5 أنواع من الأخطاء يجب تجنبها تماماً

الأخطاء والعثرات جزءٌ لا يتجزأ من حياة أي إنسان؛ فلا بدَّ أنَّك قد ارتكبت خطأً مُعيَّناً أو أفسدتَ شيئاً ما اليوم قبل تناول الفطور مثلاً، وهو ما فعلتُه أنا أيضاً، ففي وسط محاولاتنا الحثيثة لتحقيق أصعب أهدافنا واللحاق بمواعيدنا النهائية التي لا تنتهي، نتعرض جميعاً لارتكاب الأخطاء وإفساد الأمور، ولا بأس في ذلك، لكن من غير المقبول أن تلازمنا الأخطاء التي ارتكبناها وتبقى في ذاكرتنا خلال كل تجربة جديدة لنا، وهو ما يحدث في بعض الأحيان.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (ERIN FALCONER)، وتُحدِّثنا فيه عن أهم الأخطاء التي نرتكبها في حياتنا وكيفية تخطيها والمُضي قُدماً.

إن تساءلت عن السبب الذي يدفعك إلى قراءة هذا المقال في ظل انتشار ناس كثيرين على مواقع الإنترنت الذين أعلنوا أنَّهم خبراء في هذه الأمور وعدُّوا أنفسهم مرشدين ومعلمين ومحترفين وأساتذة، فيجدُر بك قراءة هذا المقال بتمعُّن والإصغاء إلى ما أقوله جيداً؛ لأنَّني التقيتُ وساعدت أشخاصاً كثيرين مذهلين مثلَك خلال السنوات الماضية بصفتي واحدةً من أصغر الكتَّاب في مجال تطوير الذات.

لقد ساعدت الناس على البدء بالتدوين، والذي يُعدُّ - بنظري وبعيداً عن الإحصاءات - أفضلَ مخفف للتوتر والقلق، إضافة إلى كوني أعشق القراءة؛ ومن ثَمَّ فهو أمر مُشترَك بيننا.

إذاً أوصيك بقراءة هذا المقال بتمعن والتفكير جيداً بما سأقوله - حتى وإن لم تكن مُضطراً إلى ذلك - نظراً لمعرفتي بأمور عدة قد تفيدك في هذا المجال؛ لذا فلنعاين الأخطاء والعثرات التي قد تصادفنا في الحياة من خلال فئاتها ومجموعاتها المختلفة، وسنتحدث عن المجموعة الأكثر قسوة وصعوبة في نهاية المقال.

5 أنواع من الأخطاء يمكن تجنبها تماماً:

إليك فيما يأتي 5 أنواع من الأخطاء يجب تجنُّبها تماماً:

1. الأخطاء العائلية:

نُسيءُ جميعُنا لأفراد عائلتنا أو نجرح مشاعرهم ونزعجهم من حين إلى آخر، وهو ما يجعلنا عادة نتقرب من بعضنا ونوثِّق علاقتنا بهم، وسواء تعلَّق الأمرُ بارتداء ملابس غير لائقة للعشاء أم إحضار أشخاص غير مناسبين للمنزل، تكثُر الأخطاء في البيت، وهو أمرٌ لا بأس به كما ذكرتُ سابقاً.

على الأرجح، يريد أفراد أسرتك منك أن تكون على طبيعتك وتواصل المثابرة إلى شق طريقك وتجاوز كل الحدود والعوائق فيها على الرَّغم من عدم إفصاحهم عن ذلك.

توجد أمثلة أكثر جديةً وخطورةً ممَّا سبق؛ فأنا أعرف أشخاصاً لم يتحدثوا مع إخوتهم منذ سنوات، إضافة إلى مَنْ يحذفون أي رسالة بريد تصلهم من آبائهم قبل فتحها ورؤية المكتوب فيها حتى، وللأسف إنَّها حالات محزنة جداً بالنسبة إلي.

في معظم هذه السيناريوهات التي تُعدُّ مباراةً من الضغائن والأحقاد، يريد الطرفان كلاهما الشيء نفسه؛ وهو القليل من التفهم والتعاطف وإعادة التواصل بينهما؛ لكنَّهما أعند من أن يضعا أحقادهما جانباً ويتخذا خطوة إيجابية للمصالحة.

