5 طرق للتخلُّص من المعتقدات المُقيِّدة

ما هي المعتقدات التي تقيِّدُ قدراتِنا؟

إنَّ معتقداتِنا تؤثِّر في حياتنا أكثر ممَّا ندرك شئنا أم أبينا؛ لكنَّ بعضاً منها ليست إلَّا أعذاراً نختلقُها في معظم جوانب حياتنا؛ فحين يرتبط الأمر بصحتنا نتحجَّج بافتقارنا إلى الوقت والطاقة لممارسة الرياضة، وفيما يخصُّ علاقاتِنا نتذرَّع بانشغالنا في العمل ما يمنعنا من بناء العلاقات التي نرغب فيها حقاً، وفيما يخصُّ حالتنا المادية نتذرَّع بافتقارنا إلى الخبرة التجارية أو رأس المال، ما يمنعنا من الاستثمار.



5 طرق للتخلُّص من المعتقدات المُقيِّدة:

إليك خمس طرائق فعالة للتخلُّص منها:

1. تغيير طريقة تفكيرك:

في كلٍّ من الحالات السابقة تؤدي معتقداتُنا المُقيِّدة إلى النتائج نفسِها دائماً؛ ممَّا يزيدُ إيمانَنا بها؛ وبذلك تستمرُّ في تقييدنا والحدِّ من قدراتِنا، وأبسط طريقة لتغيير معتقداتنا هي تغيير طريقة التفكير التي توصلنا إلى النتائج غير المرغوبة في المقام الأول.

حين نتمكَّن من ملاحظة تغيُّر النتائج ندرك أنَّ تغيير طرائق تفكيرنا من شأنه تغيير حياتنا.

2. تخيُّل ما تريدُ تحقيقه:

من السهل القول إنَّنا نستطيع تغيير النتائج بمجرد تغيير طريقة تفكيرنا، ولكن كيف يمكننا تغيير أفكارنا نحو الأفضل إن كنَّا نواجه صعوبة الإيمان بهذه الأفكار الجديدة؟ نقع في هذه الحالة أمام التناقض بين ما نُفكِّر فيه وما نؤمن به، وفي النهاية تتفوَّقُ معتقداتُنا على ما نريدُ التفكيرَ فيه.

الخيال هو الحل؛ إذ يعمل الخيال جسراً بين ما نحن عليه في ظروفنا الحالية وما يمكن أن نكون عليه في ظروفٍ مختلفة، ويتيح لنا حريَّة الانتقال من واقعنا إلى حيث نريد؛ لذا حين تتخيل النتائج التي تريدها يومياً يتغير تفكيرُك تدريجياً مع مرور الوقت، وسرعان ما يصبح ما كان مستحيلاً في السابق ممكناً.

إذ تبدأ بالشعور بالرضى؛ لأنَّك في مخيلتك تكون الشخص الذي تريد أن تكون عليه، ويدفعك هذا الشعور بالرضى إلى السعي نحو ما تريده حتى ولو بدا بعيد المنال ومستحيلاً، ومع مرور الوقت ستبدأ في الإيمان بما هو مستحيلٌ، وإن كنتَ تغادرُ مخيلتك مستاءً فمن المحتمل أن يكون ما تريده لا يناسبك، الأمر بهذه البساطة.

يؤمن الجميع بضرورة التفكير بصورة منطقية، ونميل إلى الاعتقاد بأنَّ التفكير بناءً على مشاعرنا هو أمر غير منطقي أو عقلاني، لكن حين تكون قادراً على الموازنة بين المنطق والعقلانية والشعور بالرضى معاً، فأنت تسير في الاتجاه الصحيح.

شاهد بالفيديو: 10 معتقدات إيجابية يجب أن تتبناها

3. تغيير وجهة نظرك:

إذا كان ما تريده ما يزال يبدو مستحيلاً بأيِّ حال من الأحوال فحاول تغيير وجهة نظرك، واسأل نفسك عمَّا كان سيفعله من يمتلك ما تريدُه أو فعل ما تسعى إلى تحقيقه لو كان في مكانك، ثمَّ ابدأ بالعمل اقتداءً به.

