5 طرق لتنمية عقلية النمو لتطوير الذات

فكِّر في التطوير الذاتي على أنَّه هدف تسعى إليه، كأن تصبح متحدثاً جيداً، أو تحصل على ترقية في عملك، أو تفقد بعض الوزن؛ وكن صريحاً مع نفسك، وابحث عن السبب الذي يمنعك من تحقيق هدفك أو إحراز التقدم اللازم في حياتك.



فمثلاً: هل سبق وسمعت هذه الأعذار: "أنا شخص خجول بطبيعة الحال"، أو "يجعلني التحدث أمام الجمهور أشعر بالتوتر"، أو "أنا لست كاتباً جيداً؛ لذا لن أحصل على ترقية"، أو "عملية الاستقلاب عندي بطيئة، ولست شخصاً رياضياً؛ لذلك فقدان الوزن أمر مستحيل"؟

إذا كنت تستخدم مثل هذه الأعذار، فإنَّ العقلية الثابتة هي ما يمنعك من التقدم والنمو.

من المحتمل أنَّك سمعت بمصطلح "عقلية النمو" الذي صاغته أستاذة علم النفس في جامعة ستانفورد "كارول دويك" (Carol Dweck)، فقد حددت فكرة عقلية النمو والعقلية الثابتة في كتابها "طريقة التفكير: السيكولوجيا الجديدة للنجاح" (Mindset: The New Psychology of Success)؛ إذ من الخطأ الاعتقاد بأنَّ قدراتك محدودة إلى حدٍّ ما، وأنَّ ما يحدث لك -سواءً كان جيداً أم سيئاً- يرتبط إلى حدٍّ كبيرٍ بقوى خارجة عن إرادتك، مثل: الموهبة الفطرية، والحظ.

كما تُبيِّن لنا "دويك" في كتابها أنَّ العقلية الثابتة هي التي تمنع الكثير من الناس من محاولة تطوير أنفسهم ومهاراتهم في معظم المجالات، حيث نعتقد أنَّنا حققنا أقصى إمكاناتنا، ونكتفي بذلك؛ لكن في الواقع، معظمنا قادر على الوصول إلى مستويات أعلى؛ فهي مجرد عملية انتقال من العقلية الثابتة إلى ما تسميه "دويك" بعقلية النموّ (أو العقلية النامية)، والإيمان بأنَّنا قادرون على التحكم بكلّ أمرٍ ننجزه.

نمتلك جميعاً قيوداً متأصلة وثابتة لن نستطيع تجاوزها مهما حاولنا، فعلى سبيل المثال: قد لا نكون قادرين على ممارسة رياضة التنس كالبطلة العالمية "سيرينا ويليامز" (Serena Williams)؛ ولكن، هناك فارقٌ كبيرٌ بين أن تكون أفضل ممَّا أنت عليه الآن، وبين أن تكون الشخص الأفضل في العالم.

فمثلاً: إذا كان لديك عقلية نامية، فأنت تؤمن أنَّك إذا تمرنت لمدة 10 دقائق كل يوم، فستصبح أكثر لياقة ومرونة؛ وإذا تدربت على الكتابة كل يوم، فستصبح كاتباً جيداً؛ إذ ستمكنك متابعة تطوير الذات ومواجهة التحديات من تغيير عقليتك؛ ذلك لأنَّك ستؤمن بقدرتك على تحقيق النجاح.

إذا كنت تعتقد أنَّ العقلية الثابتة تقيدك وتمنعك من التقدم، فكيف يمكنك التحول إلى عقلية النمو؟

1. احصل على مساعدة الخبراء:

قد لا تستطيع الركض لمسافات طويلة، ولا بأس في ذلك. ابحث عن مدرب جري ذي خبرة مع المبتدئين، واطلب منه وضع خطة تدريب تمكِّنك من الجري مع مبتدئين آخرين، وستندهش من طول المسافة التي ستقطعها في غضون أسبوعين فقط.

