5 حقائق هامة حول الثقافة التنظيمية في الشركات

تدرك الشركات الناجحة أنَّه من أجل جذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها، يتعيَّن عليها إنشاء بيئة يرغب فيها الأشخاص بالعمل بحماس، وفي السنوات القليلة الماضية، أصبح ما كان في السابق حافزاً للموظفين - كالرواتب والمزايا والامتيازات - مُرضياً فقط؛ حيث يريد الموظفون اليوم أن يشعروا بأهمية وظيفتهم، وأن يعملوا في شركة تتبنَّى قيماً مماثلة لقيمهم.



على الرغم من أنَّ معظم الشركات باتت تستخدم الثقافة التنظيمية كوسيلة تميزها عن غيرها من الشركات، إلا أنَّه لا يزال هناك العديد من المفاهيم الخاطئة حول ما تعنيه الثقافة التنظيمية حقاً وكيفية نجاحها.

فيما يلي خمس حقائق حول إنشاء ثقافة تنظيمية قوية:

1. لا تقتصر الثقافة التنظيمية على المرح والمتعة فقط:

تُخطئ العديد من الشركات عندما تربط الثقافة التنظيمية بالمرح والمتعة فقط، على الرغم من أنَّ المتعة في العمل هامة لمشاركة موظفيك ويمكن أن تساعد على وضع حد للإنهاك، لدى معظم الشركات التي تتمتع بثقافات متميزة أماكن للموظفين للترويح عن أنفسهم وبناء صداقات مع زملائهم في العمل، ومع ذلك فإنَّ غرف المرح والطعام المجاني وطاولات التنس ليست سوى جزء صغير من المعادلة.

في حين أنَّه من الهام قضاء وقت ممتع في العمل، لكن يجب الجمع بين المتعة والثقة والاهتمام والدعم، ويجب أن يتصرف الموظفون على طبيعتهم وأن يشعروا بالراحة في مشاركة آرائهم وأفكارهم دون خوف من العقاب، فالاستمتاع بالعمل بحد ذاته لا يكفي للحفاظ على الثقافة التنظيمية في الشركة.

إقرأ أيضاً: 3 طرق لتحديد أولويات ثقافة الشركة خلال فترات التغيير

2. تؤثر الثقافة التنظيمية في نجاح الشركة:

تسير الثقافة التنظيمية والشركة جنباً إلى جنب، فالموظفون الذين يشاركون بنشاط في عملهم يحققون نتائج أفضل، وفي الواقع تبيَّن بعد 30 عاماً من البحث أنَّ معدَّل دوران الموظفين في الشركات التي تستثمر في إنشاء ثقافات تتمحور حول الموظفين كان أقل بنسبة 50%، ونمو أرباحها أسرع بمرتين من منافسيها، لكنَّ المكاسب لا تتوقف عند هذا الحد؛ حيث تشهد هذه الشركات أيضاً زيادة في ولاء العملاء، وإقبال المرشحين المتميزين، والمزيد من الشهرة للعلامة التجارية وزيادة الإبداع.

3. لا تكلِّف الثقافة التنظيمية الكثير من المال:

ستحتاج إلى استثمار الأموال في ثقافة شركتك على الأمد الطويل، ولا توجد طريقة للحفاظ عليها دون الاستثمار في المزيد من الإصغاء والتواصل والتدريب، لكن يمكنك أن تبدأ بخطوات بسيطة.

حاول إرسال استطلاعات الرأي وعقد اجتماعات للمناقشة للحصول على إشارات حول ما يحبه الموظفون وما لا يعجبهم في شركتك؛ حيث يضمن الإصغاء والشفافية وإجراء التغييرات بناءً على التغذية الراجعة أنَّك تُجري تحسينات ذات مغزى، ويساعدك أيضاً على بناء الثقة بناءً أسرع.

4. لا تقتصر مسؤولية الثقافة التنظيمية على القادة وحدهم:

لا يوجد طريقة أخرى، فيجب أن تبدأ الثقافة التنظيمية من القمة؛ حيث تُحدِّد القيادة شكل وطبيعة الثقافة التنظيمية داخل الشركة، ما لم يبذل القادة جهداً في إنشاء ثقافة تنظيمية قوية والحفاظ عليها، فسوف تصبح فارغة وبلا معنى ولن يؤمن بها الموظفون أبداً.

ومع ذلك، لا تقتصر المسؤولية عن الثقافة التنظيمية على القادة، صحيح أنَّهم قدوة أساسية لثقافة الشركة، لكنَّ النجاح الحقيقي يأتي عندما تُشرِك الموظفين بتحمُّل المسؤولية، وبذلك يبذلون كل ما في وسعهم لإنجاحها، وعندما يقوم كل شخص بدور نشط في قيادة الثقافة التنظيمية، تصبح أقوى.

5. لا تنشأ الثقافة التنظيمية بين ليلة وضحاها:

ينبغي أن تتعامل مع الخطط المرتبطة بثقافة الشركة كما تتعامل مع خطط الشركة على الأمد الطويل؛ حيث تضع الأهداف وتطوِّر الاستراتيجيات وتراقب النتائج وتُخضع نفسك للمساءلة، وتُجري بعدها تغييرات كل عام للبقاء على المسار الصحيح وتحقيق التحسن.

خذ وقتاً لتكتشف كيف يمكن للمكوِّن الثقافي أن يقوِّي عملك، ثم فكر ملياً في نوع الثقافة التنظيمية التي ترغب في إنشائها، وبمجرد وضع الخطة، اهتمَّ بها وطورها كما تفعل مع أي عمل تجاري آخر، وعندما تحقِّق أهدافك الأولية، ضع مزيداً من الأهداف؛ حيث تتطوَّر الثقافة التنظيمية وتحتاج إلى اهتمام مستمر لضمان نجاحها.

قد يبدو إنشاء ثقافة عظيمة أمراً شاقاً، لكن لا تدع ذلك يحبطك، فإن خطوت خطوة واحدة في كل مرة، فستجد أنَّ المكافأة تستحق الجهد الذي بذلته.

 

المصدر




مقالات مرتبطة