5 خطوات نحو تحقيق التوازن في حياتك

إنَّ سماع حديث الناس عن التوازن بين العمل والحياة الشخصية يبعث على الدهشة، كما لو أنَّ العمل ليس جزءاً من حياتك أو أنَّك لا تقضي جزءاً من حياتك فيه، ففي الواقع، تتكوَّن الحياة من أجزاء متعددة والعمل هو واحد منها فقط.



النظام الحيوي للحياة:

بناءً على شخصيتك، قد تشمل حياتك: العلاقات، والصداقات، والتعلُّم، والاسترخاء، والمرح وغيرها؛ إذ إنَّ التوازن بين جميع هذه الأجزاء هو ما يُشكِّل الحياة حرفياً، ولا يتعلَّق الأمر بموازنة أيٍّ منها مع حياتك؛ بل بتوازنها جميعاً فيما بينها؛ وهذا ما يُشكِّل الحياة.

الحياة كالمجموعة الشمسية:

يمكنك عدُّ أي شيء تفعله باستمرار ويستهلك وقتاً جزءاً من حياتك، فإن قسَّمت يوماً نموذجياً عادياً مُكوَّناً من 24 ساعة إلى فئات - بما في ذلك وقت النوم - فستتعرَّف إلى أجزاء حياتك، ولدى بعضنا القليل من الأجزاء، ولدى بعضنا الآخر الكثير منها، وبغض النظر عن عددها فالأساس هو التوازن، وبسبب الهوس بالفضاء، وعند النظر إلى الحياة على أنَّها نظام شمسي، نرى الحياة تتوضَّع في المركز كالشمس تماماً ويدور كل جزء منها - سواءً كان لعِباً أم عملاً - حول مركزك العاطفي كما تفعل الكواكب.

بينما تدور بعض الأجزاء - كالعائلة والشؤون المالية - على نطاق أقرب إلى مركزك وتمتلك جاذبية أقوى بسبب القيمة الكبيرة التي تمنحها إيَّاها والجهد المبذول للحفاظ عليها، وتدور الأجزاء الأخرى - كممارسة الرياضة، والتي تُعَدُّ هامة ولكن ليس بدرجة عالية - أبعد قليلاً حول مركزك العاطفي، وعلى الرغم من امتلاك هذه الأجزاء جاذبية أقل؛ فهي تساعد على المحافظة على مركزيَّة حياتك وتوازنها، ومن خلال دفع واجتذاب مركزك؛ يحافظ المدار المترابط لجميع أجزاء حياتك على ترابطها المناسب.

إقرأ أيضاً: ملخص كتاب إدارة الأولويات لستيفن كوفي

الفوضى وفقدان التركيز:

على الرغم من امتلاك بعض الأجزاء لجاذبية أقوى من غيرها، فإنَّ خروج أيٍّ منها عن مداره سيُسبِّب خروج مركزك العاطفي كاملاً عن مساره، وإذا نظرنا إلى جزءٍ أصغر من هذا الكون عند التفكير في العلاقة بين كوكب الأرض والقمر، وعلى الرغم من صغر حجم القمر بالمقارنة مع كوكب الأرض، فإنَّه سيُدمِّر الكرة الأرضية في حال اختفاء قوة جاذبيتهما.

والحال نفسه تقريباً؛ فإن اجتذب أي جزء من حياتك لمركزك أقل أو أكثر مما ينبغي، فسيُفسِد كل شيء؛ على سبيل المثال، إن كانت حياتك الاجتماعية تسير على ما يرام ولكنَّك تُهمِل التمرينات الرياضية تماماً، فقد تشعر بالاكتئاب على الرغم من امتلاكك عدداً كبيراً من الأصدقاء، وإن كانت لديك عائلة مُحِبَّة ولكنَّك لستَ مُستقراً مالياً، فربَّما لن تستطيع الاستمتاع بالذكريات العائلية التي تصنعها.