أيضاً، إذ كنت تعدُّ نفسك فاشلاً في الطبخ، فخذ دروساً فيه، وتعلَّم تحضير أطباق جديدة.

إذ من خلال إرشادات الخبراء والمساءلة والدعم الاجتماعي، ستخرج من منطقة راحتك؛ وبمجرد أن تشعر بالإنجاز الذي حققته، ستكون جاهزاً لمواجهة التحديات التالية.

إقرأ أيضاً: تطوير استراتيجيات المرونة في التعامل مع الأزمات

2. راقب الناس من حولك:

إذا لم تكن قادراً على إدراك قدراتك ومدى قابليتها للتحسن، فابحث عن بعض أفراد العائلة أو الأصدقاء للحصول على دليل يؤكد لك أنَّ الجهد والمثابرة يفيدان فعلياً؛ فعلى سبيل المثال: ربَّما بدأ أحد الأصدقاء تعلم لغة أجنبية وأصبح يجيدها؛ وعندما تفكر في الأمر، ستخبر نفسك بأنَّ صديقك قادر على تعلم اللغات؛ لذلك ستعيد صياغة أفكارك، وتربط هذا الإنجاز بصديقك، وتخبر نفسك أنَّه على الأرجح درس وتمرن بجد وعمل على تطوير مهاراته وتحسينها.

3. امدح جهد الآخرين وليس مهاراتهم:

عندما تعتاد على الاعتراف ومدح جهود الآخرين، تغيِّر طريقة تفكيرك في قدراتك الخاصة؛ فمثلاً: بدلاً من إخبار صديقة ما بأنَّها طباخة ماهرة، أخبرها بأنَّك تحب الوصفات والأطباق الشهية التي تقدمها؛ وبدلاً من إخبار طفلك أنَّه ذكي جداً لأنَّه اجتاز اختبار الرياضيات، أخبره بأنَّه درس بجد ويستحق تلك الدرجة الجيدة.

يعدُّ الاعتراف بالجهود المبذولة مقابل الموهبة والمهارة تغييراً دقيقاً وهاماً، ويجب القيام به عند تبني عقلية النمو.

4. تنافس مع نفسك:

يعدُّ الاهتمام بالنفس أمراً طبيعياً، ولكنَّ الاهتمام المفرط فيها يؤدي إلى نتائج عكسية، ويساعد في الإبقاء على العقلية الثابتة؛ فنحن نمتلك القوة الكافية لتغيير أنفسنا وعقلياتنا وتحسين قدراتنا.

لا يهم أن تقارن نفسك بالآخرين، وإنَّما أن تقارن نفسك بما كنت عليه في الأمس أو الأسبوع الماضي أو العام الماضي؛ فهل تتقدم نحو الأمام وتحرز تقدماً في المجالات التي تهتم بها؟ إذا كان الأمر كذلك، فهذا كل ما يهم.

إقرأ أيضاً: 10 حقائق تؤكد أضرار مقارنة نفسك مع الآخرين

5. تعلَّم من الفشل:

عندما تمتلك عقلية ثابتة، فإنَّك لا تغير من أفكارك عندما تفشل في شيءٍ ما، ولا تتعلم من فشلك هذا؛ فعلى سبيل المثال: إذا كنت تعمل في مجال المبيعات، ولم تحقق الأرباح الكافية، فستخبر نفسك أنَّك ستفشل دائماً؛ لذا تحدَّ هذه العقلية، ولا تفكر بتلك الطريقة، واسأل نفسك: "هل أنت مستعد جيداً للإجابة عن جميع استفسارات العملاء؟ وما الذي يمكنك فعله لتغيير النتائج المتوقعة؟"؛ فإذا فكرت في الأمر بالقدر الكافي، فمن المحتمل أن تتعلم طرائق جديدة تساعدك على البيع على نحو أفضل.

 

المصدر




مقالات مرتبطة