5 خطوات لتعيش الحياة التي تريدها

التغيير أمر لا مفر منه، أمَّا التطور فهو اختياري؛ فإمَّا أن تتحرك للأمام، أو أن ترجع للخلف، وفي الحالتين كلتاهما أنت تتحرك، فلماذا لا تغتنم الفرصة لتكتشف كيف تبدأ الحياة التي تريدها؟



يظنُّ معظم الناس أنَّ الحصول على ما تريد في الحياة يعني العمل الجاد، وكسب المال، والعمل الدؤوب في سبيل حياة أفضل، وفي الواقع هذا صحيح جزئياً، لكن لكي تعيش الحياة التي تريدها حقاً، فستحتاج إلى أن تفكر ملياً وتسأل نفسك: "هل هذه الأحلام التي أعمل على تحقيقها هي حقاً أحلامي؟".

قبل أن تتمكن من المضي قُدماً، عليك أن تنظر إلى أعماقك، حيث يقول الكاتب توني روبنز (Tony Robbins) أنَّك لكي تعيش الحياة التي تريدها، يجب عليك:

  1. رؤية الأشياء على حقيقتها.
  2. رؤية الأشياء بالطريقة التي تريدها.
  3. العمل على تحقيق ذلك.

يمكن تقسيم الأمر إلى خمس خطوات يمكنك البدء بالعمل عليها اليوم، ليس من أجل الحصول على الحياة التي تريدها فقط؛ بل للشعور بالرضى في محاولتك القيام بذلك أيضاً.

1. فهم الأمور ورؤيتها على حقيقتها:

الخطوة الأولى هي أن نرى الأمور على حقيقتها، فقد يبدو الأمر سهلاً جداً في البداية، لكنَّ الحقيقة هي أنَّنا بصفتنا بشراً، نحن نميل إمَّا إلى رؤية الأشياء على أنَّها أفضل أو أسوأ ممَّا هي عليه، ويعتمد منظورنا على عدة عوامل، ومن ذلك معتقداتنا التي تقيدنا، والطريقة التي نعطي بها الأولوية لاحتياجاتنا البشرية.

إنَّ فهم هويتك الخاصة أمر ضروري بالنسبة إليك لتكون قادراً على عيش الحياة التي تريدها؛ لذا حدِّد الحاجات البشرية التي تشكل اختياراتك وسبيلك في تحقيق الرضى، ثمَّ ألقِ نظرة صادقة على حياتك، واكتشف ما إذا كنت صادقاً مع نفسك.

فقط عندما تكون صادقاً مع نفسك يمكنك حينها التوقف عن الاختباء وراء قناع، والتوقف عن السعي إلى تحقيق أهداف هي ليست أهدافك.

2. التخيل:

الآن بعد أن فهمت موقعك الحقيقي – وما الذي يجعلك تشعر بالسعادة والرضى – أصبح بإمكانك البدء بتخيل كيفية عيش الحياة التي تريدها، ولتكتشف حياة أحلامك، استخدم طريقة الكرسي الهزاز؛ تخيل أنَّك في الـ 90 من عمرك، وأنَّك جالس على كرسيك الهزاز، تنظر إلى حياتك، وتخبر أحفادك عن مغامراتك، وعن الدروس التي تعلمتها.

ما هي الأشياء التي تشعرك بالفخر؟ وما هي التي تشعرك بالندم؟ هل يوجد أيُّ شيء تتمنى لو كنت قد حققته أو خصصت مزيداً من الوقت له؟

تعامل مع تلك الخيبات أو الإنجازات على أنَّها غايات لك، وعندها ستكون قد بدأت تشكل الحياة التي تريدها في ذهنك، فمفتاح هذه التصورات هو التعامل معها كما لو أنَّها حدثت بالفعل؛ لذا استخدم عبارات مثل: "أنا"، و"أنا أستطيع"، و"أنا مناسب وبصحة جيدة"، و"أنا رئيس نفسي".

إقرأ أيضاً: 6 فوائد لقوة التخيّل – تعرف عليها

3. اتخاذ قرار:

لعيش الحياة التي تريدها، يجب أن تحدد أولوياتك وتؤمن أنَّك قادر على تحقيق ذلك حقاً.

