5 عادات تساعدك على التعامل مع الرفض بلباقة

يخشى كثيرٌ من رواد الأعمال وأرباب الأعمال والمندوبين من الرفض، فإذا كُنتَ مثل معظم الناس فإنَّ أولى ذكرياتك منذ الطفولة كانت: "لا يمكنك الحصول على كعكة" أو "لا يمكنك الخروج الآن"؛ فمنذ سن مبكرة تعلَّمْنا التراجع عن كلامنا، ولكن إذا لم تتمكن من التغلُّب على مقاومتك للرفض فلن تتمكن أبداً من تحقيق أهدافك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة شاري ليفيتين (Shari Levitin)، والتي تحدثنا فيه عن 5 عادات تساعدك على التعامل مع الرفض بلباقة.

يُشبِّه زميلي النَّجاحَ بالتسلُّق على أشجارٍ نحيلة الأغصان، ويقول: "إنَّ أهمَّ فضيلة للنجاح هي الشجاعة"؛ حيث يأخذ أصحاب الأداء الأفضل الفُرَصَ؛ فإنَّهم يضعون استراتيجيات لمواجهة الرفض وتقبُّل أنَّ الفشل هو نقطة توقُّف ضرورية على طريق النَّجاح، وعلى مر السنين طَوَّرتُ طرائق تساعدني في مواجهة مخاوفي وتنمية الشجاعة حيث ظننت أنَّه لا وجود لها. وإليك 5 عادات ساعدتني على معاملة الرفض بلباقة:

1. عَدُّ الرفضِ حافزاً:

فكر للحظةٍ في رواد الأعمال الناجحين وقادة الفكر وإنجازاتهم، وأنا أضمن أنَّهم جميعاً تركوا بصماتهم في مواجهة معارضات كبيرة، وبمجرد أن تدرك ذلك يمكنك القيام بذلك أيضاً.

  1. رُفِضَت المؤلفة ج. ك. رولينج (K. Rowling) عشرات المرَّات قبل أن تَقبَلَ دارُ نشر صغيرة في لندن (London) نشر سلسلة هاري بوتر (Harry Potter)، ذلك كلُّه بسبب إصرار ابنتها البالغة من العمر 8 سنوات على أن تواصل رولينج تقديم كتابتها.
  2. قالت شركة ديكا ريكوردز (Decca Records) لفرقة البيتلز (Beatles): "نحن لا نحبُّ أصواتكم، وعزف الجيتار سيِّئ".

الشجاعة هي الفضيلة التي تمكّن الناس من تجاوز الرفض وأن يصبحوا أقوى، فلن ينجو أحدٌ من الألم والمعاناة والفشل، ولكن من الألم تأتي الشجاعة، ومن الشجاعة تأتي القوة والنجاح.

2. اتِّخاذ إجراءات ضخمة:

يقول رئيس جنوب إفريقيا (South Africa) الراحل نيلسون مانديلا: "تعلمتُ أنَّ الشجاعة لم تكن غياب الخوف؛ بل الانتصار عليه، والمرء الشجاع ليس الذي لا يشعر بالخوف؛ بل الذي ينتصر على هذا الخوف".

  1. المكالمة التي تخشى إجراءها هي المكالمة التي يجب عليك إجراؤها.
  2. السؤال الذي تخشى طرحه هو السؤال الذي يجب أن تطرحه.
  3. المحادثة التي تخشى خوضها، يجب أن تجريها.

في الوقت الحالي اكتب قائمةً بالأشخاص العشرة الذين تخشى الاتصال بهم أو تشعر بالحرج الشديد في الاتصال بهم فهذا هو الجزء السهل، أمَّا الجزء الصعب _ ولكنَّه الأكثر إرضاءً _ يأتي بعد ذلك؛ لذا ارفع الهاتف أو اطرق أبوابَهم، وتواصل مع هؤلاء الأشخاص، وابحث عمَّا تريد.

إقرأ أيضاً: 3 أخطاء يرتكبها رواد الأعمال حين يتعرضون للرفض

3. مواجهة مخاوفك:

كلُّنا لدينا مخاوف ولستُ استثناء، ولكن عندما أميز بالضبط ما هي مخاوفي وأسأل نفسي ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث؟ أشعر بخوف أقل؛ فأسوأ ما يمكن أن يحدث هو أنَّني قد أشعر بالحرج أو عدم الجدارة وهذا ليس سيِّئاً مثل عدم السعي إلى ما أريد، وأفضل شيء يمكنك القيام به عندما تكون خائفاً هو أن تغامر وتتحلّى بالجرأة وتخبر صديقاً أو منتوراً ما هي أكبر مخاوفك بالضبط، وإليك أكبر مخاوفي:

  1. لن أكون جيداً مثل شخص محدد.
  2. أنا حقاً لا أعرف ما أفعله.
  3. لن يكون لدي أي شيء جديد لأقوله.
  4. لستُ شخصاً هامَّاً.
  5. سوف يضحك الناس عليَّ.
  6. حياتي ليست ذات أهمية.

