5 خطوات لتكون أقل انشغالاً

يمكنك أن تكون أقل انشغالاً في عالمٍ مزدحمٍ للغاية؛ ولكنَّ الأمر ليس سهلاً؛ إذ إنَّنا مدمنون على كثرة الانشغال.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة فانيسا فان إدواردز (Vanessa Van Edwards)، وتخبرنا فيه عن تجربتها في أن تكون أقل انشغالاً. 

قابلت إحدى صديقاتي والتي سألتني عن نفسي، فأجبتها أنا بخير لكنَّني مشغولة جداً، فضحكت وقالت لي: "متى كانت آخر مرة لم تكوني فيها مشغولة؟".

حقيقةً، لقد هزني هذا السؤال في الصميم، وبدأت الأفكار تراودني:

  1. هل تُحتسب الإجازات؟
  2. لا أستطيع حتى أن أتذكر متى كانت آخر مرة لم أكن فيها مشغولة.
  3. شيءٌ ما يجب أن يتغير.

لقد أصبح الانشغال الوضع الطبيعي الجديد؛ فنحن مشغولون بحكم العادة، وهذه ليست طريقة للعيش؛ فقد قادني هذا التفاعل إلى قراءة كتاب "الجوهرية، السعي الدائم إلى الأقل" (Essentialism: The Disciplined Pursuit of Less) للكاتب جريج ماكيون (Greg McKeown).

إذا كنت في حالة دائمة من الانشغال، عليك أن تتغير، وإذا لم تعطِ الأولوية لحياتك، شخص آخر سيفعل ذلك.

إليك فيما يأتي 5 خطوات لتكون أقل انشغالاً:

1. بناء عقلية جوهرية:

الجوهرية هي العقلية، بل هي وسيلة وطريقة جديدة للحياة، إليك شرح مفيد يفصل بين الجوهرية وعدم الجوهرية.

العقلية غير الجوهرية:

  1. التفكير بطريقة "يجب أن".
  2. التفاعل والقبول دون تفكير حقيقي.
  3. الاطلاع على مهام كثيرة والشعور بعدم السيطرة.
  4. مُتعب ومُرهق.

العقلية الجوهرية:

  1. التفكير بطريقة "اخترت أن".
  2. التنفيذ ورفض كل شيء ما عدا الأمور الضرورية.
  3. فعل الأشياء الصحيحة والشعور بالسيطرة.
  4. العمل الجيد والاستمتاع في مسيرة العمل.

ما هي العقلية التي تتبعها الآن؟ وما هي العقلية التي تريد أن تكون فيها؟

2. الحياة دون الشعور بالندم:

قبل الغوص في المبادئ، فكر في سبب وجودك هنا؛ إذ يشارك ماكيون قصة ممرضة استرالية تدعى بروني وير (Bronnie Ware) التي اهتمَّت بالمرضى في نهاية حياتهم وسجلت شعور الندم الذي ناقشوه في أغلب الأحيان، وتقول ببلاغة، إنَّ معظم الناس يعربون عن هذا الأسف في نهاية حياتهم: "أتمنى لو أنَّني امتلكت الشجاعة لأحيا حياةً حقيقية مع نفسي، وليس الحياة التي توقعها الآخرون مني".

الآن، هو دورك لإعادة تقييم حياتك، ما الذي تريد تحقيقه في هذه الحياة؟ ومن هم الأشخاص الذين تريد قضاء الوقت معهم؟ وما هي الأشياء التي تريد أن تفعلها من أجل نفسك؟ وما هي أولوياتك؟

التحدي: اكتب الأشياء الخمسة التي تريد تحقيقها عند نهاية حياتك.

ستدفعك هذه القائمة إلى أن تهتم بما هو أساسي، وستركز عليها، وتساعدك على قول لا للأشخاص الذين لا تريد قضاء وقتك معهم، كما تساعدك على التوقف عن القيام بالأشياء التي لا تريد القيام بها وإعطاء الأولوية للأمور الهامة فقط.

3. امتلاك الخيار:

واحدة من أقوى الفقرات العلمية التي شاركها ماكيون (McKeown) في الكتاب كانت عن شيء يسمى العجز المكتسب؛ إذ أجرى الباحثان مارتن سيلجمان (Martin Seligman) وستيف ماير (Steve Maier) تجربة مع كلاب الراعي الألماني.