عادةً ما يكون لدى الأشخاص الناجحين رغبة في السيطرة والتحكم بحياتهم؛ وهذا يعني أن تؤمن أنَّك أنت من يتخذ القرارات في حياتك، وتختار كيف تتفاعل مع ظروفك، حتى أنَّك تختار الطريقة التي تشعر بها، وهذه طريقة تفكير تعزيزية تضعك في موضع القيادة.

ستحتاج أيضاً إلى إعطاء الأولوية لنفسك وأحلامك، وقد تحتاج إلى التخلي عن الشعور بالذنب بسبب إهمالك لمجالات أخرى في حياتك، فقد تضطر إلى إجراء تغييرات كبيرة في حياتك، وقد تظنُّ أنَّ "الوقت ليس مناسباً".

يقول الكاتب تيم فيريس (Tim Ferriss) في كتابه "العمل 4 ساعات في الأسبوع" (The 4-Hour Workweek): "الظروف ليست مثالية أبداً". فيوماً ما سيأتي مرض ما ليأخذ أحلامك معك إلى القبر، ويقصد هنا أنَّه لن يأتي الوقت المناسب أبداً، فتجاوز الأمر وقرر المُضي قُدماً.

شاهد بالفديو: قرارات هامة لتغيير حياتك نحو الأفضل

4. اتخاذ إجراء:

يقول توني: "يُقاس القرار الحقيقي بالإجراء الذي تتخذه، فإذا لم تنجز شيئاً، فأنت لم تقرر حقاً"؛ لذا لا تكن واحداً من الناس الذين يقبلون بحياة عادية، فقد حان الوقت لجعل حياتك مثيرة، ولكي تجد الحياة التي تريدها، يجب عليك سد الفجوة بين مكانتك الحالية في الحياة، والمكانة التي ترغب أن تصل إليها.

حدد أهدافك واكتبها، ومن الأفضل أيضاً أن تخبر صديقاً لك بهذه الأهداف، فكتابتك أو جهرك بأهدافك بصوت عال، يقنع عقلك بأنَّك قد حققتها بالفعل، ثم عندما تحققها، فإنَّك تعزز العملية بأكملها، وتُدرِّب دماغك على توقع النجاح، ممَّا يؤدي إلى مزيد من النجاح.

قسِّم أهدافك إلى مهام يومية صغيرة؛ فإذا كنت تريد تحقيق الاستقلال المادي، فمن الأفضل أن تبدأ بمراقبة ميزانيتك، وزيادة معرفتك في عالم الاستثمار، وإذا كنت تريد أن تبدأ شركتك الخاصة؛ فانضم إلى مجموعة من المحترفين، أو ابحث عن منتور خاص، أو ابدأ بإنشاء موقع إلكتروني، كلُّ هدف تحققه سيقربك من الحياة التي تريدها.

إقرأ أيضاً: حدد أهدافك خطوة بخطوة

5. الإيمان بنفسك:

ليس من السهل دائماً أن نحصل على الحياة التي نريدها؛ فإنَّ حاجتنا البشرية إلى اليقين يمكن أن تبقينا عالقين في أنماط غير منتجة؛ إذ نبقى في علاقات غير مُرضية لأنَّنا قد تعودنا عليها، ونبقى في وظائف نكرهها لأنَّنا بحاجة إلى راتب ثابت، وإنَّ كسر هذه الأنماط يتطلب إيماناً قوياً في نفسك ورؤيتك، وربط أهدافك اليومية برؤيتك الشاملة لحياتك؛ لذا اكتب يومياتك حتى تتذكر أهدافك، وترى مستوى التقدم الذي أحرزته.

في الختام:

تذكر أن تحتفي بالنجاحات، وتعلَّم من الإخفاقات لكي تحدد سبب المشكلة، لكن لا تستغرق في التفكير في المشكلة؛ بل ركِّز على الحلول، وذلك لأنَّ النمو يسبب الإدمان، فبمجرد تحقيق هدفك، ستتوالى النجاحات.

المصدر




مقالات مرتبطة