ - What Color Is Your Parachute" للكاتب ريتشارد نيلسون بولز ثلاثَ مراتٍ متتالية؟ حسناً، لقد عَرَفْت الآن: أنا هو ذاكَ الشَّخص.

واليوم -وأنا أكتب مقالي هذا- هو يوم عطلة رسمية. لكن بدلاً من أن أستريح، استيقظتُ باكراً لأقضي يوميَ وأنا أنظرُ في الثلاثة أشهر التي مضت من حياتي، وأخطط للأشهر الثلاثة التالية. وهو ما قمت به كل ثلاثة أشهر منذ عام 2012 من دون تقصير.

تلك هي عادات شخص مجنونٍ يا ناس. وأنا لا أهتم بذلك! فأنا كُلّيَ تصميمٌ على أن أكتشف رسالتي الخَفيَّة.

وبصفتي شخصٌ قد درسَ جميع جوانب الوصول للأهداف، يمكنني أخيراً أن أطلعكَ على مفتاح إيجاد هدفك. هل أنت مستعد؟

ها هو: "لا يوجد طريقٌ وحيدٌ للوصولِ للهدف"

إنَّ كل شخص ناجح يخلق مساره الخاص به وحده دون غيره، وكل مسارٍ يختلف عن البقية. وإن كان هناك شيء واحد مشترك بين أُولئك الناجحون الذين يعيشون هدفهم ورسالتهم في هذه الحياة؛ فهو أنَّهم قد فعلوا ذلك بطريقتهم الخاصة، وكانوا على أتمِّ الاستعداد للقيام بما يلزم لخلق حياةٍ أفضلَ لأنفسهم.

إليكَ فيما يلي خمس قصص نجاح حقيقية لا تصدق، والتي ستثبت لك أنَّه لا توجد وصفة سحرية لتحقيق النجاح. بل يجب عليكَ أن تفعل ذلك بنفسك. 5 قصص نجاح ستثبت لك أنَّه لا توجد وصفة سحرية لتحقيقه

أولاً: رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن:

جاسيندا أرديرن

في شهر أكتوبر من 2017، وهي في السابعة والثلاثين من عمرها، أصبحت جاسيندا أرديرن أصغر رئيسة وزراءٍ في العالم. لقد حصلت على نسبة تأييد فلكيَّة بلغت 76٪، وتم تكريمها في الخارج لقيادة بلدها بعد تعرضه لهجومٍ إرهابي، ضاربةً بذلك مثلاً يَحتَذِي به قادة العالم أجمع على صعيد الأمن القومي والقيادة الرشيدة وحُسن العلاقات مع السُّكان الأصليين. وأزيدك من الشِّعر بيتاً: هل تعلم أنَّ لديها طفلاً؟ وأنَّها قد أخذت إجازة أمومة أثناء توليها لمنصبها؟

إنَّها مثالٌ حيٌّ عن مدى النجاح الذي يمكن للمرأة أن تصل إليه في مكان العمل.

طريقها الاستثنائي نحو تحقيق غايتها:

تربت جاسيندا على عقيدة المورمون في بلدة صغيرة تُشتهر بنشاطات عصابات الماوري. فقد ترعرعت بين أطفال حفاة لا يجدون قوتَ يومهم. وبدأت حياتها المهنية السياسية بعد تخرجها من الجامعة، حيث عملت مع كل من رئيسة وزراء نيوزيلندا هيلين كلارك، ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير في وقتٍ لاحق.

طريقها الاستثنائي نحو تحقيق غايتها كان مباشراً جداً: فقد علمت منذ نعومة أظفارها أنَّ مصيرها يَكمُنُ في السياسة. ومع ذلك، فقد جلبتها ضربة حظٍ كبيرة إلى حيث هي: فقد حلَّ حزبها في المرتبة الثانية في انتخابات عام 2017، ولكن بمساعدة الحزب الذي حلَّ ثالثاً، شكلت جاسيندا حكومة ائتلافية، وتولَّت هي رئاستها.

إقرأ أيضاً: النجاح وأهميته في حياة المرأة، وقصص نجاح شخصيات نسائية

ثانياً: تشارلز بوكوفسكي، مؤلف وروائي:

تشارلز بوكوفسكي

لم يكن ذلك الكاتب الذي أطلقت عليه مجلة التايمز الأمريكية لقب "بطلَ الوجه الدنيء لأمريكا"، مثالاً جيداً على الحياة الذي نسعى لكي نعيشها، لكنَّه وبكل تأكيد، قد وجد رسالته في الكتابة.

فعندما لم يكن مغمىً عليه من شدة السُّكرِ قرب أحد المجاري، كان بوكوفسكي يَجِدُ وقتاً ليكتب آلاف القصائد ومئات القصص القصيرة وست روايات وأكثر من 60 كتاباً على مدى ستة عقود. الأمر الذي خلَّدَ بوكوفسكي -في حياته وبعد مماته- في الوجدان الأمريكي والعالمي على حدٍّ سواء. إذ تم تناوُلُ سيرة حياته في فيلمين من قبل كل من ميكي رورك ومات ديلون، كما تمت الإشارة إلى أعماله في العشرات من الأفلام والبرامج التلفزيونية والمؤلفات الموسيقية.