قسَّم سيلجمان وماير الكلاب إلى ثلاث مجموعات؛ إذ رُبِطت كلاب المجموعة الأولى بأحزمة وأُخضِعت لصدمة كهربائية، وزُوِّدت أيضاً بمقبض يمكنهم الضغط عليه لإيقاف الصدمة، ورُبِطت كلاب المجموعة الثانية بأحزمة متطابقة وأعطوا نفس المقبض ونفس الصدمة، لكن كانت الحيلة أنَّ المقبض لا يعمل، مما جعل الكلاب عاجزة عن فعل أي شيء حيال الصدمة الكهربائية، أما المجموعة الثالثة فقد رُبِطت بالأحزمة ببساطة، لكن لم تتعرض لأي صدمات.

بعد ذلك، وُضِع كل كلب في صندوق كبير مع حاجز في المنتصف، وتسبب أحد جوانب الصندوق في حدوث صدمة كهربائية بينما لم يحدث ذلك في الجانب الآخر، ثم حدث شيء مثير للاهتمام، فالكلاب التي كانت إمَّا قادرة على إيقاف الصدمة أو لم تصاب بالصدمة على الإطلاق في الجزء السابق من التجربة، تعلمت بسرعة أن تخطو فوق الحاجز إلى الجانب الآخر دون صدمات، أما الكلاب التي كانت عاجزة في الجزء الأخير من التجربة، فلم تتخطَّ الحاجز؛ إنَّها لم تتكيف أو تتلاءم، ولم تفعل شيئاً لمحاولة تجنب الصدمة؛ فهي تعلم بأنَّ ليس لديها خيار آخر سوى تحمل الصدمات، وبذلك تعلمَّت العجز".

هذه التجربة قوية لأنَّها تبيِّن لنا أنَّنا ننسى أن نملك خياراً آخر، وننسى أن يكون لدينا القدرة على التغيير، والقدرة على الرفض.

التحدي: ما هي الأشياء الثلاثة التي تقبلها دون أن تفكر؟ فكِّر في الأنشطة والناس في حياتك، وتذكر أنَّ لديك خيار، فهل ما تزال تختار كل هذه الأنشطة والناس في حياتك؟

شاهد: 5 نصائح للعناية بالنفس حينما تكون دائم الانشغال

4. الموافقة المؤكدة:

إذا كان عليك تلخيص الجوهرية، فبإمكانك تلخيصها في هذه العبارة: لا مزيد من "نعم" بعد الآن، إما الموافقة بكل رحابة صدر أو الرفض.

أسمي هذا مبدأ الموافقة المؤكدة "بكل تأكيد، نعم"؛ ربما من الصعب جداً تنفيذه، لكنَّه مبدأ إرشادي عميق ويستحق جهداً كثيراً؛ لأنَّه يعني الاقتناع التام بالهدف والحماسة، فلا مزيد من الاحتمالات، ولا مزيد من اللامبالاة، ولا مزيد من أنصاف المحاولات؛ إمَّا أن تفعل ما تحبه أو لا تفعله على الإطلاق، فهل يمكنك العيش مع هذا المبدأ؟

التحدي: اكتب "إمَّا نعم بالتأكيد، أو لا" في ملاحظة لاصقة بجوار جهاز الكمبيوتر الخاص بك، وعند الرَّد على رسائل البريد الإلكتروني واستقبال المكالمات وعمل قوائم المهام الخاصة بك، تعامَل مع كل شيء من خلال هذا المبدأ.

إقرأ أيضاً: 9 استراتيجيات للتغلب على الانشغال بالتفكير الزائد

5. اختزال قائمة المهام:

الشيء المفضل بالنسبة إلي في موقع سينس أوف بيبول (Science Of People) هو اتخاذ مفاهيم كبيرة وتقسيمها إلى مهام عملية؛ فإذا كنت تريد أن تكون أقل انشغالاً، إليك ثلاثة أشياء يجب عليك القيام بها الآن على أساس الفلسفة الجوهرية:

  1. دوِّن هدفك الوحيد لهذا الشهر؛ فهذا ما يجعل غايتك واضحة، فما هو الشيء الوحيد الذي تريد أن تقوم به بصورة جيدة في الشهر المقبل؟
  2. انظر إلى قائمة المهام الخاصة بك وقسمها إلى قسمين، أزل كل المهام التي تحب أن تقوم بها واترك المهام التي يجب عليك القيام بها لتحقيق هدفك.
  3. انظر إلى التقويم الخاص بك للشهر التالي وأزل خمسة أحداث ومكالمات واجتماعات غير ضرورية لهدفك، ضع علامة على التقويم الخاص بك للقيام بذلك في اليوم الأول من كل شهر.
إقرأ أيضاً: كيف ترتب أولوياتك وتتخلص من الانشغال دون الإحساس بالتوتر؟

في الختام:

تذكر، لا يجب أن تكون مشغولاً أو أن يكون وضعاً افتراضياً بالنسبة إليك، كن جوهرياً واختر توفير الوقت بدلاً من الانشغال.

المصدر




مقالات مرتبطة