5 عادات أسبوعية لعيش حياة هادفة

تُعَدُّ المعلومات التطبيقية في مجال تطوير الذات هامة جداً وشديدة الفاعلية فيما يرتبط بتحسين نوعية حياة الفرد، فقد بدأتُ أتساءل في الآونة الأخيرة فيما إذا كان ثمة تغييرات إيجابية في حياة الأفراد الذين يقرؤون كتباً ومقالات، وفيما إذا كانت كتاباتي على وجه الخصوص تساعد الآخرين فعلياً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "سامي فيليس" (Samy felice)، ويُحدِّثنا فيه عن 5 عادات أسبوعية تساعدنا على عيش حياة هادفة.

عندما يخفق الكتاب أو المقال في تحفيز القارئ، بحيث يعجز الأخير عن تطبيق الأفكار تطبيقاً فعلياً في حياته، فعندها نحن أمام خيارين: إمَّا أنَّ الكتاب لا يوافق احتياجات القارئ؛ أي إنَّه اختار الكتاب الخاطئ بالأساس، أو أنَّ الكاتب لم يحسن تأليف محتوى يستطيع القارئ أن يطبقه في حياته؛ وبهذا أنصحك أن تطالع الكتب والمقالات التي يمكن أن تساعدك على تحسين جوانب الضعف والفوضى في حياتك.

يمكن للكتاب أو المقال الواحد أن يحسن نوعية حياة الفرد بنسبة 1-5% فقط؛ لكنَّك عندما تقرأ المعلومات من عدد كبير من الكتب وتطبقها، فإنَّ هذه النسبة ترتفع وتؤدي إلى إحداث تغييرات إيجابية وبارزة ودائمة في حياتك، لا سيَّما على صعيد الإنتاجية والسعادة، وآمل أن يساعدك هذا المقال على تحسين نوعية حياتك ولو بنسبة 1% على الأقل.

يقول الممثل والفيلسوف الصيني الأمريكي "بروس لي" (Bruce Lee): "حريٌّ بالمرء أن يركز على الأمور النافعة، وينأى بنفسه عمَّا لا طائل منه، ويتبع شغفه في جميع تجارب حياته".

إليك فيما يأتي 5 عادات أسبوعية لعيش حياة هادفة:

1. تخصيص مزيد من الوقت لقراءة كتب ومقالات تساعدك على تحسين جودة حياتك:

يمكنني أن أقضي ساعات في قراءة الكتب التاريخية بمنتهى المتعة، وعلى الرغم من إدراكي وتقديري للعبر المستفادة من التجارب التاريخية، إلَّا أنَّني وجدت أنَّ فوائد هذه الكتب في تحسين السلوكات وتنمية الشخصية محدودة جداً.

من هذا المنطلق يُنصَح بقراءة الكتب والمقالات المرتبطة بعلم النفس، وتغيير العادات، وإدارة الوقت، والصحة، والروحانية وما يماثلها من موضوعات؛ لأنَّ المعارف التي يكتسبها الفرد من مطالعة هذه الموضوعات تؤثر في أساسيات حياته.

عندما يكون المرء على دراية بالعادات اليومية التي تحسن مزاجه، ويطبقها في حياته اليومية فإنَّه سيصبح إنساناً أسعد، وعندما يطلع على الأطعمة الصحية ويتبع نظاماً غذائياً يلائم احتياجات جسده فإنَّه سيحظى بالعافية الجسدية والنفسية ويؤدي أعماله باحترافية.

عليك أن تنظر في الجوانب التي تستدعي التحسين في حياتك، وتختار على أساسها موضوعات الكتب والمقالات التي تطالعها، بحيث تساعدك على تغيير سلوكاتك؛ فعلى سبيل المثال عندما شعرتُ بأنَّ مهاراتي في إدارة الوقت تستدعي التحسين بدأت شخصياً بقراءة مزيد من الكتب عن هذا الموضوع، يقول الكاتب الأمريكي "نابليون هيل" (Napoleon Hill): "المعرفة عبارة عن طاقة كامنة يَشترِط تفعليها والاستفادة منها وتنظيمها ضمن خطط عملية محددة، وموجهة صوب تحقيق هدف محدد".