طريقهُ الاستثنائي نحو تحقيق غايته:

عندما كان مجرد طفلٍ ألمانيٍّ مهاجر في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، عاشَ بوكوفسكي طفولةً فقيرة، وتعرض للمضايقات من قبل زملاء صفِّه، وللضَّرب على يد والده الذي كان في أغلب أوقاته عاطلاً عن العمل. بدأ حياته المهنية اللامعة في مصنع للمخللات، وانتهى به المطاف في العمل كموظفٍ بسيطٍ في شركة البريد الأمريكية لأكثرَ من عقدٍ من الزمن. وقد حُفِرَت فلسفته في الحياة على شاهدة قبره: "لا تحاول".

لم تَكُن درب ذلك الرجل لتكون مليئةً بالحفر أكثرَ من ذلك، لكنَّه تابع كتاباته على الرغم من المحن، ولا يمكن لأحد أن ينكر أنَّه قد وجد غايته في الحياة.

ثالثاً: ديفيد جوجينز، جندي عمليات خاصة في البحرية الأمريكية وبطل الألترا ماراثون:

ديفيد جوجينز

لقد تم تصنيفه كأقوى رجل على قيد الحياة، ولديه سجل لكي يثبت به ذلك. فباعتباره جندي قوات خاصة في البحرية الأمريكية (Navy SEAL)، فهو أحد قلَّة من البشر الذين اجتازوا ذلك التدريب سيئ السمعة والمسمى "أسبوع الجحيم". لكن ما يميز هذا المهووس عن غيره، هو أنَّه قد فعل ذلك ثلاث مرات! كما تخرَّج من مدرسة "Army Ranger School" الحربية وخدم في أفغانستان. وعلى الرَّغم من سجل خدمته، إلا أنَّه معروف جيداً بمآثره في مجال اللياقة البدنية. لقد أنهى ما يقرب من 50 من سباقات الألترا ماراثون، محققاً المركز الأول ثماني مرات.

قد تسألني ما هو الألترا ماراثون؟ حسناً. إنَّه سباق يجتمع فيه ثُلَّة من المجانين ليركضوا ما بين 30 و150 ميلاً، وأحياناً لمدة 24 ساعة متواصلة. ياله من جنون. هل ذكرت لك أنَّ ديفيد قد احتفظ بسجل عالمي في العقلة لفترة من الوقت؟ لقد قام بـ 4030 منهم في 17 ساعة.

طريقهُ الاستثنائي نحو تحقيق غايته:

لا عجب أنَّ هذا الرجل قوي؛ إذ عاشَ حياةَ بؤس وشقاء. فقد أجبره والده الطاغية على العمل في فرقة الديسكو العائلية منذ أن كان في السادسة من العمر. واعتاد أن يضربه رفقة والدته وأخيه إلى أن فروا إلى بلدةٍ صغيرة في ولاية إنديانا. ونظراً لكونه الطفل الأسود الوحيد في المدرسة، وفقيراً معدماً، فقد أصيب بالتأتأة وبدأ شعره يتساقط من تلك البيئة المسمومة التي عاشَ بها. وشقَّ طريقه بصعوبة في المدرسة، وبحلول سنوات المراهقة كان بالكاد يستطيع القراءة.

وفي أواخر التسعينيات، كان ديفيد شابَّاً سميناً بوزن 300 رطل (136 كيلو غرام)، ويعمل في إبادة الصراصير. لكنَّه وضع نصب عينيه أن يصبح جندي عمليات خاصة في البحرية الأمريكية، وعمل على ذلك بقوة لدرجة أنَّه خسر 106 رطلاً في ثلاثة أشهر، محولاً حياته لأسطورة. وهو اليوم متحدث تحفيزي، والكتاب الذي ألفه يعتبر أحد أكثر الكتب مبيعاً.

رابعاً: الناشطة والمخططة العمرانية جين جاكوبس:

جاين جاكوبز

لم يكن لدى إحدى أكبر المخططين العمرانيين في التاريخ، أيَّ تدريبٍ رسمي. لكنَّها رأت الجنون الذي تمثَّلَ في بناء الطرق السريعة بدلاً من الأحياء السكنية. وقد غيَّرت من خلال نشاطها، الطريقة التي تُبنى بها المدن. وجذب نشاطها ذاك دعم مؤسسة مؤسسة روكفلر، مما أحرج النادي الشبابي للتخطيط العمراني في حقبة الخمسينيات. ولا يزال كتابها الملحمي "موت وحياة مُدنٍ أمريكية - The Death and Life of American Cities" الذي صدر عام 1961، أحد أكثر الكتب تأثيراً بالنسبة لطلاب التخطيط العمراني. وعلى الرَّغم من أنَّها قد توفيت عام 2006، إلا أنَّ اسمها مازال يُستخدم كصيحة مدوية من أجل الحثِّ على القيامِ بتنميةٍ تضع الناس في المقام الأول.