برأيي توجد ثلاثة أشياء سيئة أو مريعة تستطيع أن ترتكبها بحق أفراد عائلتك وهي الكذب والسرقة وإدارة ظهرك لإحدى مشكلاتهم أو تجاهلها، ولا أستثني نفسي من تلك السلوكات؛ فقد فعلتُها جميعها.

إذاً تجنَّبْ فعل الأمور الثلاثة السابقة مهما كلَّف الأمر؛ إذ تستطيع بدلاً من ذلك أن تتنازل عن الخسائر الصغيرة وتتغافل عن الفرص الضائعة كي لا تتعرض في النهاية إلى الخسارة الكبرى المتمثلة بمقاطعة أحد أفراد عائلتك؛ وإن واجهت مشكلة فعلية وخطيرة مع أحدهم، أنصحك باللجوء إلى أحد أقاربك الكبار من ذوي الخبرة لمساعدتك على حلها.

2. الأخطاء الوظيفية:

يجب أن تدرك بأنَّ زملاء العمل موجودون في حياتك كي تعيش المرح والاستهزاء معهم تارةً وتشاركَهم أوجاعك وهمومك تارةً أخرى؛ فإن فكرنا قليلاً بالمسلسل الأمريكي الكوميدي "ذي أوفيس" (The Office)، سنجد أنَّ المكتب لن يكون مسلياً ومضحكاً لهذه الدرجة لولا الأخطاء التي ارتكبتها الشخصيتان "جيم ودويت" (Jim and Dwight) أو المقالب التي فعلاها بغيرهما.

برأيي الشخصي، أظنُّ أنَّهما كانا يُخفقان ويرتكبان الأخطاء في سبيل تعلُّم مزيد من الأمور عن نفسيهما، ومع ذلك، ما زالت توجد بعض الأمور المختلفة التي تفشل أو يصيبها خطبٌ ما في مكان العمل، فإليك بعض النصائح لتفادي ذلك قدرَ المستطاع:

تجنَّب الصراع والخلافات:

لا تمتاز المواجهة والصراعات الناجمة عن تضارب الأفكار بأي قيمة هامة على الأرجح في مكان العمل، ما لم تكن تعمل في بنك استثماري أو وكالة إعلانية أو غيرها من الأماكن؛ إذ يساهم الصراخ والاستخفاف بالناس والحَطُّ من قدرهم في نجاحك وتقدمك وتفوُّقك على الآخرين، وفي هذه الحالة تستطيع أن تفرغ غضبك في النادي الرياضي لاحقاً.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لتجنب الصراعات والمشاكل في العمل

لا ترسل إلى أحدهم شيئاً إن كنتَ غاضباً:

لا يمكن التراجع عن رسائل البريد الإلكتروني بعد إرسالها؛ لذا لا تكتب رسالةً مملوءة بالكره والأذى وترسل نسخة منها إلى مديرك أو إلى الشخص المسؤول عنك؛ والذي يريد على الأرجح أقلَّ قدرٍ ممكن من الخلافات ضمن مكتبه، كما أنَّ الرسائل المماثلة ستضايقهم وتزعجهم في كل الأحوال حتى وإن كنتَ مُحقاً.

حافظ على سمعتك الحسنة وصيتك الجيد:

إن ارتكبتَ خطأً واحداً أو فوَّتَ أحد مواعيدك النهائية أو أدليتَ بتعليق عنصري في أحد الاجتماعات الكُبرى من غير قصد - وهو ما فعلتُه شخصياً للأسف - فما عليك سوى الاعتذار بسرعة والانتقال إلى موضوع آخر مباشرةً؛ فأسوأ ما يمكن أن يحدث هو بقاء تلك المشكلة مُطوَّلاً لتضرَّ بسمعتك.

كذلك يحب بعض زملاء العمل تذكيرك بأخطائك وسلبياتك وعيوبك الشخصية على الدوام؛ إذ يجب ألَّا تستمع لهم أو تركز على كلامهم؛ لأنَّ الاستسلام لضغوطاتهم والتأثر بما يقولونه قد تكون له تأثيرات طويلة الأمد في صحتك النفسية.

