5 طرائق للعيش بحالة من الامتنان كل يوم

لقد ثَبُتَ أنَّ قوة الامتنان لها تأثير مباشر في سعادتنا، وهذا يساعدنا على الشعور بمزيدٍ من الرضى وتحويل العقبات إلى فرص؛ لكنَّ الامتنان ليس مجرد تفكير إيجابي، ولا يعني التستُّر على عواطفك بالمفاهيم المُبتذلة ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، بل يعني تعلُّم كيفية العيش بامتنان كل يوم، ليس فقط عندما تسير الأمور كما خطَّطنا لها، بل يعني أن نعيش الحياة على أكمل وجه - كل النجاحات والإخفاقات - وفهم أنَّه بصرف النظر عمَّا يحدث، فإنَّ النعمة تغمرنا جميعاً.



ما هو الامتنان؟

تعريف القاموس للامتنان هو "الشعور بالنعم والاستعداد لفعل الخير وردِّ المعروف"؛ لكنَّ الامتنان الحقيقي يتجاوز مجرد الامتنان؛ إذ يقول "توني روبينز" (Tony Robbins): "عندما يكون لدينا شعور الامتنان فإنَّنا نرى الحياة كما هي؛ هبة لا تصدق" وبعبارةٍ أخرى، يتم الشكر بصفته فعلاً، مثل قول "شكراً"، أو إرسال بطاقة شكر، في حين "الشعور" بقوة الامتنان يكمن في أعماق روحك؛ إذ إنَّها القدرة على العثور على النعمة في أسوأ المواقف، مع إدراك أنَّ حتى التحديات الشديدة تساعدنا على النمو وتجعلنا ما نحن عليه.

اكتشاف قوة الامتنان:

تكمن قوة الامتنان في قدرته على تغيير الطريقة التي نرى بها العالم تماماً؛ فقد اعتدنا التعامل مع الحياة من منطلق الندرة، للتنافس مع الآخرين ومع أنفسنا؛ إذ نعتقد أنَّه لا توجد موارد كافية للاستفادة منها، لكن عندما نتجاوز مفهوم الندرة، ونؤمن بأنَّ العالم مليء بالوفرة، نبدأ بالتفكير في الحياة بصفتها مكاناً للعطاء لا للأخذ.

يقول "توني": "عندما تكون مُمتنَّاً، يختفي الخوف وتظهر الوفرة"، وبمجرد أن نقدِّر كل ما لدينا، فإنَّ قانون الجذب سيجلب لنا مزيداً من الوفرة؛ إذ تؤثر فوائد الامتنان في كل مجال من مجالات حياتنا، من علاقاتنا إلى وظائفنا وأعمالنا، وهذا ما يجعلنا أكثر سعادةً ورضى، ويجعلنا شركاء أفضل، كما يمكن للامتنان في مكان العمل أن يجعلك رئيساً وزميلاً أفضل في العمل.

كيف تعيش بحالة من الامتنان كل يوم؟

الامتنان هو عقلية وحالة وجودية، لكنَّه أيضاً مجموعة من الإجراءات؛ إذ توجد استراتيجيات يمكنك استخدامها كل يوم للتأكُّد من أنَّك ما تزال تعيش في امتنان، وهي:

إقرأ أيضاً: فوائد الامتنان للصحة العقلية والجسدية

1. اختيار الامتنان:

العواطف نعمة تجعلنا بشراً، ويمكن أن تدفعنا لتحقيق أشياء عظيمة؛ إذ تكمن قوة الامتنان في أنَّه عاطفة، ويمكنك التحكُّم بعواطفك باختيار ما تركِّز عليه، أو اختيار التعامل مع الحياة من منطلق الندرة والخوف، أو تبنِّي موقف الوفرة والتركيز على الجانب الإيجابي، فالخيار يعود لك، وهو أول قرار يجب عليك اتخاذه قبل أن تتعلَّم كيف تعيش في امتنان.

2. تهيئة العقل:

يخبرنا "توني" أنَّه "ليس ما نقوم به من حين لآخر هو الذي يشكِّل حياتنا، لكن ما نفعله باستمرار"؛ إذ يُعَدُّ بدء صباحك بقوةٍ ونشاط أمراً ضرورياً، وتهيئة العقل هي طريقة لتحديد تركيزك، فهي امتداد لفكرة أنَّ بدء يومك بمشاعر سلبية سيؤدي إلى تجارب سلبية، في حين أنَّ المشاعر الإيجابية ستؤدي إلى تجارب إيجابية، ويستخدم تمرين "توني" في التهيئة هذه عناصر من التصور والتأمل والعبارات التشجيعية لمساعدتك على بدء كل يوم وقوة الامتنان مرافقة لك.

3. تنمية اليقظة الذهنية:

إحدى فوائد التهيئة هي أنَّها تنمِّي اليقظة الذهنية؛ فاليقظة هي القدرة على العيش في الحاضر، والتواصل مع أفكارك وعواطفك دون الحكم عليها أو تغييرها أو السماح لها بالتغلُّب عليك، وهذا يعني تنمية القدرة على تركيز انتباهك على المشاهد والروائح والأصوات من حولك، والإنصات بعمق، والتواصل مع الآخرين، ويمكنك تنمية اليقظة الذهنية من خلال التأمل، وممارسة اليوغا وغيرها من الممارسات التي توقف الأفكار المتسارعة وتسمح بقوة الامتنان.

4. نسيان الماضي:

في بعض الأحيان، ما حُرمنا منه في الماضي يمكن أن يمنعنا من قبوله في الوقت الحاضر، فإذا لم تكن لدينا علاقة صحية مطلقاً، فقد نبعد شريكاً محباً، وإذا تربَّينا على المثالية فمن الصعب تقدير الأشياء التي ليست "صحيحة تماماً"، ولهذا يجب أن تتخلَّى عن الماضي لتتعلَّم كيف تعيش في امتنان كل يوم؛ إذ سيساعدك اختيار إعطاء معنى إيجابي لتجاربك السابقة في التغلُّب على المعتقدات المُقيدة ومعرفة أنَّك تستحق الوفرة.

شاهد بالفديو: 6 نصائح لتحقيق الامتنان في حياتك

5. اتخاذ إجراء:

لديك الآن استراتيجيات قوية لكيفية العيش في امتنان، لكن كما يقول "توني": "المعرفة ليست كافية، يجب أن تتخذ إجراء"؛ لذا لا تؤجِّل الامتنان ليوم آخر، وأخبر شخصاً ما عن مدى تقديرك له ولماذا، وابدأ بتدوين الامتنان، ولا تتجاهل مجاملات الآخرين، فقبول تقدير الآخرين لك لا يقلُّ أهميةً عن تقديم التقدير لهم.

المصدر




مقالات مرتبطة