شاهد بالفيديو: 7 نصائح تساعدك على قراءة الكتب بفعالية

2. إغلاق الهاتف الذكي لمدة يوم كامل كل أسبوع:

أقوم شخصياً بضبط هاتفي الجوال على وضع الطيران في كل ليلة وأحرص على إخراجه من غرفة النوم، ثمَّ أقوم بإلغاء تفعيل الوضع بعد القيام بروتيني الصباحي في اليوم التالي، وتغمرني السعادة عندما أتلقى الرسائل والإشعارات الجديدة من أحبتي.

تجدر الإشارة إلى أنَّني لا أستخدم هاتفي حتى أنتهي من عاداتي اليومية الصباحية كممارسة التأمل، وتمرينات التمدد، والقراءة؛ وبهذه الطريقة أبدأ يومي بهدوء دون أن أشتت فكري بالمستجدات والمسائل التي تفرضها الرسائل والإشعارات الجديدة.

أحرص عموماً على إنجاز الأولويات في يوم بداية الأسبوع، بحيث أركز جهودي على إتمام المهام الضرورية، حينها حتى أشعر بأنَّني متقدم في عملي ولا أتعرض للإجهاد في بقية أيام الأسبوع، وبناءً عليه أقوم بتفقُّد هاتفي المحمول في الصباح في يوم بداية الأسبوع، ثمَّ أغلقه لبقية اليوم مؤجلاً تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، والاطلاع على المكالمات الفائتة، والرسائل النصية حتى اليوم التالي.

في حال لم أستطع إغلاق هاتفي في يوم بداية الأسبوع لأنَّني أنتظر مكالمة ضرورية على سبيل المثال فإنَّني أؤجل العملية إلى يوم آخر، وساعدتني هذه العادة على إنجاز المهام العاجلة في وقتها دون أن أعاني أيَّةَ تراكمات، كما أنَّني تخلصت من إدمان استخدام هاتفي المحمول في بقية الأسبوع.

حتى أنَّني قمت بتنصيب تطبيق "تايم يوزد" (TimeUsed) على جوالي وهو تطبيق يعمل على أجهزة "أندرويد" (Android) (يقابله تطبيق "مومينت" (Moment) على أجهزة "آيفون" (iPhone)، فتقوم هذه التطبيقات باحتساب وقت النظر إلى الشاشة؛ أي مدة استخدام الهاتف المحمول يومياً.

عليك النظر في إمكانية إغلاق هاتفك المحمول ليوم كامل في الأسبوع، ف يُقال: "إنَّ الإنسان يُفوِّت على نفسه فرصة الحياة عندما يدمن استخدام هاتفه المحمول".

3. تناول وجبة الفطور أو الغداء نفسها كل يوم:

يتخذ الفرد يومياً كثيراً من القرارات الصغيرة، ويهدر كثيراً من طاقاته الذهنية في أثناء ذلك، لا سيَّما عند التفكير بوجبات الطعام، فثمَّة أطعمة معينة تؤثر بشدة في طريقة تفكير الإنسان وشعوره.

على الأرجح أن تشعر بالانزعاج عندما تتناول وجبة كرواسون مع الزبدة والمربى قبل التمرين الرياضي، أو تتناول وجبة حبوب إفطار جديدة قبل الذهاب إلى العمل.

عندما تتناول الأطعمة نفسها يومياً في إحدى وجباتك، فأنت تخفض من احتمال تناول أصناف تلحق الضرر بعملياتك الحيوية بنسبة الثُلث (على افتراض أنَّك تتناول 3 وجبات يومياً) من جهة، ومن مستويات الإجهاد والإرهاق المتعلق باختيار الأطعمة من جهة ثانية.

يمكن أن يجادل بعضهم بأنَّ تناول أصناف الطعام نفسها في إحدى الوجبات اليومية سيغدو مزعجاً مع مرور الوقت؛ لكنَّني أظنُّ أنَّ تخصيص مجموعة من الأطعمة المفضلة لديك في إحدى وجباتك اليومية لن يصبح مملاً قبل مضي 3 أشهر على الأقل، ويمكنك عندما تبلغ هذه المرحلة أن تغير الأصناف مجدداً بهدف التنويع.

يجب أن تعد قائمة بالأطعمة الصحية التي تحبها وتستطيع تناولها يومياً، فيقول المؤلف الأمريكي "ماسون كاري" (Mason Currey): "يعزز الروتين الثابت من الطاقات الذهنية، ويساعد على تجنب تقلبات المزاج المضنية".

