5 خطوات للتغلب على الخوف

الحقيقة المعروفة عن الخوف هو أنَّه يؤثِّر فينا جميعاً، لكن متى كانت آخر مرة حلَّلنا فيها مخاوفنا؟ ليس فقط لاكتشافها؛ وإنَّما لنعرف مدى تأثيرها في نجاحنا؟ وكم عدد الفرص التي نفوِّتها بتجنب الأشياء التي نخشاها؟ الحقيقة أنَّنا لن نعرف ذلك أبداً، فربما ضيعنا من أيدينا وظائف وصداقات وعلاقات مهنية كانت ستغير حياتنا.



الأثر الجانبي المخيف للسماح للخوف بالتحكم في حياتنا هو أنَّنا لا نعرف أبداً ما نحن قادرون على تحقيقه، فنحن نجازف بسنوات من الندم والحسرة بالسماح للخوف بتحديد وجهتنا النهائية.

مع أنَّنا نجهل عواقب الخوف، فإنَّه من المؤكد:

  1. يقتل أحلامنا.
  2. يعوق تقدمنا.
  3. يشوِّه عالمنا.
  4. يحدد نجاحنا أو فشلنا.

يفسد الخوف عقولنا وأفكارنا إن لم نضع له حداً، فيجب ألا ندع الخوف يتحكم بنا بهذه الطريقة إذا أردنا تحقيق نجاح باهر، وفي الواقع، يعرف أصحاب الأداء المتميز كيف يتصرفون على الرغم من مخاوفهم، فإنَّهم يسحقون الخوف قبل أن يتفاقم ويتمكن منهم.

دعونا نلقي نظرة على مثالين:

1. مايكل جوردن (Michael Jordan):

يمكن القول إنَّه أعظم لاعب كرة سلة على مر العصور، فهل تتذكر كيف بدأ حياته المهنية؟ لم يبدأ حتى في فريق كرة السلة في كليته، ولم يكن موهوباً بالفطرة، ولقد عمل بجد حتى وصل إلى قمة النجاح وعرف ما يلزم للتغلب على العقبات.

ماذا يقول عن الخوف؟
"لا تستسلم أبداً؛ لأنَّ القيود مثل المخاوف غالباً ما تكون مجرد وهم".

المخاوف مجرد وهم؛ أي شيء نصنعه في رؤوسنا يمنعنا من تحقيق النجاح، فانظر كيف قاده اعتقاده هذا إلى عالم الشهرة، وجعل منه أعظم لاعب على مر العصور، وما يزال يحصل على صفقات بملايين الدولارات بعد سنوات من اللعب في الدوري الأمريكي للمحترفين.

2. وارن بافيت (Warren Buffett):

أعظم مستثمر في عصرنا، ولقد جمع ثروة كبيرة نتيجة فطنته في الاستثمار؛ حتى إنَّه أنقذ بلداناً بأكملها كانت على وشك الإفلاس؛ إذ يلجاً كبار الرؤساء التنفيذيين حول العالم إليه في أوقات الأزمات للحصول على نصائح بشأن الاستثمار.

ما هو أحد مبادئه الأساسية للاستثمار؟

"كن خائفاً عندما يكون الآخرون جشعين، وكن جشعاً عندما يكون الآخرون خائفين".

لقد جاءت أعظم استثماراته من المخاطرة الكبيرة في مواجهة الخوف، ففي أوقات الحروب التي ترعب المستثمرين، يشتري "بافيت" الأسهم بسرعة وبكميات كبيرة، ولا يدع الخوف يمنعه؛ بل يستخدمه لخدمة مصلحته؛ إذ يعد "بافيت" أحد أغنى الناس على مر العصور، وقد يترك لنا الأشخاص الناجحون دروساً نستفيد منها، إذاً، ما الذي علينا تعلُّمه من أصحاب الأداء المتميز، مثل "بافيت" و"جوردن"؟

واجه مخاوفك لتنجح:

دون المخاطرة ومواجهة مخاوفنا والخروج من منطقة راحتنا، لا يمكننا أبداً الوصول إلى إمكاناتنا الحقيقية، الأمر بهذه البساطة، لكن لماذا لا يفعل معظمنا ذلك بالضبط؟ لأنَّ الكثيرين منا يسمعون نصيحة كهذه ويقولون هذا سهل عليك، أما أنا فظروفي مختلفة، وعلى الفور، ندافع عن أنفسنا بالقول إنَّ وضعنا مختلف عن أي شخص آخر، والمشكلة أنَّنا نؤلف قصة لنبرر مخاوفنا وتقاعسنا، ولا أحد يريد أن يبدو أحمق.

بصراحة، الحقيقة تزعجنا، وخاصة عندما تكشف عن نقاط ضعفنا، فنحن نختلق الأعذار هرباً من مواجهة الحقيقة، ونشتري الكتب ولا نقرؤها، وننوي الحصول على شهادة أكاديمية، ولكنَّنا نؤجل الدراسة بذريعة أنَّ الظروف غير مناسبة، وهكذا.

بصرف النظر عن مدى خوفنا، فإنَّنا لن نتحسن أبداً من خلال استهلاك المعلومات فقط؛ بل يجب أن نجرب ما نتعلمه ونطبقه في حياتنا، ولسنوات أو حتى عقود، ربما كان الخوف يقودك ويجعلك ضحيته، واليوم، دعونا نفعل خلاف ذلك؛ فدعونا نواجه الخوف لكي نتحرر منه.