كان ذلك صعباً ولكنَّني أشعر بتحسن الآن، وستشعر بالتحسن إذا حاولت ذلك؛ لذا توقف لحظة واكتب أكبر مخاوفك، فما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث إذاً؟

4. فهم سبب الرفض:

الشجاعة ليست غياب الخوف؛ بل الانتصار عليه، فعندما تزيد كفاءتك تزداد شجاعتك؛ حيث ستتعرَّض للرفض في كلِّ مرحلة من مراحل العمل:

  1. البحث: الرؤساء التنفيذيون أو المُقرضون أو المُرشحون المحتملون لا يرُدون على مكالماتك، ولا يردُّ أحد على رسائل البريد الإلكتروني التي ترسلها، ولا يتواصل معك الأشخاص الذين وعدوا بالرد عليك.
  2. في أثناء التفاوض: تلاحظ أنَّ أذرُع من تُفاوضُهم متصالبة ويفضِّلون الانشغال بهواتفهم الشخصية على الإصغاء إليك، ويريدون فجأة المغادرة لحضور اجتماع عاجل.
  3. الاعتراضات: يقرؤون لك قائمة طويلة بالأخطاء ولماذا منافسك أفضل منك، وأنَّ منتجك باهظ الثمن، وخدمة العملاء رديئة.

وإليك أساليب مفيدة يمكنك استعمالها عندما تتعرض للرفض:

1. الإصغاء جيداً قبل الرد:

لا تكن دفاعياً، ودع الشخص الآخر ينهي أفكاره، واسأل نفسك الآن، هل كلامه صحيح؟ فالعديد من الاعتراضات صحيحة، والطرف الآخر يحتاج فقط إلى مزيد من المعلومات، كما يختبرك بعضُهم لمعرفة ما إذا كنت ستجيب على مخاوفهم بصدق.

2. الإجابة على السؤال بسؤال:

أصغِ جيداً وتبيَّن أسباب الرفض من خلال السؤال عنها فهذه طريقة فعالة للغاية لتقليل الغموض، وتذكر أنَّ الأسئلة غالباً ما تكون اعتراضات مقنعة.

3. معرفة متى يجب أن تتخلص من رفضهم:

حيث يسألون سؤالاً بعد سؤال، ويُظهرون قلقاً بعد قلق، ويبدو الأمر كأنَّه بحر لا نهاية له من الرفض، فلا تستسلم وبدلاً من ذلك اطرح سؤالاً يعزل مخاوفهم واصغِ جيداً للرد.

شاهد بالفديو: 7 نصائح للتخلص من التفكير في إخفاقات الماضي

5. استخدام الفكاهة:

عندما يتعلق الأمر بالتفاوض أو التوظيف أو الترويج "لا" لا تعني الرفض؛ حيث يتطلب الأمر مثابرة وشجاعة لتحقيق ما تريد، فعندما تسمع كلمة "لا" تحايل على الأمر من أجل إجراء عملية بيع أو الحصول على الصفقة أو التغلب على منافسيك.

يقول رواد الأعمال العاديون أشياء مثل: "لقد تركت رسالة ولم يعاود الاتصال أو لقد أرسلت بريداً إلكترونياً ولكن لم أحصل على إجابة، إنَّهم ليسوا مهتمين بعرضي".

في هذه الأيام أصبح الناس أكثر انشغالاً من أي وقت مضى؛ بسبب كثرة المعلومات، فإذا كان ردهم الأول بالرفض فقد لا يكون السبب أنَّهم غير مهتمين؛ الأمر فقط أنَّ أولويتك ليست أولويتهم حتى تجعلها أنت كذلك.

وآخر شيء تريد القيام به هو جذب شخص ما باستمرار بنفس الطريقة مع نفس الرسالة؛ لذا جرب شيئاً مبتكراً؛ فعلى سبيل المثال حصلتُ على أحد أكبر العقود لي حتى الآن من خلال إرسال بيتزا وقصيدة إلى مسؤول تنفيذي مشغول لم يرد على مكالماتي؛ حيث قالت لي مساعدتُه مراراً: "إنَّه في اجتماع".

ظننتُ أنَّ هذا الرجل المسكين دائماً في اجتماع وربَّما لا يخرج للتنزه أو لتناول الغداء أو للتمرين، ولست متأكدةً من أنَّه يأكل حتَّى؛ لذا سألت مساعدته: "هل تناول الغداء؟" فأجابتني" "لا"، فسألتها: "ما هو أفضل مطعم للبيتزا؟" وقالت لي: مطعم باوليز (Pauli’s) في نهاية الشارع، ثمَّ أجبتها: "عظيم! سأشتري بيتزا وأرسلها إلى المكتب، وسأطلب ما يكفي للجميع، وسأرسل لك قصيدة بالفاكس، هل تمانعين في إرفاقها بصندوق البيتزا قبل أن تقدمي البيتزا له؟" ضحكت وفعلت كما طلبت.

ثمَّ تلقيت مكالمة خلال 90 دقيقة وكانت النتيجة صفقة كبيرة جداً، فالشجاعة ليست شيئاً يحدث لك؛ بل تخلقها من خلال أفعالك ويجب ممارسة الشجاعة، فإذا انتظرت حتى يزول الخوف لاتخاذ إجراء فقد لا يأتي الإلهام أبداً.

المصدر




مقالات مرتبطة