قبل كل شيء كن شجاعاً وتقبَّل الفشل، واستمر بالمحاولة، فمن المحتمل أن تفشل مئات المرات قبل أن تجد النجاح؛ إذ إنَّ معرفة الطرق المسدودة لا تقلُّ أهميةً عن معرفة الطرق التي تؤدي إلى النجاح؛ ففي النهاية نحن نتعلم من أخطائنا أكثر بكثير ممَّا نتعلم من النجاح، ومع مرور الوقت ستعزز حدسك الذي ينتج من الخبرة والمعرفة، والطريقة الوحيدة لتحصيل الخبرة والمعرفة التي تعزز حدسك هي الاستمرار في تجربة أشياء جديدة.

4. التأمُّل يومياً:

يساعد التأمل على قبول الأفكار التي تراودك دون انتقادها، فلا يمكن لأيِّ فكرة أو معتقد التأثير فينا ما لم نؤمن بها، في حين يخدم التأمل غرضاً آخر؛ إذ يبني قوَّة الإرادة، وقوة الإرادة كالعضلات علينا تمرينُها باستمرارٍ كي تصبح أقوى، فعندما نبني إرادةً صلبةً نستطيعُ التركيز أكثر فأكثر على ما نريده؛ ما يدفعنا إلى تغيير مجرى الأمور إلى الأفضل يومياً.

حين نتخيَّل ما نريده نبدأ أيضاً بتغيير وجهات نظرنا؛ ما يساعدنا على اكتشاف السبيل لجعل ما نريده ممكناً؛ لأنَّنا في مخيلتنا نستمر في رؤية ما نريده حقاً كما لو أنَّنا حقَّقناه بالفعل ونقنع عقولنا بذلك، ثمَّ مع مرور الوقت نبدأ في بناء ما يُعرف بذاكرة المستقبل، وهي ذكرياتنا التي تحدث في المستقبل؛ أي الذكريات التي نكوِّنها حين نفكِّر بشخصياتنا المستقبلية ونسأل ماذا فعلنا للوصول إلى ذلك المكان، وبالعودة إلى واقعنا الحالي نبدأ في فعل هذه الأشياء وتجربتها.

إقرأ أيضاً: 8 خطوات تساعد المبتدئين على تعلُّم رياضة التأمل

5. الجمع بين النقاط السابقة:

إذا لم تكن راضياً عن اتجاه حياتك، فابدأ بأخذ النتائج التي تحصل عليها بالحسبان، ثمَّ غيِّر طريقة تفكيرك لتغيير تلك النتائج؛ لكنَّ تغيير طريقة تفكيرك ليس أمراً سهلاً؛ لأنَّ تفكيرنا يأتي أساساً من أنماط تفكير الأشخاص الذين نحتكُّ بهم وآلياته؛ لذا نحتاج إلى الإبداع في مخيلتنا لرؤية ما نريده حتى لو بدا مستحيلاً في ظروفنا الحالية.

في كثير من الأحيان من الضروري تغيير وجهة نظرك باستخدام خيالك، فعندما تبدأ بالشعور بالرضى عمَّا تراه في تصوراتك اعلم أنَّه ما يناسبك حقَّاً؛ وبذلك أنت تسير في الاتجاه الصحيح.

سيؤدي هذا الشعورُ الإيجابيُّ دوراً فعَّالاً عندما تتأمل وتُدرِّب نفسك على تخيُّل ما تريده؛ ما يدفعك إلى السعي نحوه، فعندما تتمكَّن أخيراً من الإيمان بنفسك ستبدأ في اتخاذ إجراءات فعالة تجاه ما تريد، ومع مرور الوقت ستبدأ بالتخلص من معتقداتك المُقيِّدة، وحتى إن فشلتَ مراراً في الوصول إلى ما تريده فأنت تبني معرفةً وخبرةً تصقل حدسك.

إقرأ أيضاً: 5 خرافات عن المعتقدات المقيدة

في الختام:

سوف يرشدُك حدسُك في الوقت المناسب نحو الاتجاه الصحيح، ولكن لا يمكنك تنمية حدسك إلا من خلال التجارب وتحصيل المعرفة؛ بمعنىً آخر توقف عن التمسك بما هو مألوفٌ وابدأ بالاستكشاف وخوض تجارب جديدة.




مقالات مرتبطة