تذكَّرْ دوماً أنَّك قمتَ بعملٍ جيد جداً وأفضل بكثير من أي عمل سيئ على الرَّغم من كل الأخطاء والهفوات التي ارتكبتها.

شاهد بالفيديو: فن التعامل مع أخطاء العمل

3. الأخطاء التي تُرتكَب مع أحد المنافسين:

يحاول المنافسون إغضابك والنيل منك كما يفعل بعضُ زملاء العمل تماماً، وعادةً ما يجدون طريقةً ما للاستفادة من أخطائك وهفواتك واستغلالها لمصلحتهم.

فعند أخذ الرياضة كمثال؛ إن قدمتَ إلى ملعب كرة السلة مُتعَباً ومتأخراً في مباراةٍ حاسمةٍ وفاصلة؛ إذ يتحمس الفريق الآخر ويُطلق وابلاً من التسديدات المتكررة عليكم، بينما تُعزل في المنطقة المحظورة أو المُحرَّمة من ملعب كرة السلة، والمنطقة المُحرَّمة هي عبارة عن نصف دائرة بنصف قطر يبلغ طوله (1.22) متر أسفل السلة، ولا يُعاقب المهاجم في هذه المنطقة عن أي أخطاء هجومية يقوم بها ضد المدافعين؛ لأنَّهم أصلاً قد وقعوا بخطأ الوجود في هذه المنطقة، ولا يكون المدافع داخل المنطقة المحظورة محمياً بأي قانون من قوانين اللعبة وأي خطأ دفاعي سيُحتَسب ضده ويمنح فريق الخصم رمية حرة.

ستجدُ نفسك تلهث وتتنفس بصعوبة في كل استراحة بينما يتهامس كلا الفريقين ويتحدثون عنك؛ لذا حاول أن تتعلم جيداً من كل لعبة أو حدث جماعي تفسده وتخسر فيه.

نعلم جميعاً بأنَّه من الصعب هزيمة الفريق نفسه والتغلب عليه مرتين؛ لذا حاول أن تؤيد هذه المقولة وتُثبتها في المستقبل، وغيِّرْ طريقتك في المرة القادمة من خلال الاستعداد جيداً للمباراة، ولا تتوقع أن تكسب أيَّ شيءٍ بسهولة.

تذكَّر أنَّه ما يزال باستطاعتك العودة إلى منزلك الدافئ لتناول وجبتك المُفضَّلة، كما آملُ أن يكون لديك شخصٌ مُقرَّب لمواساتك وطمأنتك.

إقرأ أيضاً: المنافسة في العمل: أنواعها، وأشكالها، وإيجابياتها وبعض سلبياتها

4. الأخطاء التي ترتكبها مع جمهورك:

من الصعب أن تستعيد محبة جمهورك وثقته بعد ارتكاب خطأ فادح لمرة واحدة أو مجموعة من الأخطاء الصغيرة؛ فربَّما كان هؤلاء الأشخاص مترددين في التعامل معك في البداية؛ ومن ثمَّ يتركونك للأبد، وفيما يأتي بعض الأمثلة:

التدوين:

قد تُرتكَب فيه شتى أنواع الأخطاء بدءاً من الأخطاء المطبعية ووصولاً إلى تفويت المواعيد النهائية أو كتابة مقالات هجومية أو مُهينة؛ لذا حاول الاعتذار وتقديم المبررات والأسباب للدفاع عن نفسك، وتأكَّد أنَّ جمهورك يشعر بتفهُّمك واستيعابك له.

التسويق:

قد تكون الأخطاء في هذا المجال عدمَ التسليم ضمن الوقت الذي تعهدتَ به، أو عدم تحقيق أهدافك واستيفاء الأرقام التسويقية المطلوبة، وكذلك إهانة الآخرين وجرح مشاعرهم؛ لذا حاول وضعَ أمثلةٍ لنجاحاتك السابقة على موقعك الإلكتروني، وخُذ التغذية الراجعة على محمل الجد وواصل التقدم.

وسائط الفيديو:

إن صنعت مقاطع فيديو للناس، فلا يمكن أن تكون جميعها ممتازة وعظيمة؛ لكنَّك تستطيع أن تجعلها جميعها إبداعية ومُبتكَرة؛ لذا خُذ يوم عطلة وحاول إعادة اكتشاف إبداعك إن صنعتَ فيديو سيئاً؛ وذلك كي تعود أقوى وأفضل من ذي قبل.