طريقها الاستثنائي نحو تحقيق غايتها:

درست كاتي في الجامعة الجيولوجيا وعلم الحيوان والقانون والعلوم السياسية والاقتصاد، وانقطعت عن الدراسة من دون أن تحوزَ على أيِّ شهادة جامعية، أو أي نوع من التدريب الرسمي في مجال التخطيط العمراني.

بدأت حياتها المهنية في العمل كمساعدة غير مدفوعة الأجر لدى إحدى الصحف، ثم أصبحت كاتبة اختزال وبدأت أولى خطواتها في الكتابة بصفتها فريلانسر. وبمتابعتها لشغفها بالتخطيط العمراني، تعرضت جاين لازدراء مجتمع التخطيط العمراني الذي يسيطر عليه الذكور، وتم وصفها بـِ "ربة منزل لم تنل تعليماً رسمياً". "من هي هذه السيدة المجنونة؟"، تساءل ناشر مجلة "Fortune" عقبَ انتقاداتها لمشروع تجديدٍ عمرانيٍّ شهير.

إقرأ أيضاً: 5 عوائق تمنع المرأة من الوصول إلى النجاح في العمل

خامساً: الرئيس التنفيذي مايكل سينجر:

مايكل ألان سنجر

من بين هذه القصص الخمسة لتحديد الأهداف، يُعَدُّ مايكل هو الأكثر روعة، وأفضل مثال يُبَيِّنُ لنا كيف أنَّ العثور على هدفك غالباً ما يكون ضربةَ حظٍّ أكثر من كونه خطة محكمة. إذ إنَّه مثالٌ حيٌّ على المقولة الرائعة "قدَّر الله وما شاءَ فعل".

كان لدى مايكل خطة. خطَّةً تقتضي بأن يختبئ في أرضه في غابات ألاتشوا بولاية فلوريدا، ويمارس التأمل يومياً. ثم أتت امرأة وبنت منزلاً بجواره، وكانت تلك بداية مجتمع التأمل الروحي الذي ما زال يزدهر حتى يومنا هذا. وأثناء عملية بناء مكانٍ للتأمل، لاحظ النَّاس أنَّ مايكل كان لديه مهارةٌ في البناء. وفجأة، ولدت شركة البناء خاصته. وأثناء تواجده في أحد سلسلة متاجر راديو شاك، وقع مايكل في حب حاسب TRS-80، وعلَّم نفسه البرمجة. في الواقع، قام بإنشاء برنامج يسمى "المدير الطبي" يهدف لرقمنة السجلات الطبية، والذي يوجد الآن في متحف سميثسونيان باعتباره برنامجاً ذا أهمية وطنية. لتندمج شركته لاحقاً مع شركة "Web MD"، ويصبح الرئيس التنفيذي لتلك الشركة التي تبلغ قيمتها مليار دولار.

كما رأينا إذاً، فإنَّ رسالة مايكل قادته ومن غير قصدٍ منه لأن يصبح أحد رواد الأعمال.

طريقهُ الاستثنائي نحو تحقيق غايته:

يمكنك أن ترى كيف أنَّ طريقه كان عشوائياً وغيرَ مترابط، ولكن الأمر الأكثر إثارة هو أنَّه لم ينطلق أبداً لتحقيق أيٍّ من نجاحاته. بل على النقيض من ذلك، فقد قام في مرحلةٍ مبكرة من حياته باتخاذ قرارٍ يذكرنا بشعار بوكوفسكي؛ "لا تحاول".

لقد علَّلَ ذلك لنفسه بأنَّ يوجد قوىً خفيَّة أبقت الكون في حالة مثالية لمدة 14 مليار عام. وعلى الرغم من أنَّه كان لديه رغبات وميول، فمن هو ليعطي الأولوية لرغباته على حسابِ هذا الذكاء الكوني؟.

لقد اتخذ قراراً جذرياً بالاستسلام لذلك الذكاء، وقام بفعل كل ما وضعت الحياة العملية في طريقه. الأمر الذي قاده مباشرة إلى رسالته وذروة نجاحاته.

كيف تساعدك تلك القصص في العثور على رسالتك؟

هناك مجلة أدبية تدعى "ذا باريس ريفيو" والتي تقوم منذ عام 1953 بإجراء مقابلات صحفية مع كبار المؤلّفين، وتسألهم عن عملية التأليف التي تخصهم. يا لِدَهشَتِي عندما قرأت أنَّه لم يكن لأيٍّ منهم عاداتُ كتابة تشبه البقيَّة. وعندما بدأت العمل ككاتب، ساعدني ذلك كثيراً في معرفة أنَّه لا توجد توليفة واحدة لكتابة عملٍ رائع، بل أنت من تخلق طريقتك الخاصة.

لقد توصلت لنتيجةٍ مفادها أنَّ الأمر يسري أيضاً على رسالتنا في هذه الحياة. فطريقك لتحقيق غايتك لن يُشبه طريقَ أيِّ شخصٍ آخر. لذا توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين. وحاول إيجاده؛ حاول وحسب!!

المصدر




مقالات مرتبطة