شاهد بالفديو: 12 أمراً يساعدك في التغلب على الخوف

5 خطوات للتغلب على الخوف:

1. وضع أهداف محددة:

ضع قائمة بخمسة أشياء كنت تريد فعلها، ولكنَّك تراجعت بسبب الخوف، فقد يكون أي شيء بسيط، مثل إلقاء التحية على زميل وصولاً إلى فتح نقاش طويل مع شخص غريب، فأبدِع ولا تتردد في كتابة أي شيء حتى لو كنت تظنه سخيفاً أو لا تستطيع القيام به، ويُستحسَن أن تقضي دقيقتين أو ثلاث دقائق في التفكير في الأشياء التي تريد القيام بها، لكن قد يستغرق ذلك وقتاً أقل، وأياً كان الأمر، لا تكتب أكثر من 5 أهداف.

إليك بعض الأسئلة التي قد تطرحها على نفسك للكشف عن المخاوف التي تعوقك:

  • هل أردت إجراء محادثة قصيرة مع شخص محدد، ولكنَّك استمررت في تأجيلها؟
  • هل أردت التحدث في اجتماع، لكن خانتك الكلمات أو ثقتك بنفسك؟
  • هل أردت الذهاب إلى مكان ما، ولكنَّك شعرت بالحرج من الذهاب وحدك؟
  • هل أردت الانضمام إلى مجموعة أو منظمة، ولكنَّك لم تعرف مع مَن ستتحدث هناك؟

لا تنتقل إلى الخطوة التالية قبل كتابة 5 أشياء، واحرص على هذا الأمر حتى تحقق استفادة كاملة من هذا التمرين.

إقرأ أيضاً: تعرّف على أكثر 5 مخاوف شيوعاً بين الناس

2. الاختيار:

الآن بعد أن كتبت قائمة بخمسة أهداف، خصص بعض الوقت لمراجعتها، ثم اختر منها هدفاً واحداً ترغب في تحقيقه، وضع الأهداف الأخرى جانباً في الوقت الحالي؛ إذ ستركز كل طاقتك الذهنية على هذا الهدف، ويجب أن يكون هذا الهدف في هاماً جداً بالنسبة إليك؛ شيء ما، إذا أنجزته، سيجعلك تشعر بسعادة غامرة، فانتقل الآن إلى الخطوة التالية.

3. التنظيم:

هنا عليك أن تكون استراتيجياً؛ إذ يمكن لأي شخص وضع قائمة بالأهداف والشعور بالرضى للحظة، لكن بالنسبة إلى معظم الناس، تتحول الأهداف إلى كومة من الأحلام والأمنيات غير المكتملة، ولكي تتميز، عليك وضع خطة للمتابعة، فضع مجموعة بسيطة من خطوات العمل لتساعدك على تحقيق هدفك.

على سبيل المثال، إذا كان هدفك هو فتح محادثة مع أحد زملائك، فعليك تحديد الوقت من اليوم الذي خططت للتحدث معه، واختيار اليوم الذي يكون لديك فيه وقت فراغ حتى لا تشعر بالضغط، ولا بأس أن تكتب نص المحادثة، ليس فقط لاستهلال المحادثة؛ وإنَّما لإنهاء المحادثة في حال شعرت بعدم الارتياح.

4. تخيُّل تحقيق الهدف:

تخيل نفسك تتابع هدفك وتقهر مخاوفك، فدع المشاعر الإيجابية تغمرك في أثناء ذلك، واسمح لنفسك بالاستمتاع بهذه اللحظة، وعُدَّ نفسك ناجحاً حقاً، وتذكَّر أنَّ عقولنا لا تستطيع تمييز ما نتخيله عما يحدث في الواقع؛ لذا يمكنك استخدام هذا لمصلحتك من خلال تخيُّل النجاح مقدَّماً دون الحاجة إلى اتخاذ إجراء في الوقت الحالي، فكلما تمكنت من جعل خيالك أكثر حيوية وواقعية، زادت قوة هذا التمرين؛ لذا أطلق العنان لخيالك.

إقرأ أيضاً: كيف تواجه مخاوفك اللامنطقية وتبقى قوياً رغم جميع الظروف؟

5. البدء بتحقيق أحلامك:

ابدأ باتخاذ إجراءات تجاه هدفك، والآن بعد أن عرفت ما تريد القيام به، وكيفية القيام به، ورأيت نفسك ناجحاً، فلا يوجد سبب لعدم المحاولة، فلا يتابع معظم الناس تحقيق أحلامهم ويتركون الظروف تتحكم بهم، ويسمحون للخوف بإفساد كل إنجاز، فلا تكن منهم؛ بل تغلَّب على خوفك، وابدأ بتحقيق أهدافك الآن.

في الختام:

قد نكتسب القدرة على مجابهة مخاوفنا، ولكن يبقى لدينا مستوى صحي من الخوف؛ وهذا المستوى من الخوف هو ما يمنحنا نوعاً من التأكيد حول مدى قيامنا بالأمور بالشكل الصحيح؛ فعندما تقلل من خوفك، لا تنسَ أن تُبقي على بعض الخوف المفيد.




مقالات مرتبطة