يُعزى سبب افتقارنا إلى الأهداف والعديد من المشاعر السلبية التي نشعر بها إلى خروج مركز حياتنا عن مساره؛ لذا، علينا موازنة جميع أجزائنا مقابل بعضهم بعضاً للحفاظ على السعادة في أثناء المضي قدماً في حياتنا.

شاهد بالفيديو: كيف تصل إلى التركيز وسط جميع الإلهاءات.

أنتَ مركز عالمك الخاص:

حين تفكر في حياتك على أنَّها الشمس التي تدور الأجزاء حولها، فإنَّ إعادة وضع نفسك في المكان الصحيح هي ببساطة مسألة إعادة توزيع للوقت، فإن شعرتَ بقلة الحماسة، فربَّما تكمن المسألة في تغيير طريقة قضاء وقت فراغك من مشاهدة التلفاز إلى القراءة، وعندما تمضي مزيداً من الوقت في القراءة، تتسع دائرة تركيزك العاطفي؛ وهذا ما يقرِّب حياتك إلى انتظامها الصحيح.

حين تبدأ بالقراءة أكثر، يحثُّك ذلك على بدء التواصل وبناء العلاقات مع الآخرين، وتتعزَّز قوة الجاذبية في نظام حياتك، الذي بدوره يزيد قوة جاذبية جزء العلاقات فيها، وكردِّ فعل على العقلية المُنفتِحة، يبدأ جزء العلاقات بتطبيق جاذبية أعلى في حياتك، فيما يزداد اهتمامك بقضاء الوقت في التحدث إلى الأشخاص عن وجهات نظرك الجديدة، ويُقرِّب ذلك مركزك العاطفي أكثر إلى مكانه الصحيح، وهكذا دواليك؛ إذاً، يعود الأمر إليك لتعديل طريقة قضائِك لوقت فراغك، ومن ثم تركيزك للحفاظ على توازن حياتك.

إقرأ أيضاً: 9 استراتيجيات فعالة لتحفيز ذاتك عندما تفتقد إلى الحماس

المكان المناسب:

يكمن السر في عدم وجود مكان مناسب؛ فللحياة المُتَّزِنة معنى مختلفاً بالنسبة إلى كل شخص، ويمكنك الاقتراب أكثر فأكثر من مركزك الصحيح من خلال:

  1. تحديد أجزاء الحياة.
  2. متابعة مقدار الوقت الذي تقضيه في كل جزء.
  3. تقدير كل جزء اعتماداً على أهميته في الحياة.
  4. مقارنة الوقت الذي تقضيه مقابل القيمة التي تعطيها لكل جزء.
  5. تعديل الوقت والتركيز بما يتناسب مع ترتيب القيم.
  6. تكرار العملية.

والسر الثاني هو أنَّ الحياة لا تبقى أبداً في مكانها الصحيح لفترة طويلة؛ إذ يزداد الاهتمام ويتضاءل وتتغير القيَم ويتَّخذ "المناسب" معنى جديداً، ولكن إن نظرنا إلى الحياة الناجحة على أنَّها حركة باتجاه المركز، فإنَّ عملية الملاءمة ومن ثم إعادة الملاءمة تعطي حياتنا اتجاهاً ومغزى.

وختاماً:

  1. انظُر إلى حياتك بصورة شاملة؛ فلا يوجد ما يُدعى بحياة العمل أو حياة المنزل، فكلاهما جزء من الشيء نفسه.
  2. تشكِّل الحياة التي نعرفها المركز، وتدور أجزاؤها حوله.
  3. الحياة المتَّزنة هي التي تملك توازُناً بين جميع أجزائها.
  4. إن بالغت في التركيز في جزء واحد منها، فستزداد قوة جاذبيته وستفقد الحياة توازنها.
  5. خصِّص وقتك بما يُعطي التركيز المناسب في الأجزاء الأكثر قيمة في حياتك.

المصدر




مقالات مرتبطة