عادةً ما يحب الجمهور الذي تجمعه حولك شيئين رئيسين، وهما التقدم والثبات أو الاستمرارية؛ إذ يرغب الناس في تلقي رسائل منسجمة ودائمة في أوقات ثابتة من الأشخاص الذين يقدرونهم ويُعجَبون بهم، كما يرغبون في رؤيتهم يتطورون ويتقدمون في حياتهم.

قد تنجح في نشر رسالة مُعيَّنة في أحد الأشهر، لكن يمكن لتلك الرسالة ذاتها أن تفشل تماماً نتيجة تغيير مفاجئ في الشهر الذي يليه؛ ومن ثَمَّ فإنَّ أفضل خيارٍ أمامك هو البقاء على اطلاع بآخر المستجدات والمحافظة على انسجامك مع الأشخاص المُستهدَفين بعملك؛ وذلك من خلال قناتك الخاصة على "اليوتيوب" (YouTube) أو بريدك الإلكتروني أو بريدك التقليدي أو كتابة الإعلانات أو غيرها.

إقرأ أيضاً: تمارين لتحسين القدرة البصرية

5. الأخطاء التي تُرتكَب مع الأصدقاء:

تركتُ التحدث عن الأصدقاء حتى النهاية لأنَّ الأخطاء التي تُرتكَب بينهم هي بالتأكيد أصعب الأخطاء التي تستطيع تلافيها أو تعويضها، ولعلَّ الحقيقة الأكثر إيلاماً هي أنَّ الصداقات التي لا تكبر أو تتطور تنتهي في الآخر؛ لذا فالحل البسيط هو معرفة مزيد عن شخصٍ ما إن رغبت باستمرار صداقتكما.

لكنَّ الجانب الإيجابي هنا هو أنَّ الأخطاء المُقترَفة والجدالات والشجارات التي يُتغلب عليها وتُتجاوَز تقرِّب الصديقين من بعضهما، وهذا يعني أنَّه يجب الاعتراف بمسؤوليتك وتحمُّل نتائج أخطائك عندما تُسيء لأصدقائك أو تجرح مشاعرهم أو تسبِّب الأذى لهم.

حاول إيجاد طرائق لتحويل تلك الأخطاء والمشكلات لشيءٍ إيجابي تستطيع أن تضحك عليه وتسخر منه مع أصدقائك لاحقاً؛ فاختبار صبر شخصٍ ما أو روح الدعابة لديه طريقةٌ رائعة لبناء صداقات طويلة الأمد.

لا تسمح لنفسك أبداً بأن تتورط أو تعلق في دوامة من الشعور بالذنب نتيجة تلك الأخطاء، فمن واجب الأصدقاء مسامحة بعضهم، ولا تدع كذلك الإحراجات التي تعرضتَ لها تؤثِّر سلباً في حاضرك وسعادتك؛ بل اضحك عليها واسخر منها وكن شخصاً أقوى في كل مرة.

يتصرف بعض الناس بأنانية مُتعمَّدة ومقصودة مراراً وتكراراً، وكثيراً ما يكون لديهم أكبر عدد من الأصدقاء؛ لذا حاول ألَّا تكون واحداً من أولئك الأشخاص، واعلم أنَّك لستَ مُضطراً لأن تكون عكسَ التيار أو على النقيض منهم تماماً؛ بل هذه حياتك الخاصة، فَعِشْها كما ترغب.

إقرأ أيضاً: 7 أسباب علمية تؤكد أهمية الأصدقاء

في الختام:

آملُ أن تكون كلماتي قد صفَّت ذهنك قليلاً ومنحتك مزيداً من الوعي؛ إذ سيحدث دوماً أخطاء لن تستطيع نسيانها أبداً، لكن حاول أن تجعل إنجازاتك الكُبرى والعظيمة أكثر حضوراً وبروزا في ذهنك وذاكرتك؛ فالحياة قصيرة جداً؛ لذا تذكَّر الجوانب الإيجابية والنواحي الجيدة منها.




مقالات مرتبطة