4. اختيار نشاطات ممتعة لتقوم بها ليلاً في نهاية أيام العمل:

يمكن أن يجعل العمل الإنسان يتصرف بجدية وحِدَّة وتجرد من المشاعر عندما لا يحرص على الاستمتاع بوقته من حين لآخر، فعندما يخطط الإنسان للقيام بنشاط ممتع في نهاية اليوم، فإنَّه سيبقى متحمساً طوال النهار بصرف النظر عن كم المسؤوليات والالتزامات المترتبة عليه؛ لأنَّه ينتظر القيام بنشاطات محددة يحبها وترفِّه عن نفسه في نهاية يوم العمل.

قد تكون هذه النشاطات قضاء بعض الوقت مع حيوانك الأليف، أو مشاهدة التلفاز مع أحد أحبتك، أو حضور فعالية اجتماعية، أو مقابلة الأصدقاء، تقتضي الفكرة بصورة أساسية عقد النية على القيام بنشاط معين سابقاً حتى يكون لديك ما تتوق إليه في نهاية اليوم.

لقد لاحظت أنَّني لا أنعم بنوم هانئ في الليل، وأكون أقل سعادة وأكثر حدةً عند استيقاظي صباحاً عندما أخلد إلى النوم من دون القيام بأحد النشاطات الممتعة، كما لاحظت النتيجة نفسها مع الآخرين، ومن هذا المنطلق أنصحك بالقيام بنشاطات ممتعة تحفزك يومياً.

يجب أن ترفه عن نفسك في نهاية يوم العمل دائماً وأبداً، فتقول الحكمة: "الإكثار من العمل وإغفال النشاطات الترفيهية يجعل الإنسان مملاً".

إقرأ أيضاً: مفتاح السعادة هو المرح والترفيه

5. تدوين الأخطاء والهموم:

كثيراً ما يقسو الفرد على نفسه عندما يقترف الأخطاء ويتعرض للمشكلات الصغيرة اليومية، لا مفر من بروز هذه المشكلات يومياً؛ وبالنتيجة يستمر شعور الإنسان بالإحباط والخيبة مع تفاقم الأزمات وتزداد مشاعر تقريع الذات مع مرور الوقت يوماً تلو آخر حتى يُصاب الإنسان بالتعاسة ولا يشعر بالرضى حيال أي جزئية في حياته.

تنجم هذه السلوكات عن معايير العقلية المثالية التي تربط رضى الإنسان عن حياته بانعدام الهموم والأخطاء؛ لذا يجدر بالمرء أن يتقبل مشاعر الضيق الناجمة عن ضغوطات الحياة، ويتصالح مع حتمية بروز المشكلات والمنغصات على نحو طبيعي في بعض الأيام، ويترفع عن معايير العقلية المثالية التي تناقض منطق الحياة الطبيعي، حتى لا يصاب بالإحباط عندما يكتشف الواقع وما يحمل في جعبته من مفاجآت سارة حيناً ومضنية حيناً آخر.

بالنسبة إلي فأنا أحتفظ بملاحظة صغيرة في تطبيق "غوغل كييب" (Google Keep) تحت عنوان "صندوق الهموم والمشكلات"، فأدوِّن في هذه الملاحظة جميع الأفكار السامة التي تخطر لي، وقد لاحظت أنَّ ضجيج أفكاري وضيقي يستكين بمجرد الاعتراف بوجود المشكلة، فلنقل أنَّني تناولت وجبة طعام غير صحي الليلة الماضية؛ وبالنتيجة لم أنعم بنوم هانئ فإنَّني سأكون أمام خيارين لا ثالث لهما: أن أسمح لهذا الخطأ بعرقلة نهاري اليوم، أو أن أعترف به من خلال تدوينه في مذكرتي.

عليك أن تتخلص من سيطرة الأفكار السلبية عليك من خلال تدوينها، فتقول المستشارة "كارلا هيلبرت" (Karla Helbert): "يساعدنا تصنيف أفكارنا على فصل هويتنا الذاتية عن الفكرة بحد ذاتها".

إقرأ أيضاً: كيف يمكن لِعَيشِ حياةٍ هادفة أن يجعلك أكثر سعادة ورضا

في الختام:

لقد ناقش هذا المقال 5 عادات أسبوعية مفيدة يجب أن تطبقها حتى تعيش حياة هادفة وتنعم بالنجاح والسعادة، وتكون راضياً عن تجاربك.




مقالات مرتبطة